التحقيق الصحفى والحوار التلفزيونى مع الرئيس حسنى مبارك .. عن حرب أكتوبر 1973
تستدعى الأمانة وتحتم تكملة تاريخ مصر وما يقال عن حرب أكتوبر ، أن ينشر التحقيق الصحفى والحوار التلفزيونى مع الرئيس محمد حسنى مبارك ... رئيس الجمهورية المصرية منذ ريع قرن .. ورئيس أركان حرب القوات الجوية ومخطط الضربة الجوية الأولى التى حققت النصر ونجاح عملية العبور الخالدة يوم 6 أكتوبر 1973
د. يحى الشاعر
المصدر
اقتباس:
[FONT=arial (arabic)]كلمة للتاريخ 1[/FONT]
بعـد67 لـم أيـأس أبـدا.. وكنـت أبحـث عن سبب الخلل وأقـوم بإصـلاحه
كنت أذهب للمنصورة ثم طنطا ثم جناكليس والأقصر وأعود في اليوم نفسه
[FONT=arial (arabic)]في حواره التليفزيوني كلمة للتاريخ فتح الرئيس مبارك قلبه وعقله قبل أن يفتح ملفات الحرب والسلام وتفاصيل التحول من الهزيمة إلي النصر.. وبعد الدقائق العشر الأولي من الحوار فاجأ الرئيس مبارك الإعلامي عماد الدين أديب بأن اصطحبه إلي مركز قيادة القوات الجوية, وإلي غرفة القيادة المركزية التي تمت فيها التجهيزات والتحضير للضربة الجوية الأولي وأديرت من داخلها حرب73.
[FONT=arial (arabic)]وكان الرئيس مبارك قد أعطي تعليماته ـ قبل إجراء الحديث ـ بدخول الكاميرات لأول مرة في التاريخ إلي هذه المواقع المهمة, حتي يري المشاهد المصري العربي علي أرض الواقع كيف تمت عمليات التحضير الشاقة التي انتهت بالانتقال من خانة الهزيمة إلي قائمة النصر.[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]وكشف الرئيس مبارك ـ في حواره مع عماد الدين أديب ـ عن رؤيته كشاهد عيان ومعاصر لحادث نكسة67.. وفتح ملفات حرب الاستنزاف, وإعادة تنظيم القوات المسلحة والتدريب والتخطيط للعمليات.[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]ومن داخل غرفة العمليات للقوات المسلحة وغرفة عمليات القوات الجوية شرح الرئيس بالتفصيل ماذا جري وكيف تمت الاستعدادات.[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]وتوقف طويلا عند أسعد لحظات حياته بعد نجاح الضربة الجوية التي جاءت نتيجة عمل متواصل لفريق ضخم من كل التخصصات التزموا بالحسم وأدوا مهامهم ببسالة صنعت أول خيط في نصر أكتوبر.[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]واسترجع الرئيس مسيرة حياته العسكرية, مؤكدا أنه رفض أي وساطة تدفع به إلي أي موقع, كما أنه رفض أن يهتم بأي طيار تحت فكر الوساطة حتي إن شقيق رئيس الجمهورية وقتها كان طيارا لكنه لم يعامل أي معاملة خاصة.[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]وفيما يلي نص الحوار:[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]عماد أديب: نحن نشكر سيادتك لاستضافتك لنا في هذا اليوم المهم, ذكري25 ابريل1982, نشعر بأن هذا اليوم المهم في تاريخ شعب مصر, وفي تاريخ العسكرية المصرية, يستحق منا أن نقف أمام هذا الملف, الذي مهما تحدثنا عنه كثيرا فلن نوفيه حقه, ونحن علي ثقة تامة بأن سيادتك ستسعدنا وتعطينا من وقتك لتوضح للسادة المواطنين ما حدث في تجربة مشوار طويل وعريض, بدأ منذ عام1949 من حياتك وجهادك ومشوارك العسكري حتي هذا التاريخ.[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]الرئيس: كل سنة وأنت طيب.[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]عماد أديب: وأنت طيب يا سيادة الرئيس.[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]الرحلة الطويلة للوصول الي25 ابريل1982 بالنسبة للمقاتل والمجاهد الطيار محمد حسني مبارك بدأت منذ عام1949, انها رحلة طويلة بلغت56 عاما من الكفاح المستمر, ويمكن القول انها من أهم المحطات التي نقف أمامها, ونحن نفتح هذا الملف, والحدث الذي ربما أدي الي تحول رئيسي في حياتك وحياة العسكرية المصرية وهو هزيمة1967, فرغم انه حادث مؤلم الا أن له آثارا مهمة.[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]سيادة الرئيس أنت كشاهد عيان ومعاصر لحادث5 يونيو1967, أين كنت وماذا حدث؟[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]الرئيس مبارك: كنت قائد لواء قاذفات وقائد قاعدة بني سويف الجوية, وفي ذلك الوقت كنا في حالة طواريء مستمرة لمدة15 يوما, ولدينا طائرات محملة بالقنابل والذخائر وغيرها وفقا لتعليمات قائد القيادات الجوية والقيادة العامة, ومن الطبيعي ان يستمر الطيار لمدة15 يوما يطير ليلا ونهارا, حتي تتعود يده علي الطيران, لكن يوم5 يونيو كان الطيارون منذ15 أو14 يوما لم يضعوا أرجلهم في أي طائرة.[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]عماد أديب: وما السبب؟[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]الرئيس: كانت هناك عملية تحديث مكثفة للطيران ليتحمل مزيدا من الاستعدادات لعمليات قادمة, ولم نكن نعرف ما هي العمليات, وفي5 يونيو صباحا, اتخذنا قرارا بإعادة تدريب الطيارين, لأن الطيار عندما يبتعد لفترة طويلة عن الطائرة القاذفة الكبيرة والثقيلة قد يهاب الطائرة.[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]- وفي التاسعة وعشر دقائق صباحا تحركت خمس طائرات واحدة تلو الأخري في تشكيل, وكانت السحب تغطي منطقة بني سويف, ولكنا طرنا واخترقنا السحب, واتجهنا في الصحراء ناحية الفيوم قليلا, وكنا سنعود مرة أخري, ولكن بعد الاقلاع بخمس دقائق, أبلغنا برج المراقبة ان هناك هجوما علي المطار, فسألت: هجوم إيه فقال: المطار بيضرب والطائرات المحملة بتضرب فكررت السؤال في دهشة: انت بتقول إيه, قال: الطيران المحمل بيضرب, وهناك طائرات انفجرت واشتعلت بها النيران, وجار ضرب الممر.. أصابني الذهول مما قاله, وسألت: وأين سوف ننزل؟ قال: لا تنزل حتي غرب القاهرة.[/FONT]
[FONT=arial (arabic)][/FONT]
[FONT=arial (arabic)]- اتصلت بالقيادة العامة للجيش وسألتهم من جديد, هل هناك ضرب؟ ولكني وجدت الضرب مستمرا منذ10 دقائق, وهناك طائرات كثيرة تغطي القنال, فسألت ثانية عن المكان الذي يمكن الهبوط فيه, فالطائرة كبيرة الحجم وتحتاج لممر طوله3 كيلو مترات تقريبا. ولكن لم يجبني أحد فكررت مرة ثالثة, بدون جدوي لأن هناك ربكة, وبدأت أفكر في مكان مناسب للهبوط, فلم أجد سوي مطارات الوادي الجديد والأقصر وأسوان, ولكن مطار أسوان لم أستطع الدخول إليه لأنه مليء بصواريخ الدفاع الجوي, وطبعا عندما جاءهم انذار بأن هناك ضربا, فإن أي طائرة ستدخل الي المطار سوف يتم ضربها دون تمييز بين صديق أو عدو.[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]فما دام هناك هجوم سيضطر للضرب ولن ينتظر, أما مطار الوادي الجديد, فممره قصير جدا, وإذا هبطنا إليه ستحدث حوادث. وبالتالي لم يبق أمامي سوي مطار الأقصر, فاتجهت إليه لأنه المطار الوحيد الذي يمكن النزول فيه وبالفعل هبطت في هذا المطار, وكان به خمس طائرات: اثنتان أو ثلاث انتينوف نقل كبير, وطائرة لشركة مصر للطيران, وطائرتان اخريان, وكانت المشكلة ان مطار الاقصر ليست به أي تجهيزات للتموين واللوازم, فاضطررنا لجر تموين لها بطنبة تتسع لـ35 طنا, وبمجرد بدء التموين فوجئنا بالهجوم علي المطار, وأول ما تم ضربه كان الطائرات الخمس.[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]عماد أديب: كيف كان المشهد عندما تأتي طائرة تضرب علي المطار؟[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]الرئيس مبارك: المشهد كان سيئا, يكاد يجن له الفرد, فالطيار عندما يكون علي الارض من السهل ضربه ولكن اذا كان الصراع في الهواء, فإما ان تقتله أو يقتلك, وإذا قتلت فهذا أكرم لك, ولكن لأن الهجوم بدأ ونحن علي الأرض, فقد أصاب جميع الطيارين حزن رهيب, بالاضافة طبعا الي أن سرب الطيران تم ضربه, ولم تكن لدينا القدرة علي الاتصال بالقيادات التي لم تكن موجودة, فاضطررنا للعودة بالقطار مساء.[/FONT]
[FONT=arial (arabic)][/FONT]
[FONT=arial (arabic)]* عماد أديب: كيف تعودون الي بني سويف مرة أخري؟[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]** الرئيس: وصلنا الي بني سويف حوالي الثالثة أو الرابعة صباحا, ولكن أين سنذهب؟!.[/FONT]
[FONT=arial (arabic)][/FONT]
[FONT=arial (arabic)]* عماد أديب: عندما ركبتم القطار, هل علم الناس والشعب بما حدث في الحرب؟[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]** الرئيس: ما حدث لم يكن واضحا تماما للناس لكن عندما ركبنا القطار جلسنا وقد خيم علينا حزن شديد.[/FONT]
[FONT=arial (arabic)][/FONT]
[FONT=arial (arabic)]* عماد أديب: معلوماتنا تقول إن كل الطائرات تم ضربها علي الأرض علي مستوي مصر.[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]الرئيس: لم نعرف ان كل الطائرات تم ضربها علي الأرض, فلم يبلغنا احد بأن مطاراتنا انضربت.[/FONT]
[FONT=arial (arabic)][/FONT]
[FONT=arial (arabic)]* عماد أديب: سيادة الرئيس قبل ان نستكمل ما حدث في بني سويف, هل كنت تستشعر من الأسابيع القليلة التي سبقت عام1967 أن هناك ضربة آتية لا ريب فيها, وانه في حالة حدوث حرب فإن شكل الاستعداد والوضع القائم يؤكد انه ستحدث خسائر كبيرة؟[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]* الرئيس: ما كنا نسمعه من تدريبات للطيران والجيش يؤكد اننا قادرون, ولكن قبل الضرب بأسبوع, جاءني أحد المسئولين الكبار في القيادة العامة, وكنت وقتها متجها الي غرب القاهرة, كقائد لسرب من الطيران في غرب القاهرة في بني سويف, قال لي المسئول إن كل هذا مجرد مظاهرات, وسوف نحل الموضوع, وبإمكانك ان تصرح باجازات, وهو ما أدي الي ثورة بين الطيارين والملاحين, لانهم أرادوا ان يحصلوا علي اجازة يوم2 أو3 يونيو, فقلت لهم: انتظروا قليلا, لأن وكالات الأنباء تقول انهم قد استدعوا الاحتياط, وبعد جهد استطعت أن أقنع الطيارين, وبدأوا يهدأون وعدنا الي بني سويف, وحدث ما حدث يوم5 يونيو.[/FONT]
[FONT=arial (arabic)][/FONT]
[FONT=arial (arabic)]* عماد أديب: عندما عدت الي بني سويف ما الذي اكتشفته؟[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]الرئيس: كانت الطائرات لاتزال موجودة, ومحملة في أطقم جاهزة لتنفيذ عمليات محددة.[/FONT]
[FONT=arial (arabic)][/FONT]
[FONT=arial (arabic)]* عماد أديب: بعد ذلك هل استطعتم المشاركة في أي عمليات؟[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]** الرئيس: لا.. لأنهم ضربوا الطائرات كلها, وأولي الطائرات التي ضربوها كانت في بني سويف وغرب القاهرة, ولم يهتموا بأي شيء سواء طائرات المواصلات أو غيرها.[/FONT]
[FONT=arial (arabic)][/FONT]
[FONT=arial (arabic)]* عماد أديب: أسوأ شيء هو شعور الطيار المقاتل بالرغبة في ان يقاتل ويحارب ولكن ليس معه سلاح.؟[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]** الرئيس: هذا صعب جدا علي مواطن كل عمله هو أن يحارب دفاعا عن الوطن.[/FONT]
[FONT=arial (arabic)][/FONT]
[FONT=arial (arabic)]* عماد أديب: ومن هنا يكون لديه نوع من التراكم ومن الحرص ومن القلق الصحي دائما, حتي لا يتكرر ما حدث مرة ثانية, بعدما حدث عام67 ؟[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]** الرئيس: لا أعتقد ان هناك أي فرد من القوات المسلحة إلا ويلوم كل من كان وراء هذا الاهمال, في وقت كان الناس يريدون الانتقام بأي طريقة عايزه تنفث.[/FONT]
[FONT=arial (arabic)][/FONT]
[FONT=arial (arabic)]* عماد أديب: هل كان بداخلك غضب؟[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]الرئيس: طبعا ولا شك, ولست وحدي بل كل من كان في بني سويف, فلم نذهب الي بيوتنا لعدة شهور, ولم نقابل أو نشاهد الأهل أو غيرهم, ظللنا في القاعدة طوال شهور يونيو ويوليو واغسطس وسبتمبر حتي علمنا ان هناك طائرات قادمة, فبدأت معنوياتنا في التحسن.[/FONT]
[FONT=arial (arabic)][/FONT]
[FONT=arial (arabic)]* عماد أديب: كان التفكير دائما في كيفية إزالة هذا العدوان وآثاره علي العسكرية المصرية وإعادة الثقة في التاريخ المشرف للعسكرية المصرية مرة أخري؟.[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]** الرئيس: ليس الطيارون فقط, ولكن كل أفراد الجيش والجنود جميعا كانوا يريدون مسح هذا العار بأي طريقة, ومنذ عام67 حتي حرب73 كان الجميع يسألون.. متي نموت؟ متي سنرد؟ متي ستعود الأرض؟[/FONT]
[FONT=arial (arabic)][/FONT]
[FONT=arial (arabic)]* عماد أديب: وهل هذا هو سبب حرصك علي ألا يتكرر ما حدث في عام1967 ؟[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]** الرئيس:طبعا, والقيادات الجديدة جاءت.. ووسائل الوقاية زادت.[/FONT]
[FONT=arial (arabic)][/FONT]
[FONT=arial (arabic)]* عماد أديب: سيادة الرئيس. انت تعلم أننا اليوم لدينا أجيال عاصرت25 ابريل من الممكن أن تكون أعمارهم في العشرين أو الخامسة والعشرين, وقد يكونون شبابا في سن المراهقة, أي لم يشاهدوا الملاحم التي حققت النصر في تاريخ مصر وكيف انتقلت من الهزيمة الي النصر, هل يمكن ان تفتح لنا هذا الملف وتحدثنا كيف استطعت كشاهد عيان بجهدك كقائد للسلاح الجوي المصري سنة1972 أن تستكمل مسيرة تحقيق النصر مع زملائك وقادتك بحيث تصل الي6 أكتوبر و25 ابريل1982 ؟[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]الرئيس: هذه المسيرة تحتاج الي مجلدات وشرح كثير جدا, من يونيو67 حتي أكتوبر73 وفترة عملية الاستنزاف واعادة تنظيم القوات المسلحة والتدريب والتخطيط للعمليات, كل هذا يحتاج الي مجهود ووقت كبير جدا, ولكن اعتقد ان شباب اليوم, ليست لديهم فكرة عن هذه الأحداث وحجم التضحيات التي حدثت سواء في حرب الاستنزاف أو حرب التحرير, فلزاما علي كل شاب أن يعرف ما هي التضحيات التي قدمتها القوات المسلحة التي هي في الأصل هي مواطن مصري عادي يحمي بلده, وان كانت النكسة حدثت في عام1967, فيجب أن يري كيف وصلنا الي انتصار73.[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]عماد أديب: سيادتك كريم وشبابنا يستحق, لذا فنحن نريد أن نفتح الملف معا؟[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]الرئيس: وأنا مستعد ان أفتح الملف.. لنذهب الي غرفة العمليات للقوات المسلحة وغرفة عمليات القوات الجوية حتي أشرح لك ما حدث.[/FONT]
[FONT=arial (arabic)][/FONT]
[FONT=arial (arabic)]* عماد أديب: فلنأخذ من سيادتك مواعيد حتي نذهب لهذه الأماكن, ونري علي الطبيعة ما حدث.[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]** الرئيس ـ مفاجئا عماد الدين أديبـ: ولكني مستعد ان أذهب الآن؟[/FONT]
[FONT=arial (arabic)][/FONT]
[FONT=arial (arabic)]* عماد أديب: متسائلا الآن ياريس؟[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]الرئيس: نعم الآن... فكل شيء جاهز والغرف جاهزة, وسنري ما كان يحدث, والخطوات والقرارات لأن هذا مشوار طويل جدا حتي وصلنا الي حرب أكتوبر.[/FONT]
[FONT=arial (arabic)][/FONT]
[FONT=arial (arabic)]* عماد أديب: وهل تتحمل سيادتك الأسئلة الكثيرة والوقت؟[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]** الرئيس: سأتحمل كل شيء.. لقد تحملت النكسة وحرب الاستنزاف وحرب اكتوبر.. فألا أتحمل الأسئلة؟[/FONT]
[FONT=arial (arabic)][/FONT]
[FONT=arial (arabic)]* عماد أديب: هل فعلا سنذهب الآن يا ريس؟[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]الرئيس: هل لديك وقت لتسمع؟[/FONT]
[FONT=arial (arabic)][/FONT]
[FONT=arial (arabic)]* عماد أديب: لك ما تريد ونتمني المزيد؟[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]* في غرفة العمليات[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]انتقل الرئيس مبارك مصطحبا الاعلامي عماد الدين أديب إلي غرفة عمليات القوات الجوية وبداخلها بدأ الرئيس يشرح التغييرات التي حدثت للغرفة منذ عام1973 حتي الآن, وكيف تم توسيع غرفة العمليات بإزالة بعض الحوائط وفتح حوائط أخري كثيرة, واقامة أعمدة خرسانية, واستعرض سيادته قادة الطيران, بداية من الانجليزي تايتبك ثم حسن محمود وشعراوي باشا, وقال الرئيس إنه استلم قيادة القوات منذ23 ابريل1972 حتي22 ابريل1975, أي ثلاث سنوات صعبة, ثم خلفه شاكر عبدالمنعم.[/FONT]
[FONT=arial (arabic)][/FONT]
[FONT=arial (arabic)]* عماد أديب: هل جاء من تلاميذك من تولي قيادة هذا المنصب؟[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]الرئيس: شاكر عبدالمنعم الذي تولي المسئولية بعدي كان دفعتي, اما تلاميذي فقد تولي عدد كبير منهم قيادة القوات الجوية مثل محمد علاء الدين بركات والفريق أحمد نصر وأحمد محمد شفيق وزير الطيران الحالي ثم القائد الحالي مجدي شعراوي.[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]عماد أديب: بماذا تشعر سيادتك وأنت تستعرض أسماء هؤلاءالقادة؟[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]الرئيس: بالفخر طبعا.[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]عماد أديب: لقد تركوا السلاح, فهل العلاقة الإنسانية قائمة؟[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]الرئيس: عندما تكون هناك مناسبة فإنهم يحضرونها.[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]عماد أديب: وهل سيادتك تسأل عنهم؟[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]الرئيس: طبعا... دائما أسأل عنهم مجدي شعراوي ودائما ما يجيبني بأنهم موجودون, وفي يوم الطيران يحضرهم.[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]عماد أديب: آن الأوان لتأخذنا الي غرفة العمليات الرئيسية التي شهدت ادارة حرب73.[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]الرئيس: لقد أقمت في هذه الغرفة لمدة أربعة شهور لم أخرج منها.[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]عماد أديب: أنا أشكر سيادتكم علي هذه المفاجأة لأنك تطلعني علي أهم مكان, ولكن دون ان نفشي أسرارا, فنحن في غرفة العمليات المركزية في مكان تحت الأرض؟.[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]الرئيس: زمان كانت هذه الغرف أصغر مما تبدو عليه الآن, فالشاشات كانت يدوية, أما الآن فالوضع تغير.[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]عماد أديب: كيف كان نظام الاتصالات بالغرفة؟[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]الرئيس: كانت بها تليفونات صعب الاتصال بها, وكان لها لاسلكي, والخريطة التي كنا نشاهد عليها المواقع, حيث كانت توجد ذراع يدوية تتحرك وتتيح لنا معرفة اقلاع الطائرة, لكن هذا النظام بطيء, لأنه يتيح لنا المعلومة متأخرة بعد اقلاع الطائرة بست أو سبع دقائق.[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]عماد أديب: أي ان المعلومة كانت تظهر بعد الحدث؟[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]الرئيس: طبعا.[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]عماد أديب: يوجد هنا عدد القواعد والمطارات وتوزيعها؟[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]الرئيس: هنا كل التحركات التي تحدث فورا.[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]عماد أديب: هذه هي الممرات الجوية؟[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]الرئيس: ليست الممرات فقط, بل والطائرات التي تدخل أيضا.[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]عماد أديب: وقيادة عمليات حرب أكتوبر والتحضير لها كان هنا ايضا, وعندما ابلغت الرئيس أنور السادات يوم6 أكتوبر الساعة2.15 تقريبا بعودة230 طائرة بنسبة خسائر قليلة جدا3% وهي نسبة خسائر غير مسبوقة, ماذا كان تعليقه؟[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]الرئيس: كان سعيدا جدا, حتي قال في الغرفة: لقد انتصرنا يا أولاد.[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]عماد أديب: كيف كان الشعور داخل الغرفة بالنسبة للضباط والقادة؟[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]الرئيس: عندما أقلعت الطائرات كان الجميع داخل الغرفة والغرف الأخري في سكون, وعندما قلت ان الضربة نجحت, وان الطائرات عادت والخسائر قليلة, قفز الجميع من الفرحة وأخذوا بعضهم بالأحضان.[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]عماد أديب: كيف كان يتم ابلاغك بالأحداث؟[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]الرئيس: كنت دائم الاتصال بالقواعد وعندي اتصال بكل المطارات.[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]عماد أديب: كل مطار علي حدة؟[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]الرئيس: نعم كل مطار علي حدة والمعلومات كانت تصلني عن مطار المنصورة وانشاص وبلبيس وطنطا في الحال.[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]عماد أديب: والقادة هل كانوا موجودين هنا في الغرفة؟[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]الرئيس: لا.. كانوا موجودين في غرف العمليات الأخري.[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]عماد أديب: ولكن هناك من كان موجودا في الغرفة وأبلغته بالنتيجة؟[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]الرئيس: لقد كان الجميع يسمعني من خلال الميكروفون كل في غرفته.[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]عماد أديب: هل كانت الدراما مرتفعة وتشد الأعصاب؟[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]الرئيس: طبعا.. لقد كان يوما ليس له مثيل.[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]عماد أديب: هي أجمل لحظة في العمر؟[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]الرئيس: طبعا.. طبعا.[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]عماد أديب: هل تعتقد ان في حياتك لحظة أفضل من هذه؟[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]الرئيس: لا طبعا.... وهنا انتهت الجولة في غرفة القيادة.. وبدأ الحوار بين الطرفين.[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]عماد أديب: سيادة الرئيس نحن في مبني بالغ الأهمية في حياة العسكرية المصرية وفي حياتك أنت شخصيا, فله ذكريات كثيرة وعزيزة علي قلبك وأيضا الرحلة الطويلة التي بدأت منذ عام1950 والتي انتهت بك في مرحلة إلي مركز القيادة في هذا المكان, هنا نطرح سؤالا قد لا يتخيله أحد لماذا اخترت سلاح الطيران؟[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]الرئيس: زمان كانوا يختارون الطيارين من الكلية الحربية, ولقد تخرجت في الكلية الحربية في فبراير1949, وعندما دخلت الكلية الجوية كان الكشف الخاص بالطيارين يتم وأنا في الكلية الحربية ونجحت في كشف الطيارين, وبعد التخرج برتبة ملازم ثان, التحقت بالكلية الجوية, وكشفنا ودخلنا الكلية الجوية, وبدأت الدراسة فيها لمدة سنة, ثم تخرجت في مارس1950.[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]عماد أديب: سيادة الرئيس هل حب فكرة الطيران والمغامرة والتحليق, أم هو نوع من العلم الحديث أو السلاح المتقدم, أم لأن سيادتك كنت في القوات المسلحة وكان لديك شغف؟[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]الرئيس: لقد كان شيئا جديدا, فكنا ننظر للطيار علي أنه نوع من الفاكهة الجديدة, وقد سبقني إليه عدد كبير ونجح في الكشف الطبي, ولذلك قررت أن ألتحق بالكلية الجوية.[/FONT]
[FONT=arial (arabic)][/FONT]
[FONT=arial (arabic)]* عماد أديب: سيادة الرئيس, جاءت حرب1956 وبالطبع كانت هناك مشكلة كبيرة في تقييم الأداء العسكري في ذلك الوقت, وحدث ان الطيران ضرب علي الأرض, وحدث أن الكثير من المحللين العسكريين كتبوا مثل الفريق محمد فوزي رحمه الله, كتب قائلا: إن ما حدث في67 هو تكرار لما حدث في56, وأن أحداث56 لم يتم استيعابها. فأين كنت في عام1956 ؟ وما هو تقييمك لما حدث؟[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]الرئيس: في عام56 كنت أدرس في الكلية الجوية, وانضربت الكلية الجوية في ذلك الوقت وأنا موجود فيها, وكان لدينا دفعة جديدة تخرجت, ستعمل علي نقل الطائرات إلي المنيا لإنقاذها, ولكن الهجوم بدأ, ودمرت أغلب الطائرات في56 في بلبيس, وفي ذلك الوقت كنت في بلبيس, وكان واقع ما حدث سيئا علي النفس, أما في67 فكان الوضع مختلفا, ففي عام56 كانت هناك دول كبيرة تضرب مع إسرائيل, ولكن في67 كانت إسرائيل وحدها التي تضرب, وهذا هو الفرق.[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]عماد أديب: ولكن سيادتك الطيار والمقاتل والأستاذ والمعلم حسني مبارك, عندما تري طائرة تضرب في56 ما هو الدرس الذي تعلمته من هذه الحرب؟[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]الرئيس: في56 كان الوضع غاية في السوء, وأصابني بإحباط كبير جدا وأصاب الطيارين الآخرين أيضا لأن الضرب كان قاسيا جدا, وكنت دائما أقول: لو كنا مستعدين, أو هناك نوع من الندية لما تجرأوا, لكننا لم نكن مستعدين, كانت هناك أخطاء كثيرة في عام56.[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]عماد أديب: سيادة الرئيس, لقد حملت عدة صفات داخل القوات الجوية, ما بين مقاتل, وما بين أستاذ ومعلم, ومدير, ورئيس أركان, وقائد قاعدة, ورئيس أعلي سلطة في القوات الجوية, وهو قائد القوات الجوية, هذا المشوار الطويل, صنع لك نوعا من تراكم الخبرة في حياتك العسكرية, وكان يقال إن حسني مبارك هو رجل شديد وصارم ومنضبط, لكنه في الوقت نفسه حنون وصادق وطيب وعطوف وإنسان, كيف تتم الموازنة بين الأمرين. في رحلة طويلة داخل الحياة العسكرية, قيل إنها خشنة وصارمة؟[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]الرئيس: إن الخبرة التي اكتسبتها طوال حياتي من ملازم ثان إلي قائد القوات الجوية, خبرة ليست سهلة وليست بسيطة, فهذا المشوار علمني الكثير, ولم أكن صارما, فأنا أتحمل مسئولياتي كقائد, وفي الوقت نفسه لا احب ان أضر أحدا.[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]عماد أديب: لماذا الصرامة مهمة في الحياة العسكرية, وفي الطيران مطلوبة للغاية؟[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]الرئيس: في الطيران لابد ان تكون صارما جدا, لأن جزءا من الثانية قد يؤدي إلي ضياع الطائرة, التي يبلغ ثمنها40 مليونا, ولهذا فإن الاتزان والانضباط عنصر مهم جدا بالنسبة للطيار الذي يختلف عن قائد الدبابة, لأن هناك اختلافا بين الجو والأرض, فبرغم أن الانضباط ضرورة بالنسبة لقيادة الدبابة, فإن خسائرها ليست كبيرة مثل حوادث الطائرات, ويكفي أن الروح نفسها يمكن أن نفقدها بسهولة في الطائرة.[/FONT]
[FONT=arial (arabic)][/FONT]
[FONT=arial (arabic)]* عماد أديب: دائما ما نتحدث عن إعداد الطيار, فماذا يعني إعداد الطيار, خاصة لمن لا يعرفون معني الكلمة من غير العسكريين؟[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]الرئيس: الطيار له مواصفات معينة غير الكشف الطبي, حيث يبدأ في الدخول إلي دراسات معينة, ثم طبيعة عمله والتدريب, ومدرس يأخذ معه أربعة طلبة يعيش معهم ويدربهم, ويطلع علي معالم الطائرة, ولو أن هناك واحدا مريضا لازم يعرف, لأن المريض لا يسمح له بالطيران, هذه العلاقة تخلق نوعا من الارتباط بين المدرس والطيار, وأنا كنت أدرس لأربعة, وإذا كان بينهم مريض, كنت أذهب به إلي الطبيب وأتابعه, وإذا ما أخطأ أحدهم كنت أسأله لماذا أخطأت, لقد أكدنا في التلقين كذا وكذا, فلماذا خالفت ما أكدناه, هذا بجانب أن هناك رباطا نفسيا وثيقا بيني وبين هذا الطيار.[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]عماد أديب: ما هو أهم شيء فيمن يصعد إلي طائرة مقاتلة, وأهمية الثقة بين الطيار والقائد, لأن البعض لا يعرف أن الإعداد والتدريب جزء مهم, وأيضا التوجيه الأرضي مهم له وهو في الجو؟[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]الرئيس: القائد الذي يقوم بالتدريب لازم يكون طيارا وبيطير مع المتدرب, ويهبط ثم يشرح له, وهذا يخلق نوعا من الثقة في القائد, فلو أن القائد يطير مع المتدرب مرة كل شهر فلن توجد الثقة علي الإطلاق, ولكن لو أنا بأطير مثلي مثل المتدرب فالمتعة والتقارب يزيدان, وهذا ما كنت أفعله في القاذفات مثلي مثل أي طيار, لذلك كنت أعرف كل ما في الطائرة, وكنت أشرح مفرداتها, لأنني مارستها, ولم أعلمهم من واقع خبرة نظرية, بل ممارسة ودراسة نظريا وعلميا, ولذا فعندما أقول للمتدرب إنك ذاهب لمنطقة ما, أو إنك نسيت أن تفعل شيئا ما عندما قمت بإلقاء القنابل, فهذا يرجع لأنني معه في الجو ومن هنا تأتي ثقة الطيار في قائده.[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]عماد أديب: سيادة الرئيس الطيران يعلم الطيار عدم الخوف أليس كذلك؟[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]الرئيس: إذا كنت ممن يخاف فأنت لا تصلح أن تكون طيارا علي الإطلاق, وبالفعل كان بين من نعلمهم من يصابون بالرعب عندما يركبون الطائرة, ولذلك استبعدوا, ولكن في بداية الأمر قد يكون هناك شيء من الخوف أو الرهبة, وعندما يمارس الطيران لفترة معينة يجب أن يذهب هذا الخوف, لأن الطيران يحتاج قلبا من حديد.[/FONT]
[FONT=arial (arabic)][/FONT]
[FONT=arial (arabic)]* عماد أديب: بهذا سوف ننتقل إلي قضية القلب الحديدي, وهو في الطيران يصبح له آثار فيما بعد علي بقية حياة الإنسان, لأنك تعودت علي مواجهة الخطر؟[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]الرئيس: أنت تكون طائرا في الجو وحدك, وعندما يحدث لك شيء فإنك تأخذ القرار وحدك, وطبعا ربما يكون هناك نوع من المساعدة, ولكن القرار النهائي يعود لك أنت, فأنت وحدك القادر علي حل المشكلة داخل الكابينة.[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]عماد أديب: هل يكون هناك جزء من الحساب في الموضوع؟[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]الرئيس: هذا ضروري لأن للطيار أن يحسب الحسابات لأن الطيار قبل أن يقلع يتلقي تلقينا كاملا علي الأخطاء التي ستقابله والعقبات والعيوب التي ستحدث مع الطائرة, وكيف يتفاداها, بالإضافة إلي ان هناك اتصالا بالقاعدة الأرضية.[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]عماد أديب: إذن القلب الحديدي بالإضافة إلي التلقين له مع الحسابات, يعني الطيار يذاكر ويؤدي الواجب, والتلقين والفهم مجموعة عناصر مع بعضها.[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]الرئيس: أنا لدي مثل لهذا, فعندما كنت قائدا للواء قاذفات, وقبل ذلك قاذفات كبيرة وفي المقاتلات, ثم بعد ذلك في التدريس, وحتي في التدريب كنت أعلم الطلبة وألقنهم, حيث أقول اليوم سوف نبدأ في درس ما, فإذا قمت بفعل ما أكثرمن اللازم فسوف تكون النتيجة كذا, وفي الطيران إذا كان هناك طيران يوم الأحد فيوم السبت كله تلقين من الساعة9 صباحا حتي2 بعد الظهر, ونحدد لكل طيار مهمته وما سيفعله, ومن أين سيقلع إلي مناطق التدريب وعدد قذف القنابل, واستخدام كاميرات الجانس في التطوير من عدمه,[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]وفي نهاية يوم السبت, نقوم بعمل اختبار للطيار, حيث يتم تقسيم الطاقم المكون من ستة طيارين, كل طيار يحدد المكان الذي سيذهب إليه وخط سيره بدقة, وإذا كان سيواصل ميدان ضرب النار, وكل ما سيفعله تفصيلا, ويمكن أن أسأله, إذا كنت طالع وحدث لك عطل في الموتور, وأنت في النصف الأول من الرحلة فيجب إيقاف الماكينة, وتوقف النصف الثاني, لازم تكمل وتطلع, وإذا كنت تحمل وزنا فيجب ألا تلقي بالوقود حتي تخفف من حمولة الطائرة وتستطيع الهبوط, هذا ليس بالنسبة للطيار فقط, وإنما أيضا للمساعد والملاحين, فلكل واحد مهمة محددة.[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]عماد أديب: من الدروس المستفادة أيضا فكرة الفريق أو التيم وورك أليس كذلك؟[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]الرئيس: لازم يكون هناك تعاون وروح الفريق داخل الطائرة.[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]عماد أديب: وهذا الأسلوب سوف يظل مع الإنسان في طريقة تفكيره وسلوكياته, قلب حديد لا يهاب ويعمل مع فريق لا يهاب وفي الوقت نفسه يحسب الحسابات ويحضر لعمله.[/FONT]
[FONT=arial (arabic)]الرئيس: قائد الطائرة عليه مهمة كبيرة, إذا ارتجف الطيار نتيجة لأي عطل, فهذه مصيبة علي الطاقم ككل, فعلي الطيار أن يكون متمكنا من معلوماته, وهادئا في طباعه, ويأخذ الإجراء بقناعة وثبات.[/FONT]
[/FONT]