بعد حرب أكتوبر، أعظم حرب في التاريخ الحديث أدلى عدد من قادة ومسئولي جيش الإحتلال الإسرائيلي
آنذاك بشهادات حول الحرب؛ وتعد هذه الشهادات خير وثيقة على عبقرية الجندي المصري وعلى أن هذه الحرب كانت ''كابوس'' حقيقي مفزع عاشته إسرائيل.. وفيما يلي شهادات هؤلاء القادة: موشيه دايان ''حرب أكتوبر زلزال تعرضت له إسرائيل''
قال وزير الحرب الإسرائيلي موشيه دايان في ديسمبر 1973 ''إن حرب أكتوبر كانت بمثابة زلزال تعرضت له إسرائيل، وإن ماحدث فى هذه الحرب قد أزال الغبار عن العيون، وأظهر لنا مالم نكن نراه قبلها وأدى كل ذلك إلى تغير عقلية القادة الإسرائيلين''.
ويضيف ''هذه الحرب قد أظهرت أننا لسنا أقوي من المصريين، وأن هالة التفوق والمبدأ السياسي والعسكري القائل بأن إسرائيل أقوي من العرب، وأن الهزيمة ستلحق بهم إذا اجترأوا علي بدء الحرب هذا المبدأ لم يثبت، لقد كانت لي نظرية هي أن إقامة الجسور ستستغرق منهم طوال الليل، وأننا نستطيع منع هذا بمدرعاتنا، ولكن تبين لنا أن منعهم ليست مسألة سهلة وقد كلفنا جهدنا لإرسال الدبابات إلى جبهة القتال ثمنا غاليا جدا ، فنحن لم نتوقع ذلك مطلقاً'' .
جولدا مائير ''حرب الغفران كابوس مفزع قاسيت منه وسوف يلازمني مدي الحياة''
في كتاب لها بعنوان ''حياتى'' ، قالت رئيسة وزراء إسرائيل وقت حرب أكتور جولدا مائير ''إن المصريين عبروا القناة وضربوا بشدة قواتنا في سيناء، وتوغل السوريون حتى العمق في مرتفعات الجولان، وتكبدنا خسائر جسيمة على الجبهتين، وكان السؤال المؤلم في ذلك الوقت هو ''ما إذا كنا نطلع الأمة على حقيقة الموقف السىء أم لا'' ، الكتابة عن حرب يوم الغفران لا يجب أن تكون كتقرير عسكري بل كارثة قريبة أو كابوس مروع قاسيت منه أنا نفسي وسوف يلازمنى مدى الحياة'' .
رئيس إسرائيل ''تعلم المصريون كيف يقاتلون بينما تعلمنا نحن كيف نتكلم''
في مذكراته عن حرب أكتوبر، قال حايم هيرتزوج رئيس دولة إسرائيل الأسبق ''لقد تحدثنا أكثر من اللازم قبل السادس من أكتوبر وكان ذلك يمثل إحدى مشكلاتنا، فقد تعلم المصريون كيف يقاتلون بينما تعلمنا نحن كيف نتكلم، لقد كانوا صبورين كما كانت بياناتهم أكثر واقعية منا، كانوا يقولون ويعلنون الحقائق تماما حتى بدأ العالم الخارجي يتجه إلى الثقة بأقوالهم وبياناتهم ''.
مدير المخابرات ''خرج العرب من الحرب منتصرين وخرجنا نحن ممزقين وضعفاء''
في ندوة عن حرب أكتوبر بالقدس في 16 سبتمبر 1974 ، قال أهارون ياريف مدير المخابرات الإسرائيلية الأسبق ''لاشك أن العرب قد خرجوا من الحرب منتصرين بينما نحن من ناحية الصورة والإحساس قد خرجنا ممزقين وضعفاء، وحينما سئل السادات هل انتصرت في الحرب أجاب انظروا إلى مايجرى فى إسرائيل بعد الحرب وأنتم تعرفون الإجابة على هذا السؤال''.
وزير خارجية إسرائيل ''علينا أن نكون أكثر واقعية في مسألة التفوق العسكري الإسرائيلي''
في نوفمبر 1973 ، قال وزير خارجية إسرائيل خلال حرب أكتوبر أبا ابيان '' لقد طرأت متغيرات كثيرة منذ السادس من أكتوبر، لذلك ينبغي ألا نبالغ في مسألة التفوق العسكري الإسرائيلي بل على العكس فإن هناك شعورا طاغيا في إسرائيل الآن بضرورة إعادة النظر في علم البلاغة الوطنية. إن علينا أن نكون أكثر واقعية وأن نبتعد عن المبالغة''.
رئيس الوكالة اليهودية ''لقد انتهت ثقة الإسرائيلين في تفوقهم الدائم''
في كتاب له بعنوان ''إلى أين تمضى إسرائيل'' قال رئيس الوكالة اليهودية الأسبق ناحوم جولدمان '' إن من أهم نتائج حرب أكتوبر 1973 أنها وضعت حدا لأسطورة إسرائيل فى مواجهة العرب، كما كلفت هذه الحرب إسرائيل ثمناً باهظاً حوالى خمسة مليارات دولار، وأحدثت تغيرا جذريا فى الوضع الإقتصادى فى الدولة الإسرائيلية التى انتقلت من حالة الازدهار التى كانت تعيشها قبل سنة، غير أن النتائج الأكثر خطورة كانت تلك التى حدثت على الصعيد النفسى.. لقد انتهت ثقة الإسرائيلين فى تفوقهم الدائم''.
معلق إسرائيل العسكري ''الكثير من جنودنا نسوا أسمائهم.. هل هناك إحتمال للصمود في حروب أخري؟''
في كتاب له بعنوان ''زلزال أكتوبر'' ، قال زئيف شيف المعلق العسكري الإسرائيلى '' هذه هي أول حرب للجيش الإسرائيلي التي يعالج فيها الأطباء جنودا كثيرين مصابين بصدمة القتال ويحتاجون إلى علاج نفسي، هناك من نسوا أسماءهم. لقد أذهل إسرائيل نجاح العرب في المفاجأة في حرب يوم عيد الغفران وفي تحقيق نجاحات عسكرية. لقد أثبتت هذه الحرب أن على إسرائيل أن تعيد تقدير المحارب العربي فقد دفعت إسرائيل هذه المرة ثمناً باهظاً جدا. لقد هزت حرب أكتوبر إسرائيل من القاعدة إلي القمة، وبدلا من الثقة الزائدة جاءت الشكوك وطفت على السطح أسئلة: هل نعيش على دمارنا إلى الأبد هل هناك احتمال للصمود فى حروب أخرى''.
هذه الشهادات تؤكد أن ما قام به الجندي المصرى بداية من الساعة الثانية وخمس دقائق في السادس من أكتوير والعاشر من رمضان 1973 ، إلى حين إعلان وقف إطلاق النار بعد 17 يوم من الحرب، إعجاز بشري حقيقي يرسم لوحة خالدة تعبر عن شخصية المصري التي تظهر وتنتفض وقت الصعاب، وتصدق على حديث رسول الله (ص) حين قال ''أتخذوا من مصر جنداً كثيراً، فأنهم خير أجناد الأرض''.
المصدر
التعديل الأخير: