رمضان في ذاكرة التاريخ/إبراهيم خليل إبراهيم

[Nabil]

رمضان في ذاكرة التاريخ

إبراهيم خليل إبراهيم​

ليس شهرا عاديا يتوالى فيه الليل والنهار ولكنه معنى يتصل بحركة الأرض والكون وما فى الوجدان من فكر وعقيدة إنه محاولة لتجسيد الزمن المجرد وإكسابه معنى من خلال الطقوس والشعائر بحيث يتحول هذا الشهر عبر التاريخ إلى علامات فارقة .
قال تعالى : ( ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون * أياماً معدودات فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر و على الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له و إن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون ) سورة البقرة 183 /184
فرض الله تعالى الصيام على المسلمين فى السنة الثانية للهجرة النبوية ومن يستعرض أحداث التاريخ الإسلامى يجد أن هذا الشهر كان موعدا ووعدا للمسلمين .
لم يكن موهوبا للجوع والتكاسل ولكنه شهر الجهاد والفتوحات والعمل التاريخى العظيم بل إن الكتب السماوية قد تنزلت على أنبياء الله عليهم السلام فى شهر رمضان فقد جاء فى تفسير القرآن العظيم لابن كثير .. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (أنزلت صحف إبراهيم فى أول ليلة من رمضان وأنزلت التوراة لست مضين من رمضان والإنجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان) .
قال تعالى : (شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان) سورة البقرة 185.
هذا هو سبب جعل الله هذا الشهر مخصصا للصوم والعبادة تكريما له ونظرا لما يبعثه الصوم فى النفس من عوامل الخشوع وكبحها عن الصغائر والدنيا .
وقد سميت الليلة التى بدأ فيها نزول القران بليلة القدر تنويها لمكانتها وقدرها .
قال تعالى : ( إنا أنزلناه فى ليلة القدر* وماأدراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خير من ألف شهر ) سورة القدر .
كانت أولى الآيات التى نزلت فى هذه الليلة المباركة قوله تعالى : ( اقرأ باسم ربك الذى خلق * خلق الإنسان من علق ) سورة العلق .

فى العاشر من رمضان الموافق لعام 620 م توفيت أم المؤمنين خديجة بنت خويلد زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

في السنة الثانية من الهجرة وفي السابع عشر من رمضان كانت غزوة بدر الكبرى التي تحقق فيها أول انتصارات الجيش الإسلامي على قوى الشرك والباطل وقد دارت حول بئر ماء بدر وكان أعداد المشركين من قريش ثلاثة أضعاف جيش المسلمين حيث كان عدد جيش المسلمين 314 أما جيش قريش فقد بلغ عدده حوالى الألف .. وكان الرسول صلى الله عليه و سلم استحث أصحابه علي الصبر والتضحية فصبروا وجاهدوا حتي نالوا نصراً عزيزاً .
تخلف أبو لهب لعذر عن هذه المعركة وأرسل مكانه العاصى بن هاشم .. أنتظر أبو لهب الأنباء وذات يوم رأى سفيان بن الحارث وهو عائد من المعركة فقال : هلم إلى يا ابن أخى .. أخبرنى عن أمر الناس هناك ؟ فقال سفيان بن الحارث : والله ماهو غلا أن لقينا القوم حتى منحناهم أكتافنا فأخذوا يقتلون منا ويأسرون كيف شاءوا وأيم الله مع ذلك مالمت الناس .. لقد كان مع محمد رجال بيض على خيل بلق والله ماتبقى شيئا ولايقوم لها معارض .
اغتم أبو لهب وقام موليا ذليلا وماعاش بعد ذلك إلا سبع ليال ثم مات .
وقيل : أنه مات بمرض معد جعل الناس تحاشون لمس جثمانه فجذبوه بفراشه ودفعوه بالعصى إلى حفرته .
لقد سجل القرآن الكريم هذا النصر العظيم .. قال تعالى : ( ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة ) آل عمران 123
وقال تعالى : ( وكم من فئة قليلة غلبت فئة كبيرة بإذن الله والله مع الصابرين ) البقرة 249 .

وفى الخامس عشر من شهر رمضان للعام الثالث الهجرى كان مولد الحسن بن على حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وفي رمضان من السنة الرابعة للهجرة تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم بأم المؤمنين السيدة زينب بنت خزيمة بن الحارث والتي لقبت بأم المساكين .

وفى الثالث عشر من شهر رمضان للسنة الخامسة للهجرة بدأ المسلمون فى حفر الخندق استعداد لغزوة الخندق التى كانوا يتوقعونها .وسلمان الفارسى الصحابى الجليل رضى الله عنه هو الذى اقترح حفر الخندق فى المناطق التى يتوقع المسلمون أن يسلكها الأعداء فى الشمال والغرب .
شارك رسول الله صلى الله عليه فى حفر الخندق وكان المسلمون ينشدون خلال الحفر :
يارب لولا أنت ما أهتدينا
ولاتصدقنا ولاصلينا
فأنزل سكينة علينا
وثبت الأقدام إن لاقينا .

في السنة الثامنة من الهجرة خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فى عشرة آلاف مقاتل من المدينة إلى مكة وماهى إلا ساعات من اليوم الحادى والعشرين من شهر رمضان حتى فتح الله له فتحا مبينا ونصره نصرا عزيزا وأسلمت له مكة مقاليدها ( إنا فتحنا لك فتحاً مبينا * ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك و ما تأخر ...) الفتح 1 : 3 .
أعز الله تعالي الإسلام والمسلمين بفتح مكة بعد أن نقضت قريش عهد الحديبية الذي كان قائماً بينهم و بين الرسول . . فقد دخلت جيوش المسلمين مكة المكرمة من جهات أربع ونادى منادى رسول الله صلى الله عليه وسلم :
من دخل دار أبى سفيان فهو آمن ومن أغلق بابه عليه فهو آمن ومن دخل المسجد فهو آمن .
طافوا المسلمون بالكعبة المشرفة وأزالوا التماثيل والصور وحطموا الأصنام وهم يهتفون :
جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للقوم :
ماتظنون أنى فاعل بكم ؟
قالوا : أخ كريم وابن أخ كريم .
فقال صلى الله عليه وسلم : اذهبوا فأنتم الطلقاء .
كان لهذا الفتح أثره في توحيد القبائل العربية وبداية عهد جديد من عهود الدولة الإسلامية .

وفي رمضان من السنة التاسعة للهجرة كانت غزوة تبوك .. ونؤكد على أن عون الله تعالى كان هو الفيصل الذى حقق النصر لجيش المسلمين فى هذه الغزوة ضد القوة العاتية .

وفي السنة التاسعة أيضا جاءت وفود قبيلة ثقيف تبايع الرسول صلى الله عليه وسلم وتعلن دخولها فى الإسلام .

وفى الثالث من شهر رمضان سنة إحدى عشرة للهجرة توفيت السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليها وسلم وزوج الإمام على بن أبى طالب وأم الحسن والحسين ومحسن وزينب وأم كلثوم رضى الله عنهم .

وفى الأول من رمضان عام 20 هـ الموافق الثالث عشر من شهر أغسطس عام 641 م دخل الفتح الإسلامى مصر فى عهد أمير المؤمنين عمرو بن العاص رضى الله عنه بعد أن حاصر حصن بابليون واكتسح فى طريقه جنود الروم وأصبحت مصر بلدا إسلاميا .

وفى الثامن عشر من شهر رمضان سنة 21 هـ توفى خالد بن الوليد رضى الله عنه وصلى عليه عمر بن الخطاب رضى الله عنه .
وقبل أن تصعد روح خالد بن الوليد إلى بارئها قال :
(إنه ليس فى جسمى مكان إلا فيه ضربة سيف أو طعنة رمح وهأنذا أموت على فراشى كما يموت البعير فلا نامت أعين الجبناء) .

وفى السابع عشر من شهر رمضان سنة 40 هـ أستشهد الإمام على بن أبى طالب رضى الله عنه .. فقد دبر ثلاثة من الخوارج خطة ثلاثية للتخلص من على ومعاوية وعمرو بن العاص فى ليلة واحدة و فى الكوفة تمكن بن ملجم من طعن على بالسيف وهو ينادى للصلاة .. وفى الشام تمكن البرك بن عبد الله التميمى من طعن معاوية طعنة غير قاتلة .. وفى مصر جلس عمرو بن بكر يرقب عمرو بن العاص ليخرج لصلاة الفجر ولكنه لم يخرج لمرضه ولذا أناب عنه خارجة بن حبيب السهمى ليصلى بالناس وعند خروجه طعنه عمرو بن بكر معتقدا أنه عمرو بن العاص .

وفى آخر أيام شهر رمضان سنة 43 هـ توفى عمرو بن العاص رضى الله عنه وتم دفن جثمانه الطاهر فى سفح المقطم بعد ولايته لمصر لمدة دامت أربع سنوات وبضعة أشهر سن خلالها القوانين والنظم الإدارية وبنى فى مصر أول مسجد فى القارة الإفريقية بالإضافة إلى دار الإمارة وبيت المال وجعل الفسطاط العاصمة وبذلك تعد أول عاصمة إسلامية لمصر .

وفى الثانى عشر من شهر رمضان سنة 49 هـ توفى الحسن بن على رضى الله عنه .

وفى السابع عشر من شهر رمضان سنة خمسين للهجرة توفيت أم المؤمنين السيدة عائشة رضى الله عنها ودفنت بالبقيع .

ولم تتوقف الانتصارات والفتوحات الإسلامية في رمضان وقد أثبتت الأحداث أن هذا الشهر كان دوما شهر جهاد .
ففي رمضان من عام 53 هـ فتح العرب جزيرة رودس والتى تعد أول جزيرة من حيث الأهمية للمسلمين فهى تقع بالقرب من ساحل آسيا الصغرى وكان الروم يغيرون منها على مراكب المسلمين ومدنهم الساحلية .. وبفتح هذه الجزيرة بدأت صفحه جديدة من التاريخ الإسلامى البحري .
وأصبحت رودس قاعدة هامة للبحرية الإسلامية ومركز اطمئنان للقوات الإسلامية .

وفى السادس والعشرين من شهر رمضان سنة 65 هـ تولى عبد الملك بن مروان الخلافة الأموية .
عام 91 هـ فتح المسلمون الأندلس وقد بدأ هذا الفتح المهم عندما أرسل موسى بن نصير قوة من فرسان العرب بقيادة طريف بن مالك لارتياد الشاطئ الجنوبي للأندلس فعبروا البحر وغزوا الثغور وكانت هذه مقدمة الفتح الذي قام به العرب في العام التالي عندما قاد طارق بن زياد جيشاً من 12000 مقاتل لينزل في الجبل الذى عرف باسمه ( جبل طارق ) ويقابل جيش الملك رودريك في رمضان و يهزمه .
والجدير بالذكر أنه فى يوم الخامس من رمضان عام 91 هـ كان بداية زحف طارق بن زياد بجيشه إلى أسبانيا وفى الخامس والعشرين من رمضان سنة 92 هـ زحف موسى بن نصير فأكمل ما ابتدأه طارق بن زياد .
ويبقي السؤال : هل أحرق طارق بن زياد سفنه أم لا ؟
إن المؤرخين يشككون في هذه الواقعة ولكن الأمر المؤكد هو أن فتح الأندلس كان باهراً .

وتتوالي أحداث رمضان ولا تكل ذاكرة التاريخ ففي رمضان من عام 129 هـ ظهرت دعوة بني العباس في خراسان بزعامة أبي مسلم الخراساني وبعد ذلك بــ 3 أعوام فقط في رمضان 132 هــ استولى أبو العباس عبد الله أول الخلفاء العباسيين على دمشق و سقطت الدولة الأموية وقامت الدولة العباسية .
وفى التاسع من شهر رمضان عام 222 هـ تمكن الأفشين قائد جيش العباسى (المعتصم بن هارون الرشيد) من دخول مدينة البذ مقر بابك الخرمى أحد الخارجين على الدولة العباسية وحصنه المنيع بعد قتال متواصل استمر سنتين كاملتين .
كانت بداية ظهور بابك الخرمى عام 201 هـ فى عهد الخليفة العباسى المأمون ومن مبادئه الأساسية تحويل الملك من العرب المسلمين إلى الفرس والمجوس ورفض جميع الفروض الدينية كالصلاة والصوم والزكاة والحج وأباح شرب الخمر ونادى بكل المحرمات .

وفى السابع من رمضان عام 224 هـ الموافق للسادس والعشرين من شهر يوليو 839 م توفى إبراهيم بن المهدى عم الخليفة المأمون .

وفي السابع من شهر رمضان 361 هـ الموافق للسادس والعشرين من شهر يونيو عام 972 م وضع جوهر الصقلى بأمر من الخليفة الفاطمى أساس الجامع الأزهر في القاهرة وارتفعت فيه أول تكبيرات في عهد الخليفة المعز لدين الله و تحول الجامع بعد ذلك إلى جامعة علمية تدرس فيها علوم الدين والشريعة وإلى مركز للمقاومة و الحفاظ على الروح القومية .

وفي رمضان 584 هـ قاتل صلاح الدين الأيوبي الصليبيين و في غمرة المعارك أقبل عليه شهر رمضان فنصحه قواده بالراحة في هذا الشهر ولكنه قال :
(إن العمر قصير و الأجل غير مأمون والسماح للمغتصبين بالبقاء فى الأرض الإسلامية يوما واحدا مع القدرة على استخلاص الأرض منهم عمل منكر لااستطيع حمل مسئوليته أمام الله وأمام الناس)
وسار في منتصف رمضان و حاصر قلعة صفد وأسقط مجموعة من الحصون التى كان يعتصم بها المعتدون .. وتواصل القتال حتي استولى عليها

وفى الثانى عشر من شهر رمضان عام 597 هـ توفى أبو الفرج بن الجوزى المؤرخ والعالم وصاحب المؤلفات الغزيرة .

وفى العاشر من رمضان عام 648 هــ الموافق للثانى عشر من شهر ديسمبر 1250 م انتصرت شجرة الدر (زوجة الملك الصالح) على لويس التاسع فى معركة المنصورة وتم أسر وقتل عدد كبير من جنوده .

وفي الخامس عشر من شهر رمضان لعام 658 هـ تصدى الجيش المصري لزحف التتار على الشرق ووقف السلطان قطز في عين جالوت كي يزيق جحافل التتار أول هزيمة لهم بحيث جعلهم يتراجعون و بدأ من هذا التاريخ حكم المماليك لمصر .
والجدير بالذكر أن مكان موقعة عين جالوت بين بيسان ونابلس وتعد هذه الموقعة أو المعركة من أخطر معارك التاريخ وقد بدأت فى الفجر وظلت حتى منتصف النهار .

وفى الرابع عشر من شهر رمضان عام 666 هـ حرر المسلمون أنطاكية من الصليبيين فى عهد الظاهر ببيرس وكانت أنطاكية أول إمارة صليبية تأسست فى المشرق الإسلامى عام 491 هـ بعد أن كانت أعظم حصن يصل بين المسلمين والبيزنطيين .. وقد حاصرها المسلمون حصارا شديدا وكان لها سور طوله 12 ميلا وعلى هذا السور 360 برجا وفى هذه الأبراج 20000 شرفة يطوف عليها كل يوم وليلة 4000 حارسا بالتناوب وبرغم هذا استطاع المسلمون فتحها وكان تحرير أنطاكية أعظم انتصارات المسلمين بعد حطين .
ومما كتبه بيبرس إلى بوهيمند أمير أنطاكية الى كان فى طرابلس وقت سقوط أمارته نذكر :
(نزلنا أنطاكية فى مستهل رمضان وخرج عساكرك للمبارزة فكسروا وتناصروا فما نصروا وفتحناها فى الرابع من رمضان وقتلنا كل من اخترته لحفظها والدفاع عنها فلو رأيت خيالتك وهم صرعى تحت أرجل الخيول وديارك والنهاية فيها تصول وأموالك وهى توزن بالقنطار وجواريك وكل أربع منهن تبعن بدينار ولو رأيت كنائسك وصلبانها وقد كسرت وقبور البطارقة وقد بعثرت لتيقنت أن قوة الله أعادت أنطاكية إلى أهلها وتركتك بدون عون أو مدد) .

وفى اليوم الثانى من شهر رمضان المبارك لعام 732 هـ كان مولد عبد الرحمن بن محمد بن خلدون بتونس ثم حضر لمصر وتعلم فى الأزهر الشريف ومن أشهر ماكتب ( مقدمة بن خلدون ) التى ترجمت إلى عدة لغات أجنبية .

وفى الثامن من شهر رمضان عام 789 هـ نادى السلطان المستعصم بالله فى القاهرة : (من كان له ظلامة أو خصومة يحضر بين يدى السلطان فى كل يوم أحد وأربعاء)
وهذا لم يحدث من سلطان قبله وبذلك يعد أول من أحدث ذلك من الملوك وأستمر ذلك بعده .
وفى سنة 801 هـ قام السلطان برقوق بتعيين عبد الرحمن بن محمد بن خلدون قاضيا للقضاة فى مصر .

وذات يوم من ايام شهر رمضان عام 1946 م استيقظت الفنانة ليلى مراد وكانت يهودية الديانة على صوت مؤذن المسجد المجاور لعمارة الإيموبيليا بشارع شريف بوسط القاهرة عاصمة جمهورية مصر العربية وذلك فى صلاة الفجر .
كانت ليلى مراد مع زوجها أنور وجدى وقتئذ فأيقظته وهى تردد : أنور .. أنور أصحى اسمع صوت المؤذن .. فصوت اليوم أجمل مما كان عليه فى الأيام الماضية .. أصحى ياأنور .. أريد أن أشهر إسلامى .
لم يصدق الفنان أنور وجدى مايسمعه من زوجته الفنانة ليلى مراد واعتقد أنه فى حلم .
بالفعل أستيقظ الفنان أنور وجدى وارتدت ليلى الملابس المحتشمة ووضعت طرحه على رأسها وذهبت مع زوجها أنور وجدى إلى مشيخة الأزهر وأستقبلها الشيخ محمود بكرى وأشهرت الفنانة ليلى مراد إسلامها على يديه
بعد عودتها نحرت الذبائح ووزعتها على الفقراء والباعة الجائلين وفى عام 1953 قررت أداء فريضة الحج وقبل سفرها طلبت من الشاعر أبو السعود الأبيارى أن يكتب لها أغنية تودع فيها جمهورها قبل سفرها إلى المملكة العربية السعودية لأداء مناسك الحج وطلبت أيضا من الموسيقار رياض السنباطى أن يلحن هذه الأغنية وبالفعل قدمت
ياريحين للنبى الغالى
هنيا لكم وعقبالى

وتواصلت انتصارات المسلمين في شهر رمضان حين عبرت القوات المصرية خط بارليف واجتازت القوات السورية هضبة الجولان في العاشر من شهر رمضان 1393 هـ السادس من شهر أكتوبر 1973 م وانتصرت على القوات الصهيونية وكانت هذه أول هزيمة تمنى بها إسرائيل في الصراع العربي الإسرائيلي .
فقد تمكنت القوات المسلحة المصرية من تكبيد إسرائيل خسائر كبيرة وصلت بنهاية العمليات إلى 2838 قتيلا و ( 2800 ) جريح و ( 508 ) أسرى ومفقودين و ( 840 ) دبابة و ( 400 ) عربة مدرعة و ( 109 ) طائرات قتال وهليو كوبتر وسفينة حربية واحدة .
الجنرال الإسرائيلى باركيس قال : ( لابد أن نشهد للمصريين بحسن تخطيطهم ، لقد كانت خطتهم دقيقة ، وكان تنفيذهم لها أكثر دقة ، لقد حاولنا بكل جهد عرقلة عملية العبور وصدها بالقوة وردها على أعقابها ولكن دون جدوى )
وقال إلبر يجاديركينيت هانت نائب مدير المعهد الدولى للدراسات الإستراتيجية :
(إن حرب الشرق الأوسط قد غيرت بالفعل أفكاراً عديدة عن التوازن بين الطائرات المقاتلة والدفاع الجوى ، وبين الدبابات ووسائل المدفعية المضادة لها ، لقد واجهت السيطرة التى تمتع بها السلاح الجوى الإسرائيلى تحدياً خطيراً من جانب الصواريخ العربية ، كما أصبح تفوق الدبابات الإسرائيلية فى المعركة موضع شك كبير).
وقال الجنرال أندريه بوفر مدير المعهد الاستراتيجى الفرنسى :
(أريد أن أبدى إعجابى الشديد بالعمل الذى أنجزته القوات المسلحة المصرية مشفوعة بإعجابى بذلك التقدم الذى أظهرته هذه القوات فى الميدان ، فقد حاربت على أعلى مستوى عرفه العصر) .

وفى الخامس عشر من شهر رمضان وقعت مذبحة الحرم الإبراهيمى حينما قام أحد الصهاينة باقتحام الحرم بمدينة الخليل أثناء صلاة الفجر وأطلق نيران مدفعه الرشاش على المصلين فسقط عدد كبير من الشهداء وأجرت السلطات الإسرائيلية تحقيقا حول هذا الحادث انتهت فيه على أن القاتل مختل عقليا ولايسأل عن أفعاله ؟.

هذا هو شهر رمضان المعظم .. وهذه هى أحداثه العظيمة .

عن موقع رابطة أدباء الشام