إيران والصين: أسرار مذهلة!
تكنولوجيات دفاعية حساسة ونظم تسليح متقدمة تتسرب من بكين لطهران
تكنولوجيات دفاعية حساسة ونظم تسليح متقدمة تتسرب من بكين لطهران
معلومات: التطورات الأخيرة بإيران تؤكد أن الصين تزودها بتكنولوجيات دفاعية حساسة ونظم تسليح متقدمة
تدفق سري كبير من علماء روسيا وأوكرانيا لإيران تحت ذريعة "السياحية" أو حضور مؤتمرات علمية
تقرير للسي آي إيه قدم للكونجرس: المساعدات العسكرية الصينية قربت إيران من الاكتفاء الذاتي "عسكريا"!
الطائرة المقاتلة الهجومية الإيرانية "شفق" صممت في مكتب ميكويان للتصميمات العسكرية
تدفق العلماء والتكنولوجيات من الاتحاد السوفيتي السابق زودت إيران بأسلحة كثيرة... والقدرة على إنتاجها
أحدث الأسلحة الإيرانية صممت لأول مرة وأنتجت بالصين.. والصاروخ "نور" هو الصاروخ الصيني "سي 802"
الصاروخ الإيراني "النصر" تصميم وضع خصيصا لإيران على يد مجموعة "هونجدو" الصينية
خبراء الصناعة العسكرية الصينيون من أفضل خبراء العالم في الهندسة العكسية ويستخدمونها لتقليد الأسلحة الأجنبية
المهندسون الصينيون يستخدمون الهندسة العكسية لتعليم الإيرانيين كيف يصنعون قطع غيار لأسلحة أميركية
الصفقة الأخطر: الصين باعت لإيران محولات ضغط سويسرية تساهم بإنتاج اليورانيوم لأغراض عسكرية
مفاجأة غير سارة: كوريا الشمالية نقلت 45 طنا من الكعكة الصفراء لإيران تكفي لإنتاج عدة أسلحة نووية
المنسق الوطني الأول لمراقبة الصادرات بوزارة العدل الأميركية: زيادة العقوبات بلا قيمة دون منع الانتهاكات
شركة هولندية صغيرة شحنت لإيران قطع غيار طائرات عسكرية ومكونات طائرات دون طيار لأكثر من 10 سنوات
[COLOR="Red[SIZE="4"]"]هل غامرت بكين بتجاوز الخطوط الحمراء لإنقاذ الحليف الإيراني؟
أم قررت خوض مواجهة مع أميركا على الملعب الإيراني؟
سؤالان باتا يطرحان بقوة في الغرب مشفوعين بمعلومات خطيرة تكشف أبعادا للعلاقات بين طهران وبكين تشكل صدمة خطيرة قد تعرض علاقات بكين والغرب، وبخاصة واشنطن، لهزة عميقة، وإن كان البعض يعتبر التسريب مجرد ورقة ضغط لنقل بكين من مربع رفض العقوبات على طهران إلى مربع القبول – ولو بتحفظ – وهو ما بدأت ثمرته تظهر بالفعل في الموقف الصيني المعلن من العقوبات على إيران.[/COLOR]قدرات عسكرية مستعارة
المعلومات تؤكد أن التطورات الأخيرة في إيران تؤكد أن الصين تقوم بتزويد طهران بتكنولوجيات الدفاعية حساسة ونظم تسليح متقدمة، وبين هذه الإمدادات ما ينتهك – بوضوح – تعهدات رسمية صينية بمنع انتشار الأسلحة النووية.
يأتي الكشف عن هذه المعلومات فيما تحاول إدارة أوباما إقناع بكين بالانضمام لأعضاء مجلس الآخرين ودول الاتحاد الأوروبي دول كبرى أخرى كالبرازيل لاعتماد مجموعة جديدة من العقوبات القاسية على إيران بسبب برنامجها النووي العسكري.
وكان احتمال انتشار المعرفة العلمية العسكرية والعلماء من روسيا، وأوكرانيا وغيرهما من جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق لإيران كان محل اهتمام كبير من أميركا منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، وعلى وجه التحديد الصواريخ المتقدمة المضادة للسفن، والتكنولوجيا النووية وتصميمات الصواريخ الباليستية.
وتعد قصية قيام روسيا بتنفيذ العقد المبرم بينها وبين إيران عام 2005 لشراء منظومة إس 300 الصاروخية المتقدمة، إذ كان تسليمها موضوع ضغوط متكررة على موسكو. فهذه الصواريخ المتقدمة قادرة على تحسين قدرات إيران الدفاعية على نحو يقلل فرص توجيه ضربة جوية للمنشآت النووية الإيرانية، في حال اقتضت الضرورة. سائحون تحت السلاح
ولم تبذل إيران جهدا يذكر للتمويه على ما يقوله محللون عن تدفق سري كبير (تحت الأرض) من علماء من روسيا وأوكرانيا يذهبون لإيران تحت ذريعة "السياحية" أو بحجة حضور مؤتمرات علمية لا تحيط بها الشبهات. وفي واقع الأمر، فإن العلماء منخرطون بشكل منظم في المساعدة بتطوير العديد من برامج التسليح الإيرانية.
وحسب تقرير "علني" لوكالة الاستخبارات المركزية قدم للكونجرس في 2009 فإن المساعدات العسكرية المقدمة من الصين والجمهوريات السوفيتية السابقة ساعدت إيران على الاقتراب من الاكتفاء الذاتي في إنتاج الصواريخ البالستية. وبعض هذه المساعدة الروسية أسفر عن نتائج ملموسة بالنسبة لإيران، مثل الطائرة المقاتلة الهجومية "شفق" التي تعود تصميماتها إلى تصاميم الطائرات متقدمة وضعت قبل سنوات في مكتب ميكويان ومراكز تصميم أخرى بالاتحاد السوفيتي السابق.
التصميم والقدرة التصنيعية
لكن، على المدى الطويل، كانت المساهمة الأهم لموسكو تشجيع الدول الغربية على التركيز المفرط على انتشار العلماء والتكنولوجيات والمعدات والمهارات من روسيا وأوكرانيا إلى إيران، وكان لهذه الظاهرة دور كبير في تسهيل مهمة الصينيين في تزويد الإيرانيين بعدد كبير من الأسلحة – وذلك القدرة الصناعية على إنتاجها – دون أن تحظى المشكلة باهتمام يذكر.
ومؤخرا أعلنت القوات البحرية الإيرانية عن تجارب لإطلاق اثنين من النماذج الأساسية للصواريخ المضادة للسفن قصير المدى "نصر – 1 – 2" (وهما تصميمان مختلفان يستخدم كل منهما نوعا مختلفا من نظم التوجيه)، وصاروخ بعيد المدى يطلق عليه "نور".
والصاروخان فضلا عن تجربتهما ودخولهما الخدمة في الجيش الإيراني، يتم تصنيعهما الآن من خط إنتاج تابع لوكالة الفضاء الإيرانية التي تنتج هذه الأسلحة بأعداد كبيرة. ونور، الذي يتجاوز مداه 60 كيلومترا، هو أيضا منتج في إيران وقال محللون إنه ثمة نسخة جديدة من الصاروخ قيد التطوير بمدى يبلغ ثلاثة أضعاف الحالي.
ووفقا لخبراء الصواريخ، فإن كل هذه الأسلحة صممت لأول مرة وأنتجت في الصين، وتم الإعلان عن دخولها الخدمة في الجيش الصيني. و"نور" يعرف في الصين باسم سي 802 المضاد للسفن، و"النصر" هو تصميم وضع خصيصا لإيران على يد مجموعة "هونجدو" الصينية (Hongdu) في بداية العقد الحالي. وقد طرأت تغييرات عديدة على الاسم وأدخلت تعديلات على المكونات ليصبح هناك منتجان.
ورقة الهندسة العكسيةويرجع تاريخ التعاون العسكري الصيني الإيراني إلى الأيام الأولى لقيام ثورة الخميني 1979، ولا يزال المتخصصون الصينيون بصناعة الأسلحة من بين أفضل خبراء العالم في الهندسة العكسية التي يستخدمونها لتقليد الأسلحة الأجنبية، وأسفرت الجهود الصينية في هذا المجال عن إنتاج أعداد كبيرة من النسخ من نظم الأسلحة الروسية التصميم على مدى عقود.
والمهندسون الصينيون يستخدمون تلك التجربة لتعليم الإيرانيين كيف يصنعون قطع غيار لأسلحة أميركية تعمل في الجيش الإيراني منذ عهد الشاه ولم يعد بإمكان الإيرانيين شراء قطع غيارها بسبب العقوبات الأميركية. والنتيجة هي إيران يمكنها اليوم أن تنتج الطائرات والصواريخ وأنظمة الدفاع الإلكترونية المختلفة وغيرها من منظومات الأسلحة من تلقاء نفسها. وفي الأسبوع نفسه الذي أطلقت فيه إيران صاروخها الجديد تعلن القوات الجوية الإيرانية عن تشكيل أول سرب من المقاتلات المصنعة بإيران. وهذه هي نسخة معدلة من مقاتلة نورثروب الأميركية القديمة "إف 5" التي دخلت الخدمة لأول مرة في حرب فيتنام، مع تحسينات بسيطة.
التطورات الأخطر
لكن، حتى الآن، تعد الصفقة الأكثر إزعاجا بيع الصين لإيران العام الماضي 108 من محولات الضغط ويقول خبراء إن شراءها بهذا العدد الكبير لن يؤدي إلا إلى تسهيل عمل أجهزة الطرد المركزي لإنتاج اليورانيوم لأغراض عسكرية. ومحولات الضغط هذه يفترض أن بيعها لإيران محظور. لكن البيع تم بأوراق وشهادات مزورة وساهم الصينيون في إتمام الصفقة بإخفاء اسم المستخدم الحقيقي والوجهة النهائية. والمنتج الذي تنتجه شركة سويسرية كان يفترض أن تكون وجهته النهائية الصين لكنه أعيد شحنه إلى إيران عبر شركة مقرها تايوان.
وفي إطار المفاجآت غير السارة في الملف الإيراني نقلت يونهاب الرسمية الكورية الجنوبية عن خبير أميركي في مجال منع الانتشار النووي إن كوريا الشمالية نقلت 45 طنا من مادة الكعكة الصفراء (yellowcake) التي تستخدم في تخصيب اليورانيوم، إلى إيران بواسطة سوريا وتركيا بصورة غير مباشرة، مشيراً إلى أن ذلك يمثل قلقا بالغا.
وأدلى لينارد سبيكتور، نائب مدير مركز منع انتشار السلاح النووي في معهد مونتيري للدراسات الدولية الأميركي بهذه التصريحات منتصف مارس 2010 على موقع المركز عبر الانترنيت. ومادة الكعكة الصفراء نوع من اليورانيوم المكرر في شكل مسحوق أصفر. وقال سبيكتور إن 45 طنا من اليورانيوم هي كمية كافية لإنتاج عدة أسلحة نووية في حال تخصيبها.
وعبر لينارد سبيكتور عن القلق من أن التعاون النووي بين كوريا الشمالية وإيران يمكن أن يلحق أضرار هائلة بالمساعي الدولية لعدم الانتشار النووي. وتوقع أنه في الوقت الذي تحاول فيه كوريا الشمالية تخصيب اليورانيوم بواسطة استعمال نفس التقنية مع إيران، يمكن أن تقدم إيران المساعدة في تحقيق النجاح في برنامج كوريا الشمالية الخاص بتخصيب اليورانيوم مقابل ذلك.
وفي تطور يؤكد بقاء احتمال لجوء أميركا للخيار العسكري ضد إيران كشفت جريدة هيرالد سكوتلاند عن معلومات بشأن شحن مئات القنابل الخارقة للتحصينات من كاليفورنيا إلى جزيرة دييغو غارسيا البريطانية في المحيط الهندي استعدادا لهجوم محتمل ضد إيران.
وتعاقدت الحكومة الأميركية بالفعل لشحن 10 حاويات من الذخيرة للجزيرة. ووفقا للائحة شحن من البحرية الأمريكية، فإن الشحنات تتضمن 387 قنبلة من طراز Blu الخارقة للتحصينات تحت الأرض. ويأتي شحن القنابل لتجهيزها استعدادا لهجوم ضد المنشآت النووية الإيرانية في حال فشل الجهود الدبلوماسية في منع إيران من تطوير أسلحة نووية.الرقابة ونجاح العقوبات
وحسب ستيفن بلاك، المنسق الوطني الأول لمراقبة الصادرات بوزارة العدل الأميركية، كما يشغل منصب نائب رئيس "قسم مكافحة التجسس" بالوزارة ويشرف على التحقيقات والملاحقات القضائية في انتهاكات الرقابة على التصدير والحظر، فإن الدعوات في الأسابيع الأخيرة حول فرض عقوبات إضافية على إيران وتكثيف الملاحقات القضائية ضد المخالفين أبرزت الحاجة لقيام آليات تنفيذ فعالة. ورغم أن زيادة العقوبات قد تكون ذات قيمة، إلا أنه لن يكون لها أثر يذكر إن لم تُفرض عقوبات على الانتهاكات. وكجزء من جهود وزارة العدل الأميركية لتعزيز العقوبات وضمان المحافظة على مصالح الأمن القومي الأميركي سعت الوزارة لتعطيل شبكات المشتريات الإيرانية التي قد تشمل شركات ومواطنين وبضائع أميركية.
والتهديد الذي تشكله شبكات المشتريات الإيرانية واضح للعيان: فمثلا، قد يقوم عميل أجنبي بالحصول على أجزاء أسلحة من شركة أميركية وينقلها بصورة غير مشروعة للخارج عبر بلد ثالث لإيران. ورغم أن أجزاء كبرى من هذه الشبكات تقع خارج أميركا فإن الجهود لا تتوقف.
وساعدت مبادرة الرقابة على الصادرات التي أطلقتها وزارة العدل الأميركية في زيادة تركيز الحكومة على إنفاذ القوانين. فبموجب هذا الإجراء، تعمل الإدارة بشكل وثيق مع وكالات أميركية عديدة ("مكتب التحقيقات الاتحادي"، "مكتب الصناعة والأمن"، "دائرة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك"، "أجهزة الدفاع والتحقيقات الجنائية في البحرية"، "مكتب القوات الجوية للتحقيقات الخاصة") لاستهداف شبكات المشتريات غير المشروعة.
كما تتضمن المبادرة برنامجاً للتوعية والتدريب للمدعين العامين والمحققين بجميع أنحاء البلاد وتلقى هذا التدريب أكثر من ألف مسؤول فيدرالي. وحققت المبادرة فوائد رئيسة، ترتب عليها زيادة بمعدل 30 % تقريباً في عدد المتهمين المدعى عليهم. كما اتسع نطاق تنوع القضايا، رغم أن الملاحقات القضائية التي تشمل إيران والصين لا تزال تحتل الأولوية القصوى.
وتشارك وكالات أميركية مختلفة في فرض العقوبات ضد إيران، وتلعب كل منها دوراً مختلفاً، بينما تتولى وزارة العدل دوراً ريادياً في الملاحقات القضائية. ومن العمليات الناجحة في هذا السياق، المساعدة في الكشف عن الصادرات غير المشروعة من قبل شركة "خدمات الطيران الدولية"، وهي شركة هولندية صغيرة كانت قد طلبت بضائع من شركات أميركية متعددة، ثم قامت بشحنها عن طريق بلدان ثالثة، وفي النهاية نقلتها إلى إيران لأغراض عسكرية. وقد زودت هيئات إنفاذ القانون الأجنبية أدلة للحكومة الأمريكية تؤكد أن شركة "خدمات الطيران الدولية" قامت بشحن قطع غيار طائرات عسكرية ومكونات مركبات جوية دون طيار لإيران لأكثر من 10 سنوات.[/SIZE]