لقوات البرية السعودية أولاً: تأسيس القوات البرية أولى الملك عبدالعزيز عناية خاصة للقوات البرية منذ البداية، قيادة وجنوداً وتسليحاً وتنظيماً. فبعد توحيد المملكة واستقرارها على يده، بدأ تنظيم الأجهزة الإدارية والتنفيذية للدولة. فنظمت الحكومة آنذاك فرق المقاتلين وصهرتها في بوتقة عسكرية نظامية، لتحويلها إلى جيش نظامي يليق بالإطار المشرق للملكة العربية السعودية. فتشكلت نواة الجيش العربي السعودي النظامي في عام (1344هـ ـ 1925م). ثم تشكلت رئاسة أركان حرب الجيش عام (1358هـ ـ 1939م). وتوالت مسيرة التطور في القوات المسلحة السعودية، التي كان يمثل عمودها الفقري الجيش العربي السعودي سابقاً، والقوات البرية الملكية السعودية لاحقاً. تتكون القوات البرية من عدة قيادات أسلحة، وكليات ومعاهد ومدارس، وتشكيلات وإدارات وأفرع ومجموعات مختلفة، تتكاتف مع بعضها لكي تصبح قادرة، وبكل كفاءة، على خوض غمار المعارك الحربية. وقد جاء تطور البنية الفكرية والثقافية والتنظيمية والقتالية للقوات البرية، من خلال تطور قيادات أسلحتها الرئيسية. ثانيا: تنظيم القوات البرية 1. الهيئات الرئيسية أ. هيئة عمليات القوات البرية وهي المسؤولة عن التدريب والخطط والعمليات للقوات البرية. وكان أول تشكيل لها في عام 1381هـ باسم "هيئة العمليات الحربية"، وضمت ثلاث إدارات، هي: إدارة التنظيم والتسليح، والتدريب الحربي، والخطط والعمليات. ثم عُدِّل مسماها في عام 1397هـ إلى "هيئة عمليات القوات البرية" ليضاف إليها في عام 1411هـ مركز عمليات، وإدارة للشؤون الرياضية التي كانت قبل ذلك قسماً للشؤون الرياضية بإدارة تدريب القوات البرية. كما أضيفت لها مدرسة اللغات قبل أن يُغيّر اسمها إلى "معهد اللغات العسكري". وكان يرتبط بهيئة العمليات الحربية سابقاً قيادة لمدارس الجيش ألغيت لاحقاً، وإدارة للثقافة والتعليم تشرف على مدارس الأبناء، أصبحت إدارة مستقلة تابعة للقوات المسلحة. كما كان يتبع لها أيضاً مدرسة للتربية البدنية، كانت موجودة في الطائف عام 1375هـ وأُلغيت وضمت وظائفها إلى مركز ومدرسة المظليين والقوات الخاصة في عام 1398هـ. ب. هيئة إدارة القوات البرية وهي من أقدم الهيئات في الجيش السعودي، وكانت تسمى "إدارة الجيش". وكانت تضم في بدايتها، قبل عام 1391هـ، رئاسة للهيئة وإدارة لخطط الأفراد والميزانية، وإدارة للسجلات العسكرية، وإدارة للشؤون العسكرية، وإدارة للبوليس الحربي، وإدارة لموسيقى الجيش، وإدارة للخدمات الطبية، وإدارة لشؤون الأفراد، وإدارة لشؤون المدنيين، وإدارة لشؤون موظفي الجيش، ومكتباً للوعظ والإرشاد، وديواناً للمحاكمات العسكرية، وديواناً للسجن العسكري في الرياض. وفي عام 1391هـ أُعيد تنظيم هيئة إدارة الجيش لتضم رئاسة الهيئة، وإدارة لخطط الأفراد، وإدارة لشؤون الأفراد المدنيين، وإدارة للشؤون الدينية، وإدارة للخدمات الطبية، وإدارة للبوليس الحربي. ثم عُدِّل اسمها عند صدور التشكيل الجيد للقوات البرية في عام 1396هـ، وضمت رئاسة للهيئة وعدة إدارات متخصصة لشؤون الأفراد، وللشؤون العسكرية، ولخطط الأفراد والتصنيف، ومركز لاستقبال وتجنيد المستجدين في الرياض، وإدارة لشؤون موظفي القوات البرية والمعهد الفني للقوات البرية. وتتولى هذه الهيئة شؤون الأفراد والموظفين والسجلات والشؤون العسكرية وما يتصل بها. ج. هيئة استخبارات وأمن القوات البرية وهي آخر الهيئات التي شكلت في القوات البرية بعد تنظيمها الجديد في عام 1396هـ، وكان أول تشكيل لهذه الهيئة في عام 1403هـ عبارة عن "إدارة استخبارات وأمن القوات البرية"، ثم تحولت عام 1405هـ إلى "هيئة استخبارات وأمن القوات البرية" لتباشر أعمالها بتشكيل جديد مكوّن من إدارة للهيئة، وإدارة للأمن، وإدارة للاستخبارات. ولهذه الهيئة أهمية بالغة في إدارة الاستخبارات وتوفير المعلومات الأمنية للقوات البرية. د. هيئة إمدادات وتموين القوات البرية كانت تسمى هيئة "إمدادات الجيش"، وعندما تم تنظيم قيادة القوات البرية أعيد تشكيلها، وسميت "هيئة إمداد وتموين القوات البرية". وضم تشكيلها إدارات مختلفة، منها إدارة خطط إمدادات وتموين القوات البرية، وإدارة إحصاء المستلزمات العسكرية، وكان يُطلق عليها إدارة الاحتياجات العسكرية. كما ربطت بها قواعد الإمدادات والتموين في المناطق، وقاعدة الخرج الرئيسية، وكذلك أسلحة الإسناد الإداري، وسلاح الصيانة، وسلاح التموين، وسلاح النقل. وتقوم هيئة إمدادات وتموين القوات البرية بمهمة التخطيط للإمداد والتموين والصيانة، وتقديم الإسناد الإداري لوحدات وتشكيلات القوات البرية، لكافة أصناف التموين ووضع الخطط والسياسيات المتعلقة بذلك.
2. قيادات الأسلحة المستقلة
ترتبط بقيادات القوات البرية مباشرة أسلحة مستقلة، تتبعها تشكيلات ميدانية متعددة ومعاهد ومراكز ومدارس للتدريب. وتتكون هذه الأسلحة مما يلي:
أ. أسلحة المناورة (القتال)، وهي:
(1) سلاح المشاة.
(2) سلاح المدرعات.
(3) طيران القوات البرية.
ب. أسلحة إسناد القتال، وهي:
(1) سلاح المدفعية.
(2) سلاح الإشارة.
(3) سلاح المهندسين.
3. القيادات المرتبطة بقيادة القوات البرية
ترتبط بقيادة القوات البرية عدة قيادات مستقلة، وهي:
أ. قيادة الحرس الملكي.
ب. قيادات المناطق العسكرية.
ج. قيادة كلية الملك عبدالعزيز الحربية.
د. قيادات الشرطة العسكرية.
هـ. قيادة قوة الشرطة العسكرية الخاصة للأمن والحماية.
4. الإدارات والأقسام المستقلة
يرتبط بقيادة القوات البرية عدة إدارات، وهي:
أ. إدارة شؤون ضباط القوات البرية.
ب. إدارة المشتريات الداخلية للقوات البرية.
ج. إدارة الشؤون الدينية للقوات البرية.
د. إدارة شؤون موظفي القوات البرية.
هـ. إدارة التخطيط والميزانية والمتابعة للقوات البرية.
و. إدارة تفتيش القوات البرية.
ز. الإدارة العامة للشؤون المالية والميزانية للقوات البرية.
ح. قسم الشؤون العامة للقوات البرية.
ثالثاً: أسلحة القوات البرية والمراكز والمدارس التابعة لها
. سلاح المشاة كان أول تشكيل للمشاة النظامية في عهد الملك عبدالعزيز في عام 1348هـ، عندما أنشأت تم تأسيس مديرية الأمور العسكرية في مدينة الطائف، التي كانت النواة الأولى لإدارة الجيش العربي السعودي. وكانت أول التشكيلات فوج المشاة وفوج المدفعية وفوج الرشاشات. وفي عام 1349هـ بلغت القوات النظامية حداً اقتضى تشكيل وكالة للدفاع، بجانب مديرية الأمور العسكرية، التي شكّلت الجيش إلى ثلاث وحدات رئيسية، وهي المشاة والمدفعية والفرسان. وفي عام 1364هـ شُكلت فرق تدريب المشاة في الطائف، لتدريب الجيش تحت مسمى "فرق التدريب الأولى". واستمرت بهذا الاسم حتى عام 1367هـ، حيث تطور تشكيل هذه الفرق تدريجياً. وكان ذلك بداية لتكوين وحدات المشاة، وهو البداية الفعلية لتأسيس قيادة سلاح المشاة الحالية. وبدأ تطوير سلاح المشاة وتشكيلاته في عام 1396هـ بمشروع الألوية الآلية، الذي كانت مهمته تحويل وجحفلة ألوية المشاة الراجلة، التي تستخدم العربات ذات العجلات، إلى ألوية تستخدم أحدث ما أُنتج من منجزات ثقيلة ومتوسطة وخفيفة، مثل الناقلات م113أ وسلسلتها. وهي عبارة عن مجموعة متكاملة من الآليات المجنزرة، التي دخلت الخدمة في عام 1397هـ. وقد زودت هذه الآليات بأحدث الأسلحة، مثل صواريخ التو والهاونات الخفيفة والثقيلة. وبتاريخ 26 ذو القعدة 1398هـ صدرت الأوامر بإلغاء سلاح المشاة، وكان الاتجاه السائد في ذلك الوقت هو الاستغناء عن قيادات الأسلحة تدريجياً، على أن تتولى مراكز ومدارس أسلحة القوات البرية بعض مهام قيادات الأسلحة. وأنشئت لذلك قيادة مدارس الجيش، لكن بعد التجربة ظهرت الحاجة لوجود قيادات للأسلحة تتولى أعمال التخطيط والتنظيم والإدارة والمتابعة، مع الاستعانة بقيادات المراكز والمدارس من الناحية الفنية. فتم بتاريخ 13 شعبان 1402هـ إلغاء إدارة مشروع الألوية الآلية، وضم العاملين بها إلى قيادة سلاح المشاة، الذي تمت إعادة تشكيله اعتباراً من الأول من صفر 1403هـ. واستمرت قيادة السلاح في ممارسة دورها في النهوض بمستوى وحدات السلاح وتشكيلاته الميدانية، في مختلف النواحي لرفع مستواها القتالي وتزويدها بأحدث الأسلحة والمعدات. وقد زودت مؤخراً هذه التشكيلات بأحدث عربات القتال المتطورة (البرادلي م2أ2) التي توفر (إضافة إلى قوة وسماكة درعها) خفة حركة وكثافة نارية، بفضل تزويدها بأنواع مختلفة من الأسلحة المركبة عليها مثل الرشاش عيار 62.7 ملم، والمدفع عيار 25 ملم، وصاروخ التو المزدوج، والبندقية عيار 56.5 ملم. كما زودت بأحدث عربات جيوب الهمر المسلحة ذات الأغراض المتعددة، التي تعمل في مختلف المناطق وتحت جميع الظروف المناخية. ونتيجة لهذا تطورت التشكيلات الميدانية لسلاح المشاة، وارتفع مستواها القتالي وأصبحت قوة رئيسيه لا يستهان بها ضمن تشكيلات القوات البرية.
درسة سلاح المشاة هو أحد الصروح التعليمية المهمة للقوات المسلحة كلها. وفيه يتدرب العسكريون ضباطاً وأفراداً ليتزودوا بما استجد من أساليب تدريب وتعليم وثقافة عسكرية. وقد أسهم هذا الصرح الكبير إسهاماً فاعلاً في رفع مستوى التدريب، في مختلف وحدات القوات البرية. وكانت بداية التدريب في الجيش في عام 1364هـ، حيث بُدئ بتدريب العسكريين التابعين للجيش تحت مسمى فرق التدريب الأول في الطائف. وبسبب زيادة عدد المتدربين العسكريين، أنشأت في أواخر عام 1367هـ مدرسة سُميت "مدرسة ضباط الصف". ثم ضُم إليها جناح للضباط وغُيّر اسمها إلى "مدرسة دورات الضباط وضباط الصف". وعندما زادت الأعباء على المدرسة، نتيجة لزيادة أعداد الدارسين، أصبحت الحاجة ماسة للتوسع؛ فأضيفت في عام 1375هـ مبان جديدة إليها وحول اسمها إلى "مدرسة المشاة". وفي عام 1391هـ نُقلت هذه المدرسة إلى مدينة خميس مشيط، قرب مدينة الملك فيصل العسكرية. وفي عام 1397هـ أضيفت مهام تدريب المستجدين إلى مدرسة سلاح المشاة، وجُعل مركز تدريب المستجدين، الذي كان إنشاؤه في الأول من ذو الحجة 1382هـ، مرتبطاً بقيادة المدرسة. وحولت مدرسة الشرطة العسكرية السابقة إلى جناح للشرطة العسكرية في مدرسة سلاح المشاة. وتبعاً لذلك تم تغيير مسمى مدرسة المشاة إلى المسمى الحالي ـ "مركز ومدرسة سلاح المشاة" ـ ليضيف هذا التعديل مهام جديدة للمدرسة، معطيا لها دفعة قوية، لتقوم باستقبال وتأهيل وتدريب أعداد كبيرة من الشباب السعودي، وتحويلهم إلى عسكريين يلتحقون بعد تخرجهم بوحدات القوات البرية المختلفة. وتدرب المدرسة العسكريين لمختلف أفرع القوات المسلحة السعودية والدول الشقيقة، بمختلف الدورات والتخصصات التي يحتاجها سلاح المشاة والأسلحة الأخرى. إضافة إلى إجراء الدراسات والبحوث لتطوير أداء واستخدام الأسلحة والمعدات والآليات الحديثة، الخاصة بسلاح المشاة.
3. مركز ومدرسة المظليين وقوات الأمن الخاصة
افتتحت في مدينة جدة عام 1374هـ مدرسة للمظلات، لتخريج مظليين مقاتلين على مستوى عالٍ من الكفاءة والتدريب. وتخرجت أول دورة منها في شهر ذي القعدة من العام نفسه، والتحقت بالقوات الجوية، التي كانت تسمى "طيران الجيش"، في الاحتفال بيوم الجيش، في يوم الجمعة 17 ذو الحجة 1374هـ الموافق 5 أغسطس 1955م. وبوجود هذه المدرسة أصبح لدى القوات البرية السعودية قوات مظلات ضاربة، استخدمت منذ تأسيسها في مجالات عديدة، وكان لها الأثر الفعال في الحروب التي شاركت فيها.
ومواكبة لتطور أفرع ووحدات القوات البرية، فقد جرى في عام 1398هـ الموافق 1978م إعادة تشكيل مدرسة المظلات، وتغيير اسمها إلى "مركز ومدرسة المظليين وقوات الأمن الخاصة". وتزامن ذلك مع الانتقال إلى مبان أكاديمية جديدة، جُهزت على أرقى المستويات التقنية والفنية، مع وضع شعار يرمز إلى مهمة المركز الجديد. وأصبح المركز يتولى عقد دورات الفرد الأساسي للمستجدين، وتدريب أعداد كبيرة من الضباط والأفراد على دورات المظلات المختلفة، والصاعقة، والتسلل البرمائي، والإمداد الجوي، والقفز الحر، وتطبيق وصيانة المظلات. كما يتولى جناح الإمداد الجوي في المركز تدريب وحدات الإسناد الإداري، على أعمال إعداد وتجهيز وتحميل وإسقاط الحمولات للوحدات في الميدان، لتزويد الوحدات المظلية الخاصة بالكوادر المُدربة في مجال عملها. ويقوم جناح التربية البدنية ـ الذي كان مدرسة مستقلة تم إنشاؤها في عام 1375 في مدينة الطائف ـ بعقد دورات تربية بدنية للضباط والأفراد، لزيادة معدل اللياقة والقوة البدنية والقدرة على التّحمل.
وإضافة إلى مهام المركز في تدريب المظليين، فهو يعقد دورات فنية تخصصية في مجال الوحدات المظلية والقوات الخاصة، التي تتطلب تدريباً شاقاٌ وقدرة جسمانية عالية وقوة تحمل وصبر على مشاق العيش، معتمدة على إمكانياتها الذاتية وأسلحتها الشخصية. وتتميز هذه الوحدات عن غيرها بسرعة الاستجابة، وخفة الحركة والقدرة على القتال في مختلف البيئيات وظروف الطقس المختلفة. كما يقوم المركز بجميع ما يُسند إليه من أعمال ومهمات أخرى داخل المملكة وخارجها، مثل المشاركة في إنشاء مدرسة المظلات في دولة عمّان الشقيقة، وتطبيق مظلات إمداد جوي في الجمهورية العربية اليمنية.
4. سلاح المدرعات
كانت بدايته في الجيش السعودي عام 1348هـ عندما أمر جلالة الملك عبدالعزيز بإنشاء مديرية الأمور العسكرية، ليغرس بذلك النواة الأولى للجيش العربي السعودي النظامي.
وعندما بلغت القوة النظامية في عام 1349هـ حجماً كبيراً، اقتضى الأمر تشكيل وكالة للدفاع بجانب مديرية الأمور العسكرية. وعند ذلك شكل الجيش من ثلاثة فروع، هي سلاح المشاة وسلاح المدفعية وسلاح الفرسان. وكان ذلك أول تشكيل رسمي لسلاح المدرعات. ثم بدأ تكوين نواة سلاح المدرعات، بتشكيل وحدات مدرّعة صغيرة مقرها مدينة الطائف.
وكان تأسيس أول قيادة لسلاح المدرعات الحديث في الأول من رمضان 1377هـ باسم "قيادة سلاح الفرسان". واستمرت هذه القيادة حتى عام 1387هـ عندما أحدث في الأول من رجب 1387هـ مكتب للإشراف على مشروع تحديث وتطوير الوحدات المدرعة، وذلك بجلب أحدث المعدات في ذلك الوقت من الأسلحة الفرنسية المختلفة. وفي غرة جمادى الأولى عام 1392هـ دُمج مكتب المشروعات مع قيادة سلاح الفرسان، وتغيير المسمى إلى "سلاح المدرعات".
وفي عام 1411هـ بدأ تطوير وحدات سلاح المدرعات حيث تم إدخال الدبابة الأمريكية (م1أ2) ومدرعة البيرانا السويسرية للخدمة في سلاح المدرعات. واستمر العمل على تطوير وتحديث جميع وحدات وتشكيلات سلاح المدرعات المختلفة بالقوات البرية الملكية السعودية، وتزويدها بأحدث المدرعات الموجودة في العالم، إضافة إلى تدريب الضباط والأفراد على استخدامها القتالي والفني لتواكب التطور العالمي في هذا المجال، وتكون قادرة على أداء مهامها بفاعلية. ومن الآليات المـدرعة العاملة في وحـدات سـلاح المدرعات الدبابة (آي أم أكس 30)، والـدبابة (أم 60أ3)، والدبابة (أم 1أ2) الإبرامز، والدبابة (م/د هوت)، إضافة إلى الناقلات الحديثة مثل (آي أم أكس 10)، ومدرعات البيرانا بأنواعها.
5. معهد سلاح المدرعات
إدراكاً لأهمية التدريب أُسست بعض وحدات الاستطلاع والفرسان في الجيش السعودي في عهد الملك عبدالعزيز. وبعد أن أُدخلت المدرعات الحديثة حوالي السبعينات الهجرية، أصبح من الضروري إيجاد مركز لتأهيل الأفراد العاملين على هذه الآليات. فأنشأت في عام 1375هـ "مدرسة سلاح الفرسان" في مدينة الطائف.
وفي عام 1389هـ تحول اسم المدرسة إلى "مدرسة ومركز تدريب سلاح المدرعات". وفي عام 1393هـ تم نُقلت المدرسة إلى مدينة تبوك، وتحول اسمها إلى "مدرسة سلاح المدرعات" لتواصل أداء مهمتها التعليمية التي أنيطت بها. ولأهمية هذه المدرسة وزيادة حجم المهام المناطة، تغيير اسمها في عام 1402هـ بتغيير إلى "مركز ومدرسة المدرعات". ثم توالت الإنجازات وتطور المركز والمدرسة كثيراً وتعددت مهامها. فتغير اسم المدرسة في 3 شوال 1413هـ إلى "معهد لسلاح المدرعات". فزادت بذلك أعمال هذا المعهد، وتطور بشكل ملحوظ، وتعددت إنجازاته لتتنوع أسلحة المدرعات. واقتضت الحاجة رفع مستوى الخريجين، وتنويع الدراسات فيه ليستمر في أداء دوره المهم والمميز في إعداد الضباط والأفراد، وتدريبهم على أحدث أنواع الدبابات والمدرعات، وإكسابهم الخبرة والمعرفة بفنون الحرب الحديثة.
6. طيران القوات البرية
كان إنشاء طيران القوات البرية الملكية السعودية، ضمن خطة التطور المنشود لدعم قدرات القوات المختلفة. وقد قامت هيئة عمليات القوات البرية بدور فعال في إعداد نواة التأسيس الأولى للطيران، عندما تم اختيار مجموعة من الضباط من وحدات القوات البرية، ممن تتوافر فيهم الشروط المطلوبة، لدراسة الطيران في الولايات المتحدة الأمريكية. وكان أول الضباط الطيارين المتخرجين وصولاً في عام 1397هـ و يعتبر أول طيار في القوات البرية.
وفي 9 محرم 1400هـ صدرت الموافقة على تأسيس، مكتب مشروع الطيران بعمليات القوات البرية. وقد تم تزويد طيران القوات البرية بطائرات عمودية، وهي طائرات "صقر الصحراء"، ذات المهام المتعددة،uh 60، وطائرات الأباتشي المقاتلة العموديةah 64، وطائرات الاستطلاع المسلح 406.
وكان لغرة شعبان عام 1402هـ أهمية بالغة للطيران في القوات البرية، إذ تم فيه تحويل مكتب مشروع الطيران إلى "قيادة طيران الجيش". وبسبب ازدياد مهمات هذه القيادة وتوسعها، غُيّر اسمها إلى "قيادة طيران القوات البرية"، اعتباراً من غرة رجب 1417هـ.
بعد تأسيس طيران القوات البرية، ظهرت الحاجة إلى إنشاء "مركز ومدرسة طيران القوات البرية" وذلك في عام 1410هـ. وفعلاً صدرت الأوامر وبُذلت الجهود ليتم إنشاء المركز، اعتباراً من غرة جمادى الأولى 1410هـ في المنطقة الشمالية. وأوكلت إليه مهمة إعداد وتأهيل ضباط وأفراد طيران القوات البرية تكتيكياً وفنياً، إضافة إلى إجراء البحوث في مجال طيران القوات البرية. ويعتبر المركز والمدرسة مرجعاً لقيادة طيران القوات البرية، ولجميع وحدات القوات البرية في جميع الموضوعات الفنية والتكتيكية، الخاصة بطيران القوات البرية. وكما تُعقد فيه الدورات التأهيلية والتأسيسية والمتقدمة لضباط وأفراد طيران القوات البرية. تُعقد فيه كذلك دورات للغة الإنجليزية لمنسوبي طيران القوات البرية، ولضباط وأفراد أفرع القوات البرية من الوحدات الموجودة في المنطقة، الذين تدعو الحاجة إلى تعلُمهم هذه اللغة.
من خلال المعارك التي خاضها الملك عبدالعزيز لتأسيس الدولة وتوحيد أرجائها، استولى على بعض المدافع العثمانية المصنوعة من البرونز، فاستخدمها كأطقم وليس كوحدات أو تشكيلات نظامية. وفي عام 1348هـ أمر جلالته بإنشاء مديرية الأمور العسكرية، التي كانت بداية غرس النواة الأولى للجيش العربي السعودي النظامي. وفي عام 1349هـ بلغت القوات النظامية حداً اقتضى معه الأمر تشكيل وكالة للدفاع، بجانب مديرية الأمور العسكرية التي تكونت من ثلاثة فروع، هي سلاح المشاة وسلاح المدفعية وسلاح الفرسان، ويُعتبر ذلك أول تشكيل رسمي لسلاح المدفعية. وبعد إنشاء رئاسة أركان حرب الجيش بين عامي 1358هـ ـ 1359هـ، ثم وزارة الدفاع والطيران في عام 1363هـ، بدأت النهضة الشاملة في كافة قطاعات الجيش. فتم تشكيل نواة سلاح المدفعية في شكل أرهاط، (وهي أقل من سرية وأكبر من فصيل)، ثم توسع التشكيل إلى سرايا مدفعية تحتوي على مدافع 6 أرطال و20 رطلاً و25 رطلاً. وفي عام 1373 تشكلت أول كتيبة مدفعية، من المدفع 105 ملم و25 رطلاً. وفي عام 1377هـ تأسس سلاح المدفعية وتشكلت وحداته الخفيفة المضادة للطائرات، مثل المدفع عيار 120 ملم المجهز بمعدات مراقبة النيران. وفي العام نفسه تم تشكيل قيادة سلاح المدفعية للإشراف الفني على وحدات المدفعية، وأوكلت إليها مهمة تطوير السلاح. وبسبب زيادة الاختصاصات وتشعبها تقرر في عام 1382هـ فصل جناح المدفعية (م /ط) المضاد للطائرات، عن سلاح المدفعية، ليتحول عام 1386هـ تحويلها إلى سلاح مستقل بذاته، يرتبط بقيادة القوات البرية مباشرة. وفي عام 1404هـ صدرت الأوامر بتحويل هذا السلاح إلى قوات مستقلة للدفاع الجوي، شكلت القوة الرابعة ضمن القوات المسلحة السعودية. وكان بدء التطور الحقيقي لسلاح المدفعية في عام 1401هـ، عندما تم تشكيل أول سرية تحديد أهداف، وكذلك مع دخول راجمات الصواريخ المتقدمة للخدمة في عام 1407هـ، التي أعطت كثافة للنيران، مع المدافع المختلفة الموجودة لدى وحدات سلاح المدفعية. ومنذ ذلك التاريخ والجهود مستمرة في سبيل تطوير هذا السلاح وتزويده بالأسلحة والمعدات المتطورة ليواكب التطور، الذي تعيشه قواتنا المسلحة في كافة المجالات، والاستفادة من أفضل ما يوجد في ترسانات الأسلحة في العالم.
7. مركز ومدرسة طيران القوات البرية 8. سلاح المدفعية
9. مركز ومدرسة سلاح المدفعية
كانت بداية نشأة مركز ومدرسة سلاح المدفعية في عام 1375هـ، عندما أنشئت مدرسة سلاح المدفعية في الطائف. وكانت تضم جناحين رئيسيين، هما: جناح مدفعية الميدان، وجناح المدفعية المضادة للطائرات.
وقد عُقدت أول دورة في مدرسة المدفعية في عام 1375هـ بجناح مدفعية الميدان، كما عُقدت ثاني دورة بجناح المدفعية المضادة للطائرات في بداية عام 1377هـ. وفي العام نفسه تشكلت أفواج المدفعية الخفيفة (م /ط)، وأدخلت الأسلحة الأمريكية م /ط المتوسطة عيار 90 ملم، والثقيلة عيار 120 ملم، المجهزة بمعدات مراقبة النيران.
وفي عام 1382 حُول جناح المدفعية المضادة للطائرات إلى مدرسة الدفاع الجوي، ونُقلت إلى جدة، بعد أن تقرر تشكيل سلاح الدفاع الجوي.
ثم نقلت المدرسة عام 1392هـ من مدينة الطائف، إلى مدينة خميس مشيط في المنطقة الجنوبية. وفي 12 صفر 1405هـ ضُم مركز تدريب المدفعية إلى المدرسة وتعدل اسمها إلى "مركز ومدرسة سلاح المدفعية"، لتبدأ بقبول الراغبين في الانخراط بالخدمة العسكرية، حيث يجرى تدريبهم وتأهيلهم على جميع تخصصات المدفعية.
وفي نهاية 1407هـ انتقلت المدرسة إلى موقعها الجديد قرب مدينة الملك فيصل العسكرية. وقد ضم الموقع الجديد جميع المنشآت التعليمية والترفيهية الحديثة، التي توفر المناخ المناسب للتحصيل العلمي. وفيها يتم التدريب على أحدث ما توصلت إليه التقنية الحديثة للأسلحة، من مساعدات التدريب والمشبهات وغيرها. وقد انحصرت مهام مركز التدريب ومدرسة سلاح المدفعية في إعداد الضباط وضباط الصف للعمل في وحدات المدفعية، مسايرة بذلك التطور الذي يحدث في استعمالات المدفعية وتكتيكها في الجيوش العالمية.
10. سلاح الإشارة
تبرز أهمية الاتصالات في المجال العسكري، باعتبارها الناقل الرئيسي للأوامر والتعليمات والقرارات الحاسمة، للمواقف ذات الأهمية القصوى والبالغة لحساسية في الوقت المناسب، من القيادات العليا إلى جميع الوحدات والتشكيلات، حسب التسلسل القيادي أو العكس. ويقوم بهذا الدور في القوات البرية ورئاسة هيئة الأركان العامة سلاح الإشارة، الذي أخذ على عاتقه مهمة تأمين اتصال القوات البرية والإدارات المرتبطة بها في السلم والحرب والعمل على تطوير وسائل الاتصال المختلفة، بما يواكب مع تقنية الاتصالات العسكرية الحديثة على المستوى العالمي.
أُسست أول نواة لسلاح الإشارة في عهد الملك عبدالعزيز. وكانت عبارة عن عدة أقسام تعني بالاتصالات اللاسلكية والهاتفية وخدماتها، إضافة إلى مدرسة الإشارة في الطائف.
وفي 23 رجب 1374هـ صدر أول تشكيل لقيادة سلاح الإشارة، وذلك بدمج قسم المخابرات اللاسلكية وقسم المخابرة الهاتفية وقسم التموين وورشة الإصلاح، التي كانت تتبع هيئة الإمدادات والتموين، تحت مسمى "مديرية سلاح الإشارة". وتتابع التطور على المستويين التنظيمي والفني، فتشكلت أول سرية، وهي سرية الإشارة الأولى في الطائف.
وفي عام 1379هـ، أدخل نظام الاتصالات اللاسلكية، ويحتوي هذا النظام على معداتhfمثل المرسلة (160) والآخذة رقم (5) وكولنز (124، 193) إضافة إلى استخدام وسائل الاتصالات اللاسلكية بالمورس.
وفي عام 1393هـ تم أول نقل إذاعي مباشر في المملكة، عن طريق أجهزة سلاح الإشارة من نوع (anigrc - 130).ثم توسعت تشكيلات سلاح الإشارة، حين شُكلت فصائل وسرايا الإشارة في الألوية، وكذلك إشارات المناطق بجميع فئاتها في المناطق العسكرية. وأُدخل نظام الهاتف السيار في عام (1394هـ 1395هـ)، وهو أول نظام هاتف سيار يدخل المملكة. وفي عام 1396هـ عُدّل مسمي "مديرية سلاح الإشارة" إلى "قيادة سلاح الإشارة". وعمل السلاح على تطوير أنظمة الاتصالات في القوات البرية، وذلك بإدخال السنترالات الرقمية الحديثة المتصلة بشبكة الألياف البصرية، التي تعتبر أحدث طريقة لنقل الاتصالات السلكية. كما يعمل السلاح على تطوير أنظمة الاتصالات التكتيكية، وذلك بإدخال أجهزة حديثة ذات مزايا متعددة، تحتوي على خاصية التشفير ومقاومة الحرب الإلكترونية. ويعمل أيضاً على استخدام أنظمة الأقمار الصناعية، للربط بين مراكز الاتصال في المناطق العسكرية لتحقيق أعلى قدر من السرعة في الاتصال.
ومن قيادات سلاح الإشارة إدارة الحرب الإلكترونية، وهي إدارة حديثة تأسست عام 1410هـ وتعنى بتشكيل وحدات للحرب الإلكترونية في القوات البرية، وتوفير المعدات اللازمة لعمل هذه الوحدات، وتطويرها لتواكب التقدم السريع في هذا المجال، الذي برزت أهميته في الآونة الأخيرة.
11. مركز ومدرسة سلاح الإشارة
تأسست مدرسة الإشارة في عام 1369 في مدينة الطائف، لتدريب منسوبي القوات البرية من العسكريين على أعمال الإشارة والاتصالات ومد الخطوط. وأضيف في عام 1404هـ إلى المدرسة مركزٌ لتدريب المستجدين ليُعَدّل الاسم إلى "مركز ومدرسة سلاح". الإشارة وبذلك أصبحت المدرسة تعقد دورات تخصصية سنوية في مجال الاتصالات، لتأهيل ضباط وضباط صف الإشارة، لتشغيل وصيانة أجهزة ومعدات الإشارة العاملة لدى وحدات القوات البرية.
أما المركز فيستقبل الراغبين في العمل العسكري في تخصص الإشارة، ويتولى تدريبهم وتأهيلهم كضباط صف إشارة، ليتم تعيينهم للعمل في وحدات القوات البرية.
وتحظى هذه المنشآت بكافة الإمكانات والدعم اللازم، ليتمكن المتدربون فيها من الدراسة وفق أحدث الأساليب وعلى أفضل المعدات. وقد تم تأمينها بالوسائل والمرافق والإمكانات المادية والبشرية والمعنوية، للنهوض بالاتصالات الحربية ومسايرة النهضة الشاملة، التي تعيشها المملكة في مختلف المجالات.
12. سلاح المهندسين
يعد سلاح المهندسين الملكي السعودي من الأسلحة الفاعلة في الحرب الحديثة. فمهمته العمل على تسهيل حركة القوات البرية، وتعطيل حركة القوات المعادية بما يملكه من أجهزة ومعدات تمكِّنه من بناء الجسور، وشق الطرق في المناطق الجبلية الوعرة، واكتشاف وتطهير المناطق الملوثة، وزراعة حقول الألغام، وفتح الطرق فيها، حتى تتمكن القوات البرية من العبور إلى الهدف. وقد ظهرت فاعلية هذا السلاح جلياً خلال حرب أكتوبر 1973، وحرب تحرير الكويت عام 1991م.
كانت بداية تأسيس سلاح المهندسين عام 1362هـ تقريباً، عندما شكلت إدارة شعبة الإنشاءات، وأوكلت إليها مهمة صيانة مباني الجيش. وكان مقرها في مدينة الطائف.
وفي عام 1366هـ عُدِّل المسمى من "إدارة شعبة الإنشاءات" إلى "سلاح المهندسين الملكي السعودي". وفي عام 1374هـ نُقل السّلاح من الطائف إلى الرياض، مع انتقال وزارة الدفاع والطيران إليها. وأصبح من الأسلحة المساندة التي تتبع هيئة الإمدادات والتموين.
وفي عام 1375هـ شُكل أول فوج للمهندسين في الطائف. ثم أعيد تنظيم سلاح المهندسين في عام 1380هـ ليصبح من أسلحة إسناد القتال. وكان يتكون من قيادة السلاح إضافة إلى إدارة الأعمال الهندسية في الرياض، ومدرسة سلاح المهندسين في الطائف، وفروع للمهندسين في المناطق، وفوج المهندسين في الطائف.
ونظراً لأهمية سلاح المهندسين في المساندة القتالية في الميدان، روجعت عام 1386هـ تشكيلاته وأضيفت معدات المهندسين الثقيلة، إلى فروع وسرايا المهندسين الميدانية.
ومع بداية عام 1391هـ، استُحدث عدد من وحدات المهندسين، إضافة إلى عدد من وحدات إزالة القنابل في جميع مناطق المملكة، وبعض فرق الإطفاء.
وفي عام 1397هـ تحولت وحدات المهندسين إلى وحدات آلية، وفي عام 1402هـ أدخلت الجسور متوسطة العوارض، والجسور المحمولة على الدبابات، وحصائر الطرق والمطارات المحمولة، إضافة إلى معدات زراعة الألغام وأجهزة الكشف عنها ومعدات فتح الثغرات، ودبابات المهندسين لإزالة الموانع والاستحكامات الخرسانية.
وتوالى التطور لتُستحدث في بداية عام 1418هـ، إدارة جديدة للوقاية من أسلحة الدمار الشامل، لخدمة القوات البرية.
13. مركز ومدرسة سلاح المهندسين
تأسست المدرسة عام 1375هـ في مدينة الطائف، وعقدت دورات تخصصية لوحدات سلاح المهندسين، وكافة فروع القوات المسلحة. ثم في عام 1404هـ تعدل اسمها من "مدرسة المهندسين" إلى "مركز ومدرسة سلاح المهندسين"، لتتولى تأهيل المجندين وتدريب العسكريين. بعد ذلك انتقل المركز والمدرسة إلى مدينة الملك خالد العسكرية. ويضم المركز العديد من المعامل، والمختبرات، والفصول، وميادين التدريب المزودة بأحدث الأجهزة الحديثة. ويحظى المركز بدعم من وزارة الدفاع والطيران، للوصول به إلى أرقى المستويات في مجال التدريب والتعليم.
14. سلاح الصيانة
يعتبر سلاح الصيانة من أهم الأسلحة في القوات البرية. فمهمته هي صيانة الأسلحة والمعدات والعربات وتجهيزها، لتعمل في مختلف الأحوال والظروف بحالة جيدة، وفقاً لكافة المستويات بدءاً من الصيانة الوقائية، والصيانة المباشرة ثم العامة إلى مستوى القواعد الرئيسية. وأول نواة لسلاح الصيانة كانت ـ في عهد الملك عبدالعزيز ـ عبارة عن ورش صغيرة تفي بمتطلبات ذلك الوقت. إلى أن أُحدث في عام 1369هـ تشكيل جديد يرتبط بهيئة إمدادات تموين الجيش، سُمّي "مساعد هيئة الإمدادات والتموين للصيانة والنقل". وفي عام 1375هـ فُصِلَ سلاح النقل عن سلاح الصيانة. ولكي يفي سلاح الصيانة بالتزاماته الفنية تجاه أعمال الصيانة والتموين، خاصة تزويد الجيش بقطع الغيار وفق أحدث الأساليب، وضع عام 1382هـ الموافق 1963م برنامج لإدارة آليات الجيش، بالاستفادة من خبرات سلاح المهندسين الأمريكي. وجرى توقيع اتفاقية لتنظيم أعمال صيانة الأسلحة والعربات والآليات والتموين بقطع الغيار، ويعتبر سلاح الصيانة أول من استخدم نظام الحاسب الآلي في المملكة العربية السعودية لصالح القوات البرية عام 1386هـ الموافق 1966م، في إدارة أعمال التموين الفني آلياً للتزود بقطع الغيار والكراسات الفنية. ويكون سلاح الصيانة بذلك أول من أدخل هذا النظام بعد شركة أرامكو السعودية ووزارة المالية. وفي شهر يوليه من عام 1968م الموافق شهر جمادى الأولى من عام 1388هـ تم تركيب حاسب آلي من نوع (آي بي إم 360) في قسم التموين، وتم تحويل العمل إلى النظام الآلي مركزياً من قيادة سلاح الصيانة. واقتصر استخدام الحاسب الآلي على أعمال التموين الفني وبعض الأعمال الإدارية بسلاح الصيانة، ولخدمة أفرع القوات البرية من ناحية أعمال الصيانة والتموين. وقد أخذ سلاح الصيانة على عاتقه مسؤولية إكمال برنامج آليات الجيش في عام 1392هـ. وباعتماد التشكيل الجيد للقوات البرية، وتشكيل هيئة إمدادات وتموين القوات البرية في عام 1396هـ، ربط سلاح الصيانة بالهيئة، ويتولى السّلاح حالياً كافة أعمال الصيانة لجميع معدات وعربات وآليات القوات البرية لتصبح صالحة للعمل في كل الأحوال والظروف. كما أخذ على عاتقه بناء وتأهيل الكوادر الفنية. وقد بلغ إجمالي المتخرجين الفنيين من ضباط وأفراد أكثر من 30.000 فني منذ بداية البرنامج.