القاهرة: في الذكرى 37 لحرب أكتوبر 1973 أفرجت الرقابة العسكرية الإسرائيلية يوم الاثنين عن عدد من الوثائق السرية المتعلقة بهذه الحرب وخاصة تلك المتعلقة بالأيام الستة الأولى من الحرب التي تعتبرها إسرائيل أقسى وأعنف حرب على منذ نشاتها وتكبدت خلالها خسائر بشرية واقتصادية هائلة.
وجاءت عناوين الصحف العبرية الرئيسية كلها عن هذه الوثائق التي أكدت حقيقتين أولهما أن المستويين السياسي والعسكري كانا في حال هلع وإحباط وانكسار وتشاؤم شديد جراء تقدم الجيشين المصري والسوري في سيناء والجولان، والثانية أن وزير الدفاع ''أعظم جنرالات إسرائيل'' في حينه موشي ديان أبلغ الحكومة إنه يمكن التخلي عن الجنود الإسرائيليين العالقين في مواقع الحرب في سيناء ''في المواقع التي يمكن فيها الإخلاء سنقوم بذلك..في الأماكن التي لا يمكن الإخلاء سنبقي المصابين.. إذا قرروا (الجنود) الاستسلام، فليستسلموا.علينا أن نقول لهم: لا نستطيع الوصول إليكم. حاولوا الخروج أو الاستسلام''.
من جانبهم، رأى معلقون أن ما نشر يوم الاثنين، وإن كان غير كامل تحت زريعة أن هناك أسرار عسكرية لا يجوز الكشف عنها أو أمور تتعلق بأمور متعلقة بخصوصية الأفراد، بمثابة ''لائحة اتهام ضد موشي ديان والمستوى السياسي اللذين عملا على دحرجة المسؤولية عما يعرف في إسرائيل بـ ''قصور حرب يوم الغفران''، إلى القيادة العسكرية وعلى رأسها قائد الجيش في حينه دافيد بن العازار''.
وتكشف الوثائق المنشورة أن اجتماع ''حكومة الحرب'' بقيادة رئيسة الحكومة وقتها جولدمائير يوم 7 أكتوبر سادته أجواء الاحباط بعد أن أعترف ديان بأن القدرات القتالية النوعية للجيشين المصري والسوري فاجأته، وأنه على ثقة من انضمام الجيش الأردني، فضلاً عن ووحدات عسكرية وعراقية وجزائرية، ''التي ستعبر نهر الأردن في اتجاه وسط إسرائيل''.
وقالت الوثائق إنه عندما ابدت جولدمائير استغرابها من عدم رد الجيش الإسرائيلي على الجيش المصري لدى عبوره قناة السويس، قال لها ديان: ''تحركت دبابات.. هناك تغطية مدفعية لكن طائراتنا لا يمكنها الاقتراب بسبب الصواريخ''. وأضاف: لم أقدّر في شكل كاف قوة العدو ووزنه القتالي..بالغت في تقدير قوتنا وقدرتنا على الصمود..العرب يحاربون أفضل من السابق. لديهم سلاح كثير..الصواريخ (أرض – جو) تشكل مظلة لا يستطيع سلاحنا الجوي تدميرها.. كميات السلاح لديهم ناجعة..تفوقنا الأخلاقي لا يستطيع الصمود أمام هذه الكثافة''.
وأضاف ديان: ''العرب يريدون كل أرض إسرائيل.. هذه حرب على أرض إسرائيل. العرب لن يوقفوا الحرب.. يريدون احتلال إسرائيل، والقضاء على اليهود''، واقترح وقف النار في المواقع التي تتواجد فيها الجيوش (أي بدون اشتراط عودة الجيشين المصري والسوري إلى مواقعهما قبل الحرب). مرجعاً ذلك لتشاؤم قائدي المنطقتين الشمالية والجنوبية من تحقيق نجاح عسكري في صد القوات السورية والمصرية.
وكشفت الوثائق عن أن رئيسة الحكومة مائير ردت على ديان قائلة: ''لا سبب يدفع العرب إلى عدم الاستمرار..لقد ذاقوا طعم الدم''.
وكان ديان على ثقة من أن القوات الاردنية ستدخل الحرب في حين أن ''الجيش الإسرائيلي غير جاهز، ويجب إعداد الاحتياطي ضد أي محاولة أردنية لاقتحام الضفة''.
وذكرت الوثائق عن قائد الجيش وقتها إلعازار أنه في حال فشل الهجوم الذي ستقوم به فرقة الضابط أرئيل شارون في قناة السويس ''فإننا سنبقى مع ثلاث فرق محطمة وحينها سيأتي العراقيون والجزائريون وبعد يومين أو ثلاثة تنتقل الحرب داخل أرض إسرائيل''.
وانتهت تقارير الصحافة العبرية عن الحرب يإقرار رئيسة الحكومة جولدمائير بأن نجاح العرب بدأ مع إطلاق الرصاصة الأولى، ''عندها فقدنا الردع لأنه طالما لم يجرؤ العرب على مهاجمتنا كان ذلك قوة لنا''. ورد ديان قائلاً: العالم سيقول لنا أننا ''نمر من ورق''.
المصدر: جريدة الحياة.
http://www.masrawy.com/News/Egypt/Politics/2010/october/6/october_ramdan.aspx