بسم الله الرحمن الرحيم
سوف نتحدث اليوم عن انظمه الدفاع العربيه التي تم صنعها في البلدين العربيين مصر والعراق والذين يعتبران رائدين في مجال تصنيع انظمه الدفاع الجوي العربيه. سوف اكشف تاريخ صنع هذه الأنظمه وبعض الصور الحصريه من مكتبتي والتي خصصتها للمنتدي ويصعب الحصول عليها نظرا لندرتها.
انظمه الدفاع الجوي المصنعه في مصر :
صاروخ عين الصقر المحمول المضاد للطائرات المحلقه علي الأرتفاعات المنخفضه.
كدرس مستخلص من حرب اكتوبر والأداء المميز الذي لعبته الأنظمه الروسيه المضاده للطائرات المحموله من قبل الجنود ، رغبت القوات المصريه في اقتناء مزيدا من هذه الأنظمه وتصنيعها في مصر ، فقام المهندسين المصريين بأستخدام طريقه الهندسه العكسيه لنسخ الصاروخ الروسي Strela-2M SA-7b وصنعه بمصر والذي امتلكته القوات المصريه بكثره. كمرحله اولي ثم قيام وزاره الدفاع المصريه بأنفاق مبلغ 180 مليون دولار امريكي لتطويره بالتعاون مع الشركه البريطانيه بريتش ايروسبيس والخروج بنسخه اكثر تطورا من النسخه الروسيه حيث تم تسميتها لاحقا بصاروخ عين الصقر وتم عرضه لإول مره عام 1984 ودخل مرحله الأنتاج الكمي عام 1986 بعد ان اجتاز اختبارات مكثفه من قبل الجيش المصري وفي عام 1987 دخل رسميا الخدمه في الجيش المصري وتم ايقاف انتاجه نهائيا عام 1991.
تم انتاج عده نماذج من هذا الصاروخ مركبه علي عربات وسيارات جيب عسكريه وسفن البحريه الصغيره ونموذج محمول علي الكتف مخصص للجنود ، كذلك كان هنالك توجه الي انتاج نموذج مخصص يتم اطلاق من قبل الهليوكوبترات ولكن تم التخلي عن هذه الفكره ولم تدخل حيز التنفيذ.
اشتملت التطويرات التي احتواها صاروخ عين الصقر علي جهاز تحديد العدو والصديق ومنظار تهديف مزود برؤيه ليليه وفلتر حساس لنظام التوجيه الحراري للصاروخ لجعله قادر علي التفريق بين الحراره المنبعثه من المقاتله والشهب الحراريه وعلي جهاز تحديد مدي جهازيه الصاروخ للعمليات الميدانيه. مما جعله اكثر تفوقا من صاروخ Strela-2M SA-7b بأعتراف الخبراء الروس.
وفي عام 1991 تم تزويد القوات المصريه المشاركه بالتحالف الدولي ضد العراق في حرب الخليج الأولي بهذا الصاروخ للدفاع عن النفس ضد اي هجمات قد يشنها الطيران العراقي.
عربه الدفاع الجوي المضاده للطائرات المحلقه علي ارتفاعات منخفظه سيناء - 23
في عام 1984 منحت الحكومه المصريه عقدا لشركتي Thomson-CSF و Dassault Electronique الفرنسيتين لتطوير وصنع نماذج لعربات دفاع جوي مزوده بمدافع مضاده للطائرات من عيار 23 ملم.
اعتمدت الفكره الأساسيه التي استعملتها الشركتيين علي استعمال العربه الأمريكيه M113A2 التي تخدم في الجيش المصري و المدفع الروسي ZU-23-2 الذي تصنعه مصر في مصنع ابو زعبل مع الأنظمه الألكترونيه التي تصنعها الشركتيين لتطوير نموذج عربه مخصصه للدفاع الجوي حيث انتهت الشركتين من العمل في النماذج عام 1984 وتم عرضها في معرض المعدات العسكريه التي عقد في القاهره عام 1984.
احتوي النموذج الأول علي عربه M113A2 الأمريكيه وبرج فرنسي التصميم مزود بأجهزه رؤيه وتتبع للأهداف الطائره ومزود بمدفعين من عيار 23 ملم مع سته صواريخ عين الصقر المصريه الصنع.
بينما احتوي النموذج الثاني علي عربه M113A2 الأمريكيه تم تزويدها برادار RA-20S فرنسي الصنع وتم تخصيصها لكشف وتتبع الأهداف الطائره المعاديه.
قامت بعدها قياده الدفاع الجوي المصريه بأخضاع هذه العربات الي تجارب مكثفه استمرت سته اشهر عام 1986 وشملت هذه الأختبارات اخضاعها الي العمل تحت ظروف التشويش الألكتروني الأرضي والجوي واختبار سرعه كشفها للأهداف الطائره وزمن الرد وقدرتها علي الكشف وتتبع الأهداف والتعامل معها. حيث نالت علي القبول من قياده الدفاع الجوي المصريه بعد اجتيازها الأختبارات بنجاح وتم ادخالها الخدمه عام 1989 ويعتقد ان الشركتين الفرنسيتين سلمت مصر 40 بطاريه.
تحتوي بطاريه الدفاع الجوي سيناء - 23 علي عربه قياده وتحكم مزوده برادار RA-20S لكشف وتتبع الأهداف و 3 الي 4 عربات مزوده بصواريخ ومدافع مضاده للتعامل مع الأهداف المعاديه.
النماذج الأوليه اثناء معرض القاهره
عربه الدفاع الجوي المضاده للطائرات المحلقه علي ارتفاعات منخفظه النيل - 23
بعد نجاح مشروع عربه الدفاع الجوي سيناء - 23 قررت وزاره الدفاع المصريه تحويل الأستفاده من معظم مدافع ZU-23-2 الروسيه المضاده للطائرات والتي تنتنجها بمصانع ابو زعبل عن طريق استعمالها بعرباتها المدرعه من نوع M113A2 والتي تمتلكها بكثره في قواتها البريه لزياده قدره الجيش علي حمايه نفسه من الهجمات الجويه.
لذلك قامت المصانع المصريه وبالأعتماد علي نماذج سيناء - 23 بصنع نموذج اولي احتوي علي برج محلي التصميم واحتوي البرج علي مدفع ZU-23-2 و 4 قواذف صواريخ ستنجر الأمريكيه المضاده للطائرات علي ارتفاع منخفض بدلا من صواريخ عين الصقر المصريه.
ونموذج اخر لعربه القياده والتحكم احتوي علي رادار وجهاز تتبع اهداف تلفزيوني.
نظام الدفاع الجوي عن المنطقه امون
دخل هذا النظام الخدمه في القوات المسلحه المصريه سنه 1986 وهذا النظام يستعمل في حمايه المدن والمطارات العسكريه والمنشأت الحيويه وقد خضع الي الكثير من عمليات التطوير ، تعود بدايه هذا النظام الي رغبه قياده الدفاع الجوي المصريه في الحصول علي نظام دفاع جوي قادر علي حمايه المناطق المخصص لها من الهجمات الجويه لذلك اتجهت القياده المصريه الي النظام سكاي جارد والذي هو عباره عن نظام مدافع مضاده للطائرات من عيار 35 ملم موجهه بالرادار ثم عقدت اتفاقيه مع شركه سبادا الأيطاليه للحصول بطاريات صواريخ اسبيد التي تعتمد في عملها علي صواريخ السبارو الأمريكيه وبعد حصول مصر علي المدافع والبطاريات عمل المهندسون المصريين علي ربط النظامين الكترونيا لجعلهم يعملون تحت امره رادار واحد وهو رادار السكاي جارد ، وتم تسميه النظام بالأمون ، في مرحله لاحقه اعجب الأيطاليون بالأنجاز المصري وتم الأتفاق علي انتاج النظام مشاركه بين ايطاليا ومصر علي ان تنتج ايطاليا المكونات الأساسيه للنظام ثم بعد ذلك يقوم المصريون بأدخال تعديلاتهم عليه.
في مرحله لاحقه قام المصريين بتطوير انظمه الأمون التي انتجوها لقوات الدفاع الجوي المصري عن طريق تزويدها بصواريخ spada 2000 الأيطاليه الأحدث بدلا من صواريخ سبارو الأمريكيه. وفي عام 2004 عقدت الحكومه المصريه مع شركه Raytheon الأمريكيه أتفاقا تقوم بموجبه الشركه الأمريكيه بتطوير منظومات الأمون المصريه حيث قامت الشركه الأمريكيه بترقيه الأنظمه الألكترونيه عن طريق ادخال انظمه رقميه لوحدات الأستقبال والتتبع والتي ستمكن النظام من مقاومه اجراءات التشويش الألكتروني.
وبعد ادخال هذه التعديلات الأمريكيه علي النظام المصري قامت وحدات الدفاع الجوي المصريه بتجربته عن طريق اطلاق صاروخ Sparrow 7M ضد هدف طائر وحقق اصابه مباشره مما جعل ضباط قياده الدفاع الجوي راضين عن هذه التطويرات والطلب من الشركه الأمريكيه ادخال هذه التطويرات علي جميع ماتمتلكه مصر من بطاريات امون وهي بعدد 40 بطاريه.
ومما يذكر له ان الكويت اشترت بطاريات امون للدفاع الجوي من مصر واستعملتها بنجاح في اسقاط مقاتلات سلاح الجو العراقي اثناء غزوه للكويت.
النظام طير الصباح للدفاع الجوي علي ارتفاعات عاليه
بعد انتهاء حرب اكتوبر قام مهندسين مصر بأستخدام الهندسه العكسيه بأستنساخ صواريخ سام - 2 الروسيه المضاده للطائرات لزياده اعدادها في المخزون المصري وبعد ذلك بدأ برنامج تطوير هذه الصواريخ التي سميت لاحقا بصواريخ طير الصباح المصريه.
اشتمل برنامج التطوير علي تحسين الرأس المتفجره للصاروخ وزياده مداه وتحسين ألكترونياته لزياده قدرته علي اصابه الأهداف في ظل التطوير الذي واكب المقاتلات الحربيه الحديثه
انظمه الدفاع الجوي المصنعه في العراق :
صاروخ الفاو-1 المضاد للصواريخ
عرض العراق في ابريل 1989 في معرض الأسلحه الذي اقيم في بغداد نموذج للنظام الصاروخي الفاو-1 المضاد للصواريخ والذي يقول عنه العراقيين انهم طوره بمجهودات ذاتيه ويعتقد أن طوله 4 أمتار و يزن 300 كغ ويبلغ مداه 8 كم وهو راداري شبه نشط يحمل رأس حربي زنة 35 كغ . لاتوجد معلومات رسميه مؤكده عنه
صاروخ الكاسر المضاد للطائرات المحلقه علي الأرتفاعات المتوسطه
ربما من اكثر الأسلحه الأثاره للأهميه التي عثر عليها في العراق اثناء غزوه من قبل قوات التحالف عام 2003 هو العثور علي صواريخ sam-6 الروسيه مطوره عراقيا فقد عثر علي صواريخ sam-6 وقد تم تغير اجهزه توجيهها الراداريه بأجهزه توجيه حراريه مستعمله بصواريخ جو - جو روسيه الصنع من نوع AA-8 Aphid والتي يمتلكها العراق بكثره.
كان الدافع وراء هذا التطوير العراقي لصواريخ sam-6 هو للتغلب علي التشويش الألكتروني الشديد الذي كان تبثه طائرات التحالف عند فرضها لمناطق حضر الطيران في الجنوب والشمال والتي كان من الصعب علي صواريخ sam-6 العراقيه التغلب عليها ، لذلك قرر العراقيون استبدال انظمه توجيهها الراداريه بأخري حراريه للتغلب علي التشويش الألكتروني ، نظريا مثل هذا التعديل كان يمكن ان يضع طائرات التحالف في خطر مميت واصابات مؤكده يحققها الصاروخ المعدل حسب ما ذكره الخبراء الغربيين بعد فحص هذه الصواريخ ولكن لا توجد تقارير تؤكد استعمال العراق لهذه الصواريخ المعدله ضد طائرات التحالف.
قارن بين الباحث الحراري بالصوره اعلاه وبين الباحث الحراري لصاروخ AA-8 Aphid جو - جو
انظمه sam-6 العراقيه محمله بصواريخ 3M9/R-60 الأصليه قبل تعديلها.
صاروخ البرق المضاد للطائرات المحلقه علي الأرتفاعات المتوسطه
بعد ان تلقي الدفاع الجوي ضربات مؤلمه شلته و جعلت من المستحيل ان يعمل من دون ان يتم تدميره ، بحث الضباط العراقيين عن حلول لمقاومه طائرات التحالف لذلك طلبوا من صدام ان يخترق الحصار المفروض علي العراق وان يولي اهتماما في شراء قطع الغيار والأسلحه التي يحتاج اليها الدفاع الجوي حتي يصبح قادرا علي المواجهه. لذلك اتجهت الأنظار الي اوكرانيا لشراء مايحتاج اليه العراقيين من قطع غيار واسلحه وبدات عمليات تهريب السلاح وقطع الغيار الي العراق مما مكن العراقيين من اصلاح الكثير من اسلحه الدفاع الجوي وكذلك توجه العراقيين الي الأستعانه بالخبراء الصرب الذين بدأو بالتوافد علي العراق لمساعدته في اصلاح انظمه دفاعه الجوي المتضرره. وقد اشار الخبراء الصرب علي العراقيين ان يقوموا بتحويل صواريخ sam-3 علي عربات وجعله نظام متحركا يسهل اخفاءه ويصعب عمليه تدميره ، الفكره اعجبت العراقيين خصوصا ان انظمه sam-3 المضاده للطائرات تعتبر من الأنظمه الغير متحركه.
لذلك بدء العراقيين في عمليات التعديل وتمكنوا من تحميل صواريخ sam-3 علي عربات وجعلتها متحركه وتحميل الرادار الخاص بها علي عربه اخري مما جعل النظام كاملا قابل للنقل من منطقه الي اخري.
تم استعمال هذا النظام المتحرك الجديد ضد طائرات الحلفات وتمكنت طائره تورنيدو ايطاليه من تصوير هذا النظام اثناء اطلاقه احدي الصواريخ علي طائرات التحالف ، وقد تمكنت القوات الأمريكيه من العثور علي هذه العربات بعد احتلالها العراق.
صاروخ نيسان للدفاع الجوي علي الأرتفاعات العاليه
قام العراق بتعديل بعض صواريخ sam-2 وعرضها في معرض بغداد الدولي عام 1990 وقد شمل التعديل العراقي استبدال الباحث الراداري بها بباحث حراري مشتق من احدي صواريخ الجو - جو الروسيه التي يمتلكها العراق . لا توجد معلومات رسميه مؤكده