أكد الفريق ضاحى خلفان تميم، القائد العام لشرطة دبى، أن شرطة دبى نجحت فى تعرية الموساد الإسرائيلى ووضعه فى حجمه الطبيعى وسقوط الادعاء بأنه أسطورة لا تقهر، موضحاً أنه سيظل يلاحق المتهمين فى قضية اغتيال محمود المبحوح القيادى فى حركة حماس بدبى حتى النهاية.وأشار المسؤول الأمنى الأول فى دبى في حوار مع صحيفة اليوم السابع المصرية إلى أن يرفض القمع بالرغم من انه تلقى تدريبا عنيفا في الاردن .
وفيما يلى نص الحوار مع الفريق ضاحى خلفان تميم القائد العام لشرطة دبى..
تردد اسم شرطة دبى فى عملية الطرود المفخخة التى اجتاحت العواصم الأوروبية مؤخراً، ونجحت دبى فى كشف أحد الطرود قبل إرساله إلى الولايات المتحدة؟
- شرطة دبى نجحت فى إبطال مفعول أحد الطرود المفخخة ويرجع الفضل فى ذلك إلى المعلومات التى أمدتنا بها سلطات الأمن السعودية، كما وصلنا الخبر أيضاً عبر اتصالات دولية من ألمانيا وأمريكا بأن هناك احتمال وصول طرود مفخخة وبناء على هذه المعلومات تحركت شرطة دبى ونجحت فى اكتشاف الطرد وإبطال مفعوله، وسيظل التعاون مستمرا مع الدول المجاورة والأوروبية وأمريكا فى هذا المجال لمواجهة أى تحديات.
كما أننا نتحرك فى هذه القضية بدافع أمنى بحت وليس لنا أغراض شخصية أو سياسية فى هذه القضية أو غيرها، وأن المعلومات الموجودة لدينا لديها قوة الدليل القطعى على الأشخاص المتهمين فى قضية الطرود كما أن التحقيقات تشير إلى تورط بعض الأشخاص العرب.
تعرضتم من قبل للتهديد من الموساد نتيجة كشف الجناة فى قضية اغتيال المبحوح ألا تخشون من استهداف القاعدة لكم بعد أن ساهمتم بشكل فعال فى إبطال مخططها؟
- نحن حريصون على أن نؤدى دورنا على أكمل وجه، بالرغم من أن القاعدة استهدفت قيادات شرطية فى أماكن مختلفة ولكنى لا أعتقد أن القاعدة يمكن أن تستهدفنا لأننا نتحرك بدوافع أمنية وليس لنا أى دوافع سياسية على الإطلاق، أما بالنسبة للموساد فقد وصلنى أكثر من تهديد بالقتل ورسائل على هاتفى الشخصى ولكن هذه الأفعال لا تثنينا عن مواصلة مهمتنا، وحماية وطننا، وملاحقة المتورطين فى قضية المبحوح.
بعد صدور الحكم فى قضية سوزان تميم والسكرى وهشام مصطفى هل أغلقتم باب القضية، أم لديكم ما تقدمونه فى حالة حصول هشام طلعت مصطفى على البراءة ولماذا لم يسافر وكيل النيابة شعيب أهلى للإدلاء بأقواله؟
- السلطات المصرية هى التى اكتشفت إدانة هشام مصطفى وبينما نملك نحن فى شرطة دبى أدلة علمية لا يمكن الشك فيها على محسن السكرى لأنه الشخص الذى كان موجودا على أرضنا، ولا نملك عن هشام مصطفى سوى بعض الرسائل ومكالمات هاتفية كان آخرها مكالمة بين السكرى وهشام قبل ليلة واحدة من الجريمة، ونحن نثق فى عدالة القضاء المصرى ونزاهته، أما بالنسبة لعدم سفر شعيب فربما لديه بعض الأشغال أو غيرها من الأسباب التى تمنعه من السفر لا أعلمها ولكن شرطة دبى أرسلت الخبراء والضباط والمحققين وكل ما طلبته المحكمة فى القاهرة، علما بأن دور الشرطة ينتهى عند وصول القضية للقضاء.
كما أن النائب العام فى مصر لا يوجه تهمة دون أن يكون لديه أدلة قوية.
البعض يرى أن دبى أصبحت المكان المفضل لدى المافيا لكى تمارس عمليات تصفية الحسابات السياسية؟
- دبى تتمتع بأنها أكثر المدن أمناً وجاذبية فى نفس الوقت، حيث يسافر عبر مطاراتها نحو 60 مليون مسافر سنوياً ربما لايصل مجموع المسافرين فى المطارات العربية مجتمعة إلى هذا الرقم، كما أن قضية سوزان تميم قضية فردية أما قضية اغتيال المبحوح فتمت من خلال عملية تزوير محكمة واستغل الموساد ثغرة معينة حيث استخدم الجناة جوازات سفر غربية يمكن بها المرور عبر العديد من المنافذ دون القدرة على كشفها لدقة عمليات التزوير، كما أنها ممغنطة وسليمة تماما كالجوازات الأصلية للدول الصادرة عنها، لذلك كان ردة فعل الدول الغربية قويا تجاه هذه القضية. كما أن أى مدينة كبرى يمكن أن يقع فيها مثل هذه الجرائم، وليس دبى فقط.
هل تم ضبط أى من المتهمين فى قضية اغتيال المبحوح وهل ستستمرون فى عملية ملاحقة الجناة رغم التهديدات، وهل تعرضتم لضغوط لتجاهل هذه القضية؟
- سنظل نلاحق الجناة مابقيت فى الخدمة حتى اللحظة الأخيرة بعد أن كشفت شرطة دبى الموساد ووضعته فى حجمه الحقيقى وقضت على عبارة أنه قوة لا تقهر، فقد وقع المنفذون فى أخطاء تنم عن غباء، كما أن العملية كانت يمكن أن تفشل لو كان مع المبحوح شخص آخر، لأنهم نجحوا فى الانفراد به وحيداً، وكان على المبحوح أن يكون بصحبة آخرين بشكل دائم لأنه من المفترض أنه يعرف أن الموساد يلاحقه. كما نجحت شرطة دبى فى كشف الأقنعة عن 40 شخصا من الموساد خلال 15 يوماً وتم نشر صورهم عبر الانتربول لملاحقتهم، وتبين أن نحو 70 % من المشاركين فى العملية مستوى ذكائهم عادى.
ولدينا معلومات تفيد بأن أحد المتهمين كان فى مطار كندى ولكن السلطات الكندية تقاعست فى إلقاء القبض عليه وقالت إنها ليست متأكدة من أنه الشخص المطلوب. ولكن ذلك لن يمنعنا من الاستمرار فى متابعة المتهمين دولياً مهما كانت التهديدات لان هذه القضية تعتبر قضية كرامة لنا جميعاً بعد أن نجحت شرطة دبى فى فضح الموساد عالمياً.
تعتمد شرطة دبى على الكاميرات لرصد كل شىء فى الإمارة حتى اتهم البعض الشرطة بأنها تتدخل فى حياتهم الخاصة من خلال هذه الكاميرات؟
- نحن لدينا عيون ساهرة وكذلك كاميرا ساهرة تساهم فى حماية الوطن حيث تستخدم شرطة دبى الكاميرات فى الشوارع وغيرها من الاماكن الأخرى ولكن ترصد الاشياء التى التى يتم ملاحظتها بالعين المجردة بعيداً عن الأمور الشخصية للأفراد.
العملية الأمنية فى دبى تواجه تحديات كثيرة فى ظل الانفتاح الاقتصادى والسياحى الذى تعيشه الإمارة وتعدد الجنسيات، بالإضافة إلى الأحداث الساخنة فى المنطقة سواء فى العراق أو اليمن وإيران؟
- نحن نؤمن بأن الحافظ هو الله ونؤدى دورنا بكفاءة ومهارة عالية، كما أننا ليس لدينا كروت سياسية للعب بها وإذا وجدت فنحن لانجيدها ولانرغب فيها لأنها عملية لاتخلو من أشياء غير نظيفة، نحن لدينا مغامرات اقتصادية فقط ولانحب المغامرات السياسية، لذلك نحن نتمتع بعلاقات طيبة مع الجميع ونعمل لخدمة شعبنا ووطنا.
الشرطة فى معظم الدول العربية تستخدم أساليب العنف والقمع مما جعلها محل اتهام دائماً. كيف تتعامل شرطة دبى مع المفهوم الاجتماعى فى ظل تواجد الجنسيات المتعددة؟
- بالرغم من أننى تلقيت تدريبا عنيفا فى تعليمى الشرطى بالأردن مثل الكثير من الضباط العرب وعشت حرب أيلول الأسود وحصلت على العديد من التدريبات العنيفة حيث كان تدريبى أقرب لتدريب القوات المسلحة ولكن عندما قامت الثورة الإيرانية وقفت لحظة تأمل مع نفسى فى تفكير عميق وقلت إذا تحرك الشعب على السلطة الطاغية يقلب الأمور رأساً على عقب، وقلت كيف عجزت كل هذه القوة الإيرانية عن حماية الشاه، وتأكدت أنه إذا تحرك الشعب فلايمكن لأى قوة أن توقفه، فبدأت أعمل على ترسيخ مبدأ قرآنى انطلاقاً من قوله تعالى «ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك»، لذلك كان فكر شرطة دبى قائما على احترام الناس ومساعدتهم ورعايتهم وليس العنف معهم، وهذا سر نجاح الشرطة وحب الناس لها وحرصهم على التواصل معها، لذا أفكر فى تحويل مراكز الشرطة من قلاع حصينة إلى مبان زجاجية شفافة.
الغرب يوجه اتهامات للدول العربية ومنطقة الخليج بشكل دائم حول غياب الممارسات الديمقراطية، فما ردكم على هذه الاتهامات؟
- المشكلة أن الغرب يمارس أمورا معينة ولا يريدنا أن نمارسها، على سبيل المثال تمنع اوروبا الحجاب علماً بأننا لانصنف المتبرجات دينياً أونقول إنها مخالفة لأحكام الشريعة ولا نطلب من الفتيات الغربيات فى بلادنا ارتداء ملابسنا أو نمارس عليهن فى بلادنا ما تمارسه أوروبا على المسلمات المحجبات، فادعاءات الغرب فى مجال الديمقراطية تبدو غير منطقية ومنقوصة إلى حد كبير، كما أننا لدينا الحرية فى أن يعبر كل شخص عن رأيه. كما أن الغرب لا يسمح لكاتب عربى بنقد الغرب كما فعل مع الجزيرة أو غيرها كذلك يمنع بناء المساجد فأين الديمقراطية فى هذه الممارسات.
بعض وسائل الإعلام اتهمت دبى بفتح المجال لممارسة أعمال غير أخلاقية دون التعرض لهؤلاء الأشخاص وأن الانفتاح أحدث الكثير من التأثيرات السلبية؟
- نحن حريصون على ترسيخ عاداتنا وتقاليدنا ومواجهة كل الظواهر السلبية وغير الأخلاقية، كما رفضنا طلب سفير إحدى الدول الكبرى بمنح تصاريح للفتيات لممارسة الدعارة بشكل قانونى، لأن المشكلة لدى الغرب ليست فى ممارسة الدعارة بل فى ممارستها بتصاريح أو دون تصريح، حيث يعتبر الغرب أنه لا مشكلة من وجهة نظرهم إذا تمت ممارستها بتصريح، أما المشكلة فهى عدم منح هؤلاء الفتيات تصاريح رسمية، ولكن شرطة دبى رفضت هذا الطلب رفضاً قاطعاً انطلاقاً من ديننا الحنيف والذى يحث على تجنب الرذيلة والحفاظ على عاداتنا وقيمنا الحميدة، كما عملت على محاربتها واتخاذ الإجراءات القانونية تجاه الأشخاص الممارسين لها. كما أن الغرب لا يعتبر الفتاة التى تمارس الدعارة بتصريح تجارة رقيق أبيض فى الوقت الذين يقولون فيه إنهم يحاربون الاتجار فى البشر.
كان لكم دور فاعل فى مواجهة الفضائيات الهابطة من خلال حملة كبيرة لمواجهة هذه القنوات ونجحت حملتكم إلى حد كبير فى ذلك فماهى دوافعكم تجاه هذا الحملة وهل مازالت مستمرة؟
- لقد قمت بحملة ضد هذه القنوات خلال السنوات الماضية وانضم إلى مجموعة كبيرة من الكتاب وغيرهم للدفاع عن القيم الإسلامية والعادات الحميدة والحفاظ على شباب الأمة، كما عملنا فى جمعية رعاية الموهوبين على الاهتمام بالشباب أصحاب المهارات الخاصة ليكونوا نواة للمبدعين العرب وبدأت عملية الاهتمام بالموهوبين تؤتى ثمارها بعدما تبوأ بعض الأشخاص أماكن ووظائف متميزة وانضم البعض منهم إلى مشروع الإمارات النووى. كما أن الحملة وصلت إلى الدول الأخرى فى قطر ومصر وغيرها لإيمانهم وقناعتهم بأن الفضاء فيه الكثير من السموم وأن الثقافة السلبية تؤتى ثمارا سلبية.
وقبل تأسيس جمعية رعاية الموهوبين لم نكن نسمع عن رعاية الموهوبين ولكن منذ تأسيس الجمعية بدأت تنتشر الجمعيات المماثلة والجوائز وهذا يعد إحدى أهم ثمارها.
ماهى طبيعة التعاون مع مصر خاصة فى مجال الأمن وهل لديكم مشاريع مشتركة فى المستقبل؟
- نحن حريصون على التواصل الدائم مع السلطات فى مصر لأن الشرطة المصرية أسهمت بدور كبير فى إعداد الكثير من الضباط القدامى فى شرطة دبى، كما أن أساتذة القانون فى كلية الشرطة معظمهم من المصريين ولاتعقد ندوة أو دورة دون أن يكون بها مشاركة مصرية، فمصر بها طاقات وكفاءات علمية وبشرية قادرة على تحقيق العديد من الإنجازات. كما أننا حريصون على التعاون الأمنى بشكل فعال لمصلحة البلدين، وكان آخر ثمار هذه التعاون تسليم سيدة الأعمال هانم العريان للسلطات المصرية، وغيرها من الأشخاص الذين يكون عليهم قضايا ومطلوبون للعدالة.
نشر لكم مقال صحفى قبل عدة أيام شخصتم فيه القضية اللبنانية ووضعتم بعض الحلول لها، ماذا ينتظر لبنان؟
- حسن نصر الله قال إنه يملك أشياء هامة للأوقات الصعبة فهل يملك صورا تظهرالطائرات الإسرائيلية أو صاروخا إسرائيليا موجها لضرب سيارة الشهيد رفيق الحريرى أو غيرها من الأدلة القاطعة على إدانة إسرائيل، إن إظهار دليل مثل ذلك يمكن أن يكون علاج ناجعا للأزمة علماً بأن العمق الذى سببه الانفجار فى مكان وقوع الحادث يتيح لخبراء المعاينة التمييز بسهولة. فلو تم استرجاع الفيلم الخاص بالحادث نجد التفجير أحدث عمقا كبيرا لذا لايوجد سوى احتمالين فقط لما تعرضت له سيارة رفيق الحريرى، إما قذيفة زرعت فى الأرض أو ضربت بصاروخ، أما احتمال تفجير السيارة بسيارة مفخخة فهو أمر غير وارد لأنها لاتحدث هذا العمق والدليل ما يحدث فى العراق ولكن السؤال الذى يطرح نفسه هل تمت المحافظة على مكان الحادث بشكل صحيح أم لا، وبالتالى تبقى كل الاحتمالات واردة فى ظل غياب أدلة قاطعة وإلا لاستخدمها المحققون منذ البداية.
كنت أحد الاشخاص الذين عملوا على محاربة الفساد خلال الفترة الماضية وطالبت بتوقيع عقوبات مشددة على المرتشين، ولكن المفاجأة أن البعض حصل على البراءة مؤخرأً وحدثت بعض حالات الانتحار مثل سعيد شينوى؟
- مازالت أطالب وأسعى لتوقيع أشد العقوبات على المفسدين، خاصة أن الاتهام الموجه لهم صادر عن إدارات الرقابة المالية التى تمحص كل الأرقام ويقوم بإعداد هذه التقارير خبراء ماليون متخصصون، فكلما اشتدت القبضة على الأشخاص لن يجرؤ أحد على ممارسة الفساد المالى، أما عن براءة بعض الأشخاص فإن هذه أول درجة وهناك درجات أخرى من التقاضى خاصة أن بعض الاشخاص قد اعترفوا بارتكابهم عمليات فساد مالى.
ماذا تفعل لوكنت مكان الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى؟
- لفعلت مايسعى لفعله الآن أمين الجامعة وحولتها إلى اتحاد الدول العربية وعملت جواز سفر اتحاديا عربيا موحدا بشكل واحد وبمضامين مختلفة حسب كل دولة، ولأنشأت قوات مسلحة اتحادية كما هو الحال فى اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة لكى تجعل الدولة العربية لها قوة ضاربة فى السياسة الدولية، وأن يتم رفع القرارات للمجلس الأعلى للاتحاد.