حلف شمال الأطلسي

k.g.b

صقور الدفاع
إنضم
30 يوليو 2008
المشاركات
3,736
التفاعل
252 0 0


بسم الله الرحمن الرحيم
.....................................


حلف شمال الأطلسي



40385591.gif







مقر الناتو


تعريف


هو تحالف سياسي وعسكري بين دول أوروبية وأميركية عقدت اتفاقا للدفاع المشترك بينها، يسمى اختصارا حلف الناتو.
تم تأسيس الحلف عام 1949 بين الدول المتحالفة في بموجب معاهدة شمال الأطلسي والمفارقة أن الاتفاقية كانت ضد عضو آخر بالتحالف ضد النازية في الحرب العالمية الثانية، وتعاهدت تلك الدول بعد الحرب على الدفاع المشترك عن بعضها ضد أي هجوم محتمل من ، الذي شكل مع حلفائه الجدد لمواجهة حلف الناتو، أو أي معتد آخر.
وحسب المعاهدة فإن أي هجوم مسلح ضد واحدة أو أكثر من الدول الأعضاء في أو يعتبر هجوما ضد جميع أعضاء الحلف.
وقعت 12 دولة على معاهدة شمال الأطلسي في 4 1949 في ، والدول هي ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، .
وانضمت إلى المعاهدة عام 1951 لتتبعهما و الغربية عام 1954 عام 1982.





التنظيم



تخضع القوات العسكرية للحلف في 3 قيادات رئيسية هي:

  • قيادة الأطلسي

  • قيادة القنال

  • قيادة أوروبا الموحدة

وأغلب قوات الحلف موجودة تحت قيادة أوروبا الموحدة التي يوجهها القائد الأعلى الموحد في أوروبا.
وتضع اللجنة العسكرية للحلف المكونة من مسؤولي الدول الأعضاء السياسة التي ينفذها القائد الأعلى الموحد في أوروبا. واللجنة مسؤولة أمام مجلس شمال الأطلسي، الذي يتكون من رؤساء الدول الأعضاء أو ممثليهم. ويجب أن تكون جميع قرارات المجلس بالإجماع، وتقع رئاسة مجلس شمال الأطلسي في ببلجيكا.

نبذه تاريخية


خرجت دول من الحرب العالمية الثانية منهكة وضعيفة عاجزة عن حماية نفسها ضد أي هجوم، وتزايد مخاوف تلك الدول بعد وقوع دول تحت النفوذ السوفيياتي، وقد ساهم تولي الشيوعين لسلطة في في العام 1948 وحصار السوفييت في ذات العام مخاوف دول أوروبا الغربية من مهاجمة السوفييت لها.
الامر الذي دفع دول أوروبا الغربية للاستعانة بالولايات المتحدة وتوقيع معاهدة حلف شمال الأطلسي في العام 1949.
تزامنت المخاوف الأوروبية مع شعور القادة الأميركيين بضرورة القتال ضد استيلاء الاتحاد السوفييتي على أوروبا الغربية لأن ذلك سيضاعف من قدرة الاتحاد السوفييتي في الهجوم على الولايات المتحدة حسب ما كانوا يصرحون.
اعتبرت الولايات المتحدة ودول أوروبا الغربية أن في العام 1950 قد تؤدي إلى هجوم سوفيتي على دول أوروبا الغربية، الأمر الذي عجل بالإعلان عن تشكيل الحلف في 1950.
لم تدم فترة التفافهم بين دول الحلف طويلا، فبعد في العام 1962 بدأت دول الحلف الأوروبية تتساءل فيما إذا كانت الولايات المتحدة ستستخدم أسلحتها النووية للدفاع عنها أم لا.
كما استاء الأوروبيون من حقيقة عدم سيطرة الحلف على القيادات النووية الوطنية الأمريكية.
إضافة إلى ذلك أصاب القلق دول أوروبا الغربية من عدم وجود أي تأثير لها في السياسة الخارجية الأميركية التي كانت ستؤثر عليها نظرا للتوتر الذي كان من الممكن وقوعه بين الولايات المتحدة وروسيا في ظل التي كانت بين الطرفين. مما قد يقود إلى نشوب حرب على الأراضي الأوروبية.
في الوقت ذاته استاء الأمريكيون من عدم تأمين الأوروبيين لقوات غير نووية إضافية، وإنفاق بريطانيا وفرنسا الكثير من الأموال على تطوير برامج .
وقد ساهم هذا التوتر في جعل فرنسا تتخذ قرارها بطرد قوات الحلف من أراضيها في العام 1966، وسحب القوات الفرنسية من قيادة الحلف. إلا أنها بقيت عضوا في الحلف.
لم تكن هذه نهاية الأزمات في الحلف ففي العام 1974 سحبت اليونان قواتها من قيادة الحلف بسبب عدم منع بريطانيا وأميركا لتركيا من السيطرة على شمال لحماية المسلمين هناك. إلا إن اليونان عادت للانضمام للجناح العسكري للحلف عام 1980.
في نهاية الثمانينات من القرن الماضي بدا الرئيس الروسي ميخائيل غورباتشيف في السعي لتقليل حدة التوتر بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة، وتبنى سياسة الترويكا، فانخفض التوتر إلى درجة كبيرة.
في عام 1988 توصل الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة إلى معاهدة لإزالة كل الصواريخ متوسطة المدى المتمركزة على البر لدى كل من البلدين. وتضمنت الصواريخ الأمريكية التي شملتها المعاهدة تلك التي نشرها الحلف في أواسط ثمانينيات القرن العشرين. كذلك شرع الاتحاد السوفييتي في أواخر الثمانينيات في خفض قواته العسكرية التقليدية في أوروبا الشرقية.
وبسبب بداية ظهور انهيار الاتحاد السوفيتي بدأت دول أوروبا الشرقية في الخرج من الفلك الروسي الأمر الذي شجع الحركات المناوئة للشيوعية في تلك البلاد وبمساعدة من الولايات المتحدة والدول الغربية في الوصول إلى سدة الحكم في بلادها.
في عام 1990 وقّع قادة دول الحلف والاتحاد السوفييتي وحلفاؤه من شرق أوروبا اتفاقية بعدم استخدام القوة العسكرية ضد بعض. كذلك اتفق القادة على تدمير أعداد كبيرة من دبابات بلادهم، وقطع مدفعيتها، وأسلحة غير نووية أخرى في أوروبا.
وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي في العام 1991 وانتهاء معاهدة حلف وارسو بدات التساؤلات عن الدور الذي يمكن ان يلعبه حلف شمال الاطلسي.
لذا اخذ الحلف من ذلك الحين في مزج السياسي بالعسكري وأصبح دوره السياسي يطغى في بعض الأحيان على دوره العسكري، إلا أن الدور العسكري للحلف بقي حاضرا فاتجهت دول الحزب على توسيع أنشطتها في داخل أوروبا وخارجها على السواء.
في العام 1991 سعى الحزب إلى توسيع عملياته العسكرية في أوروبا لتشمل الدول غير الأعضاء في الحلف، فساعدت قواته على فرض السلام في عام 1995.
في 30 1997 بدأت في هلسنكي القمة الأمريكية الروسية المخصصة لبحث توسيع حلف الأطلسي والعلاقات بين روسيا والحلف.
أدخل مؤتمر قمة الناتو بمناسبة العيد الخمسين لقيام الحلف والذي انعقد في واشنطن في نيسان/إبريل ١٩٩٩، تحديدا جديدا لدور ومهام الحلف ومفهومه، ورسخ المفهوم الاستراتيجي الجديد لحلف الناتو تقوية الأمن والاستقرار في كافة أنحاء منطقة أوربا-الأطلسي من خلال الشراكة، والتعاون، وتجنب الصراعات، والتغلب على الأزمات.
في عقد التسعينات من القرن العشرين أشرك حلف الناتو، من خلال شتى أشكال الشراكة والتعاون، دول وسط وشرق أوربا وكذلك روسيا في البنى الأمنية الأوربية-الأطلسية. وقد تبعت الشراكة من أجل السلام والمبرمة في عام ١٩٩٤ فكرة ملف ناتو-روسيا الأساسي عام ١٩٩٧، وفي ٢٨ أيار/مايو ٢٠٠٢ تم تشكيل مجلس الناتو-روسيا، وهو جهاز يسمح للطرفين بوضع السياسات اللازمة في مجال مكافحة الإرهاب والحد من التسلح وإدارة الأزمات.
أثناء الاستعداد الأميركي للحرب على عارضت بعض دول الحلف كألمانيا وفرنسا شن الحرب على العراق لعدم وجود مبرر للعدوان على العراق إلا أن الولايات المتحدة لم تكترث كثيرا لاعتراضات حلفائها الأوروبيين وخاضت الحرب على أساس تحالف صوري يخولها الحديث عن تحالف قام بشن الحرب على العراق.
بعد على الولايات المتحدة أعلنت دول الحلف تضامنها مع الولايات المتحدة، واعتبرت دول الحلف أن عليها تدارك ما قد يستجد من مخاطر قد تهدد دول الحلف، لذا فقد تم التخطيط لاستحداث قوات للردع تابعة للحلف ، تتألف من وحدات متنقلة حديثة التجهيز، وقادرة على تنفيذ المهام بالمشاركة مع قوات أخرى وعن طريق تقسيم الواجبات. وتتضمن تلك القوات فرقا برية وبحرية وجوية، تكون على أهبة الاستعداد للانتقال السريع إلى أية منطقة معنية، بموجب قرار من مجلس الحلف.
وبات دور الحلف عالميا بع ذلك يبدو وكأنه يريد الفرض سيطرته السياسية في العالم وانه الحلف العسكري الوحيد في العالم حاليا لذا فان عليه عقد معاهدات مع العديد من الدول وإشراكها في مناوراته حتى يكون له دور عسكري في تلك الدول.

فقد أطلقت قمة للحلف في 2004، مبادرة الشرق الأوسط الموسع، التي يتولى فيها الحلف الدور الأمني، وذلك من خلال دعم التعاون مع دول المنطقة في المجالين الأمني والعسكري لضمان عدم انتشار أسلحة الدمار الشامل، ومكافحة كما يعتبره الغرب إرهابا، وعمليات التهريب بمختلف أنواعها.
كما قررت تلك القمة بأن يقوم الحلف بمساعدة دول المنطقة في المجالات الأمنية، وإعطائها الخبرات اللازمة في هذا المجال، بجانب المعلومات، حتى تتم السيطرة على أي خطر أو تهديد قبل وقوعه.
وتشير الوثيقة التي صدرت عن قمة الحلف إلى أن الناتو يمكن أن يصبح قيمة مضافة في ميدان أمن الحدود، خاصة فيما يتصل بمواجهة الإرهاب والأسلحة الخفيفة بأنواعها، ومحاربة التهريب غير الشرعي، وزيادة التعاون في ميادين التخطيط الطارئ في الأصعدة المدنية.
وبدأ الحلف يتمدد من أوروبا إلى الأمر الذي أثار حفيظة روسيا واعتبر أكثر من مسؤول أن تمدد الحلف لا داعي له في ضل غياب وجود تهديد حقيقي لدول الحلف.
كما بدأ الحلف حوارا مع دول في العام 2003 وكانت الدول التي بدأت ذلك الحوار مع الحلف هي .
وفي في 21 2004 وقع وزراء الدفاع في عشر دول من منظمة البحر المتوسط وشمال وجنوب أوروبا المعروفة بمجموعة "خمسة + خمسة" إعلانا لدعم سبل التعاون الأمني في منطقة المتوسط الغربية ضد ما يسمى أنشطة إرهابية وتزايد أنشطة التجارة غير المشروعة في المنطقة.
ووافق وزراء دفاع الدول الخمس الأوروبية أسبانيا، وفرنسا وايطاليا والبرتغال ونظائرهم من دول شمال أفريقيا الجزائر وتونس والمغرب وموريتانيا ، خلال اجتماعهم في على خطة العمل الأولى، التي تنص على مساهمة وزارات دفاع المجموعة في مراقبة الأمن البحري في منطقة المتوسط الغربية، وحماية المدنيين في حالات الكوارث الطبيعية والبيئية الكبرى.


الحلف والعراق



على الرغم من معارضة فرنسا وألمانيا وعدم مشاركة دول الحلف في التحالف البسيط الذي شكلته لشن الحرب على العراق، فان مشاركة الحلف في العمليات بالعراق بعد الحرب بات مطروحا بقوة على طاولة الحلف.
فبعد ان وافق الحلف على تدريب الشرطة العراقية وتخصيص 60 عسكريا من الحلف لذلك التدريب الا انه زاد عدد عسكرييه المشاركين في تدريب القوات العراقية الى 300 عسكري.
وعلى الرغم من ذلك فان الولايات المتحدة تطالب في كافة اجتماعات الحلف بزيادة دور الحلف في العراق على غرار التابعة للحلف والمشاركة في . لكن فرنسا تقف عائقا أمام هذا الاقتراح الأمريكي، وتكتفي بمهمة تدريب العناصر العراقية فقط.
وبجانب مهمة التدريب، فإن الحلف أقر إنشاء أكاديمية عسكرية تابعة له في ، وذلك لتدريب عناصر الأمن العراقية بها، وتخريجهم فيها.
وأعلن الأمين العام للحلف أن مهمة الحلف ستقتصر في البداية على بوسط بغداد، حيث سيتم تدريب كبار ضباط الجيش العراقي، ثم تبدأ بالخروج إلى ضواحي العاصمة العراقية. وأشار إلى أن 16 دولة على الأقل من دول الحلف ستشارك في المرحلة.



الدول الأعضاء في الحلف


  • الولايات المتحدة
  • بلجيكا
  • الدنمارك
  • ألمانيا
  • فرنسا
  • اليونان
  • أيسلندا
  • إيطاليا
  • كندا
  • لكسمبورغ
  • هولندا
  • النرويج
  • البرتغال
  • أسبانيا
  • تركيا
  • المملكة المتحدة

الدول التي انضمت في العام 1998




الدول التي انضمت في العام 2004



153.jpg



 
رد: حلف شمال الأطلسي

يا اخ سام مر عليا في شريط الاخبار الذي يكون تحت شاشة قناة الجزيرة خبر يقول
انو عرض على روسيا الانظمام الكامل للحف ان لم تخني الذاكرة قبل بضعة ايام
يعني اذا انظمت روسيا راح يتبخر الحلف
فلم يعد هناك جدى من اساسه
 
رد: حلف شمال الأطلسي

حلف الناتو والبحث عن دور استراتيجي جديد


إذا كان السبب الرئيسي وراء وجود حلف شمال الأطلسي (الناتو) واستمرارِه طيلة أربعين عاماً هو مواجهة التهديد العسكري من قِبَل الاتحاد السوفييتي (سابقاً) ودول حلف وارسو الاشتراكي، فإنه منذ انهيار الاتحاد السوفييتي في عام 1989م، ظل حلف الناتو يبحث عن «منطقٍ» أو «تصوُّرٍ» أو «دورٍ» لمواجهة تحديات وتهديدات ومخاطر الوقت الراهن.
ولإعادة النظر في «المفهوم الاستراتيجي لحلف الناتو»، الذي تمَّت المصادقة عليه عام 1999م، فقد جرى تشكيل مجموعة عملٍ تضم 12 خبيراً في الصيف الماضي لتزويد الأمين العام للحلف، رئيس الوزراء الدنماركي السابق (أندرس فوغ راسموسين) بتصوُّر يمكن البناء عليه من أجل تحديث المفهوم الاستراتيجي للحلف بشكل يتناسب مع تحديات القرن الحادي والعشرين، وهو التصور الذي سيعرضه راسموسين أمام رؤساء الدول الأعضاء في الحلف في مؤتمر قمة لشبونة في نوفمبر المقبل من هذا العام.
وقد عقدت مجموعة العمل ثلاث جولات للنقاش في أوروبا، وذلك للتوصل إلى توافق حول المبادئ الرئيسية التي سيتضمنها المفهوم الاستراتيجي الجديد للحلف. وعُقدت الجولة الأخيرة من النقاش في جامعة الدفاع الوطني في واشنطن بحضور كلٍّ من: أعضاء فريق الخبراء، وأعضاء مجلس شمال الأطلنطي المكوَّن من مندوبِين دائمِين من الدول الأعضاء، وكذلك سفراء الدول إلى حلف الناتو، وأعضاء اللجنة العسكرية للحلف المكوَّنة من رئيسٍ وممثلين عن كل دولة عضوٍ، وأعضاء القيادتين الاستراتجيتين (قيادة التحول، وقيادة عمليات الحلف)، إضافة إلى مئات من الخبراء والمراقبين.
وعلى الرغم من كون أوروبا الغربية والولايات المتحدة الأمريكية حليفتين استراتيجيتين تاريخياً، إلا أن فترة الإدارة الأمريكية السابقة برئاسة (بوش الابن) كانت قد شهدت تباعداً سياسياً وصل إلى مرحلة التوتر على صعيد عدد من الملفات الساخنة، وبالذات ملفِّ الشرق الأوسط إثر أحداث الغزو الأمريكي للعراق عام 2003م، التي سببت انقساماً حتى داخل البيت الأوروبي نفسه، وتباعداً بين ضفتي الأطلسي، أضيف إلى ذلك مؤخراً الاختلاف حول استراتيجية البقاء في أفغانستان في ظل الضربات العسكرية التي تتلقاها قوات الناتو هناك.
إن القضية الرئيسية التي تلقي بظلالها يمكن صياغتها بالتساؤل الآتي: هل الناتو ما زال مناسباً للمرحلة الحالية، أم هو مجرد بقايا لحلف قديم؟
لعل من السهل سياسياً القول: إن الحلف يمكن الاعتماد عليه. ولكن افتراض أن الحلف يتمتع بالأهمية نفسها التي كان يتمتع بها في الماضي في ما يتعلق بالاحتياجات الأمنية للدول الأعضاء لن يصمد طويلاً في ظل عجزه في أفغانستان وتسبُّبِه بسقوط العديد من الحكومات الأوروبية، وفي ظل ما يطلقه من عملياتٍ خارج النطاق الجغرافي التقليدي للحلف ضد أعداء لا يملكون جيوشاً أو قوات بحرية أو قوات جوية.
وفي ظل الأزمة الاقتصادية الراهنة التي تعاني منها دول: اليونان، وإسبانيا، والبرتغال، وربما إيطاليا، فإن مسألة الدفاع لم تَعُدِ القضية الأولى لأعضاء الناتو؛ ومن ثَمَّ فإن على الحلف أن يسوِّي خلافاته الداخلية ويتجاوز التصورات المتضاربة التي تجعل من الصعب جداً الوصول إلى توافُق في الآراء بين أعضائه؛ فعدم وجود تهديد متفق عليه من قِبَل أعضاء الناتو، مثل الاتحاد السوفييتي (سابقاً)، يعرقل - إلى حدٍّ كبير - الوصول إلى إجماعٍ بين الدول الأعضاء كشرطٍ لازمٍ لاتخاذ قرارات الحلف.
ويتوجب على «المفهوم الاستراتيجي» الجديد أن يتعامل مع الوضع في أفغانستان، وهناك مجموعة من الخيارات أمام هذا المفهوم الجديد؛ إذ بوسع الحلف أن «يتجاهل» الوضع هناك، أو يؤجل النظر فيه، أو يواجهه، أو يتحايل عليه.
وتتمثل الحجة الرئيسية وراء «إرجاء» المفهوم الاستراتيجي للتعامل مع الوضع في أفغانستان في أن الناتو يجب أن يتجاوز أفغانستان حينما يبحث في مستقبله، لكن المشكلة في هذا الخِيار تتمثل في أن الناتو قد راهن بمستقبله على النجاح في أفغانستان، ومن ثَمَّ يُعَدُّ تجاهل الوضع في أفغانستان أمراً غير مضمون العواقب.
وهناك خِيارٌ آخر لن يلقى مقاومة كبيرة يتمثل في «التحايل»؛ بمعنى أن يكتفي الناتو بقبول الدروس المستفادة من النزاع في أفغانستان كمدخلات لتشكيل المفهوم الاستراتيجي الجديد، ومن ثَمَّ التخلي عن جعل الأدوار الخارجية للحلف قضية مركزية لسلامة دول الحلف وأمنها.
ويبدو أن حلف الناتو يقف حالياً على مفترق طُرُقٍ صعب، ويمكن للحلف أن يتعامل بصورة مباشرة مع التحديات التي يواجهها بالتزامن مع الخلافات العميقة بين الأعضاء حول مسار المستقبل، ومن الممكن أيضاً أن يتغافل عن ذلك.
إن أيّاً من الخيارين يمكن أن يضعف التحالف أو يجدده. ولحل هذه المعضلة، فإن وجود قيادة قوية بين رؤساء حكومات الدول الأعضاء يُعَدُّ مسألةً ضروريةً من أجل ضمان اتباع النهج المناسب.
وما لم يستطع المفهوم الاستراتيجي الجديد أن يجيب على هذه التحديات وأن يقنع جميع الأعضاء بدوره الجديد في العالم، فإن الحلف سوف يدخل مرحلة الاحتضار ويتحول إلى مجرد بقايا من الماضي، وأطلالٍ من الذكريات غير محمودة الذكر، بطبيعة الحال.



 
رد: حلف شمال الأطلسي



الناتو يريد ان يكسب قلوب العرب

"نريد أن نحسن صورتنا في عالمكم العربي، ذلك لأهميته البالغة لنا" بهذه الكلمات أكد سكرتير عام منظمة حلف شمال الأطلنطي "حلف الناتو" NATO هووب شيفرHoop Scheffer على أحد أهم أهداف الحلف في هذه المرحلة الحساسة التي تتغير فيها طبيعة أهم تحالف عسكري غربي.
جاءت تصريحات سكرتير عام الحلف لمجموعة صغيرة من الصحفيين العرب تم دعوتهم لزيارة مقر الناتو بالعاصمة البلجيكية بروكسل، بالإضافة إلى زيارة للتعرف على ما يقوم به حلف الناتو في إقليم كوسوفو الصربي ذات الأغلبية المسلمة الألبانية.
وتحدث سكرتير عام الناتو عن أهمية الجار الجنوبي (الدول العربية) لدول الحلف في العالم الجديد الذي يشهد تغييرات جيو-إستراتيجية هامة تحولت على آثرها طبيعة حلف الناتو من القيام بمهام عسكرية تقليدية إلى مهام جديدة تتمثل في مهام حفظ السلام الأمن الإقليمي بما يتطلب معه إقامة شراكة مع دول عربية ومتوسطية.

سوء صورة حلف الناتو في العالم العربي
وجاء اعتراف أكبر مسئولي حلف الناتو عن وجود مشكلة تتعلق بصورة الناتو بين الشعوب العربية، وصورة العرب عند حلف الناتو كذلك ليضيف بعدا جديدا في الجهود الغربية المتعددة للتقرب من الشعوب العربية والتي ظهرت بوضوح بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001. وأشار شيفر إلى ضرورة أن يعمل حلف الناتو جنبا إلى جنب مع الدول العربية من أجل تجاوز مشكلة سوء الفهم المتبادل. وجاءت دعوة مجموعة الصحفيين العرب ضمن جهود حثيثة يتبناها الحلف من أجل إقامة جسور حوار وتفاهم مع الشعوب العربية بصورة مباشرة. وأقر كبار مسئولي حلف الناتو الذين تم اللقاء معهم على وجود علاقات جيدة مع الحكومات العربية بصفة عامة، في حين أقروا جميعا بسوء صورة حلف الناتو في الشارع العربي واستمرار النظر إليه كحلف يستخدم القوة العسكرية فقط بغض النظر عن القانون الدولي والشرعية الدولية. ومن التطورات اللافتة للنظر إصدار الحلف مؤخرا عدة مطبوعات باللغة العربية بهدف تعريف القراء العرب بتحول الناتو للقيام بمهام إنسانية تخدم في حالات كثيرة شعوبا إسلامية. بالإضافة لذلك تم تعيين عدة أشخاص تتقن اللغة العربية للعمل مع وحدة الدبلوماسية العامة في مقر حزب الناتو ببروكسل.

ضرورة تبني إصلاحات عسكرية!!
يشكل الوطن العربي عموما مأوى للعديد من الظواهر السياسية والأمنية التي ينظر إليها حلف الناتو كمصدر لتهديدات إستراتيجية مستقبلية على دوله الـ26. ظواهر مثل الإرهاب والإسلام المتطرف وانتشار أسلحة الدمار الشامل، بالإضافة إلى استمرار عمليات الهجرة غير الشرعية من الدول العربية لدول حلف الناتو ينظر إليها كمصادر محتملة لعدم استقرار مستقبلي. لذا بادر حلف الناتو بالعمل على التقرب من المنطقة العربية. ومنذ 1994 تم تبني مبادرة الشراكة من أجل السلام مع دول البحر المتوسط، تلى ذلك إطلاق مبادرة "استانبول للتعاون" العام الماضي، وأخيرا التعاون مع الدول العربية بصورة فردية في عمليات متعددة وبصورة فردية.

ويتطلع حلف الناتو إلى علاقات جديد وجادة مع الدول العربية ترتكز على ثلاثة محاور أساسية:
أولا:
استمرار الحوار المتوسطي الذي يضم سبع دول من شمال إفريقيا والشرق الأوسط (الجزائر ومصر وإسرائيل والأردن وموريتانيا والمغرب وتونس). وهذا الحوار يتقدم بثبات، ويشمل برنامج عمله الآن موضوعات متنوعة مثل الإجراءات المتعلقة بالطيران، وأمن الحدود، ومكافحة الإرهاب، والإصلاح العسكري، والتخطيط لحالات الطوارئ المدنية، بالإضافة إلى المناورات العسكرية، والتدريب والتعليم.

ثانيا:
مبادرة استانبول للتعاون (ICI) التي أطلقتها قمة الناتو التي عقدت العام الماضي في المدينة التركية. وتركز هذه المبادرة على إقامة علاقات مع بلدان الشرق الأوسط، وسوف تتبع هذه المبادرة منطق مبادرة الحوار المتوسطي، وتركز بدورها على ميادين عملية مثل الإصلاح العسكري، والتدريب المشترك ومكافحة الإرهاب.

ثالثا:
مشاركة حلف الناتو في عمليات في المنطقة العربية، ومن أمثلة هذه العمليات وتدريب قوات الأمن العراقية، سواء داخل العراق أم خارجه. ومنطق هذا الأمر واضح: فجميع أعضاء الحلف لهم مصلحة في تمكين العراق من تولى مزيد من المسئولية عن أمنه الخاص. ومهمة الناتو التدريبية هي مهمة متواضعة في حجمها، إلا أنها إشارة قوية إلى أن الحلف يريد أن يضع الخلافات القديمة وراء ظهره، وأن يركز على التحديات الجديدة المطروحة. وهذا بحد ذاته تطور مهم. وفي هذا الإطار ذكر سكرتير عام حلف الناتو "أن الفشل في العراق ليس بديلا مطروحا". كذلك يظهر الدور المتزايد لحلف الناتو في توفير خدمات نقل وإمداد وتموين فيما يتعلق بأزمة إقليم دارفور السوداني.

ويهدف حلف الناتو من خلال إقامته علاقات مع الدول العربية إلى العمل على أن تسمح هذه الحكومات بإصلاح عسكري من شأنه توفير عناصر أساسية منها:
• السيطرة الديمقراطية على القوات المسلحة...وضرورة أن تدار الدولة عن طريق جهات مدنية ديمقراطية.
• ضرورة مناقشة ميزانية القوات المسلحة في برلمانات الدول.
• المشاركة مع قوات حلف الناتو في عمليات مشتركة في مناطق التوتر الدولي التي يشارك فيها الحلف.

مبادئ الناتو في التعامل مع الدول العربية
يتبنى حلف الناتو في تعامله مع الدول العربية عدة مبادئ عامة يتمثل أهمها في عدم التفرقة بين أي من الدول. ويقصد بذلك أن ما يقدمه الحلف لدول ما يتم تقديمه لبقية الدول. إلى جانب ذلك يقوم الحلف بتفصيل برامج التعاون والتدريب لكل دولة بما يراعي خصوصياتها ومتطلباتها. ويرى الحلف كما جاء على لسان كبار المسئولين فيه أن الاستفادة المتبادلة بين الدول العربية ودول الحلف تشجع على ضرورة تدعيم عمليات التعاون المشتركة.

ولا يهدف حلف الناتو إلى أن تتناقض مبادراته مع أي مبادرات أمريكية أو أوربية أو مبادرات مجموعة الثماني الكبرى G8 كما ذكر كبار مسئولي الحلف، بل إلى أن تتمثل في تنسيق أوليات الحلف مع أوليات المبادرات الأخرى التي غالبا ما تطرح من قبل الدول الأعضاء فيه.

ومن هذا المنطلق يعمل حلف الناتو جاهدا على نقطة الدبلوماسية العامة بغية تشجيع الحوار بينه وبين الإعلاميين العرب، لكي يحظي أي قرار مستقبلي بتعاون عسكري أوسع مع الحكومات العربية بدعم مواطني هذه الدول.

ماذا عن سوريا وليبيا ...وإسرائيل
عندما وجه تقرير واشنطن سؤلا إلى نائب سكرتير عام حلف الناتو السيد مينوتو ريزو Minuto Rizzo حول عدم وجود سوريا وليبيا بين دول الشراكة المتوسطية مع حلف الناتو، ذكر المسئول الايطالي الجنسية أنه "رغم قيام ليبيا بخطوات جيدة من اجل نزع ترسانتها من أسلحة الدمار الشامل، إلا أن حلف الناتو غير مستعد بعد لدعوتها للانضمام إلى هذه الشراكة". وعبر عن نفس الموقف من دعوة سوريا لهذه الشراكة أيضا. وقال المسئول "أن من شروط الانضمام للشراكة ان تعمل الدولة المرشحة على دعم استقرار منطقة الشرق الأوسط". ويتنافى هذا الموقف الرسمي للحلف من إدعائه عدم وجود تمييز في التعامل مع الدول المطلة على البحر المتوسط. أما عن حالة إسرائيل، فنفي كبار مسئولي حلف الناتو وجود أي نية لدعوة إسرائيل للانضمام كعضو كامل في حلف الناتو، هذا رغم ما يذكر إعلاميا بخصوص هذه القضية. ونفى المسئول وجود أي دور حاليا لحلف الناتو في إدارة الصراع العربي الإسرائيلي، ولم يتوقع وجود مثل هذا الدور مستقبلا.

أسئلة تبقى...العرب بين حلف الناتو والولايات المتحدة
هل ستؤدي أدوار حلف الناتو في أفغانستان والعراق والسودان وكوسوفو إلى ترك آثار جيدة على صورة حلف الناتو في الشارع العربي؟ وهل زيادة تعاون الحكومات العربية مع الحلف سيؤدي إلى قبول العرب للسياسات الأمريكية غير المقبولة على المستوى الشعبي؟ إضافة إلى ذلك، هل يجب أن يتوقع البعض أن يملك الناتو حلولا سحرية للبنية الأمنية الهشة التي تعاني منها المنطقة العربية؟

أسئلة كثيرة معلقة...ولا توجد إجابات دقيقة عليها. إلا أن الناظر إلى علاقة حلف الناتو مع الولايات المتحدة يدرك أنها لم تعد كما كانت قبل الحرب في العراق.
وشدد معظم من تقابل معهم تقرير واشنطن من مسئولي الحلف بمقره في بروكسل على أن وجود تحول في العلاقات بين أعضاء حلف الناتو. وتدار العلاقات بين الدول الأعضاء بصورة جديدة بين شاطئ الأطلسي، وأصبحت الأمور عبر شاطئ الأطلسي تحكمها المصالح التي تخضع لحسابات وتباديل وتوافيق، منها ما هو معلن... وما هو غير معلن...وأثبتت خبرة عدم إرسال الحلف لقوات عسكرية لمشاركة الولايات المتحدة في غزو العراق إلى وجود فرصة لعلاقات إستراتيجية مفتوحة بين المنطقة العربية وبين حلف الناتو بعيدا عن وجود شبح سيطرة الولايات المتحدة على سياسات وإستراتيجيات حلف الناتو.



 
عودة
أعلى