بسم الله الرحمن الرحيم
.....................................
حلف شمال الأطلسي
مقر الناتو
تعريف
هو تحالف سياسي وعسكري بين دول أوروبية وأميركية عقدت اتفاقا للدفاع المشترك بينها، يسمى اختصارا حلف الناتو.
تم تأسيس الحلف عام 1949 بين الدول المتحالفة في الحرب العالمية الثانية بموجب معاهدة شمال الأطلسي والمفارقة أن الاتفاقية كانت ضد عضو آخر بالتحالف ضد النازية في الحرب العالمية الثانية، وتعاهدت تلك الدول بعد الحرب على الدفاع المشترك عن بعضها ضد أي هجوم محتمل من الاتحاد السوفييتي ، الذي شكل مع حلفائه الجدد حلف وارسو لمواجهة حلف الناتو، أو أي معتد آخر.
وحسب المعاهدة فإن أي هجوم مسلح ضد واحدة أو أكثر من الدول الأعضاء في أوروبا أو أمريكا الشمالية يعتبر هجوما ضد جميع أعضاء الحلف.
وقعت 12 دولة على معاهدة شمال الأطلسي في 4 نيسان/إبريل 1949 بواشنطن في مقاطعة كولومبيا، والدول هي بلجيكا ، كندا ، الدنمارك ، فرنسا ، بريطانيا ، آيسلندا ، إيطاليا ، لوكسمبرج ، هولندا ، النرويج ، البرتغال ، الولايات المتحدة.
وانضمت اليونان و تركيا إلى المعاهدة عام 1951 لتتبعهما و ألمانيا الغربية عام 1954 فإسبانيا عام 1982.
التنظيم
تخضع القوات العسكرية للحلف في 3 قيادات رئيسية هي:
- قيادة الأطلسي
- قيادة القنال
- قيادة أوروبا الموحدة
وأغلب قوات الحلف موجودة تحت قيادة أوروبا الموحدة التي يوجهها القائد الأعلى الموحد في أوروبا.
وتضع اللجنة العسكرية للحلف المكونة من مسؤولي الدول الأعضاء السياسة التي ينفذها القائد الأعلى الموحد في أوروبا. واللجنة مسؤولة أمام مجلس شمال الأطلسي، الذي يتكون من رؤساء الدول الأعضاء أو ممثليهم. ويجب أن تكون جميع قرارات المجلس بالإجماع، وتقع رئاسة مجلس شمال الأطلسي في بروكسل ببلجيكا.
نبذه تاريخية
خرجت دول أوروبا الغربية من الحرب العالمية الثانية منهكة وضعيفة عاجزة عن حماية نفسها ضد أي هجوم، وتزايد مخاوف تلك الدول بعد وقوع دول أوروبا الشرقية تحت النفوذ السوفيياتي، وقد ساهم تولي الشيوعين لسلطة في تشيكوسلوفاكيا في العام 1948 وحصار السوفييت لبرلين في ذات العام مخاوف دول أوروبا الغربية من مهاجمة السوفييت لها.
الامر الذي دفع دول أوروبا الغربية للاستعانة بالولايات المتحدة وتوقيع معاهدة حلف شمال الأطلسي في العام 1949.
تزامنت المخاوف الأوروبية مع شعور القادة الأميركيين بضرورة القتال ضد استيلاء الاتحاد السوفييتي على أوروبا الغربية لأن ذلك سيضاعف من قدرة الاتحاد السوفييتي في الهجوم على الولايات المتحدة حسب ما كانوا يصرحون.
اعتبرت الولايات المتحدة ودول أوروبا الغربية أن الحرب الكورية في العام 1950 قد تؤدي إلى هجوم سوفيتي على دول أوروبا الغربية، الأمر الذي عجل بالإعلان عن تشكيل الحلف في أيلول/سبتمبر 1950.
لم تدم فترة التفافهم بين دول الحلف طويلا، فبعد أزمة الصواريخ الكوبية في العام 1962 بدأت دول الحلف الأوروبية تتساءل فيما إذا كانت الولايات المتحدة ستستخدم أسلحتها النووية للدفاع عنها أم لا.
كما استاء الأوروبيون من حقيقة عدم سيطرة الحلف على القيادات النووية الوطنية الأمريكية.
إضافة إلى ذلك أصاب القلق دول أوروبا الغربية من عدم وجود أي تأثير لها في السياسة الخارجية الأميركية التي كانت ستؤثر عليها نظرا للتوتر الذي كان من الممكن وقوعه بين الولايات المتحدة وروسيا في ظل الحرب الباردة التي كانت بين الطرفين. مما قد يقود إلى نشوب حرب على الأراضي الأوروبية.
في الوقت ذاته استاء الأمريكيون من عدم تأمين الأوروبيين لقوات غير نووية إضافية، وإنفاق بريطانيا وفرنسا الكثير من الأموال على تطوير برامج سلاح نووي.
وقد ساهم هذا التوتر في جعل فرنسا تتخذ قرارها بطرد قوات الحلف من أراضيها في العام 1966، وسحب القوات الفرنسية من قيادة الحلف. إلا أنها بقيت عضوا في الحلف.
لم تكن هذه نهاية الأزمات في الحلف ففي العام 1974 سحبت اليونان قواتها من قيادة الحلف بسبب عدم منع بريطانيا وأميركا لتركيا من السيطرة على شمال قبرص لحماية المسلمين هناك. إلا إن اليونان عادت للانضمام للجناح العسكري للحلف عام 1980.
في نهاية الثمانينات من القرن الماضي بدا الرئيس الروسي ميخائيل غورباتشيف في السعي لتقليل حدة التوتر بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة، وتبنى سياسة الترويكا، فانخفض التوتر إلى درجة كبيرة.
في عام 1988 توصل الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة إلى معاهدة لإزالة كل الصواريخ متوسطة المدى المتمركزة على البر لدى كل من البلدين. وتضمنت الصواريخ الأمريكية التي شملتها المعاهدة تلك التي نشرها الحلف في أواسط ثمانينيات القرن العشرين. كذلك شرع الاتحاد السوفييتي في أواخر الثمانينيات في خفض قواته العسكرية التقليدية في أوروبا الشرقية.
وبسبب بداية ظهور انهيار الاتحاد السوفيتي بدأت دول أوروبا الشرقية في الخرج من الفلك الروسي الأمر الذي شجع الحركات المناوئة للشيوعية في تلك البلاد وبمساعدة من الولايات المتحدة والدول الغربية في الوصول إلى سدة الحكم في بلادها.
في عام 1990 وقّع قادة دول الحلف والاتحاد السوفييتي وحلفاؤه من شرق أوروبا اتفاقية بعدم استخدام القوة العسكرية ضد بعض. كذلك اتفق القادة على تدمير أعداد كبيرة من دبابات بلادهم، وقطع مدفعيتها، وأسلحة غير نووية أخرى في أوروبا.
وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي في العام 1991 وانتهاء معاهدة حلف وارسو بدات التساؤلات عن الدور الذي يمكن ان يلعبه حلف شمال الاطلسي.
لذا اخذ الحلف من ذلك الحين في مزج السياسي بالعسكري وأصبح دوره السياسي يطغى في بعض الأحيان على دوره العسكري، إلا أن الدور العسكري للحلف بقي حاضرا فاتجهت دول الحزب على توسيع أنشطتها في داخل أوروبا وخارجها على السواء.
في العام 1991 سعى الحزب إلى توسيع عملياته العسكرية في أوروبا لتشمل الدول غير الأعضاء في الحلف، فساعدت قواته الأمم المتحدة على فرض السلام في البوسنة والهرسك عام 1995.
في 30 آذار/مارس 1997 بدأت في هلسنكي القمة الأمريكية الروسية المخصصة لبحث توسيع حلف الأطلسي والعلاقات بين روسيا والحلف.
أدخل مؤتمر قمة الناتو بمناسبة العيد الخمسين لقيام الحلف والذي انعقد في واشنطن في نيسان/إبريل ١٩٩٩، تحديدا جديدا لدور ومهام الحلف ومفهومه، ورسخ المفهوم الاستراتيجي الجديد لحلف الناتو تقوية الأمن والاستقرار في كافة أنحاء منطقة أوربا-الأطلسي من خلال الشراكة، والتعاون، وتجنب الصراعات، والتغلب على الأزمات.
في عقد التسعينات من القرن العشرين أشرك حلف الناتو، من خلال شتى أشكال الشراكة والتعاون، دول وسط وشرق أوربا وكذلك روسيا في البنى الأمنية الأوربية-الأطلسية. وقد تبعت الشراكة من أجل السلام والمبرمة في عام ١٩٩٤ فكرة ملف ناتو-روسيا الأساسي عام ١٩٩٧، وفي ٢٨ أيار/مايو ٢٠٠٢ تم تشكيل مجلس الناتو-روسيا، وهو جهاز يسمح للطرفين بوضع السياسات اللازمة في مجال مكافحة الإرهاب والحد من التسلح وإدارة الأزمات.
أثناء الاستعداد الأميركي للحرب على العراق عارضت بعض دول الحلف كألمانيا وفرنسا شن الحرب على العراق لعدم وجود مبرر للعدوان على العراق إلا أن الولايات المتحدة لم تكترث كثيرا لاعتراضات حلفائها الأوروبيين وخاضت الحرب على أساس تحالف صوري يخولها الحديث عن تحالف قام بشن الحرب على العراق.
بعد هجمات 11 سبتمبر على الولايات المتحدة أعلنت دول الحلف تضامنها مع الولايات المتحدة، واعتبرت دول الحلف أن عليها تدارك ما قد يستجد من مخاطر قد تهدد دول الحلف، لذا فقد تم التخطيط لاستحداث قوات للردع تابعة للحلف ، تتألف من وحدات متنقلة حديثة التجهيز، وقادرة على تنفيذ المهام بالمشاركة مع قوات أخرى وعن طريق تقسيم الواجبات. وتتضمن تلك القوات فرقا برية وبحرية وجوية، تكون على أهبة الاستعداد للانتقال السريع إلى أية منطقة معنية، بموجب قرار من مجلس الحلف.
وبات دور الحلف عالميا بع ذلك يبدو وكأنه يريد الفرض سيطرته السياسية في العالم وانه الحلف العسكري الوحيد في العالم حاليا لذا فان عليه عقد معاهدات مع العديد من الدول وإشراكها في مناوراته حتى يكون له دور عسكري في تلك الدول.
فقد أطلقت قمة اسطنبول للحلف في حزيران/يونيو 2004، مبادرة الشرق الأوسط الموسع، التي يتولى فيها الحلف الدور الأمني، وذلك من خلال دعم التعاون مع دول المنطقة في المجالين الأمني والعسكري لضمان عدم انتشار أسلحة الدمار الشامل، ومكافحة كما يعتبره الغرب إرهابا، وعمليات التهريب بمختلف أنواعها.
كما قررت تلك القمة بأن يقوم الحلف بمساعدة دول المنطقة في المجالات الأمنية، وإعطائها الخبرات اللازمة في هذا المجال، بجانب المعلومات، حتى تتم السيطرة على أي خطر أو تهديد قبل وقوعه.
وتشير الوثيقة التي صدرت عن قمة الحلف إلى أن الناتو يمكن أن يصبح قيمة مضافة في ميدان أمن الحدود، خاصة فيما يتصل بمواجهة الإرهاب والأسلحة الخفيفة بأنواعها، ومحاربة التهريب غير الشرعي، وزيادة التعاون في ميادين التخطيط الطارئ في الأصعدة المدنية.
وبدأ الحلف يتمدد من أوروبا إلى القوقاز وآسيا الوسطى الأمر الذي أثار حفيظة روسيا واعتبر أكثر من مسؤول أن تمدد الحلف لا داعي له في ضل غياب وجود تهديد حقيقي لدول الحلف.
كما بدأ الحلف حوارا مع دول البحر المتوسط في العام 2003 وكانت الدول التي بدأت ذلك الحوار مع الحلف هي مصر والأردن وإسرائيل وموريتانيا والمغرب والجزائر وتونس.
وفي في 21 كانون الأول/ديسمبر 2004 وقع وزراء الدفاع في عشر دول من منظمة البحر المتوسط وشمال أفريقيا وجنوب أوروبا المعروفة بمجموعة "خمسة + خمسة" إعلانا لدعم سبل التعاون الأمني في منطقة المتوسط الغربية ضد ما يسمى أنشطة إرهابية وتزايد أنشطة التجارة غير المشروعة في المنطقة.
ووافق وزراء دفاع الدول الخمس الأوروبية أسبانيا، ومالطا وفرنسا وايطاليا والبرتغال ونظائرهم من دول شمال أفريقيا الجزائر وتونس والمغرب وموريتانيا وليبيا ، خلال اجتماعهم في باريس على خطة العمل الأولى، التي تنص على مساهمة وزارات دفاع المجموعة في مراقبة الأمن البحري في منطقة المتوسط الغربية، وحماية المدنيين في حالات الكوارث الطبيعية والبيئية الكبرى.
الحلف والعراق
على الرغم من معارضة فرنسا وألمانيا الحرب الاميركية على العراق وعدم مشاركة دول الحلف في التحالف البسيط الذي شكلته لشن الحرب على العراق، فان مشاركة الحلف في العمليات بالعراق بعد الحرب بات مطروحا بقوة على طاولة الحلف.
فبعد ان وافق الحلف على تدريب الشرطة العراقية وتخصيص 60 عسكريا من الحلف لذلك التدريب الا انه زاد عدد عسكرييه المشاركين في تدريب القوات العراقية الى 300 عسكري.
وعلى الرغم من ذلك فان الولايات المتحدة تطالب في كافة اجتماعات الحلف بزيادة دور الحلف في العراق على غرار قوة إيساف التابعة للحلف والمشاركة في أفغانستان. لكن فرنسا تقف عائقا أمام هذا الاقتراح الأمريكي، وتكتفي بمهمة تدريب العناصر العراقية فقط.
وبجانب مهمة التدريب، فإن الحلف أقر إنشاء أكاديمية عسكرية تابعة له في بغداد ، وذلك لتدريب عناصر الأمن العراقية بها، وتخريجهم فيها.
وأعلن الأمين العام للحلف أن مهمة الحلف ستقتصر في البداية على المنطقة الخضراء بوسط بغداد، حيث سيتم تدريب كبار ضباط الجيش العراقي، ثم تبدأ بالخروج إلى ضواحي العاصمة العراقية. وأشار إلى أن 16 دولة على الأقل من دول الحلف ستشارك في المرحلة.
الدول الأعضاء في الحلف
- الولايات المتحدة
- بلجيكا
- الدنمارك
- ألمانيا
- فرنسا
- اليونان
- أيسلندا
- إيطاليا
- كندا
- لكسمبورغ
- هولندا
- النرويج
- البرتغال
- أسبانيا
- تركيا
- المملكة المتحدة
الدول التي انضمت في العام 1998