العربة الحربية المصرية
تعد العربة الحربية المصرية هي ذروة التطور العسكري المصري وأصدق نموذج على التفوق التقاني للمصرين القدماء وقدرتهم على التطوير الخلاق. العربات الحربية هي ذاتها السلاح المرعب الذي استخدمه الهكسوس في سيطرتهم على مصر حيث شاهد المصريون الخيول للمرة الأولى، وللعربات الحربية تأثير هائل على المشاة التي كان يتكون منها الجيش المصري في نهاية عهد الدولة الوسطى.
كانت العربة الهكسوسية عبارة عن صندوق مثلث الأضلاع يتكون كل ضلع فيه من عارض خشبي سميك وثقيل للحماية، وهي مرتكزة على عجلتين يرتبطان مع بعضهما عن طريق محور خشبي يمر بمنتصف صندوق الركوب
ولهذا الصندوق فتحة دخول جانبية، ويرتكز صندوق الركوب على محور العجلات ( تسير تلك العربات فوق عجلتين فقط ). وكانت العربة الهكسوسية نموذج للعربات الحربية في الشرق الأوسط - الجزء الأسيوي - في ذلك الوقت ولوقت طويل قادم. ويتسع صندوق الركوب الثقيل لثلاثة مقاتلين أحدهم هو السائق، في حين يقوم المقاتل الثاني بحمل درع كبيرة لحماية ركاب العربة من الأسهم والحراب التي قد يلقيها المشاة عليهم، في حين يحمل المقاتل الثالث حربة طويلة ليطعن بها المشاة من وضع الحركة، وتزود العربة بخزانة للحراب حتى يعاد تسليح المقاتل الثالث إذا ما فقد حربته أو إضطر إلى إلقائها على أحد الأعداء. ويلبس المقاتلون الثلاثة دروعاً برونزية على أجسادهم.
ولجر وزن العربة الثقيل وركابها الثلاثة، استلزم الأمر ثلاثة جياد ترتدي بدورها دروعاً خفيفة للحماية. ولهذا كانت العربة تحتاج إلى بعض الوقت لتكتسب سرعة الهجوم، وكذلك تفقد تلك السرعة بشكل درامي إذا ما حاول السائق المناورة بها، لذا كان النمط السائد لاستخدام العربة هو الهجوم في خط مستقيم، خاصة وإن محور اتزان صندوق الركوب سيسبب انقلابها إذا ما قامت بمناورة حادة
غير أن القوة الحقيقية للعربة الحربية لم تكن في الحراب التي يحملها المقاتل الثالث، بل تكمن في الخيل نفسها والتي ارعبت المشاة، فتلك العربة تندفع بسرعة هائلة نحو صفوف المشاة مع زميلاتها حيث يصدم الخيل المشاة بعنف يتسبب في تطايرهم وسحقهم تحت سنابك الخيل، في حين يقوم المقاتل الثالث بمحاولة طعن ما تيسر من المشاة أثناء شق العربة لطريقها في صفوفهم.
وهذا النمط يشبه استخدام المدرعات في الحرب الحديثة، وكانت العربة الحربية هي السلاح الذي يمتلك الحركية العالية والقوة التي تمكنه من تفريق صفوف الأعداء.
التطوير المصري للعربة الحربية
خلفية تاريخية
عندما تمكن الهكسوس من إحكام سيطرتهم على الدلتا وشمال الصعيد، تراجع الحكم المصري إلى طيبة، وكان لزاماً على الفراعنة أن يقوموا بتطوير تسليحهم ليكافئ عدوهم. لكن عدم توافر الخيل شكل مشكلة كبيرة في ذاك الوقت، إذ أن مصدر الخيل الرئيسي يكون إما بالتوالد أو بالاستيراد، وكان عدد الخيل في حوزة المصريين قليلاً كما كانت الطريق التجارية إلى أسيا مسيطر عليها من قبل الهكسوس.
حلول إبداعية
لذا أصبح من الواضح لدي المصريين أنهم لن يستطيعوا تحقيق تكافؤ عددي مع الهكسوس في اعدد لعربات الحربية، لذا اتجه تفكيرهم إلى صناعة أعداد أقل من عربات لها تفوق تام على العربات الهكسوسية.
قتال العربات
لمنع العربات المعادية من سحق المشاة، يجب ان يكون لدى الجيش المدافع أعداد كافية من العربات حتى تستطيع أن تدخل في اشتباك تصادمي مع العربات المعادية بعيداً عن خطوط المشاة، وفرضت الظروف على المصريين ألا يكون هذا الخيار متاحاً. فكان أول تفكير لهم هو بالأساس دفاعي،
لقد تم تصميم العربة المصرية بما يوازي مقاتلات التفوق الجوي في يومنا هذا، وكانت مهمتها الأولى هي إبادة العربات المعادية ثم الهجوم على المشاة كمهمة ثانية.
وكان أول ما فكر به المصريون هو استخدام عدد أقل من الخيل للعربة الواحدة بما يمكنهم من صنع عربات أكثر بالخيل المتوافرة، لكنهم في ذات الوقت كانوا يريدون عربة حربية أسرع وأخف من العربة الهكسوسية حتى يمكنها ان تفوقها بالمناورة وتتخلص من الاشتباك كلما لزم الأمر،
لذا فقد قام المصريون أول ما قاموا بالتخلص من الألواح الخشبية الغليظة المكونة لجسم العربة وستبدلوها بالعديد من الجزاء المركبة والألوح الرقيقة والتي تم ثنيها بالحرارة وملصقة بالغراء، ولتدعيم الحماية تم تزويد الجدار الخارجي للعربة بطبقة رقيقة من البرونز وبذلك تم تخفيض وزن العربة بشكل كبير جداً.
وكان التغيير الثاني هو تقليص عدد الركاب إلى اثنين فقط، على أن يقوم السائق بدور حامل الدرع، وبهذا فقد كانت العربة المصرية رغم تخفيض عدد الأحصنة التي تجرها إلى اثنين تتمتع قوة دفع أعلى وأفضل بكثير من العربة الهكسوسية.
وكان التغيير الثالث، هو تغيير السلاح الرئيسي للعربة وكان هذا التغيير هو الأكثر جوهرية، قرر المصريون أن يستبدلوا الحربة بالقوس المركب، وبذلك حصلوا على منصة نيران بعيدة المدى عالية السرعة يمكنها أن تقضي على العربات المعادية من مسافة بعيدة، ورغم ذلك استمرت العربة تحمل جراباً خاصاً للحراب لاستخدامه في حالة الاشتباك القريب إذا ما إضطرت الظروف راكبي العربة لذلك.
واستلزم التطوير السابق تطويرات أخرى، فلم يكن التصميم الرئيسي للعربة يوفر ثباتاً لصندوق الركوب بما يسمح برمي السهام.
لذلك قام المصريون بتغيير جوهري وذلك بتحريك محور العجلات من منتصف صندوق الركوب إلى مؤخرته، وبذلك تغير مركز ثقل العربة فبدلاً من أن يصبح فوق محور العجلات أصبح يقع بين المحور والخيل وهو ما زاد ثبات العربة بشكل كبير، والأهم هو أن هذا التطوير كان يسمح للعربة بالقيام بمناورات حادة لا تستطيع العربة التقليدية أن تقوم بها والا انقلبت.
غير أن ذلك لم يكن نهاية المطاف، فقد قام المصريون بتغيير عبقري، إذ ابتكروا ما يعد بحق أو لنظام تعليق للعجلات في العالم. فقد قاموا بفصل العجلات عن المحور الخشبي وربطه بها عن طريق مجموعة معقدة من الأربطة الجلدية بما يسمح لكل عجلة بالتحرك بشكل مستقل عن الأخرى وامتصاص الصدمات الناجمة عن الأرض غير المستوية، ولمزيد من النعومة تمت تكسية العجلات بعدة طبقات من الجلد لتسهم مرونته في توزيع الضغط عن العجلات وامتصاص تأثير الأرض.
كما تم تغيير مدخل الركاب إلى الخلف حتى لا يندفعوا من الباب الجانبي بتأثير القصور الذاتي.
وبهذه التغييرات الهامة نتجة عربة خفيفة عالية السرعة و ذات قدرة ممتازةً على المناورة وذات سطح ثابت، وقدرة أعلى بكثير على التسارع من العربة الهكسوسية، وهو ما يعني التعويض السريعة للاندفاع عند القيام بالمناورات.
فضلاً عن ذلك فقد أصبح السلاح الرئيسي للعربة هو القوس المركب والذي يبغ مداه الفعال 200 متر، وبهذا ولدت العربة المصرية كقاتلة للعربات الهكسوسية.
واعطى هذا التصميم اليد العليا للعربات المصرية في قتال العربات، كما وفر عربات أكثر لمصر بمقادر الثلث عما كان سيتوافر لها نتجية تقليص عدد الخيل والمقاتلين.
وعند القتال تندفع العربات المصرية في كتلة لتصوب زخات كثيفة من الأسهم على العربات المعادية، وإذا اقتربت العربات المعادية ينتقل الفرسان إلى التصوب المباشر بأقواسهم من مدى يصل إلى 200 متر، ويكفي إصابة الخيل لتسقط العربة الهكسوسية بمن فيها.
وإذا ما اقتربت العربات المعادية، تقوم العربات المصرية بالمناورة والابتعاد بسرعة عالية ويمكنها الإطلاق حتى وهي تبتعد، ومن ثم تعاود الكرة.
إن القضاء على العربات المعادية الأبطأ والأقل قدرة على المناورة والتي في ذات الوقت لا تملك سلاح تضاهي به العربة المصرية في المدى والتأثير هو فقط مسألة وقت، وبعد أن يتم القضاء على العربات المعادية تقوم العربات المصرية بالتمهيد النيراني على المشاة المعادية سواء عن طريق رميهم بالأسهم من وضع الحركة أو باقتحام صفوفهم بالخيل، ثم يترك الإجهاز عليهم للمشاة المصريون.
واستلزم تطوير العربات تطوير مماثل لأطقمها، حيث تم توفير وسائل الحماية من دروع الجسم وغيرها والخوذات لهم. غير إن هذا كان أسهل الأجزاء.
فتدريب السائق على أن يقوم بمهام حامل الدرع ويقود العربة بسرعة عالية ويناور بها في وقت واحد ليس بالشئ الهين، وكذا تدريب حامل القوس على الرماية الدقيقة من على سطح متحرك غير مستقر هو أمر صعب للغاية.
لذا كانت أطقم العربة من النبلاء والذين يتدربون منذ صغرهم على القيام بهذا الأمر ليبلغوا مستوى رفيع من الإجادة يمكنهم من الأداء البارع في ساحة المعركة
الموضوع منقول من منتدى مصر القديمه
الرابط :
http://www.toutankharton.com/montada/viewtopic.php?id=59
تعد العربة الحربية المصرية هي ذروة التطور العسكري المصري وأصدق نموذج على التفوق التقاني للمصرين القدماء وقدرتهم على التطوير الخلاق. العربات الحربية هي ذاتها السلاح المرعب الذي استخدمه الهكسوس في سيطرتهم على مصر حيث شاهد المصريون الخيول للمرة الأولى، وللعربات الحربية تأثير هائل على المشاة التي كان يتكون منها الجيش المصري في نهاية عهد الدولة الوسطى.
كانت العربة الهكسوسية عبارة عن صندوق مثلث الأضلاع يتكون كل ضلع فيه من عارض خشبي سميك وثقيل للحماية، وهي مرتكزة على عجلتين يرتبطان مع بعضهما عن طريق محور خشبي يمر بمنتصف صندوق الركوب
ولهذا الصندوق فتحة دخول جانبية، ويرتكز صندوق الركوب على محور العجلات ( تسير تلك العربات فوق عجلتين فقط ). وكانت العربة الهكسوسية نموذج للعربات الحربية في الشرق الأوسط - الجزء الأسيوي - في ذلك الوقت ولوقت طويل قادم. ويتسع صندوق الركوب الثقيل لثلاثة مقاتلين أحدهم هو السائق، في حين يقوم المقاتل الثاني بحمل درع كبيرة لحماية ركاب العربة من الأسهم والحراب التي قد يلقيها المشاة عليهم، في حين يحمل المقاتل الثالث حربة طويلة ليطعن بها المشاة من وضع الحركة، وتزود العربة بخزانة للحراب حتى يعاد تسليح المقاتل الثالث إذا ما فقد حربته أو إضطر إلى إلقائها على أحد الأعداء. ويلبس المقاتلون الثلاثة دروعاً برونزية على أجسادهم.
ولجر وزن العربة الثقيل وركابها الثلاثة، استلزم الأمر ثلاثة جياد ترتدي بدورها دروعاً خفيفة للحماية. ولهذا كانت العربة تحتاج إلى بعض الوقت لتكتسب سرعة الهجوم، وكذلك تفقد تلك السرعة بشكل درامي إذا ما حاول السائق المناورة بها، لذا كان النمط السائد لاستخدام العربة هو الهجوم في خط مستقيم، خاصة وإن محور اتزان صندوق الركوب سيسبب انقلابها إذا ما قامت بمناورة حادة
غير أن القوة الحقيقية للعربة الحربية لم تكن في الحراب التي يحملها المقاتل الثالث، بل تكمن في الخيل نفسها والتي ارعبت المشاة، فتلك العربة تندفع بسرعة هائلة نحو صفوف المشاة مع زميلاتها حيث يصدم الخيل المشاة بعنف يتسبب في تطايرهم وسحقهم تحت سنابك الخيل، في حين يقوم المقاتل الثالث بمحاولة طعن ما تيسر من المشاة أثناء شق العربة لطريقها في صفوفهم.
وهذا النمط يشبه استخدام المدرعات في الحرب الحديثة، وكانت العربة الحربية هي السلاح الذي يمتلك الحركية العالية والقوة التي تمكنه من تفريق صفوف الأعداء.
التطوير المصري للعربة الحربية
خلفية تاريخية
عندما تمكن الهكسوس من إحكام سيطرتهم على الدلتا وشمال الصعيد، تراجع الحكم المصري إلى طيبة، وكان لزاماً على الفراعنة أن يقوموا بتطوير تسليحهم ليكافئ عدوهم. لكن عدم توافر الخيل شكل مشكلة كبيرة في ذاك الوقت، إذ أن مصدر الخيل الرئيسي يكون إما بالتوالد أو بالاستيراد، وكان عدد الخيل في حوزة المصريين قليلاً كما كانت الطريق التجارية إلى أسيا مسيطر عليها من قبل الهكسوس.
حلول إبداعية
لذا أصبح من الواضح لدي المصريين أنهم لن يستطيعوا تحقيق تكافؤ عددي مع الهكسوس في اعدد لعربات الحربية، لذا اتجه تفكيرهم إلى صناعة أعداد أقل من عربات لها تفوق تام على العربات الهكسوسية.
قتال العربات
لمنع العربات المعادية من سحق المشاة، يجب ان يكون لدى الجيش المدافع أعداد كافية من العربات حتى تستطيع أن تدخل في اشتباك تصادمي مع العربات المعادية بعيداً عن خطوط المشاة، وفرضت الظروف على المصريين ألا يكون هذا الخيار متاحاً. فكان أول تفكير لهم هو بالأساس دفاعي،
لقد تم تصميم العربة المصرية بما يوازي مقاتلات التفوق الجوي في يومنا هذا، وكانت مهمتها الأولى هي إبادة العربات المعادية ثم الهجوم على المشاة كمهمة ثانية.
وكان أول ما فكر به المصريون هو استخدام عدد أقل من الخيل للعربة الواحدة بما يمكنهم من صنع عربات أكثر بالخيل المتوافرة، لكنهم في ذات الوقت كانوا يريدون عربة حربية أسرع وأخف من العربة الهكسوسية حتى يمكنها ان تفوقها بالمناورة وتتخلص من الاشتباك كلما لزم الأمر،
لذا فقد قام المصريون أول ما قاموا بالتخلص من الألواح الخشبية الغليظة المكونة لجسم العربة وستبدلوها بالعديد من الجزاء المركبة والألوح الرقيقة والتي تم ثنيها بالحرارة وملصقة بالغراء، ولتدعيم الحماية تم تزويد الجدار الخارجي للعربة بطبقة رقيقة من البرونز وبذلك تم تخفيض وزن العربة بشكل كبير جداً.
وكان التغيير الثاني هو تقليص عدد الركاب إلى اثنين فقط، على أن يقوم السائق بدور حامل الدرع، وبهذا فقد كانت العربة المصرية رغم تخفيض عدد الأحصنة التي تجرها إلى اثنين تتمتع قوة دفع أعلى وأفضل بكثير من العربة الهكسوسية.
وكان التغيير الثالث، هو تغيير السلاح الرئيسي للعربة وكان هذا التغيير هو الأكثر جوهرية، قرر المصريون أن يستبدلوا الحربة بالقوس المركب، وبذلك حصلوا على منصة نيران بعيدة المدى عالية السرعة يمكنها أن تقضي على العربات المعادية من مسافة بعيدة، ورغم ذلك استمرت العربة تحمل جراباً خاصاً للحراب لاستخدامه في حالة الاشتباك القريب إذا ما إضطرت الظروف راكبي العربة لذلك.
واستلزم التطوير السابق تطويرات أخرى، فلم يكن التصميم الرئيسي للعربة يوفر ثباتاً لصندوق الركوب بما يسمح برمي السهام.
لذلك قام المصريون بتغيير جوهري وذلك بتحريك محور العجلات من منتصف صندوق الركوب إلى مؤخرته، وبذلك تغير مركز ثقل العربة فبدلاً من أن يصبح فوق محور العجلات أصبح يقع بين المحور والخيل وهو ما زاد ثبات العربة بشكل كبير، والأهم هو أن هذا التطوير كان يسمح للعربة بالقيام بمناورات حادة لا تستطيع العربة التقليدية أن تقوم بها والا انقلبت.
غير أن ذلك لم يكن نهاية المطاف، فقد قام المصريون بتغيير عبقري، إذ ابتكروا ما يعد بحق أو لنظام تعليق للعجلات في العالم. فقد قاموا بفصل العجلات عن المحور الخشبي وربطه بها عن طريق مجموعة معقدة من الأربطة الجلدية بما يسمح لكل عجلة بالتحرك بشكل مستقل عن الأخرى وامتصاص الصدمات الناجمة عن الأرض غير المستوية، ولمزيد من النعومة تمت تكسية العجلات بعدة طبقات من الجلد لتسهم مرونته في توزيع الضغط عن العجلات وامتصاص تأثير الأرض.
كما تم تغيير مدخل الركاب إلى الخلف حتى لا يندفعوا من الباب الجانبي بتأثير القصور الذاتي.
وبهذه التغييرات الهامة نتجة عربة خفيفة عالية السرعة و ذات قدرة ممتازةً على المناورة وذات سطح ثابت، وقدرة أعلى بكثير على التسارع من العربة الهكسوسية، وهو ما يعني التعويض السريعة للاندفاع عند القيام بالمناورات.
فضلاً عن ذلك فقد أصبح السلاح الرئيسي للعربة هو القوس المركب والذي يبغ مداه الفعال 200 متر، وبهذا ولدت العربة المصرية كقاتلة للعربات الهكسوسية.
واعطى هذا التصميم اليد العليا للعربات المصرية في قتال العربات، كما وفر عربات أكثر لمصر بمقادر الثلث عما كان سيتوافر لها نتجية تقليص عدد الخيل والمقاتلين.
وعند القتال تندفع العربات المصرية في كتلة لتصوب زخات كثيفة من الأسهم على العربات المعادية، وإذا اقتربت العربات المعادية ينتقل الفرسان إلى التصوب المباشر بأقواسهم من مدى يصل إلى 200 متر، ويكفي إصابة الخيل لتسقط العربة الهكسوسية بمن فيها.
وإذا ما اقتربت العربات المعادية، تقوم العربات المصرية بالمناورة والابتعاد بسرعة عالية ويمكنها الإطلاق حتى وهي تبتعد، ومن ثم تعاود الكرة.
إن القضاء على العربات المعادية الأبطأ والأقل قدرة على المناورة والتي في ذات الوقت لا تملك سلاح تضاهي به العربة المصرية في المدى والتأثير هو فقط مسألة وقت، وبعد أن يتم القضاء على العربات المعادية تقوم العربات المصرية بالتمهيد النيراني على المشاة المعادية سواء عن طريق رميهم بالأسهم من وضع الحركة أو باقتحام صفوفهم بالخيل، ثم يترك الإجهاز عليهم للمشاة المصريون.
واستلزم تطوير العربات تطوير مماثل لأطقمها، حيث تم توفير وسائل الحماية من دروع الجسم وغيرها والخوذات لهم. غير إن هذا كان أسهل الأجزاء.
فتدريب السائق على أن يقوم بمهام حامل الدرع ويقود العربة بسرعة عالية ويناور بها في وقت واحد ليس بالشئ الهين، وكذا تدريب حامل القوس على الرماية الدقيقة من على سطح متحرك غير مستقر هو أمر صعب للغاية.
لذا كانت أطقم العربة من النبلاء والذين يتدربون منذ صغرهم على القيام بهذا الأمر ليبلغوا مستوى رفيع من الإجادة يمكنهم من الأداء البارع في ساحة المعركة
الموضوع منقول من منتدى مصر القديمه
الرابط :
http://www.toutankharton.com/montada/viewtopic.php?id=59
التعديل الأخير: