نشر العضو "المسلم المجاهد" الموضوع تانتاي في "ساحات الطيران" ...
وحتي لا تضيع المعلومات ونستكمل مواضيعنا في هذا القسم ، أعيد نشر موضوعه هنا مرة أخري بعد
شكرا له
د. يحي الشاعر
وحتي لا تضيع المعلومات ونستكمل مواضيعنا في هذا القسم ، أعيد نشر موضوعه هنا مرة أخري بعد
شكرا له
د. يحي الشاعر
وثائق حرب أكتوبر تكشف.. كيف كانت جولدا مائير تكره مستشار النمسا اليهودي
هذه قصة رجل وامرأة كره كل منهما الآخر وأبغضه. كلاهما كان يهوديا وكلاهما أيضا كان حاكما. المرأة هي رئيسة وزراء إسرائيل السابقةجولدا مائير والرجل هو المستشار النمساوي السابق برونو كرايسكي, جولدا كانت تري أن كرايسكي خائنا لليهود لأنه لم يكن صهيونيا, وهو كان يري أن جولدا مثل زوجة الأب الشريرة التي تحاول أن تفرض عليه أمورا لم يرغب فيها وتدفع الشرق الأوسط نحو الحرب.
الوثائق السرية للغاية حول حرب أكتوبر1973 التي أفرجت عنها السلطات الإسرائيلية أخيرا تكشف عن مدي الهوة العميقة التي كانت تفصل بين هذا الرجل وهذه المرأة.
في 28 سبتمبر عام 1973 هاجم فلسطينيان قطارا للمسافرين كان في طريقه من برتسلافا إلي فيينا. ولأنهما مسلحان ببنادق الكلاشينكوف فقد سيطرا علي القطار في أثناء توقفه في الجانب النمساوي من الحدود مع سلوفاكيا. بين المسافرين كان هناك عدد من اليهود الروس في طريقهم إلي إسرائيل. الفلسطينيان ينتميان إلي منظمة نسور الثورة أخذا خمسة من اليهود وضابط جمارك نمساويا كرهائن, وتوجها إلي مطار فيينا الدولي وهددا بقتل الرهائن ما لم توقف النمسا هجرة اليهود من روسيا إلي إسرائيل عبر أراضيها وتغلق معسكر نقل المهاجرين التابع للوكالة اليهودية والقريب من فيينا.
وفي نهاية المفاوضات مع الخاطفين أعلن كرايسكي إغلاق المعسكر وتم إطلاق سراح الرهائن وغادر الفلسطينيان النمسا علي متن طائرة أقلتهما إلي ليبيا. في ذلك الوقت اتهمت جولدا مائير المستشار كرايسكي بتشجيع الإرهاب وتوجهت إلي فيينا لإقناعه بالإبقاء علي معسكر المهاجرين مفتوحا. اللقاء بين الاثنين استمر ساعة وأربعين دقيقة وفي نهايته أعلنت جولدا أن المستشار النمساوي كرايسكي لم يقدم لها حتي كوب ماء. في هذا اللقاء تحدث كرايسكي بالألمانية وأبدي ملاحظة شخصية
حيث قال إنه لم يكن أبدا صهيونيا أو متدينا لكنه لم ينكر أنه من أصل يهودي وهناك أناس غيره لا يرون في إسرائيل وطنا لهم فهو نمساوي ولم يشعر إلا أنه نمساوي وعائلته أيضا لديها الشعور نفسه, فهو نمساوي من أصل يهودي. وبعد فترة من اللقاء انتقل كرايسكي من الحديث بالألمانية إلي الإنجليزية في محاولة لكسب ود جولدا وقال إنه استجاب لمطالب الخاطفين خوفا علي حياة الرهائن. ورغم أن معسكر تجميع ونقل المهاجرين أغلق بالفعل إلا أنه في أثناء اللقاء بين جولدا وكرايسكي اتفق علي ألا يتوقف انتقال المهاجرين الروس إلي إسرائيل عبر الأراضي النمساوية..
وجاء في وثيقة أخري أن إسرائيل تعهدت بتقليل الفترة التي يمضيها المهاجرون في النمسا وإدارة عملية الهجرة دون ضجة إعلامية وأيضا عدم وصف النمساويين بالنازيين.. مرجيت شميت سكرتيرة كرايسكي تنفي عدم تقديم شيء لجولدا مائير وتقول لقد اعتدنا في النمسا أن نقدم للضيوف القهوة وكوبا من الماء.
وبعد أيام قليلة من الهجوم علي القطار الذي يقل المهاجرين اليهود وصل إلي فيينا مبعوث خاص من قبل الرئيس أنور السادات وهو إسماعيل فهمي الذي أصبح فيما بعد وزيرا للخارجية. تقول صحيفة هاآرتس إن إسماعيل فهمي ذهب إلي فيينا ليشكر كرايسكي علي قراره إغلاق معسكر المهاجرين. تقرير سفير إسرائيل في النمسا في ذلك الوقت إسحق باطيش عن هذه الزيارة تضمن ما قاله كرايسكي للسفير حيث أوضح له أن إسماعيل فهمي: أبلغه أنه لا مفر من نشوب حرب.
كرايسكي لم يرغب في تصديق ذلك وسأل إذا كانت مصر قد يئست فعلا من إيجاد حل فقال إسماعيل فهمي إنه قبل نهاية عام1973 سوف تبدأ الحرب لأنه لا يمكن القبول بحالة اللاسلم واللاحرب وإنه بعد حرب1967 لابد لمصر أن تفعل شيئا وخلال أيام اندلعت حرب أكتوبر1973. السفير الإسرائيلي باطيش يقول إن كرايسكي شعر بالأسف لعدم إبلاغي بما قاله إسماعيل فهمي علي الفور لأنه لم يأخذ أقوال المبعوث المصري علي محمل الجد حتي إنه أنهي معه اللقاء وتوجه لحملة انتخابات في النمسا.
في وزارة الخارجية الإسرائيلية أصابهم الذهول وكتب نائب مدير عام الوزارة يوحنان مروز إلي السفير باطيش يقول: يبدو أن كرايسكي كان يعلم بموعد الهجوم علي إسرائيل ولم يحذرنا. كرايسكي كما تقول هاآرتس كتب هذه الوقائع في مذكراته وطبقا لما جاء فيها فإنه بعد اللقاء مع فهمي استقل كرايسكي السيارة مع مساعده المقرب هانز تالبرج وقص عليه ما سمعه من فهمي وفي اليوم التالي اندلعت الحرب أيضا في مذكراته يقول هانز تالبرج إن اللقاء مع فهمي تم قبل الحرب بثلاثة أيام وكان هذا الوقت كافيا لتحذير إسرائيل.
نقلا عن جريدة "الأهرام" – عدد الرابع من أكتوبر 2006