الأنجليز ونبيل منصور طفل تلميذ مدرسة أبتدائية " ، لم يتجاوز الحادية عشر من عمره ... !!!!
تاريخ مصر يمتلىء ليس فقط ببطولات رجالها ولكن أيضا ببطولات ... سيدات ... وأطفال ... وبالذات ... طلبة الجامعات فى القاهرة ...
كــل ما يجب علينا عمله ... البحث فى تاريخ مصر ... فأحداثه تمتلىء بمواقف ، تعطينا القوة والأمل ... لمواجهة المستقبل ...... !!!!
تاريخ مصر يمتلىء ليس فقط ببطولات رجالها ولكن أيضا ببطولات ... سيدات ... وأطفال ... وبالذات ... طلبة الجامعات فى القاهرة ...
كــل ما يجب علينا عمله ... البحث فى تاريخ مصر ... فأحداثه تمتلىء بمواقف ، تعطينا القوة والأمل ... لمواجهة المستقبل ...... !!!!
ٍاسرد اليوم قصة ... من سنوات طفولتي كما عاصرتها فى بداية سنوات حياتى ، لم ولن أنساها فقد قد كانت نقطة تحول فى حياتى ، مواجهة بطولية بين طفل تلميذ مدرسة أبتدائية " من عمرى وقتها ، لم يتجاوز عمره الحادية عشر سنة .... ووقوفه ببطولة ضد الجنود الأنجليز فى قاعدة القنال "معسكر الجولف فى بورسعيد" ..... سنة 1951 ... وكيف قـــتلوه .... ، فكان أول شهيد للمدينة ، أشعل قتله ، نار الحماس والمقاومة .... خلال أيام الملك فاروق ، ومصطفى النحاس باشا
استشهاد نبيل منصور فى بورسعيد
قامت يوم الثلاثاء 16 أكتوبر 1951 مظاهرة وطنية طافت شوارع بورسعيد ، فتصدت لها مصفحات القوات البريطانية وأطلقوا النار على المتظاهرين فسقط خمسة شهداء وجرح الكثير وعندما توجه الشباب الغاضب الى معسكر الجولف الذى كان يقع خلف موقع محطة السكة الحديد، وزاد غضب الشباب واقتربوا إلى أسوار السلك الشائك التى كانت تحيط بالمعسكر، اطلق الانجليزفى الهواء قنابل الفوسفور الضوئية المتعلقة على مظلات صغير قلب ضوءها سواد الليل العميق الى نهار سطع نوره بشكل قوى واضح حتى يتمكنوا من مراقبة الشباب الغاضب والتصرف ، وفجأة سمعت طلقات مدافع رشاشة عالية الصوت وصوت المتظاهرون وهم يهرولون ناحية السور الشائك ويهتفون بحياة مصر ولم يكن هناك أحد من أشقائى فى المنزل محمد هادى أو عبد المنعم أو محمود ، ولما سمع والدى رحمه الله صوت الطلقات ، أطفأ الضوء وأمرنا بالابتعاد عن النافذة، وفجأة سمعت طلقات مدفع رشاش تلاها صوت المتظاهرين عاليا يهتف "... يسقط القتلة ، ...يسقط الأنجليز ، ... رحمك الله ياشهيد ، ... يسقط القتلة ... تعيش مصر حرة ...يسقط الأنجليز " وأحسسنا أن شيئا قد وقع وحدث
تمكنت من التسلل الى خارج المنزل بينما كان والدى يؤدى صلاة العشاء، وهرولت فى اتجاه معسكر الجولف كغيرى من العديد من المواطنين ، المتجهين إلى الأرض الفضاء الواقعة شمال السور الشائك للمعسكر بالقرب من تقاطع شارع كسرى المعاهدة على الجهة الغربية من مبنى السكة الحديد (بالقرب من مبنى شركة الثلج) وهناك وجدت الناس يتجمعون حول شىء على الأرض وينظرون مبهورين اليه ويرددون اسم الله بصوت عال
كانت أصوات البكاء الحزين تختلط بأصوات الدعاء إلى الله تعإلى وبرغبتى فى المعرفة، تطلعت الى ما كانوا ينظرون اليه على الأرض ، وفى ضوء قنابل الفوسفور شاهدت أمامى كتلة مخ المرحوم نبيل منصور مازالت ترتعش وتتحرك كالنبض بينما التقى إلى جانبه جثمان طفل يكاد يبلغ عمرى ، رحمه الله، ونظرت الى رأاسه المحطمة فأصابنى ارتعاش غريب ، .... وانزلقت على ظهرى نقاط عرق باردة كالثلج، وبقيت فى مكانى كالمشلول وفمى مفتوحا ... بينما أحسست بدموعى تنزلق على وجدانى
وبقى جسد الشهيد مدة طويله على مقربة من كتلة مخه التى استمرت ترتعش لفترة طويلة بينما كانت صواريخ الضوء الفوسفور المعلقة على مظلات صغيرة مازالت تضئ فى سماء المنطقة حتى انطفأت انوارهم الساطعة
وماكادت آخر القنابل الفوسفورية تنطفىء ضوئها، حتى ساد فجأة على المكان والأرض الفضاء صمت رهيب ونزل عليه ظلام عميق وسكون هادىء بشع .... قبل أن اسمع رنين جرس سيارة الأسعاف بصوته الرفيع يأتى من بعيد (فلم يكن يملك فى هذا الوقت "السارينا" سوى سيارات اسعاف الأنجليز)
لم تجد سيارة الأسعاف صعوبة فى التوجه الينا مباشرة، فقد كان تجمهات العديد من الأفراد ما زالوا يقفون ويحيطون بهذا المشهد المحزن، ، ... نزل من سيارة الأسعاف شخصان وأحضرا حمالة، ولكنهما لما نظرا الى الأرض وشاهدا ما كنا لا تزال عيوننا تبحلق اليه عجبة وغضب .... تمتما باسم الله ، ثم انحنيا ليجمعا هذه الكتلة من فوق رمال الأرض وحملها أحدهما بين كفيه بشكل حنون ، وهو يتمتم بصوت عال وحزن ظاهر " لا اله الا الله ،.. محمد رسول اله ... الدائم هو الله .." ووضعها بصمت فوق النقالة ثم ساعده زميله ونقلا جثة الشهيد الطفل الشهيد نبيل ، بينما تعالى صريخ وتصويت العديد من النساء الذين تجمعوا حولنا ايضا
... وغادرت سيارة الأسعاف مكانها وانطلقت فى طريقها الى مشارح المستشفى الأميرى لتسلم حمولتها المحزنة وهرول خلفها وتتبها العديد من المواطنين فى طريقهم اليها وتوجهوا الى مكان الغرفة المعروفة بأسم المشرحة، والموجودة فى المستشفى الأميرى ليعبروا عن حزنهم وتضامنهم مع الشهيد
.... انفض الناس من حولى وهم يتمتمون بآيات القرآن وإسم الله تعالى ترحما على شهيد الذى كان اسمه مازال مجهولا بينما غادر بعضهم المكان وهم يلعنون ويقسمون ، وبدأ المكان ينفض حولى من الأفراد، بينما وقفت وحدى صامتا ومزهولا لمدة لا أدرى طولها ولم انتبه الى وقوفى وحيدا فى وسط الأرض الفضاء المواجهة للسور الشائك الشمالى الموازى لشارع كسرى ولم أشعر بما حولى حتى .... لمست كتفى يد رجل تقدم به العمر والشيخوخة فأنحنى ظهره تحت ثقلهما ، وانتفضت ، لآسمع صوته المرتعش بالحزن ... قائلا
"... معلهش يابنى ، هوه مات، ... بس انتم لسه عايشين ... وروهم .... وروهم يابنى"
أفقت من ذهولى واستدرت عائدا فى طريقى لمسكننا وكانت نقاط العرق الباردة تغطى جبهتى رغم برودة هذه الساعة من الليل وانتابنى شعور لا أعرف وصفه وأحسست أن مصير حياتى سوف يتغير إعتبارا من هذه اللحظة
ما كدت أدخل منزلنا، حتى شاهدت والدى يقف منتظرا ، ولم يعاتبنى ، ولم ينهرنى، ولكنه أخذنى بين ذراعيه فى الأحضان ، وقال لى رحمه الله " .. لقد رأيت ... فلا تنسى ... إن مصر عزيزة وستدوم ... " وقبلنى رحمه الله ... وبعد وقت ، اتى الى رحمه الله قبل ذهابى الى سريرى وقال " ... هادى بيحاربهم ، ... نعيم بيحاربهم ... :لنا بنحاربهم ... دورك حاييجى يايحى .... فلا تنساه ..."
لم أكن أعلم ، أن والدى رحمه الله، كان قد توجه ايضا الى نفس المكان باحثا عنى، ولكنه لم يرانى ، وكان خادمنا السودانى "عثمان" يبحث ايضا عنى ، ولكنهم لم يشاهدونى أو يكتشفوا مكانى فرجعوا عائدين الى منزلنا قبل وصولى لللأستعداد للبحث عنى بشكل أوسع
وفى الصباح الباكر، انتشرت الأخبار فى بورسعيد ، وعلمنا بالقصة وعرفنا شخصية الطفل الشهيد الذى سقط فى اللية الماضية " وكيف أنه "... اطلقت عليه النيران ، بعد أن تسلل في جنح الليل من خلال فتحة فى سور الأسلاك الشائكة، الى داخل معسكر الجولف البريطانى ومعه زجاجة بنزين ليصب على بعض خيامها البنزين ، وأضرم النار في خيامها بينما كان الجنود الأنجليز ينامون ساكرين
... كان نبيل منصور ... " تلميذا فى المدرسة الأميرية الأبتدائية " ، لم يتجاوز الحادية عشر من عمره... وسدى الحزن على مدرسته وعلى المدينة منذ يومها ولأسابع عدة ، بينما انتشرت داوريات جنودهم المسلحة فى جميع شوارع المدينة ، ونمت فى نفوسنا الرغبة بمواصلة ما بدأ بالأمس والأنتقام
وهكذا اصبح نبيل منصور أول شهيد لبورسعيد قبل حادث الاسماعيلية ولم اكن ادرى أن استشهاد نبيل سيأثر على مسير حياتى بشكل حاتم فى المستقبل ، وأذكر أننى اقسمت وقتها أننى سوف انتقم له إن شاءالله وطلبت من الله تعالى أن يعيننى على ذلك وكان قسم ساعدنى الله سبحانه أن أوفى به على مدى سنين طويلة ، ليس فقط خلال أيام المقاومة السرية المسلحة
هذه السطور حقيقة وليس تأليفا ، وإننى أتحدى أى إنسان يذكر غير ذلك ، ولقد وثقت هذه الحاثة فى كتابى "الوجه اآخر للميدالية، حرب السويس 1956" ..
ولقد ساعدنى الله ، لتليها حادثة أخرة " عندما أكتشفت "مدفع رشاش " كان يخبئه شقيقى عبد المنعم فى درج مكتبته ، .... ولكن ذلك قصة أخرى سيأتى حينها فيما بعد
د. يحى الشاعر
استشهاد نبيل منصور فى بورسعيد
قامت يوم الثلاثاء 16 أكتوبر 1951 مظاهرة وطنية طافت شوارع بورسعيد ، فتصدت لها مصفحات القوات البريطانية وأطلقوا النار على المتظاهرين فسقط خمسة شهداء وجرح الكثير وعندما توجه الشباب الغاضب الى معسكر الجولف الذى كان يقع خلف موقع محطة السكة الحديد، وزاد غضب الشباب واقتربوا إلى أسوار السلك الشائك التى كانت تحيط بالمعسكر، اطلق الانجليزفى الهواء قنابل الفوسفور الضوئية المتعلقة على مظلات صغير قلب ضوءها سواد الليل العميق الى نهار سطع نوره بشكل قوى واضح حتى يتمكنوا من مراقبة الشباب الغاضب والتصرف ، وفجأة سمعت طلقات مدافع رشاشة عالية الصوت وصوت المتظاهرون وهم يهرولون ناحية السور الشائك ويهتفون بحياة مصر ولم يكن هناك أحد من أشقائى فى المنزل محمد هادى أو عبد المنعم أو محمود ، ولما سمع والدى رحمه الله صوت الطلقات ، أطفأ الضوء وأمرنا بالابتعاد عن النافذة، وفجأة سمعت طلقات مدفع رشاش تلاها صوت المتظاهرين عاليا يهتف "... يسقط القتلة ، ...يسقط الأنجليز ، ... رحمك الله ياشهيد ، ... يسقط القتلة ... تعيش مصر حرة ...يسقط الأنجليز " وأحسسنا أن شيئا قد وقع وحدث
تمكنت من التسلل الى خارج المنزل بينما كان والدى يؤدى صلاة العشاء، وهرولت فى اتجاه معسكر الجولف كغيرى من العديد من المواطنين ، المتجهين إلى الأرض الفضاء الواقعة شمال السور الشائك للمعسكر بالقرب من تقاطع شارع كسرى المعاهدة على الجهة الغربية من مبنى السكة الحديد (بالقرب من مبنى شركة الثلج) وهناك وجدت الناس يتجمعون حول شىء على الأرض وينظرون مبهورين اليه ويرددون اسم الله بصوت عال
كانت أصوات البكاء الحزين تختلط بأصوات الدعاء إلى الله تعإلى وبرغبتى فى المعرفة، تطلعت الى ما كانوا ينظرون اليه على الأرض ، وفى ضوء قنابل الفوسفور شاهدت أمامى كتلة مخ المرحوم نبيل منصور مازالت ترتعش وتتحرك كالنبض بينما التقى إلى جانبه جثمان طفل يكاد يبلغ عمرى ، رحمه الله، ونظرت الى رأاسه المحطمة فأصابنى ارتعاش غريب ، .... وانزلقت على ظهرى نقاط عرق باردة كالثلج، وبقيت فى مكانى كالمشلول وفمى مفتوحا ... بينما أحسست بدموعى تنزلق على وجدانى
وبقى جسد الشهيد مدة طويله على مقربة من كتلة مخه التى استمرت ترتعش لفترة طويلة بينما كانت صواريخ الضوء الفوسفور المعلقة على مظلات صغيرة مازالت تضئ فى سماء المنطقة حتى انطفأت انوارهم الساطعة
وماكادت آخر القنابل الفوسفورية تنطفىء ضوئها، حتى ساد فجأة على المكان والأرض الفضاء صمت رهيب ونزل عليه ظلام عميق وسكون هادىء بشع .... قبل أن اسمع رنين جرس سيارة الأسعاف بصوته الرفيع يأتى من بعيد (فلم يكن يملك فى هذا الوقت "السارينا" سوى سيارات اسعاف الأنجليز)
لم تجد سيارة الأسعاف صعوبة فى التوجه الينا مباشرة، فقد كان تجمهات العديد من الأفراد ما زالوا يقفون ويحيطون بهذا المشهد المحزن، ، ... نزل من سيارة الأسعاف شخصان وأحضرا حمالة، ولكنهما لما نظرا الى الأرض وشاهدا ما كنا لا تزال عيوننا تبحلق اليه عجبة وغضب .... تمتما باسم الله ، ثم انحنيا ليجمعا هذه الكتلة من فوق رمال الأرض وحملها أحدهما بين كفيه بشكل حنون ، وهو يتمتم بصوت عال وحزن ظاهر " لا اله الا الله ،.. محمد رسول اله ... الدائم هو الله .." ووضعها بصمت فوق النقالة ثم ساعده زميله ونقلا جثة الشهيد الطفل الشهيد نبيل ، بينما تعالى صريخ وتصويت العديد من النساء الذين تجمعوا حولنا ايضا
... وغادرت سيارة الأسعاف مكانها وانطلقت فى طريقها الى مشارح المستشفى الأميرى لتسلم حمولتها المحزنة وهرول خلفها وتتبها العديد من المواطنين فى طريقهم اليها وتوجهوا الى مكان الغرفة المعروفة بأسم المشرحة، والموجودة فى المستشفى الأميرى ليعبروا عن حزنهم وتضامنهم مع الشهيد
.... انفض الناس من حولى وهم يتمتمون بآيات القرآن وإسم الله تعالى ترحما على شهيد الذى كان اسمه مازال مجهولا بينما غادر بعضهم المكان وهم يلعنون ويقسمون ، وبدأ المكان ينفض حولى من الأفراد، بينما وقفت وحدى صامتا ومزهولا لمدة لا أدرى طولها ولم انتبه الى وقوفى وحيدا فى وسط الأرض الفضاء المواجهة للسور الشائك الشمالى الموازى لشارع كسرى ولم أشعر بما حولى حتى .... لمست كتفى يد رجل تقدم به العمر والشيخوخة فأنحنى ظهره تحت ثقلهما ، وانتفضت ، لآسمع صوته المرتعش بالحزن ... قائلا
"... معلهش يابنى ، هوه مات، ... بس انتم لسه عايشين ... وروهم .... وروهم يابنى"
أفقت من ذهولى واستدرت عائدا فى طريقى لمسكننا وكانت نقاط العرق الباردة تغطى جبهتى رغم برودة هذه الساعة من الليل وانتابنى شعور لا أعرف وصفه وأحسست أن مصير حياتى سوف يتغير إعتبارا من هذه اللحظة
ما كدت أدخل منزلنا، حتى شاهدت والدى يقف منتظرا ، ولم يعاتبنى ، ولم ينهرنى، ولكنه أخذنى بين ذراعيه فى الأحضان ، وقال لى رحمه الله " .. لقد رأيت ... فلا تنسى ... إن مصر عزيزة وستدوم ... " وقبلنى رحمه الله ... وبعد وقت ، اتى الى رحمه الله قبل ذهابى الى سريرى وقال " ... هادى بيحاربهم ، ... نعيم بيحاربهم ... :لنا بنحاربهم ... دورك حاييجى يايحى .... فلا تنساه ..."
لم أكن أعلم ، أن والدى رحمه الله، كان قد توجه ايضا الى نفس المكان باحثا عنى، ولكنه لم يرانى ، وكان خادمنا السودانى "عثمان" يبحث ايضا عنى ، ولكنهم لم يشاهدونى أو يكتشفوا مكانى فرجعوا عائدين الى منزلنا قبل وصولى لللأستعداد للبحث عنى بشكل أوسع
وفى الصباح الباكر، انتشرت الأخبار فى بورسعيد ، وعلمنا بالقصة وعرفنا شخصية الطفل الشهيد الذى سقط فى اللية الماضية " وكيف أنه "... اطلقت عليه النيران ، بعد أن تسلل في جنح الليل من خلال فتحة فى سور الأسلاك الشائكة، الى داخل معسكر الجولف البريطانى ومعه زجاجة بنزين ليصب على بعض خيامها البنزين ، وأضرم النار في خيامها بينما كان الجنود الأنجليز ينامون ساكرين
... كان نبيل منصور ... " تلميذا فى المدرسة الأميرية الأبتدائية " ، لم يتجاوز الحادية عشر من عمره... وسدى الحزن على مدرسته وعلى المدينة منذ يومها ولأسابع عدة ، بينما انتشرت داوريات جنودهم المسلحة فى جميع شوارع المدينة ، ونمت فى نفوسنا الرغبة بمواصلة ما بدأ بالأمس والأنتقام
وهكذا اصبح نبيل منصور أول شهيد لبورسعيد قبل حادث الاسماعيلية ولم اكن ادرى أن استشهاد نبيل سيأثر على مسير حياتى بشكل حاتم فى المستقبل ، وأذكر أننى اقسمت وقتها أننى سوف انتقم له إن شاءالله وطلبت من الله تعالى أن يعيننى على ذلك وكان قسم ساعدنى الله سبحانه أن أوفى به على مدى سنين طويلة ، ليس فقط خلال أيام المقاومة السرية المسلحة
هذه السطور حقيقة وليس تأليفا ، وإننى أتحدى أى إنسان يذكر غير ذلك ، ولقد وثقت هذه الحاثة فى كتابى "الوجه اآخر للميدالية، حرب السويس 1956" ..
ولقد ساعدنى الله ، لتليها حادثة أخرة " عندما أكتشفت "مدفع رشاش " كان يخبئه شقيقى عبد المنعم فى درج مكتبته ، .... ولكن ذلك قصة أخرى سيأتى حينها فيما بعد
د. يحى الشاعر