رد: الكارين ايه مصرية 100%
كبير البحارة المصريين في السفينة «كارين إيه» بعد الإفراج عنهم: أبحرنا من بورتسودان إلى اليمن والإمارات.. وجاءت سفينة في عرض البحر ونقلت شحنة لم نعرف ماذا فيها
مطوبس ـ كفر الشيخ (مصر): السيد عبد الحفيظ
بعد أربعة أيام من وصولهم الى مصر سارعت «الشرق الأوسط» الى قرية برج مغيزل التابعة لمركز مطوبس بمحافظة كفر الشيخ بدلتا مصر لتلتقي بالبحارة الثمانية المصريين الذين اعتقلتهم القوات الاسرائيلية على متن السفينة «كارين إيه» في يناير (كانون الثاني) الماضي التي اتهمت بأنها تهرب اسلحة ايرانية للسلطة الفلسطينية.
وقال البحارة المصريون لـ«الشرق الأوسط» ان السفينة أبحرت من ميناء بورتسودان السوداني في نوفمبر (تشرين الثاني) 2001 حتى قامت القوات الاسرائيلية بالسيطرة عليها في يناير الماضي وتوقيف طاقمها المكون من 13 فردا.
وبعد تحقيقات استمرت 24 ساعة أكد البحارة المصريون انهم لم يروا بعد ذلك باقي طاقم السفينة ولم يعرفوا مصيرهم منذ وصولهم الى ميناء ايلات واحتجازهم في سجن الرملة القريب من تل أبيب لمدة تسعة أشهر، وأشاروا الى ان الاسرائيليين أبلغوهم انهم كانوا يرصدون السفينة قبل خمسة عشر يوما من القبض عليهم. واستغرب البحارة المصريون الثمانية عندما وجه لهم سؤال بشأن ما اذا كان للسفينة علاقة بايران، مؤكدين ان السفينة لم تتجه الى ايران نهائيا وانهم لم يقابلوا أي ايرانيين اطلاقا، بالاضافة الى أن المحققين الاسرائيليين لم يسألوهم نهائيا عن هذا الموضوع. وذكروا ان السفينة تم حجزها من قبل القوات الاسرائيلية في المياه الدولية بمسافة لا تقل عن 500 ميل بحري عن السواحل الاسرائيلية، مستنتجين ذلك بأن السفنية استمرت في السير عقب القبض عليها لمدة تصل الى 30 ساعة.
وشهدت «الشرق الأوسط» في زيارتها لقرية برج مغيزل افراحا أقامها أهالي القرية ترحيبا بعودة أبنائها الثمانية. والقرية تتبع مركز مطوبس بمحافظة كفر الشيخ، وتبعد عن القاهرة بحوالي 200 كيلومتر. وتقع هذه القرية على شاطىء البحر المتوسط عند مصب النيل وتقابل مدينة رشيد مباشرة. ويمكن مشاهدة الانوار المنبعثة من جزيرة قبرص من شاطىء القرية التي تمتاز بزراعة النخيل بكثافة، كما ان معظم سكانها يعملون في البحر سواء في الصيد أو الملاحة، ويعيش أغلب الأهالي فيها على مستوى دخل منخفض، ولا تصلها المياه للشرب ويتم بيع مياه الشرب فيها.
والتقت «الشرق الأوسط» بكبير البحارة الثمانية «الريس» عبده حسن عبده وشهرته اسماعيل الغريب، وتعذر لقاء البحارة السبعة الأخرين حيث لم يكونوا موجودين بالقرية لاستعادتهم نشاطهم، وسفرهم في رحلة بحرية جديدة كانت هذه المرة الى موانئ على البحر المتوسط كما أخبر أهالي القرية.
وقال الريس الغريب لـ«الشرق الأوسط» واصفا رحلته على السفينة «كارين إيه» من بدايتها.. «اتفقت في البداية مع سمسار سفريات من قريتنا وأسمه محمد علي كانون ان اسافر للعمل على سفينة لأنني فني صيانة سفن، وأخذ هذا السمسار مني مبلغ 1500 جنيه مقابل اتمام الاتفاق، وبالفعل سافرت الى السودان عن طريق الجو من القاهرة، وهناك توجهت الى ميناء بورتسودان على البحر الأحمر، وركبنا السفينة كارين إيه وهي مرخصة لدولة مجهولة تحمل اسم ـ نوكو أولوفا تونجا ـ وعرفنا بعد ذلك أن هذه الدولة هي جزيرة صغيرة في اميركا اللاتينية، وابحرنا بالسفينة مباشرة الى اليمن، وهناك تعاقدنا مع شخص اسمه أبو محمد لمدة تسعة أشهر يحصل كل واحد من المصريين على مبلغ يتراوح بين 400 ـ 600 دولار في الشهر، وتسلمنا من مستأجر السفنية في اليمن مرتب شهر، وعقب ذلك توجهنا الى الامارات وحملنا من هناك شحنة، وعاودنا الابحار شمالاً في البحر الأحمر مرة أخرى. وبعد ابحارنا من الامارات بحوالي ثلاثين يوما، وفي عرض البحر جاءت مركب صغيرة نقلت شحنة وصناديق لم نعرف ماذا فيها، ولم يلتقوا بأي أحد منا سوى القبطان، وبعد ذلك حدث عطل في السفينة «كارين ايه» استدعينا مهندس كهرباء لاصلاح هذا العطل، الذي حدث في المحرك، واستأنفنا السير شمالا في البحر الأحمر».
ويضيف عبده الغريب «اثناء خروجي من سلم الوردية وجدت اصواتاً عالية بالقرب من كابينة القيادة والمحرك وتذكرت ان المحرك تعرض للعطل ونظرت من النافذة فوجدت طائرة هليكوبتر تقترب من السفينة، بالاضافة الى قوارب أخرى، وعقب خروجي لسطح السفينة وجدت جنوداً مدججين بالسلاح، اقتربوا مني وأخذوا يتكلمون لغة لم أعرفها واستجبت للجنود الذين قيدوني، ووضعوا عصابة على عيني ومعي باقي افراد الطاقم الثلاثة عشر، كل ذلك ولم نكن نعرف هوية الجنود المسلحين الذين قبضوا علينا وطلب مني احد الضباط أن أزود السفينة بالوقود، وكان هذا الضابط يجيد العربية وعندما سألته عن هويته قال اننا من القوات الاسرائيلية وان على ظهر هذه السفينة اسلحة، وقال لي الضابط الاسرائيلي انهم يراقبون السفينة منذ 15 يوما، قبل اقتحامها».
ويضيف عبده حسن «وبعد حوالي 30 ساعة في البحر وصلنا الى ميناء ايلات الاسرائيلي، واخذنا الاسرائيليون وقسمونا الى مجموعتين، الأولى ضمتنا نحن المصريين أنا (عبده حسن عبده) وحسين محمد علي نعمة الله (33 عاما) ومحمد اسعد حجاج غريب (38 عاما)، وخطاب عبد المجيد أبو سعدة (22 عاما) ومحمد جمعة مصطفى فراج (24 عاما)، ومصطفى درويش رزق (30 عاما) ومحمد حسن جاويش (41 عاما) وأحمد حسن جاويش (38 عاما). ونحن جميعا من أبناء قرية مغيزل بالاضافة الى القبطان الثاني في السفينة، وهو تيسير دواد الصلاق وهو أردني. أما المجموعة الثانية فكانت تضم القبطان واسمه عمر عكاوي وهو يمني الجنسية، ومهندسا أول اسمه رياض صالح وهو أردني، بالاضافة الى اثنين من البحارة هما سالم السمكاري وهو يمني وآخر لا أتذكر سوى اسمه الزول وهو أحمد من الأردن.
وأكد البحار المصري انه ليس متأكداً من جنسية هؤلاء الافراد الاربعة لأنه لم يطلع على جوازات سفرهم، وانما هم الذين ذكروا جنسياتهم له شفاهيا. ويضيف البحار المصري عبده حسن عبده «عقب تقسيمنا بدأ الاسرائيليون التحقيق مع مجموعتنا لمدة 24 ساعة وبعد الارهاق البدني الذي مارسوه ضدنا، عرضونا خلالها للبرد في عرض السفينة خلال شهر يناير (كانون الثاني)، بالاضافة الى انهم وضعوا امام كل واحد منا تكييف مبرد للجو. وكانت اسئلة الاسرائيليين لنا تدور بالاساس على معرفة خط سير السفينة والأشخاص الذين قابلونا. وعقب انتهاء التحقيقات مع مجموعتنا التي تضم تسعة افراد، أخذونا مباشرة الى سجن الرملة بالقرب من تل أبيب، ولم نعرف مصير المجموعة الأخرى التي تضم أربعة افراد، اثنان منهم يمنيان وآخران أردنيان ولم نسمع أى شيء حتى الآن. وفي السجن كان الاسرائيليون يجرون معنا تحقيقات منفردة، وعندما كنا نطالب بالافراج عنا لأننا لم نرتكب أي شيء، كانوا يماطلون حتى نظمنا اضرابا عن الطعام في مارس (آذار) الماضي لمدة أربعة ايام لأننا كنا نتعرض لضغوط نفسية داخل السجن. وعقب انتهاء الاضراب حضر الينا ضابط مخابرات اسرائيلي واستدعاني للحديث معه، قائلا لي ان اسرائيل تريد من مصر عزام عزام، وهو يقصد الجاسوس الاسرائيلي المحكوم عليه بالسجن 15 عاما في مصر».
ويضيف عبده حسن البحار المصري «رددت على ضابط المخابرات الاسرائيلي، بأن مصر أعلنت انها ليست مسؤولة عنا ونحن لا نريد العودة، وأنتم عندما تربطون مصيرنا بعزام، فهذا ظلم لأننا لم نرتكب أي شيء ولكن عزام صادر ضده حكم بالسجن من محكمة. وطلبت من الضابط الافراج عنا. وبالفعل صدر قرار عن مجلس الوزراء المصغر بقيادة ارييل شارون بالافراج عنا في 26 مايو (ايار) 2002، وأخذونا من السجن الى المطار، وقبل أن نستقل الطائرة أعادونا مرة أخرى للسجن وعرفنا أن الاسرائيليين كانوا يريدون استفزازنا واللعب بأعصابنا وكان تصوري صحيحا لأنه عقب ذلك أخذوا شخصين منا لم نرهما، ثم أخذوا شخصين آخرين وهكذا حتى يضغطوا على اعصابنا بأن زملاءنا قد تم تصفيتهم. وبعد 21 يوما عاد زملاؤنا مرة أخرى، حتى عرفنا انه تم الافراج عنا ولم نكد نصدق حتى ونحن في مطار القاهرة، وعدنا الى قريتنا مباشرة بعد رحلة مريرة في السجون الاسرائيلية».
http://www.aawsat.com/details.asp?article=130995&issueno=8727
مطوبس ـ كفر الشيخ (مصر): السيد عبد الحفيظ
بعد أربعة أيام من وصولهم الى مصر سارعت «الشرق الأوسط» الى قرية برج مغيزل التابعة لمركز مطوبس بمحافظة كفر الشيخ بدلتا مصر لتلتقي بالبحارة الثمانية المصريين الذين اعتقلتهم القوات الاسرائيلية على متن السفينة «كارين إيه» في يناير (كانون الثاني) الماضي التي اتهمت بأنها تهرب اسلحة ايرانية للسلطة الفلسطينية.
وقال البحارة المصريون لـ«الشرق الأوسط» ان السفينة أبحرت من ميناء بورتسودان السوداني في نوفمبر (تشرين الثاني) 2001 حتى قامت القوات الاسرائيلية بالسيطرة عليها في يناير الماضي وتوقيف طاقمها المكون من 13 فردا.
وبعد تحقيقات استمرت 24 ساعة أكد البحارة المصريون انهم لم يروا بعد ذلك باقي طاقم السفينة ولم يعرفوا مصيرهم منذ وصولهم الى ميناء ايلات واحتجازهم في سجن الرملة القريب من تل أبيب لمدة تسعة أشهر، وأشاروا الى ان الاسرائيليين أبلغوهم انهم كانوا يرصدون السفينة قبل خمسة عشر يوما من القبض عليهم. واستغرب البحارة المصريون الثمانية عندما وجه لهم سؤال بشأن ما اذا كان للسفينة علاقة بايران، مؤكدين ان السفينة لم تتجه الى ايران نهائيا وانهم لم يقابلوا أي ايرانيين اطلاقا، بالاضافة الى أن المحققين الاسرائيليين لم يسألوهم نهائيا عن هذا الموضوع. وذكروا ان السفينة تم حجزها من قبل القوات الاسرائيلية في المياه الدولية بمسافة لا تقل عن 500 ميل بحري عن السواحل الاسرائيلية، مستنتجين ذلك بأن السفنية استمرت في السير عقب القبض عليها لمدة تصل الى 30 ساعة.
وشهدت «الشرق الأوسط» في زيارتها لقرية برج مغيزل افراحا أقامها أهالي القرية ترحيبا بعودة أبنائها الثمانية. والقرية تتبع مركز مطوبس بمحافظة كفر الشيخ، وتبعد عن القاهرة بحوالي 200 كيلومتر. وتقع هذه القرية على شاطىء البحر المتوسط عند مصب النيل وتقابل مدينة رشيد مباشرة. ويمكن مشاهدة الانوار المنبعثة من جزيرة قبرص من شاطىء القرية التي تمتاز بزراعة النخيل بكثافة، كما ان معظم سكانها يعملون في البحر سواء في الصيد أو الملاحة، ويعيش أغلب الأهالي فيها على مستوى دخل منخفض، ولا تصلها المياه للشرب ويتم بيع مياه الشرب فيها.
والتقت «الشرق الأوسط» بكبير البحارة الثمانية «الريس» عبده حسن عبده وشهرته اسماعيل الغريب، وتعذر لقاء البحارة السبعة الأخرين حيث لم يكونوا موجودين بالقرية لاستعادتهم نشاطهم، وسفرهم في رحلة بحرية جديدة كانت هذه المرة الى موانئ على البحر المتوسط كما أخبر أهالي القرية.
وقال الريس الغريب لـ«الشرق الأوسط» واصفا رحلته على السفينة «كارين إيه» من بدايتها.. «اتفقت في البداية مع سمسار سفريات من قريتنا وأسمه محمد علي كانون ان اسافر للعمل على سفينة لأنني فني صيانة سفن، وأخذ هذا السمسار مني مبلغ 1500 جنيه مقابل اتمام الاتفاق، وبالفعل سافرت الى السودان عن طريق الجو من القاهرة، وهناك توجهت الى ميناء بورتسودان على البحر الأحمر، وركبنا السفينة كارين إيه وهي مرخصة لدولة مجهولة تحمل اسم ـ نوكو أولوفا تونجا ـ وعرفنا بعد ذلك أن هذه الدولة هي جزيرة صغيرة في اميركا اللاتينية، وابحرنا بالسفينة مباشرة الى اليمن، وهناك تعاقدنا مع شخص اسمه أبو محمد لمدة تسعة أشهر يحصل كل واحد من المصريين على مبلغ يتراوح بين 400 ـ 600 دولار في الشهر، وتسلمنا من مستأجر السفنية في اليمن مرتب شهر، وعقب ذلك توجهنا الى الامارات وحملنا من هناك شحنة، وعاودنا الابحار شمالاً في البحر الأحمر مرة أخرى. وبعد ابحارنا من الامارات بحوالي ثلاثين يوما، وفي عرض البحر جاءت مركب صغيرة نقلت شحنة وصناديق لم نعرف ماذا فيها، ولم يلتقوا بأي أحد منا سوى القبطان، وبعد ذلك حدث عطل في السفينة «كارين ايه» استدعينا مهندس كهرباء لاصلاح هذا العطل، الذي حدث في المحرك، واستأنفنا السير شمالا في البحر الأحمر».
ويضيف عبده الغريب «اثناء خروجي من سلم الوردية وجدت اصواتاً عالية بالقرب من كابينة القيادة والمحرك وتذكرت ان المحرك تعرض للعطل ونظرت من النافذة فوجدت طائرة هليكوبتر تقترب من السفينة، بالاضافة الى قوارب أخرى، وعقب خروجي لسطح السفينة وجدت جنوداً مدججين بالسلاح، اقتربوا مني وأخذوا يتكلمون لغة لم أعرفها واستجبت للجنود الذين قيدوني، ووضعوا عصابة على عيني ومعي باقي افراد الطاقم الثلاثة عشر، كل ذلك ولم نكن نعرف هوية الجنود المسلحين الذين قبضوا علينا وطلب مني احد الضباط أن أزود السفينة بالوقود، وكان هذا الضابط يجيد العربية وعندما سألته عن هويته قال اننا من القوات الاسرائيلية وان على ظهر هذه السفينة اسلحة، وقال لي الضابط الاسرائيلي انهم يراقبون السفينة منذ 15 يوما، قبل اقتحامها».
ويضيف عبده حسن «وبعد حوالي 30 ساعة في البحر وصلنا الى ميناء ايلات الاسرائيلي، واخذنا الاسرائيليون وقسمونا الى مجموعتين، الأولى ضمتنا نحن المصريين أنا (عبده حسن عبده) وحسين محمد علي نعمة الله (33 عاما) ومحمد اسعد حجاج غريب (38 عاما)، وخطاب عبد المجيد أبو سعدة (22 عاما) ومحمد جمعة مصطفى فراج (24 عاما)، ومصطفى درويش رزق (30 عاما) ومحمد حسن جاويش (41 عاما) وأحمد حسن جاويش (38 عاما). ونحن جميعا من أبناء قرية مغيزل بالاضافة الى القبطان الثاني في السفينة، وهو تيسير دواد الصلاق وهو أردني. أما المجموعة الثانية فكانت تضم القبطان واسمه عمر عكاوي وهو يمني الجنسية، ومهندسا أول اسمه رياض صالح وهو أردني، بالاضافة الى اثنين من البحارة هما سالم السمكاري وهو يمني وآخر لا أتذكر سوى اسمه الزول وهو أحمد من الأردن.
وأكد البحار المصري انه ليس متأكداً من جنسية هؤلاء الافراد الاربعة لأنه لم يطلع على جوازات سفرهم، وانما هم الذين ذكروا جنسياتهم له شفاهيا. ويضيف البحار المصري عبده حسن عبده «عقب تقسيمنا بدأ الاسرائيليون التحقيق مع مجموعتنا لمدة 24 ساعة وبعد الارهاق البدني الذي مارسوه ضدنا، عرضونا خلالها للبرد في عرض السفينة خلال شهر يناير (كانون الثاني)، بالاضافة الى انهم وضعوا امام كل واحد منا تكييف مبرد للجو. وكانت اسئلة الاسرائيليين لنا تدور بالاساس على معرفة خط سير السفينة والأشخاص الذين قابلونا. وعقب انتهاء التحقيقات مع مجموعتنا التي تضم تسعة افراد، أخذونا مباشرة الى سجن الرملة بالقرب من تل أبيب، ولم نعرف مصير المجموعة الأخرى التي تضم أربعة افراد، اثنان منهم يمنيان وآخران أردنيان ولم نسمع أى شيء حتى الآن. وفي السجن كان الاسرائيليون يجرون معنا تحقيقات منفردة، وعندما كنا نطالب بالافراج عنا لأننا لم نرتكب أي شيء، كانوا يماطلون حتى نظمنا اضرابا عن الطعام في مارس (آذار) الماضي لمدة أربعة ايام لأننا كنا نتعرض لضغوط نفسية داخل السجن. وعقب انتهاء الاضراب حضر الينا ضابط مخابرات اسرائيلي واستدعاني للحديث معه، قائلا لي ان اسرائيل تريد من مصر عزام عزام، وهو يقصد الجاسوس الاسرائيلي المحكوم عليه بالسجن 15 عاما في مصر».
ويضيف عبده حسن البحار المصري «رددت على ضابط المخابرات الاسرائيلي، بأن مصر أعلنت انها ليست مسؤولة عنا ونحن لا نريد العودة، وأنتم عندما تربطون مصيرنا بعزام، فهذا ظلم لأننا لم نرتكب أي شيء ولكن عزام صادر ضده حكم بالسجن من محكمة. وطلبت من الضابط الافراج عنا. وبالفعل صدر قرار عن مجلس الوزراء المصغر بقيادة ارييل شارون بالافراج عنا في 26 مايو (ايار) 2002، وأخذونا من السجن الى المطار، وقبل أن نستقل الطائرة أعادونا مرة أخرى للسجن وعرفنا أن الاسرائيليين كانوا يريدون استفزازنا واللعب بأعصابنا وكان تصوري صحيحا لأنه عقب ذلك أخذوا شخصين منا لم نرهما، ثم أخذوا شخصين آخرين وهكذا حتى يضغطوا على اعصابنا بأن زملاءنا قد تم تصفيتهم. وبعد 21 يوما عاد زملاؤنا مرة أخرى، حتى عرفنا انه تم الافراج عنا ولم نكد نصدق حتى ونحن في مطار القاهرة، وعدنا الى قريتنا مباشرة بعد رحلة مريرة في السجون الاسرائيلية».
http://www.aawsat.com/details.asp?article=130995&issueno=8727