يوم ابكينا الكيان الصهيونى : تفاصيل القصف الصاروخى العراقى للكيان الصهيونى

إنضم
18 ديسمبر 2007
المشاركات
1,600
التفاعل
1,878 1 0
بسم الله الرحمن الرحيم


iraq_scud_DDST8911778_JPG.jpg


يوم أبكينا الكيان الصهيونى

بقلم الباحث: عبدالوهاب محمد الجبوري


تمهيد:
1. بداية اود ان اشير الى ان العراق اطلق على اسرائيل خلال حرب التحالف الثلاثيني عام 1991 ( 43 ) صاروخا وليس 39 صاروخا وهي على النحو التالي :
28 صاروخا من نوع الحسين على منطقة تل ابيب
10 صواريخ من نوع الحسين على منطقة حيفا
5 صواريخ نوع الحجارة السجيل على مفاعل ديمونا النووي

وجدير بالذكر ان المصادر الاسرائيلية والعالمية كانت قد اعلنت في حينه سقوط 39 صاروحا عراقيا على اسرائيل ولكن هذا الرقم غير دقيق مثلما قلت لان العدد الصحيح هو 43 صاروخا......
والاختلاف في الرقم ناتج عما ياتي :
أ .تمكن وسائل الرصد الامريكية والاسرائيلية من رصد (38)صاروخا من نوع الحسين التي اطلقتها القوات الصاروخية العراقية طيلة حرب 1991 ….
ب. عدم تمكن هذه الوسائل من رصد صواريخ الحجارة السجيل الخمسة التي سقطت على ديمونا لتقنيتها العالية ..
ج .رصدت وسائل الانذار الاسرائيلية يوم 26 / 2 / 1991 سقوط ستة صواريخ عراقية على تل ابيب وحيفا في حين اطلق العراق في ذلك اليوم خمسة صواريخ وكان الصاروخ السادس هو بقايا صاروخ باتريوت امريكي فشل في التصدي للصواريخ العراقية فسقط شرق حيفا واعتبره الناطق العسكري الاسرائيلي صاروخا عراقيا وبذلك سجلت اسرائيل ان عدد الصواريخ العراقية التي سقطت عليها 39 صاروخا ….
2 . اعدت هذه الوثيقة التاريخية,التي تنشر معلوماتها لاول مرة , للتحدث فقط عن البعد العسكري لعمليات القصف الصاروخي العراقي ولم تتناول الجانب السياسي والجوانب الاخرى وهي تؤرخ جانبــــا من صور البطولة العربية التي عرف بها الجندي العربي سواء كان في جيش العراق او جيش مصر او سوريا او فلســــطين او الاردن او في أي من جيوش الدول العربية الشقيقة ..
3 . لكي لاننسى زغاريد النسوة العربيات واهازيج الشيوخ والشباب والاطفال العرب عندما مرت فوق رؤوسهم صواريخ الحسين العراقية وهي في طريقها لتدك معاقل الشر في تل ابيب ولكي لا ننسى ايضا تهليل ومباركة المقاتلين العرب , وخاصة الجنود المصريين والسوريين في حفر الباطن , هذا الفعل البطولي العربي الذي جاء ردا على مشاركة اسرائيل بالحرب الثلاثينية ضد العراق وانتقاما لاطفال الحجارة , ولكي لاننسى ايضا ذلك اليوم الذي ابكى فيه العراقيون اسرائيل , لكل هذا جاء نشر هذه الوثيقة التاريخية بمناسبة مرور 16 عاما على يوم العلم العراقي , وهو اليوم الذي بدات فيه القوات الصاروخية العراقية عملياتها التعرضية على اسرائيل فجر يوم 18 / 1 / 1991 ..
4 . المعلومات الوارده في هذه الوثيقة التاريخية ماخوذة عن مصادر متعددة وشهود عيان والباحث يحتفظ بمراجعها من كتب ومعلومات واحاديث شخصبة لصحفيين ومسؤولين وصور تلفزيونية من التلفزيون الاسرائيلي ومن قنوات فضائية اخرى وغيرها من المراجع والمصادر التي تحظى بمصداقية كبيرة ..
مدخل:
5 . شكلت استراتيجية ضرب اسرائيل بالصواريخ العراقية المتطورة ارض-ارض نوع الحسين والحجارة السجيل ذات المدى ( 650) كم عام 1991 نقطة تحول في الصراع العربي الاسرائيلي , ذلك انها فتحت الباب امام امكانية حصول مشاركة عربية اوسع في هذه الحرب , على غرار ما حصل في حرب تشرين 1973 عندما شارك الجيش العراقي بثقل مشهود في هذه الحرب الى جانب جيوش عربية اخرى , كما توخت هذه الاستراتيجية نقل المعركة الى داخل العمق الاسرائيلي بعمليات تعرضية مؤثرة ومباداة عراقية فاعلة وزخم متواصل جعلت من المستعمرات والمدن والاهداف الحيوية الاسرائيلية ساحة عمليات امامية ومواجهة مباشرة على امتداد ( 43 ) يوما من الصراع البطولي المسلح ضد قوات التحالف الثلاثيني الامريكي الاطلسي الاسرائيلي وبشكل اكثر ايلاما مما تعرضت له اسرائيل في حرب تشرين عام 1973 ..
6 . لقد كشفت عمليات القصف الصاروخي العراقي لاسرائيل هشاشة المجتمع الاسرائيلي وعجز ووهن عقيدة القتال الاسرائيلية وتسببت في احداث اختراقات خطيرة في نظرية الامن الاسرائيلي القائمة على مجموعة عناصر واسس ابرزها ( الحدود الامنة , الحرب الخاطفة او السريعة , المفاجاة , المباداة , نقل الحرب الى ارض الخصم , التفــــــوق التكنولوجي …الخ ) ..

تعريف بصواريخ الحسين :
7 . لكي يطلع القارىء الكريم على حقيقة الصواريخ العراقية نوع الحسين والتي دار حولها نقاش مثير للجدل خاصة من قبل اؤلئك الذين شككوا بقدرات التصنيع العسكري العراقي نقول ان صاروخ (17 R) الروسي الذي يطلق عليه تسمية ( سكود ) هو غير صاروخ ( الحسين ) العراقي لدى اجراء المقارنة بينهما ومن المفيد ان نذكر بعض المواصفات لصاروخ سكود مقارنة بصاروخ الحسين وكالاتي :
أ . الوزن الكلي لصاروخ سكود هو ( 5860) كغم يقابلها"( 6523) كغم لصاروخ الحسين ..
ب . وزن الراس الحربي لصاروخ سكود ( 987)كغم يقابلهــــا (650)كغم لصاروخ الحسين ..
ج . اقصى مدى لصاروخ سكود هو ( 300 ) كم اما مدى صاروخ الحسين فهو ( 650 ) كم وفي صاروخ الحجارة ابعد من ذلك ..
د . اعلى نقطة في مسار الصاروخ ( او كما تسمى المحرك ) لصاروخ سكود ( 86 ) كم واكثر من ذلك بكثير لصاروخ الحسين …
هـ . زمن اشتغال المحرك ( 45 ) ثانية في سكود مقارنة ب ( 82 ) ثانية في صاروخ الحسين ..
و . معدل الطيران لاقصى مدى اكثر من خمس دقائق في سكود بينمـا في صاروخ الحسين اكثر من ثمان دقائق ..
ز . كمية المحروقات بانواعها كافة ( 3771 ) كغم في ســـكود وفي صاروخ الحسين ( 4758 ) كغم ..
وهذا الانجاز الكبير حققته في تلك الفترة من تاريخهم المجيد عقـــول وسواعد العراقيين المجاهدين بخبرة وطنية مخلصة في تطوير وصناعة وانتاج صواريخ ارض-ارض وقواعدها , ولذلك تقرر الاحتفال في العراق بيوم العلم في كل عام نسبة الى هذا الانجاز الكبير , وقد ظل هذا التقليد ساريا ويحتفل به العراقيون حتى احتلال بلدهم الغالي عام 2003 ..


19 ضربة صاروخية عراقية

8 . منذ فجر 18/ 1/ 1991وحتى انتهاء الحرب في 28 / 1/ 1991 وجهت القوات الصاروخية العراقية 19 ضربة صاروخية قوامها 43 صاروخا على ( 53 ) هدفا اسرائيليا ضمن مناطق تل ابيب وحيفا وبئر السبع منها مقــرات القيادة والمنشات الاقتصادية والصناعية والعسكرية والعلمية والنوويــة والمصانع الحربية ومراكز التحشد والتجمع العسكري …. الخ وقــد احدثت هذه الضربات خسائر كبيرة في هذه الاهداف كما سنرى لاحقا ولم تقتصر التاثيرات الصاروخية على الجوانب العسكرية والاقتصادية والصناعية والسياسية داخل اسرائيل بل ان خطورتها كانت اكبر على الحالة المعنوية والنفسية والاجتماعيـــة للمستعمرين الاسرائيليين لدرجة دفعت الالاف منهم الى الهرب خـارج فلسطين المحتلة في هجرات جماعية معاكسة ونزوح يومي كثيف الى المناطق التي لم تتعرض للقصف العراقي وخاصة القدس الشريف حيث كانــت الاوامر صريحة الى القوات الصاروخية العراقية بعدم التعرض لاي هدف داخل المدينـة المقدسة .. وقد بلغ الذعر حده في الاحياء الاسرائيلية عندما اكتشف عشرات الالاف من المستوطنين – كما وصفهم احد زعمائهم وهو رئيس بلدية القدس فيما بعد ساخرا منهم – بانهم قد وجدوا انفسهم فجاة بحاجة الى السفر الى اوربا وامريكا .. وفي هذا يقول ايضا ( اندرو وليسلي كوكبيرن ) في كتابهما(علاقات خطرة) ان سكان تل ابيب كانوا يخرجون مع هبوط الليل حاملــــين ( بقجهم ) وكمية قليلة من المواد الغذائية يضعونها على عجل في اكياس من البلاستيك يتبعهم اولادهم وهم يبكون ليتجمعوا عند كتلة الاسمنت الرمادية الضخمة في وسط المدينة.. وبعد ان تلقى المستوطنون الاسرائيليون الضربة الصاروخية الاولى فجر 18/1/1991 واستفاقوا من صدمتها اصبحت مدينة تل ابيب , التي عاشت حروبا عدوانية دون ان تتعرض لاي هجوم عربي جدي ومؤثر , في حالة شبه هستيرية باعتراف الاسرائيليين انفسهم وهو ما نقله مراسلون وصحفيون غربيون من داخل الارض المحتلة .. فعند غسق كل يوم كانت شوارع تل ابيب والمدن الاخرى تبدو مهجورة , على حد وصف هؤلاء الصحفيين , وكان سكانها الاكثر ثراء والذين كانوا يضعون اقنعتهم الواقية من الغاز في علب كارتونية , يهربون بسياراتهم لينضموا الى ارتال العجلات الطويلة التي كانت تتجه الى مدينة القدس طلبا للنجاة بعدما اعلنت القيادة العراقية ان الصواريخ العراقية لن تستهدف مدينة القدس بشطريها .. وهناك الكثير من هذه المشاهد التي تناقلتها وكالات الانباء وشهود العيان حول الرعب الذي اصاب اسرائيل ومستوطنيها نتيجة الضربات الصاروخية العراقية لامجال لذكره في هذه الوثيقة التاريخية ..

الضربة الصاروخية الاولى في 18 / 1 / 1991


بالساعة الثالثة وعشر دقائق من فجر هذا اليوم انطلق الاسم الرمزي وهو عبارة ( الله اكبر ثلاث مرات ) التي تعني توكل على الله سبحانه واضغط زر الاطلاق , وانطلقت في ان واحد ثمانية صواريخ نوع الحسين على اهداف عسكرية ومنشات حيوية للعدو الاسرائيلي .. انها الضربة الصاروخية العربية الاولى في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي , اربعة صواريخ على قاعدة الشر في تل ابيب واربعة صواريخ على حيفا ..

بعد هذه الضربة مباشرة سمع العالم كله باصدائها واخذت وكالات الانباء ومحطات التلفزة العالمية ترسل التقارير الاخبارية والمصورة عن نتائجها وتاثيراتها على السكان الاسرائيليين والباحث يذكر كيف ان قناة سي ان ان نقلت مشهدا لاحد المصانع المدمرة في رامات جن وهروب العاملين فيها الى خارج المنطقة وحديث احدهم الذي اصيب بالذهول وهـــو يتحدث بصوت مرتجف عن الصدمة التي اصيبوا بها نتيجة القصف ويلعن ذاك اليوم الذي هاجر فيه من روسيا الى اسرائيل , ويذكر ايضا لقاء اخر مع صاحب ورشة يقول وهو يبكي : لتذهب هذه الحرب الى الجحيم … مالنا ولاسحق شامير , ليذهب هو الاخر الى الجحيم ولكنه عاد واخذ يسب العراقيين ويكرر لقد فعلوها مرة اخرى , لقد فعلوها مرة اخرى , واضاف لقد فعلها مرة اخرى احفاد نبوخذ نصر ؟؟
وفي مساء اليوم نفسه صدر بيان القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية ذي الرقم ( 4 ) يتحدث عن هذه الضربة والاهداف التي توختها والنتائج التي اسفرت عنها ومما جاء فيه ان الصواريخ العراقية الاربعة التي اطلقت على تل ابيب اصابت الاهداف الاسرائيلية التالية :
أ . شمال شرق المنطقة الصناعية في رامات غان ..
ب . جنوب المنطقة الصناعية في رامات غان ..
ج .شارع ارفيل ناحال على يمين الجسر جنوب المنطقة الصناعية ..
د . شارع ديزينكوف جوار منطقة الفنادق على ساحل البحر بالقرب من فندق الامباسادور ..
اما الاهداف التي توختها الصواريخ العراقية في حيفا هي :
أ . مصفاة تعبئة الغاز في ميناء كيشون ..
ب . منطقة الخضيرة / محطة الكهرباء ..
ج . معهد التخنيون ..
د . مجمع عسكري ..
وقد جاء في تقارير المراسلين والوكالات وشهود العيان ان الخسائر الاسرائيلية نتيجة الضربة الاولى تضرر عشرات المباني وعدد من المصانع والمقرات العسكرية وقتل وجرح 68 شخصا واكثر من 20 متجرا ومركزا تجاريا …

الضربة الصاروخية الثانية يوم 19/1/1991



تمت بالساعة الثامنة والربع صباحا باطلاق اربعة صواريخ على تل ابيب وفي نشرة اخبار الظهيرة اذيع البيان رقم ( 7 ) الصادر عن القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية وهو يتحدث عن تفاصيل الضربة .. وقد توخت هذه الضربة اهدافا عسكرية وعلمية وصناعية ابرزها :

أ . كريات شاؤول وتدمير اكبر مستودع للغاز ..
ب . عمارة شلومو في تل ابيب ..
ج . منطقة رحوبوت / مركز الابحاث ..
د . محيط وزارة الدفاع في حي هاكرياه ..
هـ . التلة الفرنسية للابحاث الذرية ( نتيجة تساقط اجزاء صواريخ باتريوت ) ..
وقد نتج عن هذه الضربة تضرر عشرات المواقع والمراكز العلمية والصناعية وجرح وقتل اعداد من السكان اليهود وموت عدد اخر نتيجة السكتة القلبية ..
الضربة الصاروخية الثالثة يوم 22 / 1 / 1991

تمت هذه الضربة بالساعة التاسعة وخمس عشرة دقيقة ليلا اطلق فيها صاروخان على تل ابيب ..وقد توخت الاهداف التالية :
أ . رامات غان صاروخ واحد انفجر بقوة واحدث حريقا هائلا في المنطقة شمال تل ابيب ..
ب . بتاح تكفا ..
ج . انفجارات في المدينة الصناعية ..
وقد افادت المعلومات التي وردت لاحقا اصابة المواقع التالية خلال الضربات الصاروخية الثلاثة الاولى ونتائجها :
أ . المناطق المحيطة بنهر اليركون خصوصا منطقة الفلات وقتل عشرات المستوطنين وجرح المئات منهم ..
ب . تدمير شامل لعشرات الابنية العسكرية شمال تل ابيب ..
ج .اصابة منطقة على طريق نتانيا – تل ابيب وتشمل محطة وقود ومباني عسكرية ..
د . حالات هستيرية وسكتات قلبية ..
هـ. تدمير ثلاث مصانع في تل ابيب ..
و . تقطع 90% من خطوط الهاتف وانقطاع التيار الكهربائي تماما ..
ز . اصابة محطة وقود ..
ح . سقوط صاروخ فوق شفا عمر ( عرف فيما بعد انه بقايا صاروخ باتريوت)

ملاحظة مهمة

هنا اود ان اشير الى ما كنت قد دونته في مذكراتي عن تلك الفترة :
بعد الضربة الاولى مباشرة نبهت القيادة العراقية الى موضوع على درجة عالية من الاهمية ذلك هو التاكيد على حماية ارتال الصواريخ العراقية اثناء تنقلها في المنطقة الغربية من العراق , من الجواسيس والغرباء الذين قد يتسللون في ظل انشغال القطعات بواجب الدفاع عن العراق وقدرت تقارير الاستخبارات العراقية احتمال قيام التحالف بارسال مجموعات عمق خلف القطعات العراقية لتعقب ارتال الصواريخ ومحاولة تدميرها بعد فشل طيران التحالف من تدمير أي من قواعد اطلاق الصواريخ المتنقلة وادعاء الرئيس بوش الاب بان طيرانهم دمر نصف قواعد الاطلاق العراقية والحقيقة التي اسجلها للتاريخ هي ان القوات العراقية قامت بعمليات مخادعة سوقية نصبت خلالها قواعد اطلاق وهمية ثابتة في بعض القواعد الجوية العراقية غرب العراق لايهام وسائل الرصد والاستطلاع الامريكية والاسرائيلية بان هذه القواعد هي المعول عليها في قصف اسرائيل وفعلا تمكنت الطائرات الغربية من تدمير هذه القواعد الوهمية وبذلك حققت هذه المخادعة السوقية اهدافها باستنزاف جهد العدو الجوي وافقاده المصداقية حيث لم يتم تدمير أي قاعدة اطلاق صواريخ متحركة حتى اليوم الاخير من الحرب وواصلت الصواريخ العراقية قصفها للاهداف الاسرائيلية بكثافة وحسب الخطط المعدة لهذا الغرض والباحث يتحدى أي طرف في العالم يدعي بان طائرات التحالف الثلاثيني تمكنت من تدمير أي من قواعد اطلاق الصواريخ المتحركة العراقية وقد ازعج هذا الامر الادارة الامريكية واربكها كثيرا في حينه لانها كانت قد وعدت اسرائيل بان قواتها الجوية ستعالج موضوع الصواريخ العراقية وتقوم بتدميرها ولكنها فشلت في ذلك تماما ولم تتمكن من تحقيق هذا الوعد .. واني اذكر كيف كانت البلاغات العسكرية الامريكية تشير الى ان طيران التحالف دمر معظم او كل القواعد الصاروخية العراقية وكيف اثبت استمرار القصف على اسرائيل كذب هذه الادعاءات والبلاغات وتسبب هذا في خلافات وجدل عميقين بين الادارة الامريكية والقيادة الاسرائيلية اسفر في النهاية عن اتفاق اجهزة المخابرات الامريكية والبريطانية والاسرائيلية على تنفيذ خطة استخبارية عسكرية تهدف الى تحييد الصواريخ العراقية او تدميرها خلاصتها :
أ . اشراك الطائرات والصواريخ الاسرائيلية بعمليات القصف ضد الاهداف الحيوية العراقية وفعلا تم صبغ ما لايقل عن 100 طائرة اسرائيلية نوع اف 15 و 16 بعلامات سلاح الجو الامريكي ومرابطتها في القواعد العسكرية الامريكية المتواجدة على الاراضي المحيطة بالعراق وقامت بتنفيذ عمليات قصف عنيف للاهداف العراقية في شمال وغرب العراق كما تم توجيه عدد من الرشقات الصاروخية الاسرائيلية نوع اريحا 1 و2 ضد اهداف عراقية اعلنت عنها وسائل الاعلام العالمية واكدتها بيانات القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية ..
ب. ارسال مجموعات عمق من القوات الخاصة البريطانية خلف خطوط القوات العراقية غرب العراق وتكليفها بتعقب قواعد اطلاق الصواريخ العراقية المتحركة في محاولة للعثور عليها ومحاولة تدميرها , وقد عرفت هذه المحموعات بفئران الصحراء ..
ج. تكثيف القصف الجوي والصاروخي الامريكي والبريطاني والاسرائيلي ضد كل هدف مشبوه ومتحرك في المنطقة الغربية من العراق وقد ادى هذا الى قصف عدد من الشاحنات الاردنية التي كانت تحمل المواد الغذائية بحجة انها كانت تحمل صواريخ عراقية وانتي اعتقد ان الاخوة الاردنييين والعرب يتذكرون هذه الحادثة المشؤومة التي تسببت في تدمير هذه الشاحنات واستشهاد من كان فيها كما بلغت الهستيرية الامريكية والاسرائيلية حدا خطيرا عندما تم استهداف بيوت الشعر للسكان البدو وادى هذا الى استشهاد عدد منهم تحت نفس الحجة ..
وكاجراء دفاعي واحترازي صدرت الاوامر الى عدد من الوحدات العسكرية العراقية يشاركهم في ذلك اعداد من المتطوعين والمجاهدين العراقيين وافراد العشائر العراقية بمطاردة المتسللين في المنطقة الغربية وتعقبهم ومنعهم من تحقيق اهدافهم والقاء القبض عليهم او قتلهم وقد تم اشعار الوحدات الصاروخية العراقية بذلك لاغراض التحسب ..واني اذكر انه تمت اوسع عملية مطاردة في التاريخ شارك فيها وحدات من الجيش العراقي والمجاهدين وافراد العشائر شملت مناطق غرب الفرات وحتى الحدود السورية والاردنية والسعودية والباحث يفتخر انه كان قائدا لهذه المجموعات التي تم تقسيمها الى مناطق عمل ووضع بامرتهم كل ما يحتاجه هؤلاء الابطال من اسلحة واجهزة لاسلكية ومعتمدين وعجلات ودراجات هوائية وبخارية وادلاء ومؤونة غذائية …الخ
وبعد ايام طويلة وقاسية من المطاردة والقتال العنيف ( وفي ظل ظروف بالغة الدقة والتعقيد والخطورة والقصف المعادي وفي اجواء ممطرة باردة وقلة الوقود والتشويش اللاسلكي المعادي والحرب الالكترونية التي استخدمتها قوات التحالف ضد اجهزتنا اللاسلكية ) تم بعون الله قتل بعضهم عندما حاولوا الهجوم على احد معسكرات الجيش العراقي واسر البعض الاخر منهم حيث كانوا يحاولون الهرب عبر الحدود السورية وهم داخل سيارة اجرة ( تاكسي ) وقد اعترفوا خلال التحقيق معهم بانهم جنود من القوات الخاصة البريطانية كلفوا بمهمة تعقب قواعد اطلاق الصواريخ العراقية لتدميرها ومنعها من قصف اسرائيل وانهم تسللوا بطائرات سمتية عبر الاجواء السعودية و زودوا بملابس عربية للتمويه وبخرائط ومعدات لازمة لهذا الغرض مع اعداد كبيرة من الاسلحة وقد بقيت الطائرات السمتية معهم للاستفادة منها خلال التنقل من منطقة الى اخرى واعترفوا ايضا انهم لم يتمكنوا من مشاهدة أي من قواعد اطلاق الصواريخ العراقية وان مهمتهم فشلت ..
الضربات الرابعة والخامسة والسادسة يومي 25و26/1/1991



الضربتان الرابعــة والخامسـة تمتــــا بالساعة 57, 6 دقيقة من يوم 25/1/1991 حيث وجهت ثمانية صواريخ اثنان منها الى حيفا وستة الى تل ابيب ..​
وقد افادت المعلومات الاولية عن خسائر العدو على النحو التالي :
أ . تدمير منشات في مستعمرة كوش دان قرب الخضيرة واصابة كلية الاركان فيها ..
ب . اصابة منطقة صناعية ومقرات عسكرية ومحطات وقود وهاتف في منطقة شفا عمر نتيجة سقوط احد الصواريخ العراقية وسقوط شظايا صاروخ باتريوت امريكي ..
ج . مباني وتجمعات عسكرية شرق ميناء حيفا ..
د . اصابة اهداف في رامات غان / قسم الالكترونيات التابع للجيش الاسرائيلي ..
اما الضربة السادسة فتمت بالساعة الحادية عشــــرة مساء من يوم 26/1/1991 بتوجيه اربعة صواريخ على تل ابيب وصاروخ علــى حيفا , وقد ذكر الناطق العسكري الاسرائيلي سقوط 6 صواريخ اثنان منها على حيفا …
وقد افادت المعلومات الاولية عن خسائر العدو اصابة مستعمرة اريئيل وحصول خسائر كبيرة وكذلك اصابة محطة كهربائية جنوب تل ابيب ..
وقد اشارت مصادر المعلومات لاحقا الى قتل عدد من الاشخاص وجرح 44 اخرين واصابة عدد من الشقق السكنية و12 مبنى حكوميا ومتاجر وتم اخلاء 27 شخصا من سكان المناطق التي تعرضت للقصف الى الفنادق كما تسببت هذه الضربات بحدوث حالات هستيرية وسكتات قلبية و تقطع 70% من خطوط الهاتف وانقطاع التيار الكهربائي تماما ..

الضربة السابعة يوم 28/1/1991

جرت بالساعة العاشرة وخمس دقائق ليلا من هذا اليوم باطلاق صاروخ على تل ابيب ..وقد اصابت هذه الضربة :​
أ . مصانع الاسمنت ومباني جنوب الرملة ..
ب. الون موريه ( سقط عليها صاروخ باتريوت ) ..
ج. قاعدة عسكرية جنوب اللد سقطت عليها شظايا الباتريوت ..
ومن احداث هذا اليوم التي دونتها في مذكراتي ان قوات التحالف بدات تفقد صوابها تماما حيث قامت الطائرات المعادية بضرب الطريق السـريع ( بغداد- عمان ) بين منطقتي الكيلو 160 والكيلو 190 واصابت السيارات والشاحنات المدنية القادمة من الاردن وقتلت مواطنين عراقيين واردنيين وعرب اخرين كما قامت بقصف الخيام العربية في الصحراء واستشهد اعداد من المواطنين الابرياء وكنت قد كتبت التعليق التالي في مفكرتي عن هذا الحادث ( يبدو ان تصور العدو المريض قد اوحى له بان العراقيين اخفوا صواريخ ارض-ارض في هذه الخيام وهذا دليل على اخفاقه ودخوله مرحلة الهستيريا التي يجب التحسب لها )..

الضربة الثامنة يوم 31/1/1991

تمت بالساعة السابعة مساء من هذا اليوم باطلاق صاروخ واحد على تل ابيب واصابة :
أ . منطقة بتاح تكفا الصناعية ..
ب .قواعد عسكرية متجاورة في منطقة عامر ووادي صرار ويحتمل سقوط شظايا الباتريوت عليها ايضا ..

الضربة التاسعة يوم 2/2/1991

تمت بالساعة التاسعة والدقيقة الخامسة والعشرين مساء هذا اليوم باطلاق صاروخ على تل ابيب .. وقد تم اصابة :​
شمال شارع كفيش الموصل بين تل ابيب وحيفا واصابة مواقع عسكرية ..

الضربة العاشرة يوم 3/2/1991

جرت بالساعة الثامنة وسبع وثلاثين دقيقة فجر هذا اليوم باطلاق صاروخ على تل ابيب واصابة مواقع على طريق اللنبي – تل ابيب ..​
الضربة الحادية عشرة يوم 6/2/1991
جرت بالساعة الثامنة الا خمس دقائق مساء هذا اليوم باطلاق صاروخ على حيفا . وقد تم اصابة :
أ . قاعدة حيفا البحرية وحصول قتلى وجرحى ..
ب . هدم مستودعات في الميناء وحصول حرائق ..
وقد افادت المعلومات اللاحقة عن الضربات من ( 7-11 ) عن اصابة مصنع سمنت وتدمير مقر عسكري في قاعدة حيفا وانقطاع التيار الكهربائي ..
الضربة الثانية عشرة يوم 9/2/1991
جرت بالساعة الثالثة والدقيقة الخامسة والثلاثين فجر هذا اليوم باطلاق صاروخ على تل ابيب نتج عنها 27 جريحا وقتيلا وتضرر عشرات المباني وحالات هستيرية ..
الضربة الثالثة عشرة يوم 11/2/1991
جرت بالساعة الثامنة الا خمس دقائق من هذا اليوم باطلاق صاروخ على تل ابيب واصابة الشبكة الكهربائية في المدينة وحدوث خسائر كبيرة جدا في الحي العسكري ..
الضربة الرابعة عشرة يوم 12/2/1991
تمت بالساعة الثامنة والدقيقة الخامسة والعشرين فجر هذا اليوم باطلاق صاروخ على تل ابيب واصابة مقرات عسكرية في المدينة..
وافادت المعلومات عن هاتين الضربتين جرح وقتل 7 اشخاص وتضرر اكثر من خمسين مبنى حكوميا وعشرات الشقق واخلاء ست عشرة عائلة الى الفنادق واصابة الشبكة الكهربائية في تل ابيب وحدوث خسائر في الحي العسكري ..

الضربة الخامسة عشرة يوم 13/2/1991

كانت هذه الضربة شديدة وعنيفة وجاءت ردا على قصف الطائرات المعادية ملجا العامرية في بغداد فجر يوم 13/2/1991 واستشهاد ( 405) مواطنين عراقيين بين رجل وامراة وشيخ وطفل .. وقد تم في هذه الضربة استخدام صواريخ الحجارة السجيل لاول مرة في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي بتوجيه ثلاثة صواريخ من هذا النوع على مفاعل ديمونا النووي وتبعه صاروخ رابع من نوع الحسين على حيفا .. وهنا اذكر ماجاء في الامر الصادر لكتيبة صواريخ ارض-ارض المسؤولة عن تنفيذ عمليات القصف ضد ديمونا على بركة الله انتقاما لضربة مفاعل تموز وانتقاما لاطفال الحجارة وملجــــأ العامرية )… وانهالت صواريخ الحجارة , التي ابدع العراقيون في صناعتها , على مفاعل ديمونا واحدثت به تصدعات لم يكشف النقاب عنها الا بعد ان جاء المفتشون الدوليون الى العراق بعد وقف الحرب بعدة سنوات مستغلين القرارات الدولية لاكتشاف هذه الصواريخ وكانوا قد جلبوا معهم صورا لجدران ديمونا وقد تصدعت واخذوا يعيثون في ارض الرافدين بحثا عن اسرار صناعة هذه الصواريخ التي يسمعون بها لاول مرة والعقول العراقية الجبارة التي ابدعت في صناعتها وكيف تمكن خبراء التصنيع العسكري العراقيون من استخدامها لاحداث مثل تلك الاضرار بالمفاعل النووي الاسرائيلي وقاموا تحت المظلة الامريكية والدولية وصمت العرب وفرحة البعض منهم بتدمير ما تبقى منها مع صواريخ الحسين التي شكلت في يوم من الايام قدرة الردع الستراتيجي للامة العربية ضد اسرائيل ..

الضربة السادسة عشرة يوم 19/2/1991
تمت بالساعة الثامنة وخمسة وخمسين دقيقة ليلا بتوجيه صاروخ واحد على تل ابيب واصابة مطار بن غوريون ومواقع للتصنيع العسكري الاسرائيلي ..
الضربة السابعة عشرة يوم 23/2/1991
جرت بالساعة السابعة والدقيقة الواحدة مساء بتوجيه صاروخ على تل ابيب واصابة القاعدة الجوية فيها ..
الضربة الثامنة عشرة يوم 25/2/1991
جرت هذه الضربة بالساعة الرابعة والنصف فجر هذا اليوم بتوجيه صاروخ اخر من نوع الحجارة السجيل على مفاعل ديمونا ..
الضربة التاسعة عشرة يوم 25/2/1991
جرت بالساعة السادسة وخمسة وعشرين دقيقة من نفس اليوم باطلاق صاروخ اخر من نوع الحجارة على مفاعل ديمونا ..
وفي تقارير اخبارية لاحقة عن نتائج الضربات من ( 15-19) جاء فيها اصابة عدد من المقرات العسكرية والصناعية والعلمية واعداد غير معروفة من القتلى والجرحى .
وفي معلومات لاحقة وردت من شهود عيان من داخل الارض المحتلة انه رغم منع السلطات الاسرائيلية التجول في المناطق المضروبة الا انهم علموا باصابة اكثر من الف مستوطن وحصول صدمات عصبية لحوالي 800 مستوطن اخر في تل ابيب وحدها وتضاعف معدلات الهجرة الى خارج فلسطين وتدمير المئات من المباني السكنية والصناعية وعدد من المقرات العسكرية والحربية والقواعد الجوية ومحطات الوقود والكهرباء والنفط وعدد من مراكز الابحاث النووية ومنها مركز الابحاث في رحوفوت وكلية الشرطة في شفا عمر ومواقع عسكرية شمالي شارع كفيش واصابة قاعدة حيفا اكثر من مرة وتدمير مستودعات عسكرية وخزانات نفط في نفس القاعدة واصابة مصفاة تعبئة الغاز في ميناء كيشون ومحطة كهرباء الخضيرة ومستودع الغاز في كريات شاؤول وانفجارات متكررة في المدينة الصناعية وتقطع بين 70 – 90% من خطوط الهاتف والكهرباء واصابة محطة وقود قرب وزارة الدفاع وعدد من المصانع العسكرية ومعامل الاسمنت .. الخ من الخسائر التي اشرنا اليها في سياق الحديث والتي تاكدت معظمها من مصادر متعددة من داخل الارض المحتلة وخارجها , هذا بالاضافة لما نشرته مراكز الابحاث والدراسات العربية والاجنبية من احصائيات وارقام عن حجم الخسائر الاسرائيلية في الاشخاص والاهداف الحيوية العسكرية والصناعية والنووية والعلمية والمباني والمصانع والمعامل ومراكز الطاقة والوقود وانهيارات في الحالة المعنوية وحالات اختناق لسوء ارتداء اقنعة الغاز للمستوطنين وارقاما عن اعداد المهاجرين الى الخارج او الى المدن الفلسطينية الاخرى بما يفوق ما ذكرناه بمرات عديدة ….
ولغرض التوسع في توضيح الصورة عن حجم التاثيرات والخسائر التي بنيت بها اسرائيل نتيجة القصف الصاروخي العراقي يمكن الرجوع ايضا الى ما اورده تقرير مركز يافا للدراسات الاستراتيجية الذي اعترف فيه باختراق نظرية الامن الاسرائيلي نتيجة القصف الصاروخي العراقي وبحدوث خسائر جسيمة في الاشخاص والمنشات العسكرية والمدنية والصناعية والعلمية وبحدوث حالات وفيات هستيرية وكيف ان القصف العراقي اثبت ضعف وسائل الدفاع الجوي الاسرائيلي المدعومة بمنظومات صواريخ باتريوت الامريكية واعترف ايضا بفشل منظومة الانذار والرصد الاسرائيلية والامريكية المعتمدة اساسا على الاقمار الصناعية الامريكية ..
كما اعترف مؤلف كتاب ( جواسيس جدعون .. التاريخ السري للموساد ) وهو احد عناصر الموساد ويدعـــــى ( جوردن توماس ) بهذه الخسائر ايضا ,حيث عرض جانبا من الحقائق والاثار التي احدثتها الصواريخ العراقية ويكشف عن معلومات تنشر لاول مرة بعد ان جرى اخفاؤها والتعتيم عليها باتفاق مشترك بين القيادة الاسرائيلية والولايات المتحدة والهدف من ذلك , كما يرى د. عبدالوهاب المسيري , هو عدم الاشارة الى كل ما يمكن ان يسمى انجازا للقوات المسلحة العراقية وقيادتهـا .. ويتحدث الكتاب في الصفحات ( 365, 366, 367) عن التدمير الهائل الذي احدثته الصواريخ العراقية على البـــنى العسكرية والاقتصادية لاسرائيل واختراق نظرية الامــــن الاسرائيلي حيث تسببت هذه الصواريخ في قتل اكثر من 600 اسرائيلي وجرح اضعاف هذا العدد وتدمير حوالي 1587 موقعا عسكريا واقتصاديا واستيطانيا حتى وصلت اصوات الانفجارات , كما يصفها الكاتب ( ص 366) ,الى مقر الموساد الاسرائيلي نفسه ..

الشهيد البطل صدام حسين

barnu2.jpg


Al_Mujahid-719732.jpg


h_background.jpg


صواريخ الحسين العراقية

iraq_scud_DDST8911778_JPG.jpg


صواريخ سكود

scud-b.jpg


خريطة توضح انواع وامدية الصواريخ العراقية :

03.gif



iraqi_mssl.gif
 
موضوع جميل استاذي قد ذكرتنا بماضينا المشرف العائد بأذن الله ولا ننسى اليوم الذي صدم به الغرب عند انطلاق اول صاروخ عربي للفضاء صاروخ العابد العراقي في عام 1989 ودورانة حول الأرض عدد من المرات شكراً جزيلاً أخي على الموضوع...

wh_44759453.jpg
 
موضوعك ممتاز اخي ايمان عندي استفسار بسيط على هذه الجملة

اشراك الطائرات والصواريخ الاسرائيلية بعمليات القصف ضد الاهداف الحيوية العراقية وفعلا تم صبغ ما لايقل عن 100 طائرة اسرائيلية نوع اف 15 و 16 بعلامات سلاح الجو الامريكي ومرابطتها في القواعد العسكرية الامريكية المتواجدة على الاراضي المحيطة بالعراق وقامت بتنفيذ عمليات قصف عنيف للاهداف العراقية في شمال وغرب العراق كما تم توجيه عدد من الرشقات الصاروخية الاسرائيلية نوع اريحا 1 و2 ضد اهداف عراقية اعلنت عنها وسائل الاعلام العالمية واكدتها بيانات القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية

هل تعني ان الطائرات الاسرائيلية كانت ترابط في القواعد السعودية
وهل احتاجت امريكا مشاركة طائرات اف 15 واف16 اسرائيلية وهي لديها العدد الكافي من الطائرات من نوع اف 15 وا16
ثالثا ممكن اشوف مصادر لهذا الخبر
 
تقليل الراس الحربي لصواريخ سكود العراقية لغرض زيادة مسافة الصاروخ
اثر كثيرا على الصاروخ وفعاليته ولكنه قام بعامل نفسي كبير حيث حطم المعنويات
الاسرائيلية بشكل كبير

القواعد العسكرية الامريكية المتواجدة على الاراضي المحيطة بالعراق

اين توجد هل في السعودية او العراق هذه القواعد
التي انطلقت منها الطائرات الاسرائيلية ؟
 
شيء سيء حينما يتم دمج الحقيقة بالكذب , رغم احتواء الموضوع على معلومات حساسة إلا أنها غير موثقة
و فوق هذا فإنه ينتابها الكذب كما لو أن حمى أكاذيب أبريل قد أصابتها ,
اسرائيل لم تشارك في تلك الحرب بأي شكل من الأشكال و إنما اكتفت بالتصدي للصواريخ العراقية
و هذا نتيجة لضغط هائل وضعه جورج بوش على اسرائيل
كي لا يتمكن صدام حسين من قلب الحرب من حرب خليجية عراقية إلى حرب عربية اسرائيلية
و يكسب تأييدا أكبر

لذلك فإن ذلك الادعاء هو ادعاء فارغ و باطل و غير صحيح أبدا
و على من أطلق هذا الادعاء (كاتب المقالة) أن يلتزم بالأمانة و الصدق​
 
لا اظن ان اسرائيل شاركت في الحرب لكن لا استبعد استخدام طيارين اسرائيليين لطائرات امريكية
 
شي غريب فمن امكانيه احتلال مفاعل ديمونة بالسلاح الابيض والسكاكين الى اشتراك 100 طائرة اسرائيلة في ضرب العراق
اذا عرفت ان عدد 100 طائرة تم صبغها اكيد تعرف في اي قاعدة تم تجميع هذا العدد الكبير من الطائرات ففي اي قاعدة تمت استضافة هذه الطائرات مع المصادر لو سمحت
 
يا حسرة على العراق وامجاد العراق وتاريخ العراق وجيش العراق وقادة العراق وعلماء العراق وحضارة العراق ذكريات اعوام مضت ومجد غائب ابى ان لا يعود
 
فكرة تخلي اسرائيل عن عدد 100 طائرة فكرة خاطئة وخبر غير صحيح ولاتوجد له اي دلائل
اسرائيل احتاجت الى عدد 8 الى 14 طائرة لتدمير مفاعل تموز العراقي . ومن الخطورة التخلي عن 100 طائرة If-15 /if-16

100 طائرة تحتاج قاعدة لوحدها باعداد 500 فني وعدد كبير من المراقبين وغرفة عمليات
خاصة وكبيرة ويعرض اسرائيل للخطر بارسال هذا العدد من الطائرات .
الخبر مع تقديري لك خبر مكذوب .
اسرائيل شاركت في المعلومات اللوجستية ضد العراق مع امريكا (التعاون الاستخباري)
 
كيف شاركت إسرائيل في الحرب علي العراق؟



بقلم :إبراهيم عبد الكريم

حين يُكتب تاريخ الحرب علي العراق، من المقدَّر ألا تكون المشاركة الإسرائيلية في هذه الحرب خارج السجل. وعلي الرغم من عدم نشر وثائق رسمية عن تلك المشاركة حتي الآن، فإن ما ظهر من تقارير عالمية وإسرائيلية يكفي لتكوين صورة أولية عن الحضور الإسرائيلي في الحرب.
قد تبدو هذه المسألة للكثيرين هامشية ولا فائدة من تناولها، بعدما وضعت الحرب أوزارها، وحسمت بالقضاء علي النظام العراقي، دون أن تتعرض إسرائيل للصواريخ. لكن التقصي الدقيق للتعاون الإسرائيلي ـ الأميركي في هذه الحرب، سرعان ما يضفي أهمية كبيرة علي معرفة ما جري.

ويزداد الأمر خطورة في ظل التوقع بأن يكون ذلك التعاون واحداً من نماذج العمل المستقبلي المشترك، الذي لا توجد حتي الآن ضمانات بأنه لن يتكرر أو استبعد كخيار عملي. ولعل السبب الأبرز لغياب ضمانات كهذه هو أن المنطقة لا تزال في المنظور الأميركي تمر في الطور الأول من إعادة الترتيب، وأن احتمالات تطبيق السابقة الخاصة بالعراق مفتوحة علي الترجيحات، بفعل استمرار النهج اليميني الأميركي بالسعي إلي تقرير أوضاع المنطقة حسب التصورات المعدة لذلك منذ سنوات عدة.
لهذا، إن دراسة المشاركة الإسرائيلية في الحرب، ليست مجرد عملية استعراض للوقائع، ولا هي من قبيل التدليل علي التحالف الإسرائيلي ـ الأميركي، وإنما تعدّ هذه الدراسة جزءاً من الخلفية اللازمة لإدراك أحد جوانب التطورات، وتحديد بعض اتجاهات العمل المتوقعة، استناداً إلي ما يتوفر من مؤشرات..
فكيف تجلي الوجود الإسرائيلي ضمن المشهد العام للحرب؟!وما هي الصيغ التي وقع الاختيار عليها في هذا الصدد؟!.

التنسيق والتخطيط المشترك

علي قاعدة تكامل المصالح الاستراتيجية بين إسرائيل والولايات المتحدة، وانسجاماً مع التوجهات الإسرائيلية إزاء المنطقة العربية والعراق ضمناً، وجدت إسرائيل نفسها معنية بالحرب علي العراق، الذي درجت علي تصنيفه ضمن أعداء إسرائيل وتضمين قدراته العسكرية في ميزان القوي العسكري الخاص بالمنطقة. وبتأثير الاحتمالات التي قامت علي فرضية تعرض إسرائيل لهجمات عراقية، عمدت الولايات المتحدة إلي الاستفادة من الحالة، بما يبقيها تحت السيطرة وبطريقة تعود بالنفع علي الحليفين.
وفي ضوء تجربة قصف إسرائيل ببعض الصواريخ العراقية إبان حرب الخليج الثانية، كان التنسيق الأميركي ـ الإسرائيلي، خلال السنوات التالية، يتركز علي الجوانب العسكرية، لتجنب تكرار ما حدث آنذاك. فجري إصلاح العيوب في صواريخ باتريوت التي أخفقت في اعتراض صواريخ سكاد خلال تلك الحرب، وقامت إسرائيل بتطوير صواريخ حيتس بتمويل أميركي، وأقيم نظام معلومات وإنذار مشترك. وتواصل العمل، ليس فقط لاستخلاص الدروس، وإنما أيضاً لإيجاد صيغ جديدة.
حين تفاقمت الأزمة الأخيرة مع النظام العراقي، سارعت إسرائيل والولايات المتحدة إلي رفع درجة التنسيق والتعاون بينهما، وتحديد المواقف والسيناريوهات التفصيلية لذلك. وحسبما نقلت المجلة البريطانية لشؤون الأمن فورين ريبورت (19/3/2002) استناداً إلي مصادر إسرائيلية، أقامت إسرائيل والولايات المتحدة غرفة حرب مشتركة في تل أبيب لتخطيط الهجوم ضد العراق، وتمت الموافقة الأميركية علي بحث مسألة اشتراك إسرائيل بالهجوم علي العراق، بعد أن أوضح رئيس الحكومة أرئيل شارون ووزير الدفاع في حينه بنيامين بن إليعيزر بأنه ــ خلافاَ لحرب الخليج ــ في حال تعرض إسرائيل للهجوم لن تقف مكتوفة الأيدي.
وفي وقت لاحق، اتفقت إسرائيل والولايات المتحدة علي أن من الأهداف الأولي للهجوم علي العراق، تدمير الصواريخ الموجهة إلي إسرائيل من أجل منع أي هجمات ضدها. وفي واشنطن فهموا أن إسرائيل سترد إذا سقطت صواريخ في أراضيها وهو رد يريدون منعه. وسافر رئيس الموساد المعين مائير دغان إلي الولايات المتحدة بتكليف من شارون، للتنسيق في موضوع الهجوم الأميركي المخطط ضد العراق وكذلك مكافحة الإرهاب (يديعوت17/9/2002). وحسب مجلة فورين ريبورت اقترح دغان أن تنفذ القوات الإسرائيلية الخاصة عمليات برية داخل العراق قبل الهجوم الكبير (يديعوت29/9/2002).
وقام المنسق الأميركي لشؤون العراق الأدميرال جيمس متسيغر، بزيارة إسرائيل لإجراء مباحثات وصفت بأنها تنسيقية، وكانت هي الأولي في سلسلة مباحثات التنسيق بين الطرفين تحضيراً للحرب. وفي 13/11/2002 عقدت جولة جديدة مما يسمي الحوار الاستراتيجي بين الطرفين، ومثـَّل إسرائيل فيها وفد ترأسه الوزير دان مريدور وضم بعض كبار ضباط الجيش وأفرايم هليفي مستشار الأمن القومي في مكتب شارون ، وطرحت إسرائيل في هذه الجولة تصورات لـ مستقبل الشرق الأوسط ما بعد الحرب علي العراق.
بعد بضعة أسابيع من ذلك، قام كل من رئيس هيئة الأركان موشي يعلون، ووزير الدفاع الجديد شاؤول موفاز بزيارة لواشنطن، وأسفرت الزيارتان عن اتفاق تعاون مشترك بين الطرفين، بخصوص التخطيط لشن هجوم علي أهداف في غربي العراق، يشمل التنسيق بين المستويات التنفيذية وتبادل معلومات وتخطيط حملات عسكرية تهدف إلي تدمير قاذفات الصواريخ العراقية، لكن إسرائيل لن تشارك فيها فعلياً. وكرر المسؤولون الأميركيون تعهدهم لإسرائيل بإبلاغها قبل 72 ساعة علي الأقل من موعد بدء الهجوم (يديعوت18/12/2002).
في أواسط كانون الثاني / يناير 2003، كشف النقاب عن أن الولايات المتحدة رفعت مستوي التنسيق العسكري مع إسرائيل استعداداً للحرب. وفي هذا الإطار زار إسرائيل الجنرال تشارلز وولد (نائب رئيس القيادة الأميركية في أوروبا المسؤول عن العلاقات مع الجيش الإسرائيلي) لعقد سلسلة من اللقاءات مع القيادة العسكرية والأمنية في إسرائيل، كما زار الجنودَ الأميركيين الذين أتوا إلي إسرائيل مع بطاريات باتريوت، وكان عددهم نحو 600 جندي. ونقل المعلق السياسي البارز ألوف بن عن مصدر أمني إسرائيلي كبير تأكيده أن التنسيق الاستراتيجي بين إسرائيل والولايات المتحدة بلغ مستوي أعلي بكثير مما كان عليه في حرب الخليج سنة 1991. وأشار إلي أن قائداً آخر من قيادة القوات الأميركية في أوروبا، وهو رئيس العمليات الجوية، أنهي زيارة لإسرائيل تندرج في إطار زيادة التنسيق العسكري بين الطرفين. وأقيم تمرين في البحر المتوسط شاركت فيه سفينتان من الأسطول الأميركي السادس ووحدات من سلاح البحرية الإسرائيلي (هآرتس17/1/2003).
وطبقاً لتقرير آخر، ذكر ألوف بن أن ضابطاً أميركياً كبيراً برتبة جنرال زار إسرائيل، لمواصلة مباحثات التنسيق العسكري علي مستوي العمليات مع الجيش الإسرائيلي، ونقل المعلق عن مصدر سياسي مطلع في إسرائيل قوله إن هذه المباحثات وكذلك التدريبات العسكرية المشتركة الأميركية - الإسرائيلية تهدف إلي تمرير رسالة مزدوجة إلي منطقة الشرق الأوسط، فمن جهة ترمي إلي تهدئة إسرائيل لكي تبقي خارج الحرب علي العراق، ومن جهة أخري تستهدف ردع قوي أخري في المنطقة، مثل إيران وحزب الله عن محاولة توجيه ضربات إلي إسرائيل التي تحظي بحماية أميركية كاملة . وأشار المعلق إلي أن مصادر أميركية مسؤولة وضعت بعض المسؤولين الإسرائيليين في صورة الخطط العملية الأميركية الرامية إلي تحييد خطر تعرّض إسرائيل للقصف بالصواريخ العراقية خلال الحرب (هآرتس 24/1/2003).
علي امتداد الأشهر الثلاثة التي سبقت الحرب، أجرت إسرائيل والولايات المتحدة عدة تدريبات مشتركة علي بطاريات باتريوت، بالإضافة إلي ترتيبات عملية وميدانية أخري. ووصل التنسيق والتعاون بين الجانبين إلي ذروته لدي اندلاع الحرب. ومن المهم الإشارة إلي أنه في عملية استخلاص العبر التي تجري في الإدارة الأميركية حالياً، كان التنسيق مع إسرائيل أحد المواضيع التي تقررت دراستها. وحسب مصادر إسرائيلية، يرون في واشنطن أن التحضيرات والأعمال المشتركة مع الجيش والمستوي السياسي في إسرائيل كانت تجربة ناجحة وتمت حسبما هو مرسوم تماماً (هآرتس8/5/2003).
يُـفهم من هذا أن المشاركة الإسرائيلية بالتنسيق والتحضيرات لم تخرج عن الإطار العام الذي حددته الولايات المتحدة، وهو إطار كان يتوخي أساساً تلبية مصالح خاصة بإسرائيل. لكن هناك ما يستدعي الاعتقاد أن الأميركيين أرادوا إعطاء إسرائيل دور معين في الحرب وتوظيفه لمصلحة العمليات العسكرية، بما ينسجم مع الخطط المعدة لهذه الغاية.

العمل المباشر

لن نجازف بعرض توقعات حول الانخراط العسكري السري المباشر لإسرائيل في الحرب، بإشراك الطيارين الإسرائيليين أو باستخدام المطارات الإسرائيلية أو قواعد الصواريخ ومراكز الدعم اللوجستي، لأنه لا يوجد لدينا سند أو دليل موثوق حول ذلك، ولم تنشر حتي الآن معلومات بهذا الخصوص.
بيد أنه استناداً إلي ما كان ينشر، جري الحديث عن عمل إسرائيلي مباشر في منطقة غربي العراق، التي غدت هدفاً مفضلاً لعمل عدد من الوحدات الخاصة، إذ كشفت صحيفة التلغراف اللندنية (28/9/2002) بأن قوات خاصة بريطانية وأميركية تواجدت في هذه المنطقة، مهمتها منع النظام العراقي من نشر شبكات الصواريخ وإطلاق صواريخ سكاد باتجاه إسرائيل. وطالما أن النشاط الغربي المذكور يتعلق بحماية إسرائيل، كان من المفهوم إدخال إسرائيل ذاتها علي الخط.
وبالفعل تسربت معلومات حول المشاركة الإسرائيلية العملية في التحضير للحرب علي العراق، إذ كشفت مجلة فورين ريبورت (أواخر أيلول / سبتمبر2002) أن وحدة تابعة لهيئة الأركان الإسرائيلية(متكال) تسللت إلي غربي العراق، وراحت تعمل هناك، بهدف تحديد الأماكن والمواقع التي قد تطلق منها صواريخ سكاد باتجاه إسرائيل. وحسب المجلة، تأكد هذا النبأ من مصادر أميركية تم التنسيق معها سراً بشأن عمل الوحدة، خشية إثارة غضب الدول العربية. وكان رئيس الحكومة شارون هو الذي قرر إرسال الوحدة الخاصة إلي العراق من أجل عدم المجازفة (يديعوت 29/9/2002).
يدور الحديث هنا عن وحدة خاصة ونوعية في الجيش الإسرائيلي تنتمي إلي الذراع الاستخباري، هدفها الأساسي هو جمع معلومات استخبارية لمهام خطيرة وبعيدة، والعمل الميداني عند اللزوم. ولم تكن تلك المرة الأولي التي يرتبط فيها اسم وحدة الأركان بالشأن العراقي، ففي فترة حرب الخليج الثانية (1991) كانت قوات إسرائيلية علي وشك أن تنقل جواً للقيام بعملية غربي العراق بهدف تدمير قاذفات الصواريخ، ولكن في اللحظة الأخيرة لم يصادق المستوي السياسي الإسرائيلي علي العملية خوفاً من أن تؤدي العملية الإسرائيلية إلي تفكيك الائتلاف الذي أقامته الولايات المتحدة.
وفي الحادثة الفتاكة التي وقعت (في 5/11/1992) في قاعدة تساليم في النقب ــ وسميت لاحقاً كارثة تساليم ب ــ أطلق ضابط من وحدة الأركان أثناء المناورة صاروخاً بطريق الخطأ، مما أسفر عن مقتل خمسة من مقاتلي هذه الوحدة. وكانت المناورة قد جرت في إطار الاستعدادات لعملية قتل الحاكم العراقي صدام حسين (يديعوت29/9/2002).
وفي منتصف تشرين الأول / أكتوبر 2002، تحدثت الأنباء عن أن فرق كوماندو إسرائيلية تم إنزالها في مناطق حدودية غربي العراق بمساعدة طائرات أميركية، بغية زرع نقاط مراقبة هناك، لتلافي توجيه صواريخ سكاد إلي إسرائيل، ولتحديد المناطق التي يمكن أن تطلق منها هذه الصواريخ، وذلك تمهيداً لإمكانية تقديم مساعدة إسرائيلية في الحرب الأميركية علي العراق(يديعوت 16/10/2002).
ونسبت صحيفة واشنطن بوست (19/10/2002) إلي مسؤول سابق في وزارة الدفاع الأميركية قوله إن قوات كوماندو إسرائيلية عملت سراً في غربي العراق عشية الهجوم الأميركي، إذ بعثت إسرائيل خلال الصيف قوات خاصة إلي منطقة مطارات سلاح الجو العراقي H3 المتاخمة للحدود العراقية ـ الأردنية. وكان هدفها معرفة ما إذا كان يوجد لدي العراق ــ إضافة إلي قاذفات صواريخ ــ طائرات دون طيار ذات قدرة علي حمل السلاح الكيماوي والبيولوجي.
بعد نحو شهر من ذلك، أكدت مجلة تايم الأميركية وجود قوات عسكرية إسرائيلية في غربي العراق، ونقلت عن مسؤولين في إسرائيل وواشنطن أن وحدة خاصة ومتميزة من الجيش الإسرائيلي تعمل في المنطقة التي استخدمها العراق عام 1991 لإطلاق صواريخ سكاد علي إسرائيل، وأن الوحدة الإسرائيلية الخاصة تجري تدريبات هناك ضمن منطقة مساحتها 80 ألف كم2، وتقوم بالبحث عن المخابئ التي يمكن أن يكون العراق قد أخفي فيها صواريخه وقواعده التي بقيت بعد حرب الخليج. وأكثر من هذا، جري الحديث عن أن وحدة من كتيبة شلداغ في الجيش الإسرائيلي تشارك في البحث عن صواريخ سكاد منذ عدة سنوات.
وفي الأسبوع الأخير من كانون الثاني / يناير الماضي، نشرت أنباء مفادها أن هناك حملة خاصة في العراق تهدف إلي إلقاء القبض علي الرئيس العراقي صدام حسين، تشارك فيها قوات من الكوماندو الإسرائيلي وجنود أميركيون وبريطانيون وإسرائيليون، ويتم التركيز فيها علي تحديد مكان وجود الرئيس العراقي، للقضاء عليه، باستخدام وسائل إلكترونية متطورة لرصد المكالمات الهاتفية التي يجريها حراسه (يديعوت26/1/2003).
وأوردت جريدة تايمز البريطانية(17/3/2003) تقريراً جاء فيه أن الوحدة الخاصة التابعة لهيئة الأركان الإسرائيلية انضمت إلي القوات الأميركية والبريطانية الخاصة التي أرسلت إلي منطقة الحدود الأردنية - العراقية، للمشاركة في الجهود الرامية إلي ضبط قاذفات صواريخ عراقية من طراز سكاد.
هذه العينات من المعلومات المتواترة التي أوردتها منشورات لها مكانتها وتتصف بسعة إطلاعها ونوعية مصادرها، تضع عملية المشاركة الإسرائيلية المباشرة قبل الحرب في سوية الموضوعات المؤكدة. وغني عن البيان أن من أبرز العوامل التي كانت تكمن وراء هذه المشاركة، استغلال القدرات الخاصة والدوافع الذاتية لدي الإسرائيليين للقيام بمهمات تعتبر لديهم ذات أهمية من الدرجة الأولي.

التزويد بالأسلحة

في صلب المشاركة الإسرائيلية بالحرب علي العراق، كان هناك معطي خاص، يتمثل باستخدام أسلحة من صنع إسرائيلي في هجمات قوات التحالف علي الأهداف العراقية. ويعود هذا الأمر بطبيعة الحال إلي التعاون الثنائي في مجال تجارة الأسلحة بين إسرائيل وكل من الولايات المتحدة وبريطانيا.
ومن المعروف أن السوق الأميركية تستقطب نسبة كبيرة من صادرات الأسلحة الإسرائيلية، في ظل التحالف الاستراتيجي بين الدولتين. ويستخدم الجيش الأميركي غالبية الأسلحة المتقدمة التي يتم إنتاجها أو تطويرها في إسرائيل. وعلي سبيل المثال، بالإضافة إلي التزود الأميركي من إسرائيل بأجهزة للحرب الإلكترونية لطائرات F16 والحواسب المتطورة التي يتم دمجها في شبكات السيطرة والقيادة، فقد اختارت القيادة الاستراتيجية الأميركية صواريخ جو- أرض بوباي التي تنتجها هيئة تطوير الوسائل القتالية رفائيل في إسرائيل، لتسليح طائرات فانتوم وطائرات F111 ، وذلك منذ بداية إنتاجها في مطلع التسعينات (يديعوت 9/6/1991). وحتي العام 1998،، بلغت قيمة مشتريات الولايات المتحدة من هذه الصواريخ أكثر 350 مليون دولار(هآرتس 2/6/1998). ولدي اندلاع الحرب علي العراق، نشرت معلومات تفيد أن قاذفات B52 الأميركية، مزودة بصواريخ بوباي المشار إليها (يديعوت23/3/2003).
وكمثال أيضاً، استخدم الجيش الأميركي في الحرب طائرات دون طيار إسرائيلية الصنع. ومن الصفقات التي تم الإعلان عنها قبل الحرب بعدة أشهر، طلب البنتاغون التزود بمئات من الطائرات دون طيار التي تستخدم في مهام التمويه، من طراز Id Improved Tactical Air تبلغ قيمتها 22 مليون دولار. وكان الجيش الأميركي قد استخدم طائرات دون طيار من طراز I-TALD بشكل مكثف ضد الصواريخ العراقية المضادة للطائرات في حرب الخليج في سنة 1991. وفي أعقاب ما سمي النجاحات التي حققتها تلك الطائرات في حرب الخليج، تم تطوير طراز I-TALD المزود بمحرك نفاث وأجهزة توجيه حديثة، لاستخدامها من قبل طائرات F18 بصورة أساسية.. وذكر تقرير إسرائيلي أنه تم تزويد الجيش الأميركي بطائرات دون طيار للتمويه من طراز TALD بقيمة 80 مليون دولار، وأن شركة الصناعات العسكرية الإسرائيلية(تاعس) هي المنتجة الوحيدة لهذا الطراز من الطائرات التي تنطلق من داخل طائرة وتعين أهدافاً وهمية في شاشات أجهزة الإنذار المبكر أو الرادارات، بمساعدة جهاز توجيه عبر الأقمار الاصطناعية، الأمر الذي يجعل الطائرات تنفيذ مهامها التمويهية بشكل أفضل. (أرييه إيغوزي، يديعوت 24/12/2002). وأفاد تقرير آخر، أن إرسالية طارئة من هذه الطائرات نقلت إلي الولايات المتحدة قبل بضعة أيام من الحرب علي العراق (يديعوت 18/3/2003). وبعد أن عرض التلفزيون العراقي صوراً يظهر فيها حطام طائرة دون طيار إسرائيلية الصنع، ظهرت عليها لوحة حملت عبارة الصناعات الجوية ـ القدس ، فقد تعرفوا في الصناعات الجوية الإسرائيلية علي الشظايا، وقالوا إنها فعلاً تابعة لطائرة TALD، وبيع المئات منها إلي الأسطول الأميركي. ومما ذكر عن هذه الطائرة أنها تستخدم لمرة واحدة، بحيث تقوم بتضليل بطاريات الصواريخ المضادة للطائرات، إذ تظهر وكأنها طائرة حربية وتشكل أطياف أهداف تظهر علي شاشات رادار العدو، وعندما يركز العدو جهوده لإسقاطها، تسهل مهاجمة بطاريات الصواريخ وتتقلص المخاطر التي تواجه الطائرات المهاجمة، ثم تتحطم هذه الطائرة بعد انتهاء مهمتها. وحسب التعليق الذي قدمه وزير الدفاع موفاز في جلسة الحكومة، حيال المقاطع التي بثت، كإثبات علي ضلوع إسرائيل في الحرب، فإن هذا العتاد بيع للولايات المتحدة قبل عقد من الزمن (يديعوت23/3/2003).
وتمت الإشارة إلي أن الولايات المتحدة استخدمت في الحرب نوعين آخرين من الطائرات دون طيار، من إنتاج الصناعات الجوية الإسرائيلية، هما طائرتا هارفي و هانتر اللتان تحملان صواريخ مضادة للدروع وشحنات متفجرة تنقض علي أهدافها فور معاينتها. ويذكر أن طائرة هانتر مخصصة لأغراض استخباراتية، لكنها حولت عشية الحرب إلي حاملة للصواريخ المتطورة المضادة للدبابات، كي تساعد علي تدمير أرتال المدرعات العراقية(يديعوت23/3/2003).
ومن الأمثلة أيضاً، عرض العميد احتياط أرييه مزراحي نموذجاً صغيراً لقنبلة انشطارية من إنتاج الصناعات العسكرية الإسرائيلية (التي يترأسها) وأكد يومها أن الأميركيين يقومون باستخدامها في العراق. ووصف مزراحي كيف تعمل القنبلة، وكيف تتحول إلي قنابل صغيرة لا متناهية، وكيف اشتهرت في حرب لبنان وافترست أرتال المدرعات بأكملها، وأنها مثل مطر من الفولاذ تماماً، لدرجة أصاب فيها الذعر كل من شاهد النتائج علي الأرض (هآرتس23/3/2003).
أما بالنسبة للجيش البريطاني، فتبين التقارير المنشورة أنه يتزود بقذائف صاروخية من إنتاج الصناعات العسكرية الإسرائيلية (تاعس)، وبأجهزة حربية إلكترونية من إنتاج مصانع إلتا الإسرائيلية لتركيبها علي طائرات نمرود 2000 البريطانية (هآرتس 6/2/1996ومعريف9/4/1997).
يشار هنا إلي أن استخدام قوات التحالف للأسلحة الإسرائيلية يعود بجملة من الفوائد علي إسرائيل، لعل أبرزها المردود المالي الناجم عن الصفقات الجديدة مع المصدر لتعويض ما يستهلك في الحرب، وتجريب هذه الأسلحة في معارك حقيقية، وما يترتب علي ذلك من معرفة مزاياها والعمل علي تلافي أي عيوب قد تظهر بعد استخدامها. ناهيك عن أن تلك الأسلحة تستخدم ضد طرف يصنف كعدو لإسرائيل، وهذا ليس عديم المغزي.

التعاون الاستخباري

بينت التقارير الدولية والإسرائيلية وجود تعاون وثيق بين القوات الأميركية وإسرائيل في مجال التزود بالمعلومات الاستخبارية. ومن النماذج التي كشف النقاب عنها، تقرير نشرته صحيفة نيويورك ديلي نيوز الأميركية (29/3/2003)، يؤكد أن القوات الأميركية تستعين بعملاء إسرائيليين زرعتهم في بغداد، وبخدمات القمر الصناعي الإسرائيلي للتجسس أوفك 4 الموجود في سماء العراق والذي يزود القوات الأميركية والبريطانية بالمعلومات. وحسبما قالته الصحيفة فإن التعاون الاستخباري الإسرائيلي - الأميركي يتم بسرية قصوي. واعترف تقرير إسرائيلي لاحقاً، أن إسرائيل قدمت للولايات المتحدة معلومات استخبارية، وأشارت إلي مواقع مشبوهة تستحق التدقيق، وكان الجيش الإسرائيلي راضياً جداً من تبادل المعلومات ومن الإحساس بأن إسرائيل تستطيع التأثير علي العمليات المرتبطة بأمنها (ألوف بن، هآرتس8/5/2003).
من جانب آخر، نشرت محطة القناة الخامسة الفرنسية (TV5)، بعد نحو أسبوعين من اندلاع الحرب، معلومات لجنرال فرنسي متقاعد تتعلق بخطة إسرائيلية وضعت بالتعاون مع مسؤولين أميركيين لتعقب العلماء العراقيين، وأن قوات كوماندو إسرائيلية تضم أكثر من 150 عنصراً دخلت الأراضي العراقية بالفعل، تنفيذاً لخطة اغتيال الكفاءات التي كان لها الفضل في بناء منظومة السلاح العراقية. وإذا صحّ النبأ، من المحتمل أن تجد فرق الاغتيالات هذه ذاتها في مهمة يسيرة، خاصة وأنّ مفتشي الأمم المتحدة برئاسة هانز بليكس كانت بحوزتهم قائمة بأسماء العلماء العراقيين الذين أجري المفتشون تحقيقات مع بعضهم. وقدر الجنرال الفرنسي المتقاعد عدد العلماء العراقيين بنحو 3500 عالم، بينهم قرابة 500 عالم خدموا في تطوير صناعة السلاح العراقية، بما فيها قطاع الأسلحة غير التقليدية.
بصرف النظر عن مدي دقة هذه المعلومات، من الثابت أن التعاون الأميركي ـ الإسرائيلي في المجال الاستخباري، يوحي بأن الطرفين معنيان بتلبية المصالح المشتركة لهما وبتحقيق الهدف ذاته.

التدريب والخبرة والجرافات

عشية الحرب علي العراق، ذكرت صحيفة يو.اس.آي تودي (4/11/2002) بأن إسرائيل أقامت بلدتين وهميتين لتدريب جنود الكوماندو الأميركيين، وكانتا نسخة دقيقة عن بلدات عربية نمطية.. وأضافت الصحيفة أن إسرائيل أشركت الولايات المتحدة بتجربة الجيش في القتال في منطقة مبنية في جنين، بهدف تمكين الأميركيين من إدارة حرب قصيرة وناجعة. ونقلت الصحيفة عن ضباط كبار ومسؤولين في إدارة بوش تأكيدهم بأن القوات الإسرائيلية (التي اكتسبت خلال الانتفاضة خبرة كبيرة في الحرب في مناطق مأهولة بالسكان) قامت بتدريب وحدات أميركية يمكن أن تواجه حرباً من هذا النوع في العراق، وأن القوات الأميركية استخدمت كل المعسكرات التي أنشئت في إسرائيل خلال السنوات الأخيرة، للتدريب علي الحرب في مناطق سكنية مأهولة، وقالت مصادر أميركية إن هذه المعسكرات أفضل بكثير من التي لدينا .
ونشرت صحيفة تايمز البريطانية (17/3/2003) أن جهات أميركية توجهت إلي إسرائيل طالبة التعرف علي الأساليب التي يعتمدها جنود الجيش الإسرائيلي خلال العمليات العسكرية التي ينفذونها في المخيمات الفلسطينية، تمهيداً لإمكانية قيام الجيش الأميركي باعتماد الأساليب ذاتها، أثناء المعارك في العراق.
ونقلت (يديعوت3/4/2003) عن الجارديان البريطانية أن إسرائيل ترشد القوات الأميركية في كيفية القتال في المناطق المبنية، وأن كبار مسؤولي البنتاغون درسوا منذ أشهر أشرطة الفيديو التي صورها الجيش الإسرائيلي عن طريقة العمل في المناطق المبنية، ولا سيما باستخدام الجرافات لإخلاء المنطقة. ويدور الحديث أساساً حول طريقة العمل التي استخدمت في جنين، وأن نحو ألف مقاتل أميركي أرسلوا إلي قواعد الجيش الإسرائيلي في بداية هذا العام كي يتعلموا طريقة شق المعابر من بيت إلي بيت من خلال ثغرات في الجدران الداخلية لتفادي الإصابة بعبوات عند المداخل، وشارك قسم من مقاتلي المارينز في مناورة لاحتلال نموذج لمدينة في إحدي القواعد العسكرية للجيش الإسرائيلي في النقب. وفي شباط / فبراير انضم مقاتلون أميركيون إلي قوات الجيش الإسرائيلي في نابلس، كي يتعلموا عن قرب طرق العمل أثناء عمل ميداني آخر.
ويستدل من معلومات أوردتها إذاعة الجيش الإسرائيلي جالي تساهال (21/5/2003) أن السلطات الإسرائيلية اعترفت بتورطها في الحرب الأميركية علي العراق، من خلال تزويد الجيش الأميركي بمعدات عسكرية، ومنها الجرافات الضخمة، التي تستخدمها إسرائيل في حربها داخل المدن الفلسطينية. ونقلت الإذاعة عن مصادر أمنية إسرائيلية أن أميركا طلبت من إسرائيل عشية الحرب تزويدها بعدد من الجرافات العسكرية الضخمة، وذلك بعد قيام الجيش الأميركي بإجراء دراسة شاملة لأساليب الحرب التي تتبعها إسرائيل في المناطق الفلسطينية.
وحسب تقرير للمعلق إليكس فيشمان، جاء الأميركيون إلي جنين ليروا كيف يعملون بالجرافات في المدينة، وأضاف: يتعين علي الأميركيين أن يتعلموا كيف يتصدون لمشكلة إرهاب الانتحاريين ولديهم معلمون جيدون في الموضوع. وأكد فيشمان أن خبراء إسرائيليين سافروا إلي الولايات المتحدة كي ينقلوا إليهم بعضاً من الخبرة التي جمعت هنا حول الانتحاريين والإحباط المركّز(يديعوت30/3/2003). ويذكر فيشمان في تقرير آخر، أنه في اليومين اللذين سبقا دخول الطوابير المدرعة إلي بغداد، قامت المروحيات الهجومية والطائرات الحربية لقوات التحالف بـ أعمال تحضيرية"، علي طول المحاور الثلاثة للدخول، استهدفت الدبابات وناقلات الجند المدرعة والشاحنات العراقية التي أخذت تشتعل بين البيوت ومفارق الطرق، وقال: إن ذلك هو تطبيق لتقنية إسرائيلية طورها الجيش الإسرائيلي، استنكرتها وزارة الخارجية الأميركية، لكن البنتاغون رضعها بلهف، ويسمونها: تصفية مُركّزة، وهذه الطريقة تجمع بين مراقبة جيدة ـ بطائرة صغيرة دون طيار أو طائرات استكشافية ــ وسلاح موجّه دقيق يُطلق من طائرة أو من مروحية.. ولم يكتفِ الأميركان بطائراتهم الصغيرة دون طيار، بل اقتنوا عشية الحرب وخلالها الكثير من هذه الطائرات من إسرائيل (يديعوت6/4/2003).
ويستفاد من تقرير نشر لاحقاً، أن القوات الأميركية بدأت تستعين بالخبرات الإسرائيلية في قمع المقاومة داخل المدن لمواجهة المقاومة العراقية. وفي هذا الإطار ألقي الكولونيل الإسرائيلي موشيه تامير (قائد فرقة جولاني) محاضرة علي ضباط قوات المارينز الأميركية، حول الدروس التي تعلمها جيش الاحتلال الإسرائيلي من الصراع المسلح مع الفلسطينيين في الانتفاضة الأخيرة. وكانت المحاضرة، التي ركزت بالتحديد علي عملية السور الواقي التي شنتها القوات الإسرائيلية علي الفلسطينيين في نيسان / أبريل عام 2002 جزءاً من مؤتمر حول حرب المدن، نشرت معريف تقريراً عنه ولم تذكر مكان انعقاده. وقد لعب تامير، بوصفه قائد فرقة جولاني دوراً أساسياً في العديد من المعارك التي دارت داخل المدن الفلسطينية خلال العامين الأخيرين، وأشرف مباشرة علي عمليات عسكرية في مخيم جنين ونابلس وطولكرم وغزة.علما أن قواته تكبدت خسائر فادحة في معركة مخيم جنين التي ضرب فيها المقاتلون الفلسطينيون مثالا رائعاً في البطولة والصمود. وخلال العامين المنصرمين طور الجيش الإسرائيلي أسلوباً قمعياً فريداً للسيطرة علي المناطق المكتظة بالسكان، متبعاً العديد من التكتيكات المشينة، مثل التنقل من منزل إلي آخر باختراق الجدران، لتجنب مواجهة المقاتلين الفلسطينيين في الأزقة الضيقة. وقد عبّرت القوات الأميركية عن اهتمامها الكبير بتكتيكات حرب المدن التي تتبعها إسرائيل في قمع الفلسطينيين، ويبدو أن الجنود الأميركيين بدؤوا فعلاً يستفيدون من الدروس الإسرائيلية التي راحت ملامحها تتكشف في شوارع العراق، فمثلاً قتلوا عراقيين كانا في مظاهرة نظمها الجنود العراقيون السابقون احتجاجاً علي وقف مرتباتهم (موقع عرب48 ـ 20/6/2003).
يخرج المتابع لهذه التقارير بانطباع راسخ، هو أن الإسرائيليين يقدمون أنفسهم أساتذة في الحروب وفنون القتال. وإذا كان من الصعب مبدئياً أن تجد هذه الصورة طريقها إلي العقل، بسبب القدرات الجبارة التي يمتلكها الجيش الأميركي، فإن هذه المسألة جديرة بأن تظل رهن المتابعة، بانتظار تأكيدها أو نفيها.

تخزين الأسلحة الأميركية

كشفت معلومات متفرقة، قبل أشهر من الحرب، تفيد أن إسرائيل سمحت للولايات المتحدة بإدخال كميات كبيرة من الوسائل القتالية إلي قواعدها العسكرية، وتواجد عشرات الضباط والموظفين الأميركيين في القواعد العسكرية الإسرائيلية في أنحاء البلاد، للتعامل مع موضوع تخزين السلاح. وقال أحدهم آنذاك: إن الكميات التي وصلت والتي ستصل كبيرة، وذلك لأن إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي نعتمد عليها (معريف9/9/2002).
واستناداً تقرير نشرته صحيفة يو.إس.آي تودي الأميركية، قامت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بإرسال كميات كبيرة من الذخيرة والوقود والعتاد العسكري إلي إسرائيل، بهدف التخزين. وقد وزع العتاد علي ستة مخازن كبيرة في أنحاء البلاد. ولا يتعلق الأمر بعتاد عادي، وإنما بعتاد احتياطي لأغراض الحرب في العراق، أو لتقوم إسرائيل باستخدامه إذا ما احتاجت إليه في الحرب ضد دولة مجاورة (يديعوت6/11/2002).
يتيح التدقيق في الموضوعات المرتبطة بعملية تخزين الأسلحة الأميركية في إسرائيل، الاستنتاج بصورة مبدئية أن هذه الأسلحة جاءت لأغراض محددة، وفق الحسابات التي جرت قبل الحرب، لكن مسألة استخدامها تظل مفتوحة أمام المعلومات التي قد تظهر لاحقاً.
.. وهكذا تبيّن تجربة الحضور الإسرائيلي في الحرب علي العراق، وجود صور لا تنتمي إلي عالم التجريد، بل تحفر مساربها في المكان والأفق، لتكون ماثـــــلة في أي حالة مستقبلية. وفي تقويم ما حدث، سيحــــتفظ الإســــرائيليون بهذه الصور التي تبعث فيهم مشــــاعر الرضي والارتياح والتحفز. أما في الجــــانب الآخـــر من المتـــــراس، فالأمر مختلف تماماً.


 
موضوع جميل استاذي قد ذكرتنا بماضينا المشرف العائد بأذن الله

حاضركم و حاضر مقاومتكم مشرف ايضا استاذي و ينبئ بمستقبل مشرف .. و ان كان لي بعض التحفظات على المعلومات بالموضوع
 
التعديل الأخير:
العمل المباشر

لن نجازف بعرض توقعات حول الانخراط العسكري السري المباشر لإسرائيل في الحرب، بإشراك الطيارين الإسرائيليين أو باستخدام المطارات الإسرائيلية أو قواعد الصواريخ ومراكز الدعم اللوجستي، لأنه لا يوجد لدينا سند أو دليل موثوق حول ذلك، ولم تنشر حتي الآن معلومات بهذا الخصوص.
بيد أنه استناداً إلي ما كان ينشر، جري الحديث عن عمل إسرائيلي مباشر في منطقة غربي العراق، التي غدت هدفاً مفضلاً لعمل عدد من الوحدات الخاصة، إذ كشفت صحيفة التلغراف اللندنية (28/9/2002) بأن قوات خاصة بريطانية وأميركية تواجدت في هذه المنطقة، مهمتها منع النظام العراقي من نشر شبكات الصواريخ وإطلاق صواريخ سكاد باتجاه إسرائيل. وطالما أن النشاط الغربي المذكور يتعلق بحماية إسرائيل، كان من المفهوم إدخال إسرائيل ذاتها علي الخط.
وبالفعل تسربت معلومات حول المشاركة الإسرائيلية العملية في التحضير للحرب علي العراق، إذ كشفت مجلة فورين ريبورت (أواخر أيلول / سبتمبر2002) أن وحدة تابعة لهيئة الأركان الإسرائيلية(متكال) تسللت إلي غربي العراق، وراحت تعمل هناك، بهدف تحديد الأماكن والمواقع التي قد تطلق منها صواريخ سكاد باتجاه إسرائيل. وحسب المجلة، تأكد هذا النبأ من مصادر أميركية تم التنسيق معها سراً بشأن عمل الوحدة، خشية إثارة غضب الدول العربية. وكان رئيس الحكومة شارون هو الذي قرر إرسال الوحدة الخاصة إلي العراق من أجل عدم المجازفة (يديعوت 29/9/2002).
يدور الحديث هنا عن وحدة خاصة ونوعية في الجيش الإسرائيلي تنتمي إلي الذراع الاستخباري، هدفها الأساسي هو جمع معلومات استخبارية لمهام خطيرة وبعيدة، والعمل الميداني عند اللزوم. ولم تكن تلك المرة الأولي التي يرتبط فيها اسم وحدة الأركان بالشأن العراقي، ففي فترة حرب الخليج الثانية (1991) كانت قوات إسرائيلية علي وشك أن تنقل جواً للقيام بعملية غربي العراق بهدف تدمير قاذفات الصواريخ، ولكن في اللحظة الأخيرة لم يصادق المستوي السياسي الإسرائيلي علي العملية خوفاً من أن تؤدي العملية الإسرائيلية إلي تفكيك الائتلاف الذي أقامته الولايات المتحدة.
وفي الحادثة الفتاكة التي وقعت (في 5/11/1992) في قاعدة تساليم في النقب ــ وسميت لاحقاً كارثة تساليم ب ــ أطلق ضابط من وحدة الأركان أثناء المناورة صاروخاً بطريق الخطأ، مما أسفر عن مقتل خمسة من مقاتلي هذه الوحدة. وكانت المناورة قد جرت في إطار الاستعدادات لعملية قتل الحاكم العراقي صدام حسين (يديعوت29/9/2002).
وفي منتصف تشرين الأول / أكتوبر 2002، تحدثت الأنباء عن أن فرق كوماندو إسرائيلية تم إنزالها في مناطق حدودية غربي العراق بمساعدة طائرات أميركية، بغية زرع نقاط مراقبة هناك، لتلافي توجيه صواريخ سكاد إلي إسرائيل، ولتحديد المناطق التي يمكن أن تطلق منها هذه الصواريخ، وذلك تمهيداً لإمكانية تقديم مساعدة إسرائيلية في الحرب الأميركية علي العراق(يديعوت 16/10/2002).
ونسبت صحيفة واشنطن بوست (19/10/2002) إلي مسؤول سابق في وزارة الدفاع الأميركية قوله إن قوات كوماندو إسرائيلية عملت سراً في غربي العراق عشية الهجوم الأميركي، إذ بعثت إسرائيل خلال الصيف قوات خاصة إلي منطقة مطارات سلاح الجو العراقي H3 المتاخمة للحدود العراقية ـ الأردنية. وكان هدفها معرفة ما إذا كان يوجد لدي العراق ــ إضافة إلي قاذفات صواريخ ــ طائرات دون طيار ذات قدرة علي حمل السلاح الكيماوي والبيولوجي.
بعد نحو شهر من ذلك، أكدت مجلة تايم الأميركية وجود قوات عسكرية إسرائيلية في غربي العراق، ونقلت عن مسؤولين في إسرائيل وواشنطن أن وحدة خاصة ومتميزة من الجيش الإسرائيلي تعمل في المنطقة التي استخدمها العراق عام 1991 لإطلاق صواريخ سكاد علي إسرائيل، وأن الوحدة الإسرائيلية الخاصة تجري تدريبات هناك ضمن منطقة مساحتها 80 ألف كم2، وتقوم بالبحث عن المخابئ التي يمكن أن يكون العراق قد أخفي فيها صواريخه وقواعده التي بقيت بعد حرب الخليج. وأكثر من هذا، جري الحديث عن أن وحدة من كتيبة شلداغ في الجيش الإسرائيلي تشارك في البحث عن صواريخ سكاد منذ عدة سنوات.
وفي الأسبوع الأخير من كانون الثاني / يناير الماضي، نشرت أنباء مفادها أن هناك حملة خاصة في العراق تهدف إلي إلقاء القبض علي الرئيس العراقي صدام حسين، تشارك فيها قوات من الكوماندو الإسرائيلي وجنود أميركيون وبريطانيون وإسرائيليون، ويتم التركيز فيها علي تحديد مكان وجود الرئيس العراقي، للقضاء عليه، باستخدام وسائل إلكترونية متطورة لرصد المكالمات الهاتفية التي يجريها حراسه (يديعوت26/1/2003).
وأوردت جريدة تايمز البريطانية(17/3/2003) تقريراً جاء فيه أن الوحدة الخاصة التابعة لهيئة الأركان الإسرائيلية انضمت إلي القوات الأميركية والبريطانية الخاصة التي أرسلت إلي منطقة الحدود الأردنية - العراقية، للمشاركة في الجهود الرامية إلي ضبط قاذفات صواريخ عراقية من طراز سكاد.
هذه العينات من المعلومات المتواترة التي أوردتها منشورات لها مكانتها وتتصف بسعة إطلاعها ونوعية مصادرها، تضع عملية المشاركة الإسرائيلية المباشرة قبل الحرب في سوية الموضوعات المؤكدة. وغني عن البيان أن من أبرز العوامل التي كانت تكمن وراء هذه المشاركة، استغلال القدرات الخاصة والدوافع الذاتية لدي الإسرائيليين للقيام بمهمات تعتبر لديهم ذات أهمية من الدرجة الأولي.





هل تقصد استاذ بوستمان العملية الاسرائيلية ( شيخنا ) ؟
 
شيء سيء حينما يتم دمج الحقيقة بالكذب , رغم احتواء الموضوع على معلومات حساسة إلا أنها غير موثقة
و فوق هذا فإنه ينتابها الكذب كما لو أن حمى أكاذيب أبريل قد أصابتها ,
اسرائيل لم تشارك في تلك الحرب بأي شكل من الأشكال و إنما اكتفت بالتصدي للصواريخ العراقية
و هذا نتيجة لضغط هائل وضعه جورج بوش على اسرائيل
كي لا يتمكن صدام حسين من قلب الحرب من حرب خليجية عراقية إلى حرب عربية اسرائيلية
و يكسب تأييدا أكبر

لذلك فإن ذلك الادعاء هو ادعاء فارغ و باطل و غير صحيح أبدا
و على من أطلق هذا الادعاء (كاتب المقالة) أن يلتزم بالأمانة و الصدق​

ممتاز ..................رد حاسم
 
كنت سانزل هذا الموضوع لكن سبقتني اليه على العموم موضوع ممتاز جدا رغم بعد المعلومات الخاطئة لكن عموما ذكرتنا بامجادنا المشرفة وان شاء الله نحن لها للمرة الثانية وسنبكي امريكا واسرائيل
 
شيء سيء حينما يتم دمج الحقيقة بالكذب , رغم احتواء الموضوع على معلومات حساسة إلا أنها غير موثقة​



و فوق هذا فإنه ينتابها الكذب كما لو أن حمى أكاذيب أبريل قد أصابتها ,
اسرائيل لم تشارك في تلك الحرب بأي شكل من الأشكال و إنما اكتفت بالتصدي للصواريخ العراقية
و هذا نتيجة لضغط هائل وضعه جورج بوش على اسرائيل
كي لا يتمكن صدام حسين من قلب الحرب من حرب خليجية عراقية إلى حرب عربية اسرائيلية
و يكسب تأييدا أكبر​

لذلك فإن ذلك الادعاء هو ادعاء فارغ و باطل و غير صحيح أبدا​

و على من أطلق هذا الادعاء (كاتب المقالة) أن يلتزم بالأمانة و الصدق​

شي غريب فمن امكانيه احتلال مفاعل ديمونة بالسلاح الابيض والسكاكين الى اشتراك 100 طائرة اسرائيلة في ضرب العراق
اذا عرفت ان عدد 100 طائرة تم صبغها اكيد تعرف في اي قاعدة تم تجميع هذا العدد الكبير من الطائرات ففي اي قاعدة تمت استضافة هذه الطائرات مع المصادر لو سمحت

سبحان الله ولا حول ولا قوة الا بالله
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ألم يلاحظ احد او يقرأ العبارة التى جاءت فى صدر الموضوع ؟!!!!!!!!!!!!!

بقلم الباحث: عبدالوهاب محمد الجبوري

عجبى !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
 
كل هذا الخوف والذعر والخسائر بسبب 39 صاروخ عراقي
فما بالكم لو حدثت اليوم وبالاف الصواريخ السورية والمصرية والعربية
بالتاكيد زلزال عربي يصيب الكيان الصهيوني ويدمره
 
شيء سيء حينما يتم دمج الحقيقة بالكذب , رغم احتواء الموضوع على معلومات حساسة إلا أنها غير موثقة

و فوق هذا فإنه ينتابها الكذب كما لو أن حمى أكاذيب أبريل قد أصابتها ,
اسرائيل لم تشارك في تلك الحرب بأي شكل من الأشكال و إنما اكتفت بالتصدي للصواريخ العراقية
و هذا نتيجة لضغط هائل وضعه جورج بوش على اسرائيل
كي لا يتمكن صدام حسين من قلب الحرب من حرب خليجية عراقية إلى حرب عربية اسرائيلية
و يكسب تأييدا أكبر​

لذلك فإن ذلك الادعاء هو ادعاء فارغ و باطل و غير صحيح أبدا

و على من أطلق هذا الادعاء (كاتب المقالة) أن يلتزم بالأمانة و الصدق​
أخي الكريم
لقد انطلقت بالهجوم على كاتب المقالة لتنفي اشتراك اسرائيل في تلك الحرب دون ان تقدم أدلة على كذب كاتب المقالة او تقدم ادلة ثابتة تنفي اشتراك اسرائيل فقد اتهمت كاتب المقالة بالادعاءات الباطلة رغم كل التفاصيل المذكورة فيها واستناده الى الادلة والافلام والمقالات الاسرائيلية نفسها والاميركية كذلك .يا أخي الكريم نحن نناقش تاريخ قريب ومعظم من اشترك في أحداثه أحياء يرزقون وهل تتوقع ان تعلن الولايات المتحدة و اسرائيل في حينه جهارا وعلنا عن اشتراك اسرائيل في الحرب ؟؟ وهل من الصعب تمويه الطائرات وارسالها الى قواعد قريبة بقيادة طيارين من مزدوجي الجنسية ؟؟. واسأل الان سؤالين : هل تعترف الولايات المتحدة بخسائرها الحقيقية في العراق وهل اعترفت بخسائرها في معركة المطارفي بغداد ؟؟؟وكما يقال دائما البينة على المدعي واليمين على من أنكر!!!ونشكر الضغط الهائل الذي وضعه جورج بوش على اسرائيل!!!!!
 
رحمة الله عليك يا اسد الأمة
 
عودة
أعلى