تعتبر شبه القارة الهندية منطقة حساسة أمنيا وإستراتيجيا على مستوى العالم، فالترسانة العسكرية للدولتين وما طورتاه من صواريخ تحمل رؤوسا نووية تجعل العالم مشدودا إلى هذه المنطقة باستمرار. والوقوف على نشأة التسليح النووي للدولتين وتطوره ومعرفة أنواع الصواريخ التي أنشأتاها أمر يستدعي الاهتمام.
خلفية
:
ظلت الهند وجارتها باكستان تتسابقان باطراد إلى امتلاك وتطوير وتحديث قدرات نووية، فالهند بدأت منذ عام 1948، وباكستان بعد ذلك بـ15 سنة. وقد رفضت الدولتان توقيع الاتفاقيات الخاصة بعدم نشر أو بمنع الأسلحة النووية خاصة معاهدة منع الانتشار النووي (NPT) التي أنشئت سنة 1968 وتم تمديدها سنة 1995 إلى أجل غير مسمى. وكذلك معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية (CTBT) التي بدأ التوقيع عليها منذ 24 سبتمبر/ أيلول 1996 ووقعتها أكثر من 150 دولة وستصبح حسب النصوص سارية المفعول إذا صدقت عليها 44 دولة.
ولكل من الدولتين مبرراتها الخاصة في رفض توقيع تلك الاتفاقيات، مثل فشل جهود نزع السلاح عموما، أوعدم وجود برامج زمنية محددة لإزالة أسلحة الدمار الشامل على مستوى العالم، أو أن نزع السلاح من إحدى الدولتين أو منهما معا يرسخ هيمنة دول أخرى ذات قدرات نووية. وعلى أي حال فعدم التوقيع على الاتفاقيات سيجنب الدولتين عمليات التفتيش الدولية التي ستكشف عن أمور لا ترغب الهند ولا باكستان في معرفتها. وخلال النصف الأخير من القرن العشرين تطورت قوة الدولتين في مجال التسليح النووي.
تطور البرناج النووي الهندي
1948
صدور قانون الطاقة النووية وإنشاء "لجنة الطاقة النووية" الهندية
.
إنشاء معهد تاتا للبحوث الأساسية ومركز تدريب للعلوم النووية ومعهد البحث العلمي والتطوير
.
1949
إنشاء وحدة البحث عن الخامات النادرة (اليورانيوم والثوريوم
).
1954
إنشاء مؤسسة الطاقة الذرية وتشمل المفاعل النووي والمنشآت البحثية والمعملية وسميت فيما بعد مركز "بهابها" للعلوم النووية، و"هومي بهابها" عالم فيزيائي هندي
.
1955
إنشاء أول مفاعل نووي "أسبارا" بقوة واحد ميغاواط يعتمد على وقود مستورد من إنجلترا وفرنسا وبدأ العمل فيه سنة 1956. وفي السنة نفسها أنشئ مصنع الثوريوم المستخرج من الرمال السوداء
.
1956
تنفيذ البرنامج النووي بين الهند وكندا في ديسمبر/ كانون الأول بإنشاء مفاعل نووي كندي الصنع بقوة 40 ميغاواط يعمل باليورانيوم والماء الثقيل في زيرلينا يسمى "كاندو". وتضمن البرنامج تصنيع جزء من الوقود النووي محليا
.
1957
افتتاح المفاعل البحثي "أسبارا
".
1958
شرعت الهند في اكتساب وتصميم المعدات التي تسهل إنتاج معدن البلوتونيوم مما سيعطي الدولة القدرة على التقدم في مستوى التسليح النووي
.
1959
تشغيل مصنع إنتاج اليورانيوم من الخامات المستخرجة محليا لتشغيل المفاعل النووي الكندي
.
باشرت الولايات المتحدة تدريب بعض العلماء الهنود على شحن معدن البلوتونيوم
.
1960
تشييد أول مفاعل نووي من صنع هندي يعمل بالماء الثقيل باسم "نانغال" أجري تشغيله سنة 1961 (الماء الثقيل المستعمل مستورد من الولايات المتحدة
).
1961
تشييد محطة لإعادة معالجة الوقود المحترق وإنتاج البلوتونيوم من وقود المفاعل الهندي الكندي النووي "كاندو
".
1963
وقعت الهند مع الشركة الأميركية العملاقة جنرال إلكتريك
General Electric (المتخصصة في التجهيزات الصناعية مثل صناعة محركات الطائرات والتجهيزات الإلكترونية واللدائن الحرارية...) عقدا يتم بموجبه إنشاء مفاعلين بالماء الطبيعي بقوة 210 ميغاواط، ومدة العقد 30 سنة. وقد ألغته الولايات المتحدة بعد تفجير الهند لقنبلتها سنة 1974.
1964
فجرت الصين الشعبية أول قنبلة ذرية لها وكان ذلك من الحوافز التي دفعت الهند إلى مواصلة برنامجها النووي. وقد أعلن الفيزيائي الهندي هومي بهابها أن بمقدور الهند صنع أسلحة نووية في أقل من 18 شهرا
.
1965
ترتيب مفاعلين يعملان بقوة 210 ميغاواط ووقودهما الماء الثقيل، وقد اتفقت الولايات المتحدة والهند على عدم استعمالهما لإنشاء أسلحة نووية أو لأهداف عسكرية
.
1968
رفضت الهند التوقيع على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية
(NPT).
1969
وافقت فرنسا على مساعدة الهند في تطوير مفاعلاتها الانشطارية
.
1974
إجراء أول تفجير نووي هندي أحدث نقطة تحول في شبه القارة الهندية وبموجبه أصبحت الهند رسميا سادس قوة عالمية نووية، وكان هذا التفجير النووي ببوخران
(Pokhran) في مايو/أيار.
إغلاق الوحدة الخاصة بفصل البلوتونيوم 239 بهدف الصيانة والتحديث
.
تشييد مفاعل نووي بقدرة 110 ميغاواط يعمل باليورانيوم الفلزي والماء الثقيل، وتم تصنيع وقوده النووي بالهند، ويقدر إنتاج البلوتونيوم بحوالي 16 إلى 26 كلغ سنويا
1976
قام الاتحاد السوفياتي السابق بدور المزود الرئيسي للهند بالماء الثقيل، وقد أوقفت كندا رسميا عونها للهند في المجال النووي بضغط من الولايات المتحدة
.
أقامت الهند علاقة دبلوماسية على مستوى السفراء مع باكستان
.
1980
استطاعت الهند مع بداية السنة تطوير مركز اليورانيوم المخصب بترومباي وميزور
.
1983
أنشأت الهند صاروخ بريثفي
(Prithvi) ويصل مداه إلى 150 كلم.
1984
فتح الوحدة الخاصة بفصل البلوتونيوم
.
1989
بدأت الهند تطوير صارخ أغني البالستي ويبلغ مداه من 2000 إلى 2500 كلم
.
1991
الاتفاق بين الهند وباكستان على عدم مهاجمة أي طرف للمنشآت النووية التابعة للطرف الآخر، كإجراء لتهدئة التوتر
.
1992
شرع مصنع المعادن النادرة بميروز في إنتاج اليورانيوم المخصب
.
1994
شرعت الهند في تجربة صاروخ أغني 1
(Agni 1) لكن ضغط الولايات المتحدة أدى إلى توقيف التجربة.
1997
جربت الهند صاروخ أغني 2
(Agni 2) ردا على قيام باكستان بتجربة الصاروخ غوري في 6 أبريل/ نيسان 1997.
أعلنت الهند تطوير تكنولوجيا الحاسوب العملاق بمصنع كالباكام ويمكن لهذا الحاسوب تصميم اختبار للأسلحة النووية
.
1998
أعلنت الهند في 11 مايو/ أيار قيامها بثلاث تجارب نووية، كما أعلنت في 13 مايو/ أيار عن تجربتين (كانت الأولى والثانية انشطاريتين ذواتي قوة تفجيرية منخفضة، والثالثة هيدروجينية "اندماجية" والرابعة والخامسة تعادل قوة كل منهما أقل من كيلو طن من المواد الشديدة الانفجار
).
1999
بدأ العمل ببرنامج صاروخ ساغاريكا
(Sagarika) في نوفمبر/ تشرين الثاني، وهو صاروخ بالستي عابر للقارت (ICBM).
صاروخ (Agni 2)
الصاروخ NAG
الصواريخ الهندية
طورت الهند صواريخها النووية حسب التدرج الطبيعي من صواريخ بالستية قصيرة المدى (SRBM) إلى صواريخ بالستية متوسطة المدى (MRBM) ثم صواريخ بالستية عابرة للقارات (ICBM) وأخيرا صواريخ بالستية محمولة على الغواصات (SLBM).
أولا: الصاروخ بريثفي
بدأ إنشاؤه عام 1983.
مواصفاته
:
المدى: قصير المدى أرض/أرض يصل إلى 150 كلم.
الدفع: مرحلة واحدة وقود سائل.
الوزن: أربعة أطنان ونصف.
التوجيه: strapdown نظام ملاحي داخلي مزود بالكمبيوتر.
منصة الإطلاق: قاذف محمل على شاحنة.
أنواعه
:
بريثفي 1: يعرف بالرمز SS-150 ويبلغ مداه 150 كلم وحمولته طن واحد، وهو تابع للقوات البرية.
بريثفي 2: يعرف بالرمز SS-250، ويبلغ مداه 250 كلم وحمولته نصف طن، وهو تابع للقوات الجوية.
بريثفي 3: ويعرف بالرمز SS-350، ويبلغ مداه 350 كلم وحمولته نصف طن، وهو تابع للقوات البحرية.
ملاحظات عن بريثفي:
هذا الصاروخ بالستي قصير المدى ويصل إلى عمق الأراضي الباكستانية. وعند صنعه بأعداد كثيرة طلبت القوات البرية الهندية مائة قطعة منه.
ثانيا: صاروخ "أغني" البالستي
بدأ تطويره عام 1989.
مواصفاته
:
المدى: من 2000 إلى 2500 كلم.
القطر: متر واحد.
الطول: 19 مترا.
الوزن: 2.14 طن.
المدى: 2500 كلم بالنسبة للمرحلة الأولى، ويتوقع أن يكون مداه للمرحلة الثانية 5000 كلم.
دفع المرحلة الأولى: محرك وقود صلب.
دفع المرحلة الثانية: محركات وقود سائل بالإضافة لنظامين مساعدين للدفع.
التوجيه: (strapdown) نظام ملاحي داخلي مزود بالكمبيوتر.
الدقة: احتمال خطأ 1 كلم دائري.
حمولة الرأس: 1 طن وقادر على حمل رؤوس نووية أو كيميائية أو بيولوجية.
ملاحظات عن أغني
:
الصاروخ أغني بالستي متوسط المدى يمكنه أن يصل إلى أعماق الأراضي الجنوبية الصينية فضلا عن جميع الأراضي الباكستانية. وقد ضغطت الولايات المتحدة على الهند عندما بدأت في تجارب الصاروخ أغني الأولى سنة 1994 لكن تجارب باكستان سنة 1997 وإطلاقها للصاروخ غوري يوم 6 أبريل/ نيسان دفعت بالهند إلى اختبار الصاروخ أغني 2.
ثالثا: الصاروخ ناغ
Nag
أعلن عنه في نوفمبر/ تشرين الثاني 1989.
مواصفاته
:
المدى: 4 كلم.
الدفع: محرك ذو وقود صلب.
التوجيه: يكون عند الإطلاق بواسطة رادار محمل على عربة, والتوجيه النهائي عند الهدف بواسطة مستشعر بالأشعة تحت الحمراء.
وزن الرأس: 10 كلغ.
الاستعمال: مضاد للدبابات
رابعا: الصاروخ أكاش
Akash
مواصفاته
:
المدى: 25 كلم.
النوع: صاروخ دفاع جوي متوسط المدى أرض/جو
الطول: 5.6 أمتار.
الوزن: 650 كلغ.
حمولة الرأس: 55 كلغ شديدة الانفجار ومتفتتة.
السرعة: 2 ماخ (أي ما يعادل سرعة الصوت مرتين).
منصة الإطلاق: قاذف ذاتي الحركة، مقطور.
الدفع: المرحلة الأولى وقود سائل في جهاز الدفع والمرحلة الثانية مركبة قاذفة معززة بمحرك.
التوجيه: يكون بواسطة رادار أرضي.
الدقة: 80%.
خامسا: الصاروخ تريشول
Trishul
مواصفاته
:
النوع: صاروخ أرض/جو للارتفاعات المنخفضة.
المدى: 500 م إلى 10 كلم.
السرعة: 2 ماخ وتزيد.
الدفع: مرحلة واحدة ذات وقود صلب.
التوجيه: يكون بواسطة رادار أرضي بالإضافة لنظام تحكم بكمبيوتر مركب في الصاروخ.
الدقة: 80%.
وزن الرأس: 10 كلغ.
سادسا: الصاروخ ساغاريكا
Sagarika
لا يعرف عنه إلا القليل وهو يطلق من الغواصات. ويقال إن ساغاريكا صاروخ بالستي عابر للقارات أو من الصواريخ البالستية المحمولة على الغواصات. وعموما فقد بدأ العمل في برنامجه منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 1999.
الصاروخ NAG