راكان المجالي يكتب : خفايا التآمر الأمريكي والسوفييتي في أيلول 1970
راكان المجالي
راكان المجالي - ينزعج الأردنيون من نبش أحداث أيلول/سبتمبر 1970، وسواء كان الكلام بحسن نية أو بسوء نية، فإن تقليب المواجع ونكء الجراح التي دملتها الأيام هو من المسائل التي يتأذى منها الأردنيون حتى لو صارت جزءاً من التاريخ وتم تجاوزها بكل المعاني ويكتفي الناس بالقول: 'لا تنذكر ولا تنعاد'.
لكن لا نستطيع أن نمنع أحدا من أن يعيد قراءة الحدث، وهو ما فعله الأستاذ الكبير محمد حسنين هيكل عبر حلقات عديدة حول الأجواء والوقائع التي سبقت والتي رافقت أحداث أيلول/سبتمبر 1970 قبل 40 عاماً. ولا أريد في هذا المقال أن أرد على ما أورده الأستاذ هيكل أو أفند ما ذكره أو أحاكم دوافعه ونواياه.
ما أريد إضافته في هذا المقال هو الإشارة إلى الأسرار الكبيرة التي احاطت بالحدث وأبرزها هو اندفاعة الاتحاد السوفييتي يومها للاستجابة للنظام السوري السابق وتأمين غطاء له لمدة 48 ساعة لإنهاء الوضع في الاردن، وما رافق ذلك من تداخلات في المواقف، ومنها تنفيس الحماس لدى النظام العراقي السابق للتدخل وهو ما سنشرحه في نهاية هذا المقال. كما نود الإشارة إلى الموقف الأمريكي الذي تعمد الحياد السلبي واللامبالاة، وكما يقول كيسنجر في مذكراته فإن رده على مكالمة الملك حسين عندما طلب نجدة أمريكا بعد دخول قوات سورية للأردن كان بشكل غير مباشر هو أن أمريكا لا تستطيع فعل شيء، وسيرى فيما إذا كان يستطيع اقناع إسرائيل بتدخل سلاح جوها لكنه أضاف أنه سأل إسرائيل وهي مستعدة لعمل ما يطلب منها إذا ما وافق الأردن على التنازل لإسرائيل عن مرتفعات أم قيس والمناطق المحيطة، وكان جواب الأردن بالرفض.
وكما هو معروف فإن الطيران الإسرائيلي ظهر بعد 48 ساعة من دخول القوات السورية، وبعد ان قررت سورية الانسحاب، كما ان الحماس الأمريكي ظهر بعد هذه الـ48 ساعة، وذروة ذلك كانت زيارة الرئيس نيكسون للأسطول السادس في البحر المتوسط والتقاط الصور للرئيس الأمريكي على متن البوارج الحربية الأمريكية. وكل تلك الحركات المسرحية ظهرت بعد انتهاء مهلة الـ48 ساعة.
وعلى هامش المغامرة العسكرية السورية بغزو الأردن وفرملة تحرك القوات العراقية فإنه لا بد من الإشارة إلى خلاف داخل القيادة السورية أدى إلى إزاحة الرئيس الأسد لغالبية هذه القيادة بعد أسابيع والقيام بالحركة التصحيحية وتغيير النظام آنذاك.
نعود للأستاذ هيكل الذي يبدو أنه قرأ الحدث على ضوء ما يملك من معلومات ووثائق ووقائع محددة، لكن هذا لا يعني أنه لا توجد معلومات ووثائق أخرى ليست بحوزة هيكل أو أنه لم يولها الأهمية أو أنه فسر بعضها على هواه أو أن بعض الحقائق والوقائع لم تصل إلى علمه.
وللأسباب التي ذكرت في مستهل هذا المقال، فإنني سأنأى عن الخوض في حيثيات المواجهة الدامية بين أبناء الشعب الواحد والأمة الواحدة، فلا حكمة ولا فائدة من رصد الأخطاء المتبادلة التي سبقت ورافقت أيلول/سبتمبر 1970 ولا تحليل ردود الفعل المتقابلة، وما حدث يتحمل الجميع مسؤوليته بغض النظر عن تبريرات وحجج كل طرف، وما يعنيني الإشارة له هو التذكير بأن انفجار الصراع وتداعياته قبل حوالي عام من المواجهة في أيلول/سبتمبر 1970 لم يكن فقط بعوامل وحسابات داخلية عند الطرفين، ولذلك فإنه لا يجب إغفال تأثيرات ودور القوى الخارجية في إشعال نار الفتنة وتأجيجها واستغلال الخلافات والتباينات الداخلية وهي من العوامل الأساسية في دفع الطرفين نحو المواجهة.
وقد تعمد الأستاذ هيكل التقليل من إبراز دور الولايات المتحدة وإظهارها وكأنها تخلت عن دورها كقوة عظمى والاكتفاء بدور المتفرج أو ساعي البريد. ويلاحظ هيكل أن أمريكا ظهرت لامبالية كما أورد ذلك من خلال محضر الاجتماع الموسع المطول للمجلس القوي الأمريكي برئاسة نيكسون عشية انفجار أحداث أيلول/سبتمبر 1970، حيث كان قرار القيادة العليا في أمريكا من خلال هذا الاجتماع هو التفرج على الحدث وعدم التدخل، ولا أظن أن الأستاذ هيكل نفسه مقتنع بتفسيره لامبالاة أمريكا بانها تعبير عن عجز نتيجة تورط جزء من القوات الأمريكية في فيتنام يومها، وقد كان واضحاً قبل انفجار الحدث أن أمريكا تراهن على الحصانين معاً وأنها ستصطف مع الرابح في النهاية ولكل حالة حساباتها، وكان صحيحاً ما ذكره هيكل بأن الأردن تنبه للأمر في وقت مبكر في شباط/فبراير 1970 من خلال الرسالة الموجهة للحكومة الأمريكية لاستشكاف الموقف الإسرائيلي، لكن الرسالة حقيقة كانت تقصد استكشاف الموقف الأمريكي، وكانت ملاحظة هيكل في محلها عندما أشار إلى تخوف الأردن من تنامي الدور السوفييتي عبر التحالف مع مصر آنذاك، وبشكل خاص عبر حائط الصواريخ على الجبهة وتمدد الأسطول السوفييتي لأول مرة في مياه المتوسط آنذاك.. الخ.
لقد حمل الموقف الأمريكي سوء نية تجاه طرفي الصراع من خلال التحريض وتحريك الأدوات وكان هم أمريكا صب الزيت على النار، أما الموقف السوفييتي فقد كان فعالاً ومؤثراً من خلال توفير غطاء للتدخل السوري العسكري وقد كان السر الكبير في أحداث أيلول هو مغامرة موسكو لأول مرة في المنطقة حينها بحثاً عن دور بقطع تعهد سورية بضمان عدم تعرض قواتها المتوجهة للأردن لأية هجمة من قوة خارجية، والمقصود تحديداً أمريكا، وتعهد السوفييت بالتصدي يومها لأي هجوم خارجي سواء من أمريكا أو إسرائيل أو أية جهة، لكن ذلك مشروط بمدة محددة وهي 48 ساعة يفترض أن تنهي فيها القوات السورية الوضع في الأردن لصالح الفصائل الفلسطينية وبعد هذه الـ48 فإن الاتحاد السوفييتي هو في حل من أي التزام، حيث يبدو أن السوفييت كان لديهم ضوء أخضر من الأمريكان بذلك، وكانت تقديراتهم أن المهمة ستنجز في 48 ساعة.
وكما هو معروف فإن حسابات الدخول السوري بنيت على أساس اندفاعة العراق وتهديداته بتدخل قواته المرابطة في الأردن والزحف إلى الزرقاء ثم إلى عمان وكذلك شل سلاح الجو الأردني الذي يتجمع في قاعدة المفرق المحاطة بالجيش العراقي، وقصة تراجع الجيش العراقي عن المشاركة إلى جانب سورية قصة طويلة، لكن أبرز العوامل في حسابات النظام العراقي يومها هو الحساسية من الشيوعيين في الداخل ومن السوفييت وعدم رضاهم أن يكون دورهم ملحقا بالدور السوري وقد عز على العراقيين أن لا يبلغهم السوفييت حينها مباشرة بضمانات دخولهم في مغامرة عسكرية إلى جانب سورية.
ويظل السؤال المهم حول ما أراده السوفييت وما أراده الأمريكان من استغلال هذا الحدث في إطار الصراع حول المنطقة بين القوتين العظميين آنذاك، فالسوفييت أرادوا أن يكون لهم موضع قدم متقدم وأن يعززوا دور القوى والأنظمة المرتبطة بهم، أما الأمريكان فإنهم كما ذكرنا راهنوا على الحصانين وأي حالة تسفر عنها المواجهة سيكونون قادرين على توظيفها لصالحهم، والجزء الأول من النتيجة لصالحهم هي وقوع الصدام الداخلي وقد قطفوا ثماره سلفاً. أما حسم الأمر لصالح أي من الطرفين فإنه في حالة انتصار النظام الأردني فإن ذلك سيعني إزاحة المقاومة بعيداً عن 650 كيلومترا وهي أطول حدود مع إسرائيل ولا بأس لو تم فرض انتزاع مرتفعات أم قيس عبر صفقة من الاردن، أما إذا انتصرت فصائل المقاومة فإن أمريكا ستدعم إسرائيل للتمدد لاحتلال غور الأردن والتمركز في كل المرتفعات الأردنية على طول خط الهدنة مستغلة اضطراب الحال في ظل واقع جديد ونظام للمقاومة لا تعترف به أمريكا وإسرائيل، ويؤمن التمركز الإسرائيلي على طول المرتفعات كما هو معروف ميزة استراتيجية لإسرائيل.. الخ.
وأخيراً فإن هذا بعض ما يمكن أن يقال عن الدور الخارجي في أحداث أيلول/سبتمبر 1970 في الأردن لعله يلقي الضوء على بعض ما خفى في أذهان البعض ومنهم الأستاذ هيكل حول هذه الكارثة.
* خاص ب عمون و القدس العربي.
http://www.ammonnews.net/article.aspx?articleNo=70517
راكان المجالي
راكان المجالي - ينزعج الأردنيون من نبش أحداث أيلول/سبتمبر 1970، وسواء كان الكلام بحسن نية أو بسوء نية، فإن تقليب المواجع ونكء الجراح التي دملتها الأيام هو من المسائل التي يتأذى منها الأردنيون حتى لو صارت جزءاً من التاريخ وتم تجاوزها بكل المعاني ويكتفي الناس بالقول: 'لا تنذكر ولا تنعاد'.
لكن لا نستطيع أن نمنع أحدا من أن يعيد قراءة الحدث، وهو ما فعله الأستاذ الكبير محمد حسنين هيكل عبر حلقات عديدة حول الأجواء والوقائع التي سبقت والتي رافقت أحداث أيلول/سبتمبر 1970 قبل 40 عاماً. ولا أريد في هذا المقال أن أرد على ما أورده الأستاذ هيكل أو أفند ما ذكره أو أحاكم دوافعه ونواياه.
ما أريد إضافته في هذا المقال هو الإشارة إلى الأسرار الكبيرة التي احاطت بالحدث وأبرزها هو اندفاعة الاتحاد السوفييتي يومها للاستجابة للنظام السوري السابق وتأمين غطاء له لمدة 48 ساعة لإنهاء الوضع في الاردن، وما رافق ذلك من تداخلات في المواقف، ومنها تنفيس الحماس لدى النظام العراقي السابق للتدخل وهو ما سنشرحه في نهاية هذا المقال. كما نود الإشارة إلى الموقف الأمريكي الذي تعمد الحياد السلبي واللامبالاة، وكما يقول كيسنجر في مذكراته فإن رده على مكالمة الملك حسين عندما طلب نجدة أمريكا بعد دخول قوات سورية للأردن كان بشكل غير مباشر هو أن أمريكا لا تستطيع فعل شيء، وسيرى فيما إذا كان يستطيع اقناع إسرائيل بتدخل سلاح جوها لكنه أضاف أنه سأل إسرائيل وهي مستعدة لعمل ما يطلب منها إذا ما وافق الأردن على التنازل لإسرائيل عن مرتفعات أم قيس والمناطق المحيطة، وكان جواب الأردن بالرفض.
وكما هو معروف فإن الطيران الإسرائيلي ظهر بعد 48 ساعة من دخول القوات السورية، وبعد ان قررت سورية الانسحاب، كما ان الحماس الأمريكي ظهر بعد هذه الـ48 ساعة، وذروة ذلك كانت زيارة الرئيس نيكسون للأسطول السادس في البحر المتوسط والتقاط الصور للرئيس الأمريكي على متن البوارج الحربية الأمريكية. وكل تلك الحركات المسرحية ظهرت بعد انتهاء مهلة الـ48 ساعة.
وعلى هامش المغامرة العسكرية السورية بغزو الأردن وفرملة تحرك القوات العراقية فإنه لا بد من الإشارة إلى خلاف داخل القيادة السورية أدى إلى إزاحة الرئيس الأسد لغالبية هذه القيادة بعد أسابيع والقيام بالحركة التصحيحية وتغيير النظام آنذاك.
نعود للأستاذ هيكل الذي يبدو أنه قرأ الحدث على ضوء ما يملك من معلومات ووثائق ووقائع محددة، لكن هذا لا يعني أنه لا توجد معلومات ووثائق أخرى ليست بحوزة هيكل أو أنه لم يولها الأهمية أو أنه فسر بعضها على هواه أو أن بعض الحقائق والوقائع لم تصل إلى علمه.
وللأسباب التي ذكرت في مستهل هذا المقال، فإنني سأنأى عن الخوض في حيثيات المواجهة الدامية بين أبناء الشعب الواحد والأمة الواحدة، فلا حكمة ولا فائدة من رصد الأخطاء المتبادلة التي سبقت ورافقت أيلول/سبتمبر 1970 ولا تحليل ردود الفعل المتقابلة، وما حدث يتحمل الجميع مسؤوليته بغض النظر عن تبريرات وحجج كل طرف، وما يعنيني الإشارة له هو التذكير بأن انفجار الصراع وتداعياته قبل حوالي عام من المواجهة في أيلول/سبتمبر 1970 لم يكن فقط بعوامل وحسابات داخلية عند الطرفين، ولذلك فإنه لا يجب إغفال تأثيرات ودور القوى الخارجية في إشعال نار الفتنة وتأجيجها واستغلال الخلافات والتباينات الداخلية وهي من العوامل الأساسية في دفع الطرفين نحو المواجهة.
وقد تعمد الأستاذ هيكل التقليل من إبراز دور الولايات المتحدة وإظهارها وكأنها تخلت عن دورها كقوة عظمى والاكتفاء بدور المتفرج أو ساعي البريد. ويلاحظ هيكل أن أمريكا ظهرت لامبالية كما أورد ذلك من خلال محضر الاجتماع الموسع المطول للمجلس القوي الأمريكي برئاسة نيكسون عشية انفجار أحداث أيلول/سبتمبر 1970، حيث كان قرار القيادة العليا في أمريكا من خلال هذا الاجتماع هو التفرج على الحدث وعدم التدخل، ولا أظن أن الأستاذ هيكل نفسه مقتنع بتفسيره لامبالاة أمريكا بانها تعبير عن عجز نتيجة تورط جزء من القوات الأمريكية في فيتنام يومها، وقد كان واضحاً قبل انفجار الحدث أن أمريكا تراهن على الحصانين معاً وأنها ستصطف مع الرابح في النهاية ولكل حالة حساباتها، وكان صحيحاً ما ذكره هيكل بأن الأردن تنبه للأمر في وقت مبكر في شباط/فبراير 1970 من خلال الرسالة الموجهة للحكومة الأمريكية لاستشكاف الموقف الإسرائيلي، لكن الرسالة حقيقة كانت تقصد استكشاف الموقف الأمريكي، وكانت ملاحظة هيكل في محلها عندما أشار إلى تخوف الأردن من تنامي الدور السوفييتي عبر التحالف مع مصر آنذاك، وبشكل خاص عبر حائط الصواريخ على الجبهة وتمدد الأسطول السوفييتي لأول مرة في مياه المتوسط آنذاك.. الخ.
لقد حمل الموقف الأمريكي سوء نية تجاه طرفي الصراع من خلال التحريض وتحريك الأدوات وكان هم أمريكا صب الزيت على النار، أما الموقف السوفييتي فقد كان فعالاً ومؤثراً من خلال توفير غطاء للتدخل السوري العسكري وقد كان السر الكبير في أحداث أيلول هو مغامرة موسكو لأول مرة في المنطقة حينها بحثاً عن دور بقطع تعهد سورية بضمان عدم تعرض قواتها المتوجهة للأردن لأية هجمة من قوة خارجية، والمقصود تحديداً أمريكا، وتعهد السوفييت بالتصدي يومها لأي هجوم خارجي سواء من أمريكا أو إسرائيل أو أية جهة، لكن ذلك مشروط بمدة محددة وهي 48 ساعة يفترض أن تنهي فيها القوات السورية الوضع في الأردن لصالح الفصائل الفلسطينية وبعد هذه الـ48 فإن الاتحاد السوفييتي هو في حل من أي التزام، حيث يبدو أن السوفييت كان لديهم ضوء أخضر من الأمريكان بذلك، وكانت تقديراتهم أن المهمة ستنجز في 48 ساعة.
وكما هو معروف فإن حسابات الدخول السوري بنيت على أساس اندفاعة العراق وتهديداته بتدخل قواته المرابطة في الأردن والزحف إلى الزرقاء ثم إلى عمان وكذلك شل سلاح الجو الأردني الذي يتجمع في قاعدة المفرق المحاطة بالجيش العراقي، وقصة تراجع الجيش العراقي عن المشاركة إلى جانب سورية قصة طويلة، لكن أبرز العوامل في حسابات النظام العراقي يومها هو الحساسية من الشيوعيين في الداخل ومن السوفييت وعدم رضاهم أن يكون دورهم ملحقا بالدور السوري وقد عز على العراقيين أن لا يبلغهم السوفييت حينها مباشرة بضمانات دخولهم في مغامرة عسكرية إلى جانب سورية.
ويظل السؤال المهم حول ما أراده السوفييت وما أراده الأمريكان من استغلال هذا الحدث في إطار الصراع حول المنطقة بين القوتين العظميين آنذاك، فالسوفييت أرادوا أن يكون لهم موضع قدم متقدم وأن يعززوا دور القوى والأنظمة المرتبطة بهم، أما الأمريكان فإنهم كما ذكرنا راهنوا على الحصانين وأي حالة تسفر عنها المواجهة سيكونون قادرين على توظيفها لصالحهم، والجزء الأول من النتيجة لصالحهم هي وقوع الصدام الداخلي وقد قطفوا ثماره سلفاً. أما حسم الأمر لصالح أي من الطرفين فإنه في حالة انتصار النظام الأردني فإن ذلك سيعني إزاحة المقاومة بعيداً عن 650 كيلومترا وهي أطول حدود مع إسرائيل ولا بأس لو تم فرض انتزاع مرتفعات أم قيس عبر صفقة من الاردن، أما إذا انتصرت فصائل المقاومة فإن أمريكا ستدعم إسرائيل للتمدد لاحتلال غور الأردن والتمركز في كل المرتفعات الأردنية على طول خط الهدنة مستغلة اضطراب الحال في ظل واقع جديد ونظام للمقاومة لا تعترف به أمريكا وإسرائيل، ويؤمن التمركز الإسرائيلي على طول المرتفعات كما هو معروف ميزة استراتيجية لإسرائيل.. الخ.
وأخيراً فإن هذا بعض ما يمكن أن يقال عن الدور الخارجي في أحداث أيلول/سبتمبر 1970 في الأردن لعله يلقي الضوء على بعض ما خفى في أذهان البعض ومنهم الأستاذ هيكل حول هذه الكارثة.
* خاص ب عمون و القدس العربي.
http://www.ammonnews.net/article.aspx?articleNo=70517