وكانت بعثته نعمة للخلق أجمعين/إبراهيم خليل إبراهيم

Nabil

خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
19 أبريل 2008
المشاركات
22,784
التفاعل
17,901 114 0
وكانت بعثته نعمة للخلق أجمعين

إبراهيم خليل إبراهيم

كانت بعثة رسول الله صلى الله عليه و سلم المنة الكبرى ومن الله عز وجل على المؤمنين و النعمة العظمى التي أسداها إلى الأميين بل إلى الخلق أجمعين ليطهر المجتمع من أخلاق الجاهلية ويحل مكانها الفضائل الإنسانية التي جاء بها الإسلام فكان صلى الله عليه وسلم وهو الأمي يعلم المؤمنين الكتاب والحكمة دونما الحصول على بكالوريوس أو ليسانس أو دكتوراه من جامعة بشرية ، وهذه معجزة من معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهداهم إلى الرشاد و نطقوا بالسداد وقد كانوا من قبل في ضلال مبين. يقول تعالى :
{ لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب و الحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين } آل عمران ـ 164
فكانت المعجزة التربوية للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أن يغير طباع هؤلاء الناس وأخلاقهم ويبدل عاداتهم وسلوكهم وأن يصنع من هؤلاء الرجال على ما فيهم من بداوة و ما بين قبائلهم من عداوة أمة متحابة بنور الإيمان .. متحضرة بتعاليم القرآن ولا شك أن صناعة الرجال من أهم الصناعات و صياغتهم في قالب سليم من أشق المهمات .
وما أجدر المسلمين وهم يسعون اليوم بخطى سريعة إلى نهضة جديدة لاستعادة حضارتهم الرشيدة أن يتدارسوا سياسة الرسول صلى الله عليه وسلم في صياغة القلوب المؤمنة التي اجتمعت إليه وكون منهم الأمة الوسط التي حافظت على تراث الأنبياء و المرسلين فكانت خير أمة أخرجت للناس يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و يؤمنون بالله . يقول تعالى :
{ آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه و رسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير } البقرة ـ 285 .
لقد كانت شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم في معاملة أتباعه تغرس في عقيدة كل منهم أن له المكان الآثر في قلب هذا القائد الكبير فيبادله حباً بحب حتي يصبح الرسول صلى الله عليه وسلم أحب إليه من والده وولده و الناس .. كل الناس .. بل أحب إليه من نفسه حبا ممزوجا بالطاعة والإجلال والتقدير و الفداء و يصور ذلك قول رب العزة : { فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت و يسلموا تسليماً } النساء ـ 65
وروى الترمذي عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال يصف رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من رآه بديهة هابه ومن خالطه معرفة أحبه )
وروى الترمذي عن الحسين بن علي عن خاله هند بن أبي هالة ورواه الحسين عن أبيه عن ابن أبي طالب : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقول :( أبلغوني عن حاجة من لا يستطيع إبلاغها ) وكان يعطي كل جلسائه بنصيبه .. لا يحسب جليسه أن أحدا أكرم عليه منه .. من جالسه أو فاوضه في حاجة صابره حتي يكون هو المنصرف عنه ومن سأله حاجة لم يرد إلا بها أو بميسور من القول ، قد وسع الناس بسطه وخلقه فصار لهم أبا وصاروا عنده في الحق سواء ، مجلسه مجلس حلم وأمانة و صبر ، ولا ترفع فيه الأصوات .
هذه هى النواحي التربوية التي استعان بها رسول الله صلى الله عليه وسلم في تكوين الطليعة الأولى للإسلام.

* * * * * * * * * *
أسماء خاتم النبيين

رسول الله صلى الله عليه وسلم له أسماء كثيرة ذكر بعضها في القرآن الكريم والبعض الآخر في السنة النبوية المطهرة، ومن حديث القرآن عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله تعالى:{ وإذ قال عيسى ابن مريم يابني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد } الصف ـ 6
فعيسى عليه السلام هو خاتم أنبياء بني إسرائيل وقد أقام في ملأ بني إسرائيل مبشرا بمحمد وهو أحمد عليه السلام خاتم الأنبياء والمرسلين الذي لا رسالة بعده ولا نبوة .
قال تعالى :{ محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا ....(29)} (الفتح)
وقال تعالى :{ طــه * ماأنزلنا عليك القرآن لتشقى * إلا تذكرة لمن يخشى * تنزيلا ممن خلق الأرض والسماوات العلى * الرحمن على العرش استوى } طه 1 ـ 5
وقال تعالى :{ يس * والقرآن الحكيم* إنك لمن المرسلين * على صراط مستقيم * تنزيل العزيز الرحيم } يس الآيات 1 ـ 5
وقال تعالى :{ وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل...(144) } آل عمران .

ومن أسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ـ الماحي .
ـ الحاشر .
ـ العاقب .
ـ المقفى .
ـ نبي التوبة .
ـ نبي المرحمة .

عن عمر بن جبير بن المطعم عن أبيه قال :
سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : { إن لي أسماء فأنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحي الذي يمحو الله به الكفر وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي وأنا العاقب الذي ليس بعده أحد } رواه البخاري ومسلم .
وعن أبي موسى الأشعري قال :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمي لنا نفسه أسماء فقال :
( أنا محمد وأحمد والمقفى والحاشر ونبي التوبة ونبي المرحمة ) رواه مسلم .
وعن التكني بأبي القاسم قال الإمام السنهوري رضى الله عنه :
أختلف في التكني بأبي القاسم علي ثلاثة مذاهب :
ـ الأول : المنع مطلقا سواء كان اسمه محمدا أو لا .. وثبت ذلك عن الشافعي .
ـ الثاني : الجواز مطلقا ويختص النهي بحياته صلى الله عليه وسلم .
ـ الثالث : لا يجوز لمن اسمه محمد ويجوز لغيره .
عن أبي هريرة رضى الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( لا تجمعوا اسمي وكنيتي أنا أبو القاسم الله يعطي وأنا أقسم ) أخرجه الترمذي .
وعن أبي هريرة رضى الله عنه قال :
قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم :
( تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي ) رواه البخاري .

ورسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ...
صفوة آدم
ومولد شيث
وشجاعة نوح
وحلم إبراهيم
ولسان إسماعيل
ورضا إسحاق
وفصاحة صالح
وحكمة لقمان
وبشرى يعقوب
وجمال يوسف
وصبر أيوب
وقوة موسى
وتسبيح يونس
وجهاد يوشع
ونعمة داود
وهيبة سليمان
ووقار إلياس
وزهد عيسى
وعلم الخضر
وفيه الخلق العظيم .. قال تعالى : { وإنك لعلى خلق عظيم (4)} (القلم)
صلى الله عليه وسلم .. والسلام على رسل وأنبياء الله تعالى .

عن موقع رابطة أدباء الشام
 
عودة
أعلى