وثائق سرية عبر موقع الكتروني تكشف
وحدة الاغتيالات الأميركية 737
كشف موقع ويكيليكس قبل حوالي شهر ونصف نشاطات وحدة التصفيات الأمريكيّة الناشطة في أفغانستان، إذ قام الموقع بتحميل عشرات آلاف الوثائق التابعة للجيش الأمريكيّ وقوات حلف النّاتو, بعد أن سرب الجنديّ برادلي مانينغ هذه الملفّات للموقع، الأمر الّذي أدّى إلى اعتقاله لمساسه الخطير بأمن الولايات المتّحدة الأمريكيّة.
بيّنت هذه الوثائق صورة قاتمة للتواجد العسكريّ الأمريكيّ في أفغانستان، حيث أوحت بأجواء شبيهة بالأجواء التي سادت أثناء التواجد العسكريّ للاتّحاد السوفييتيّ في أفغانستان في الثمانينات.
وكشفت هذه الوثائق المذكورة عن نشاط وحدة 373، والتي تمّ إنشاؤها لأجل تصفية واغتيال رجال طالبان والقاعدة، إلاّ أنّ كثيرين من ضحاياها كانوا نساء وأطفالاً ومواطنين أبرياء. تقوم وزارة الدّفاع الأمريكيّة البنتاغون، بإرسال أوامر مباشرة إلى وحدة 373 في أفغانستان والتي تقوم بدورها بالتنفيذ. وقد شدّد البنتاغون على سرّيّة هذه الوحدة وعملها على إخفاء كلّ دليل عينيّ. كما وأخفت الولايات المتّحدة حقيقة وجود هذه الوحدة عن حليفاتها في الحرب.
في شهر مايو- أيار 2008، ونتيجة لأعمال هذه الوحدة في أفغانستان، تمّ استدعاء مبعوث الأمم المتحدة الخاص لحقوق الإنسان الذي قدم كي يفحص ظروف مقتل العديد من المواطنين الأبرياء بطريقة غامضة.
تستحضر تفاصيل عمليات وحدة 373 الأمريكيّة إلى حدّ كبير الذّكريات الأليمة الّتي مرّ بها الجيش الأمريكيّ قبل أربعين عامًا في الحرب التي خاضتها الولايات المتحدة الأمريكيّة ضدّ فيتنام. وحدة 373 هي المقابل لخطة "فينيكس" الّتي وضعتها الولايات المتّحدة للإطاحة بمقاومة الفيتكونغ. حصدت وحدة الفينيكس هذه عددًا خياليًا من المواطنين الأبرياء في الوقت الّذي أُعدّت فيه لتصفية رجال المقاومة فقط. لم يكن القتل انتقائيًا من قبل هذه الوحدة، فقد وقع ضحيّتها الكثير من المواطنين الأبرياء. تمّ حينها وصم تهمة الانتماء للفيتكونغ بسهولة بالغة، الأمر الّذي شكّل رخصة قتل. كلّ شيء شرعيّ ومتاح من الخطف، التعذيب، الاعتقال طويل الأمد دون محاكمة، والقتل. وفي هذا السياق يقول وكيل المخابرات الأمريكية لوسيان كوناين واصفًا إرهاب الدّولة: "كانت هذه طريقًا ممتازة للابتزاز: إذا لم تفعل ما آمرك به، فأنت عضو في الفيتكونغ". جاءت خطّة الفينيكس الأمريكيّة بعد مرور سنوات طويلة وعديدة على تورّط الجيش الأمريكيّ بالوحل الفيتناميّ. وعلى سبيل المثال للحصر نُدرِج أقوال العسكريّ وليام كيلي واصفًا فظائع الجرائم التي ارتكبتها الوحدة. ففي المجزرة الّتي تمّت بقرية ماي-لاي في مارس-آذار عام 1968 وصلت فظاعة المجزرة إلى حدّ ذبح وقتل أكثر من 300 امرأة وطفل ومسنّ وحرق القرية بكاملها. صرّح كيلي أنّه لم يشعر بأنّه قتل بشرًا "وإنّما حيوانات لا يمكن التّحدّث معها". وقد اعترف أحد قائدي هذه الحملة بأنّها "حصدت" أكثر من 76282 فيتناميًا، قُتل أكثر من 31% منهم أي أكثر من عشرين ألفًا.
جديرٌ بالذّكر أنّ تنظيم الفيتكونغ وعلى الرغم من إلحاق ضرر كبير وخسارات فادحة في صفوفه (اعتقالات وتعذيب وقتل) إلاّ أنّ خطّة الفينيكس بقسوتها وعدم انضباطها وقلّة أخلاقيّاتها لم تنجح بكسر التنظيم أو القضاء عليه.
من هنا تأتي المقارنة مع وحدة 373 المنتشرة في أرجاء أفغانستان ليعيد التّاريخ نفسه رغم كلّ الأهوال الّتي خلّفتها الحرب الأمريكيّة على فيتنام. ويأتي سؤال نجاعة هذه الخطط وشرعيّتها، في الوقت الذي تتعالى فيه الأصوات الأمريكيّة والدّوليّة بإعادة الجنود إلى ديارهم.
وحدة الاغتيالات الأميركية 737
كشف موقع ويكيليكس قبل حوالي شهر ونصف نشاطات وحدة التصفيات الأمريكيّة الناشطة في أفغانستان، إذ قام الموقع بتحميل عشرات آلاف الوثائق التابعة للجيش الأمريكيّ وقوات حلف النّاتو, بعد أن سرب الجنديّ برادلي مانينغ هذه الملفّات للموقع، الأمر الّذي أدّى إلى اعتقاله لمساسه الخطير بأمن الولايات المتّحدة الأمريكيّة.
بيّنت هذه الوثائق صورة قاتمة للتواجد العسكريّ الأمريكيّ في أفغانستان، حيث أوحت بأجواء شبيهة بالأجواء التي سادت أثناء التواجد العسكريّ للاتّحاد السوفييتيّ في أفغانستان في الثمانينات.
وكشفت هذه الوثائق المذكورة عن نشاط وحدة 373، والتي تمّ إنشاؤها لأجل تصفية واغتيال رجال طالبان والقاعدة، إلاّ أنّ كثيرين من ضحاياها كانوا نساء وأطفالاً ومواطنين أبرياء. تقوم وزارة الدّفاع الأمريكيّة البنتاغون، بإرسال أوامر مباشرة إلى وحدة 373 في أفغانستان والتي تقوم بدورها بالتنفيذ. وقد شدّد البنتاغون على سرّيّة هذه الوحدة وعملها على إخفاء كلّ دليل عينيّ. كما وأخفت الولايات المتّحدة حقيقة وجود هذه الوحدة عن حليفاتها في الحرب.
في شهر مايو- أيار 2008، ونتيجة لأعمال هذه الوحدة في أفغانستان، تمّ استدعاء مبعوث الأمم المتحدة الخاص لحقوق الإنسان الذي قدم كي يفحص ظروف مقتل العديد من المواطنين الأبرياء بطريقة غامضة.
تستحضر تفاصيل عمليات وحدة 373 الأمريكيّة إلى حدّ كبير الذّكريات الأليمة الّتي مرّ بها الجيش الأمريكيّ قبل أربعين عامًا في الحرب التي خاضتها الولايات المتحدة الأمريكيّة ضدّ فيتنام. وحدة 373 هي المقابل لخطة "فينيكس" الّتي وضعتها الولايات المتّحدة للإطاحة بمقاومة الفيتكونغ. حصدت وحدة الفينيكس هذه عددًا خياليًا من المواطنين الأبرياء في الوقت الّذي أُعدّت فيه لتصفية رجال المقاومة فقط. لم يكن القتل انتقائيًا من قبل هذه الوحدة، فقد وقع ضحيّتها الكثير من المواطنين الأبرياء. تمّ حينها وصم تهمة الانتماء للفيتكونغ بسهولة بالغة، الأمر الّذي شكّل رخصة قتل. كلّ شيء شرعيّ ومتاح من الخطف، التعذيب، الاعتقال طويل الأمد دون محاكمة، والقتل. وفي هذا السياق يقول وكيل المخابرات الأمريكية لوسيان كوناين واصفًا إرهاب الدّولة: "كانت هذه طريقًا ممتازة للابتزاز: إذا لم تفعل ما آمرك به، فأنت عضو في الفيتكونغ". جاءت خطّة الفينيكس الأمريكيّة بعد مرور سنوات طويلة وعديدة على تورّط الجيش الأمريكيّ بالوحل الفيتناميّ. وعلى سبيل المثال للحصر نُدرِج أقوال العسكريّ وليام كيلي واصفًا فظائع الجرائم التي ارتكبتها الوحدة. ففي المجزرة الّتي تمّت بقرية ماي-لاي في مارس-آذار عام 1968 وصلت فظاعة المجزرة إلى حدّ ذبح وقتل أكثر من 300 امرأة وطفل ومسنّ وحرق القرية بكاملها. صرّح كيلي أنّه لم يشعر بأنّه قتل بشرًا "وإنّما حيوانات لا يمكن التّحدّث معها". وقد اعترف أحد قائدي هذه الحملة بأنّها "حصدت" أكثر من 76282 فيتناميًا، قُتل أكثر من 31% منهم أي أكثر من عشرين ألفًا.
جديرٌ بالذّكر أنّ تنظيم الفيتكونغ وعلى الرغم من إلحاق ضرر كبير وخسارات فادحة في صفوفه (اعتقالات وتعذيب وقتل) إلاّ أنّ خطّة الفينيكس بقسوتها وعدم انضباطها وقلّة أخلاقيّاتها لم تنجح بكسر التنظيم أو القضاء عليه.
من هنا تأتي المقارنة مع وحدة 373 المنتشرة في أرجاء أفغانستان ليعيد التّاريخ نفسه رغم كلّ الأهوال الّتي خلّفتها الحرب الأمريكيّة على فيتنام. ويأتي سؤال نجاعة هذه الخطط وشرعيّتها، في الوقت الذي تتعالى فيه الأصوات الأمريكيّة والدّوليّة بإعادة الجنود إلى ديارهم.