تعرف المراجع المتخصصة الصاروخ الموجه بأنه ذلك الصاروخ القادر على تغيير اتجاه طيرانه بعد الإطلاق ويظل قادراً على ذلك حتى يكون قريباً من نقطة اصطدامه بالهدف. لتحقيق ذلك يلزم أن يحقق نظام التوجيه عدة مطالب هي:
@ يجب أن يعرف مكان الهدف وقد يحتاج ذلك إلى ضرورة وجود فرد في حلقة التوجيه كما الأنظمة التي تتبع الهدف بصرياً أو التي يتم توجيهها بإضاءة الهدف بالليزر.
@ يجب أن يعرف، أو يكون قادراً على تحديد مسار الهدف.
@ يجب أن يكون قادراً على تصحيح مسار الصاروخ في ضوء التعليمات الجديدة التي يستقبلها.
@ يجب أن يتأكد أن الصاروخ غير مطالب بإجراء مناورة تزيد عن الحدود التصميمية لمكونات الصاروخ.
من المعروف أن استخدام الصواريخ الموجهة يهدف إلى تحقيق تدمير الهدف بصاروخ واحد. يقوم نظام التوجيه في الصواريخ (سطح - جو)، المضادة للدبابات، (جو-جو) بأداء وظيفة بواسطة تتبع الهدف أما في الصواريخ (أرض- أرض) فإنه غالباً ما يقوم نظام التوجيه باستخدام بيانات محددة مسبقاً لتحديد مكان الهدف. ويتكون نظام التوجيه من عدة مكونات هي:
وحدة التتبع وهي الوحدة التي تقوم بتحديد الوضع النسبي للهدف والصاروخ وقد يتم التتبع بواسطة موجات الراديو، أو موجات الرادار، أو بصرياً.
وحدة الحاسب وهي التي تقوم بحساب المناورات المطلوب أن يقوم بها الصاروخ للوصول إلى الهدف.
وحدة التوجيه وهي التي توفر الوسيلة التي يمكن بواسطتها إرسال الأوامر إلى الصاروخ مثل موجات الراديو أو موجات الرادار.
يمكن تقسيم طرق التوجيه إلى ثلاثة أنواع هي المسار المحدد مسبقاً (PREDETERMINED COURSE) وهو يعتمد على المعلومات التي يتم وضعها في الصاروخ قبل الإطلاق، والمسار الذي يتم التحكم فيه أثناء الطيران (CONTROLLED PATH) وهو يعتمد على المعلومات التي يتم تغذيتها للصاروخ بعد الإطلاق، التوجيه الذاتي (HOMING) ويعتمد على التعرف على الهدف سواء تم ذلك التعرف بواسطة مصدر خارجي أو بواسطة الصاروخ نفسه ثم يقوم الصاروخ بعد ذلك بتتبع الهدف نتيجة للإشارات الصادرة من الهدف.
يعتبر نظام التوجيه للصواريخ التي تركب الشعاع من ذلك النوع الذي يتم فيه التحكم في المسار بعد الإطلاق وينقسم هذا النوع من التوجيه إلى نوعين هما التحكم في المسار بواسطة أوامر التوجيه، النوع الثاني هو ركوب الشعاع الصادر من الهدف. يتطلب النوع الأول من هذا التوجيه تعديل مسار الصاروخ أثناء الطيران بواسطة مؤثر خارجي ويتم توصيل أوامر التوجيه إما بواسطة موجات الراديو، أو موجات الرادار، أو بواسطة سلك كما يتطلب وجود وسيلة لتحديد مكان كل من الهدف والصاروخ، حاسب آلي يقبل بيانات كل من الهدف والصاروخ ويقوم بحساب أوامر قيادة الصاروخ، وسيلة لتكويد مخرجات الحاسب الآلي في صورة مناسبة لنقلها إلى الصاروخ، وأخيراً مرسل راداري لتمرير إشارات الأوامر إلى الصاروخ.
عند استخدام ركوب الشعاع في التوجيه فإن الصاروخ يحتوي على وحدة تمكنه من تتبع الشعاع الإلكتروني وفي هذه الطريقة يتم إطلاق الصاروخ على الشعاع ونتيجة لأن الشعاع يكون متجهاً إلى الهدف فإن الصاروخ يحاول أن يمركز نفسه في الشعاع حتى يصطدم بالهدف وتقوم الدوائر الالكترونية في الصاروخ باكتشاف أعلى مستوى للطاقة في الشعاع ونتيجة لذلك يحاول الصاروخ البحث عن مركز الشعاع. من البديهي أن الصاروخ الذي يستخدم هذا النوع من التوجيه لا يقوم بمناورات حادة. يحتاج استخدام الصواريخ التي تركب الأشعة إلى نظم مساعدة للحرب الإلكترونية لكشف أجهزة الرادار المعادية وتوفير صورة واضحة عن الموقف الإلكتروني المعادي وأنواع الرادارات وأماكن تمركزها وتردداتها مما يساعد على تقدير التهديدات بدقة ووضع أسبقيات الهجوم عليها كما يحتاج إلى نظم تسديد تحتوى على أجهزة استشعار وحاسب إلكتروني وأجهزة تحكم وإطلاق بحيث يتم إطلاق الصاروخ بعد تغذيته بالبيانات الدقيقة عن تردد أجهزة الرادار ومكانه.
يختلف التوجيه بواسطة ركوب الشعاع عن التوجيه الذاتي السلبي (PASSIVE HOMING) بأن ذلك النوع الأخير يقوم نفسه باكتشاف الإشعاع الطبيعي للهدف وقد يتم استخدام مصدر خارجي لإضاءة الهدف (DESIGNATOR) كما هو الحال مع الصواريخ والذخائر التي يتم توجيهها بالليزر ولذلك يلزم وجود وحدة مسح للإشعاع لالتقاط تلك الإشعاعات التي قد تأخذ شكل موجات راديو أو موجات صوتية أو أشعة تحت الحمراء صادرة من أنابيب العادم أو موجات ضوئية (أشعة الليزر) كما يلزم أيضاً وجود وسيلة لتحديد الهدف حتى يمكن اعتراض الإشارات الصادرة وأخيراً يلزم وجود دوائر لقيادة وتوجيه الصاروخ. بالنسبة للصاروخ الذي يركب الشعاع فإن تلك الإجراءات تقوم بها وحدات منفصلة عن الصاروخ تقوم بتحديد نوع الإشعاع وتردده واتجاهه ثم تقوم بتغذية تلك البيانات للصاروخ قبل إطلاقه.
قد يكون مناسباً أن نشير إلى أن الصواريخ التي تركب الشعاع يمكن أن تستخدم كل من الموجات الرادارية وهو الأسلوب المتبع عادة مع الصواريخ (جو- سطح) كما يمكن استخدام أشعة الليزر وهو الأسلوب المتبع مع الصواريخ المضادة للدبابات كما أنه يتم استخدام التوجيه المختلط كأن يتم استخدام التوجيه الذاتي (HOMING) في المراحل الأخيرة من الطيران مع استخدام التوجيه بركوب الشعاع في المرحلة الأولى من الطيران وذلك لتحسين الدقة.