فـوائد القهوة ومضارها
لورا فرح وهاب - تعد القهوة مشروباً عالمياً لا منازع له يتناولها الأغنياء والفقراء على السواء ، وتناول 3-4 فناجين من القهوة يومياً يمثل منبهاً قوياً، أما إذا زاد عن هذا المقدار فتصبح شديدة الضرر ولا فائدة منها على الإطلاق ولكن هذا يعتمد أيضا على طريقة إعداد القهوة وكمية البن المستخدم فيها .
حبة القهوة ( البن ) معقدة التركيب من الناحية الكيميائية إلا أن أهم ما يدخل في تركيبها مادة الكافيين. ومن المعروف بأن القهوة تحتوي على كمية كبيرة من الكافيين تتراوح بين 47-164 مليغرام لكل كوب من القهوة بسعة ( 200مل ).
والكافيين مادة مدرة للبول منشطة للأعصاب والعضلات وأيضا تلعب دوراً مهماً في رفع معدل القلق وإثارة الجهاز العصبي فهناك العديد من الأشخاص تكون خلايا ادمغتهم حساسة لمادة الكافيين التي يثير الاكثار منها جهازهم العصبي ويؤدي إلى الشعور بالمرض والتعب بالإضافة إلى الشعور بالعصبية والانفعال وعدم الراحة والأرق الشديد واضطراب التفكير والكلام بالإضافة إلى ضعف الشهية مع حدوث آلام معوية واضطراب التبرز وبطء في عمل القلب واختلال في نظام خفقانه مع ضيق في النفس لأقل مجهود وضعف في القوة الجنسية .
لذلك ينصح المرضى المصابون بضغط الدم المرتفع او بتصلب الشرايين بالامتناع عن شرب القهوة او الاعتدال في شربها لأنها تزيد في نشاط الدورة الدموية وكذلك الأمر بالنسبة لمرضى النقرس والقصور الكبدي والأمراض العصبية المصحوبة بتهيج أو ارق .
لكن هناك فوائد للقهوة فهي مع كونها منبهاً من المنبهات إلا أنها لا تثير فيمن يتعاطاها الرغبة بالاستزادة من شربها على مر السنين، بالإضافة إلى أن المدمنين على تناولها لا يشعرون بالخمول الذي يصاب به مدمنو المنبهات الأخرى. وإذا ما تناولها الإنسان باعتدال يستطيع أن يتفادى مضارها. وتشير كثير من البحوث الطبية أن الأشخاص الذين يحتسون القهوة أقل عرضة من سواهم للإصابة بداء الشلل الرعاشي أو داء باركنسن، لكن النتائج لا تثبت بشكل قاطع أن القهوة تقي من الإصابة بالشلل الرعاشي ولا يعني أن على الأصحاء زيادة استهلاكهم للقهوة.
إن طريقة إعداد القهوة وكمية البن المستخدم فيها لها أكبر الأثر في نتيجة تناولها ولكي نقلل من هذا الضرر قدر الإمكان يفضل استخدام البن الطازج المحمص والمطحون حديثا. وعند التحضير يفضل وضع القهوة على نار هادئة يحيث لا يصل الماء إلى درجة الغليان ويفضل استعمال أوانٍ مصنوعة من الزجاج أو الصيني المطلي عند التحضير بدلا من استعمال الغلايات المعدنية والنحاسية ، مع مراعاة تحاشي ترك القهوة لفترة طويلة على احتكاك بالهواء لأن المواد المعطرة في القهوة مرتبطة بالزيوت الأساسية التي تتبخر وتتناقص تدريجيا من جراء تفاعلها مع الاكسجين ، من هنا نرى أهمية شراء كميات قليلة من القهوة المحمصة وتجديد الشراء مرة كل أسبوع على الأقل للاستفادة منها أكثر والكمية المشتراة سواء كانت مطحونة أم لا يفضل حفظها في الثلاجة فالبرودة والظلام يقللان من سرعة تبخر الزيوت. كذلك يفضل طحن القهوة بصورة تدريجية وحسب الحاجة ذلك أن الزيوت المعطرة تكون أقل تبخرا في حال عدم الطحن وأفضل وسائل لطحن القهوة هي الآلات التي لا ترتفع فيها الحرارة كالمطاحن الكهربائية لأن مثل هذه الحرارة تساعد على تبخر الزيوت مع العلم بأن هناك العديد من الطرق والأساليب الفنية التي تعمل على نزع مادة الكافيين من القهوة بحيث يصبح هذا الشراب أقل ضررًا.
http://www.alrai.com/pages.php?news_id=364910