حاربوا الطائفيه ليتمدد المشروع الايراني

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
إنضم
4 ديسمبر 2009
المشاركات
499
التفاعل
42 0 0

الأمة الاسلامية تدفع ثمن السعي المحموم وراء 'اكذوبة الوحدة الاسلامية' التي استغلتها إيران واتباعها في التمدد الديني والسياسي عبر التخويف من الاحتراب الطائفي بين أهل السنة والشيعة.


لعل هذا الشعار يكاد يكون سياسية عامة ثابتة لكافة القائمين بأمر المذهب الشيعي في المنطقة العربية، فلا يمكن لطائفة دينية صغيرة تضع مخططات بعيدة المدى وتخطط لهيمنة واسعة شاملة أن توجه خطاباً صدامياً، وإنما لا بد من اللجوء الى سبل ناعمة وطرق لطيفة المظهر تداعب المشاعر وتستقطب البسطاء والسُذج وتستميل جانبهم حتى يمضي مشروعها الديني في خطوات مدروسة متأنية نحو الهدف المرجو.

لكن اللسان الجميل والخطابات والاحاديث المثالية لا يمكن أن يغتر بها من اطلع على مشاهد التمدد الديني والسياسي لطائفة "الشيعة الإمامية"، هذا فضلا عن النظر في تاريخ هذه الفرقة ونبذة سريعة عن معتقداتها وأفكارها.

منذ قيام ثورة الخميني في شباط 1979 وشعارات نبذ الطائفية والدعوة للوحدة والتقريب تكاد تكون محوراً أساسيا ثابتاً في الخطاب الشيعي الرسمي، ولم يكن احد يلتفت الى خطورة الوضع القائم وكانت الاصوات المحذرة من خطورة مشروع تصدير الثورة "اصواتا طائفية متشددة" تهدف الى اشعال فتنة وتنازع اسلامي يعرقل الوقوف بوجه اسرائيل ويخدم مخططات الغرب والانظمة المتخوفة من الثورة الاسلامية في ايران!

في نيسان 2003 أعلنت الولايات المتحدة قيام الحكم الشيعي في العراق.لم يكن اعلانا صريحاً رسمياً وإنما جاء تحت شعار الديمقراطية وإنصاف الاكثرية الشيعية المضطهدة وإزالة ظلم الرئيس السني الطائفي صدام حسين. وكان هذا الأمر بمثابة نصر كبير لم تكن الطائفة الشيعية تحلم به، بل جاء بمثابة الدعم والاسناد الاقوى للثورة الايرانية التي اصيبت بانتكاسات وهزائم كبيرة منذ قيامها.

بعد النصر الكبير وقيام الدولة الجديدة في العراق أصبح هناك خطابان للشيعة يعضد كل واحد منهما الآخر. الأول، يهاجم أهل السُنّة كافة، لا يفرق بين حاكم علماني أو رجل دين سلفي بينما ظل الثاني متمسكاً بالمنهج الاعلامي الناعم الداعي المؤكد على نبذ الطائفية والسعي لجمع الكلمة من أجل مواجهة الخطر الاكبر على المنطقة (اميركا، اسرائيل).

كان من الصعب المحافظة على الخطاب الهادئ واللسان المعسول في ظل ما يجري في العراق، لذا أصبح أصحاب هذا المنهج يشددون على وجوب محاربة الاصوات السنية المتطرفة، حتى لا تنزلق المنطقة الى احتراب طائفي يخسر فيه الجميع، وازدادت حدة التوجه الدبلوماسي الشيعي خصوصا مع دخول مشروع تشييع بغداد مراحل متقدمة عام 2006، وتعالي أصوات "المعتدلين السنة" المنددة بطائفية الحكومة العراقية وصمت المرجعية الدينية عن حرب التطهير والتهجير التي يشنها جيش المهدي على العراقيين السنة.

ومنذ ان اتسعت جبهة المتيقظين للخطر الايراني توحد الخطاب الشيعي من جديد ليكون موجهاً برمته ضد السنة ولكن تحت الشعارات القديمة والتي تعني مهاجمة كافة الجهات المحذرة من المشروع الديني لايران (التيار السلفي والسعودية، المقاومة العراقية، بعض الشخصيات الدينية والسياسية المستقلة).

يمكننا القول بأنه على مدار العقود الثلاث المنصرمة تولت كثير من النخب القومية والاسلامية خداع الجماهير من خلال إشاعة هذا المصطلح (الطائفية) وترويجه ومحاكاة الخطاب الايراني، لأنهم تجاهلوا أمراً كان من المسلمات حتى نهاية العهد العثماني وهو أن أهل السنة هم أهل الإسلام وليسوا طائفة دينية أو حركة سياسية، وهم بهذا التقزيم لمفهوم "أهل السنة" وقعوا في خيانة كبيرة للإرث التي تسلموه من الأجداد الذين لم يفرطوا بأمة كاملة وبتاريخ عريق وأمجاد زينت تاريخ الانسانية بغية الجري خلف أوهام مصطنعة ومصالح متوهمة مثل "وحدة الأمة ونبذ الفرق والتحزب".

كانت الامة الاسلامية تبحث عن وحدة غير موجودة لأنها سعت الى تقريب طائفة لم تكن يوماً ضمن الجسد الإسلامي الواحد، ولم تزل منعزلة عن الأمة بفكرها العقدي ونهجها السياسي.

إن الأمة الاسلامية اليوم تدفع ثمن السعي المحموم وراء "اكذوبة الوحدة الاسلامية" التي أصبحت حائلاً أمام استرداد الحقوق ودفع الظلم. وحال العرب السنة في العراق ينطق بهذا، فالسياسي العراقي السني اذا تحدث عن المهجرين أو المعتقلين اتهم بإثارة النعرات الطائفية وربما لوحق قضائيا بتهمة دعم الجماعات الارهابية!

كما أن الحديث عن ضحايا المليشيات الشيعية وخطرها القائم والمتنامي في الخفاء عبر أسماء متعددة

(عصائب اهل الحق، الجماعات الخاصة) أصبح من المحرمات لأن فيه دعوة لعودة الطائفية.

أما منْ يتحدث عن "حكومة بغداد الشيعية" و"اضطهاد سُنّة ايران" ومليشيا حزب الله وطائفية زعيمها المكشوفة ورسائله التهديدية المتواصلة فهو مما يخدم المشروع الاميركي والاجندة الصهيونية!

وفي المقابل لا يجد الجانب الشيعي حرجاً في مهاجمة من يشاء من الاطراف السنية في المنطقة العربية (السياسية والدينية) أما الحديث عن "المظلومية المزعومة لاتباع مذهب أهل البيت" فأصبح ثابتا في خطاب قوى الاعتدال الشيعي!

لعل ما طرحتُه اليوم أصبح مكشوفاً لكثير من الناس لكن وجب التنبيه على هذا الامر لانه لا يزال في جبهة أهل السنة الكثير من الشخصيات والتوجهات التي تدّعي محاربة الطائفية ونبذ القوى المتشددة وهي بذلك تعطي ضوءاً أخضراً للمشروع الايراني الذي التهم العراق ولبنان ويسعي للضغط على دول كثيرة مثل مصر والسعودية.

لقد اتضح ان شعار محاربة الطائفية هو اداة انتهازية يستعملها كل من أراد الوصول الى اهدافه المشبوهة وأحلامه المريضة وكما استخدمت القوى الشيعية هذا المفهوم الدخيل وروجه لها في الاوساط العربية بعض الجهلة والمنتفعين فعلينا أن نعلم ان هذا الباب سيكون مدخلاً لكثير من الحركات الدينية والفرق والتيارات التي تحارب الصحوة الإسلامية بشكل عام والتيار السلفي على وجه الخصوص، وعلى التيارات الاسلامية التي تحمل مشاريع اصلاحية أن تعلم ان تصفية الحسابات وحل الاشكالات مع التيار السلفي لا يكون من خلال هذه الشعارات وأشباهها، فالقوى التي تتحكم بتوقيت وكيفية استخدام مثل هذه السبل قادرة على لصق تهم "الوهابية والتطرف والتكفير والتشدد" بأي حركة دينية صوفية كانت او إخوانية أو تحريرية أو مستقلة.

بقلم: كاظم حامد الربيعي
 
رد: حاربوا الطائفيه ليتمدد المشروع الايراني

الله يكفينا شرهم وشر نياتهم
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
عودة
أعلى