المساعد الفدائي حسني سلامه - الجزء الاول

commando

عضو
إنضم
23 يوليو 2009
المشاركات
125
التفاعل
2 0 0
الفدائي المساعد صاعقه حسنى سلامه
الجزء الاول
موضوع خاص وحصري بموقع المجموعه 73 مؤرخين
ولا يجوز نقله او اعاده نشرة بدون الاشاره الي الموقع
مقدمه بخط يد حسنى سلامه
المقاتل حسنى سلامه من قوات الصاعقه مواليد 15/5/1945 بميت غمر – دقهليه ، الذى كتب عنه الكاتب الصحفى الكبير ابراهيم حجازى فى يوميات الاهرام 11 يوليو 2008 وكذلك فى يوم 22 يناير 2010 قائلا
( رجل اسطورة وشجاعه ) ، وكتب عنه ايضاً فى يوميات 29 يناير 2010 وعن دورة فى معركة لسان بور توفيق 1969 .
(( وهو المقاتل الذى افرد له الاستاذ الكبير الصحفى محمد على السيد رئيس تحرير اخر ساعه فصلا كاملا عن معركة رأس العش ، واخر عن معركة لسان بورتوفيق فى كتابه الرائع ( حكايات من حرب الاستنزاف ) واهداه احدى نسخه مطلقاً عليه المقاتل الفدائى حسنى سلامه )) – اصدار دار الكتاب 2008 .
وقد كتب عنه الكاتب اللواء طيار ا.ح محمد زكى عكاشه فصلا فى كتابه المرجعى الكبير ( جند من السماء ) حرب الاستنزاف الى حرب اكتوبر عن معركة راس العش ولسان بورتوفيق .
ووصفه قائدة اللواء احمد رجائى عطيه بأنه ابن الصاعقه البار الوطنى المتحمس ضمن صفحات كتابه الرائع الذى فند فيه عشرات الاعمال العظيمه الذى اشترك فيها فى القتال ما اعلن وما لم يعلن عنه .
فقد منحته لجنة التكريم بوحدات الصاعقه ( درع الصاعقه الذهبى ) عام 2008 ضمن مئه شخصيه ادت واجبها على الوجه الاكمل فى مسيرة الصاعقه التى استمرت طيلة خمسون عاماً على انشاء وحدات الصاعقه ، وسلمه الدرع اللواء جلال هريدى مؤسس وحدات الصاعقه فى مصر عام 1958 .
ومازال يقاتل ويخدم مصر كخبير فى علوم السلامه والصحه المهنيه وبنيه العمل لحماية الكوادر المصريه ورأس المال المصرى .
فهذه محاوله للعثور على مصرى حقيقى ليكون نموذجاً لشباب هذا الجيل فى البذل والعطاء وانكار الذات فى خدمة مصر .
قصه كفاح
من مواليد 15/5/1945 ، تقدم الى التطوع بالجيش فى سن السادسه عشر دون علم حد من اهله ، ومنذ ايامه الاولى فى فترة المستجدين سأل الضابط المسئول عن رغبته فى الالتحاق بوحدات الصاعقه ، فنصحه بالتفوق فى طوابير ونشاطات البدنيه التى ستؤهله الى الالتحاق بالصاعقه .
وبالفعل انضم الى وحدات الصاعقه ، وعند وصوله الى هناك شاهد كل ما هو مختلف عن اى وحده بالجيش ، فالزى وطبيعة العمل والتكوين الجسمانى وحتى سيارات النقل شئ مختلف .
وبعد وصلول حسنى سلامه الى قيادة الصاعقه تم الحاقهم مباشرة الى فرقه صاعقه مكثفه لمدة 45 يوم ، وذلك لزيادة الطلب على سفر كتائب صاعقه الى اليمن التى كانت على اشدها ، وبعد انتهاء تلك الدورة كان جلال هريدى فى استقبال هؤلاء المقاتلين الجدد ، و شرح لهم مهمتهم التى ستكون الانضمام الى قواتنا المتواجده باليمن وان مصر تساند دول العربيه الشقيقه فى استقلالها ....الخ .
الانتقال الى اليمن
فى اليوم الثانى مباشرة كانت الكتيبه على احد مراكب النقل متوجهه الى اليمن ، ووصل حسنى سلامه وباقى وحدته الى ميناء الادبيه ، ومنها الي ميناء الحديده ، ثم انتقلوا صنعاء عبر طريق برى وعر للغايه ولكنه مصمم بعنايه وفى نهاية الطريق كانت هناك يافطه تشير الى قبر المهندس الصينى الذى انشأ هذا الطريق ، وعندما سأل حسنى عن ذلك الرجل ، قيل له ان ذلك المهندس بعد انتهاء الطريق ورصفه طالب الامام احمد بباقى المبلغ المطلوب لأنشاء الطريق ، فعندما شاهد الامام الطريق فقال له انه " شخبطه على الارض " !!!!
عندما سمع المهندس رئيس الدوله يصف كل ذلك المجهود فى انشاء الطرق لم يتحمل الصدمه وتوفى .
وصل حسنى الى مطار صنعاء الذى كان بدائى للغايه وكان مخطط ان يتم نقلهم الى منطقة تمركزهم بطائرة نقل ، لكن الطيار المسئول ذكر ان المنطقه لا يصلح النزول فيها بطائرات النقل ، فتم نقلهم بطائرات هليكوبتر الى منطقة " برد " ، ولصعوبة الارض لم يستطع الطيار انزالهم فى المنطقة قريبه ، فأنزلهم على بعد 45كم من المنطقه الاصليه ، ونتيجة لذلك اكمل حسنى ومن معه هذه المسافه مشياً على الاقدام فى مناطق جبليه ضيقه جداا ويكاد التنفس بها بصعوبه .
كانت اليمن بلاد بدائيه للغايه ، فلا يوجد بها مدارس او اذاعه ولا اى من معالم الحياه المدنيه الحديثه ، وبعد عدة اشهر اقترح قائد الكتيبه ان يساهم فى تعليم القريه المحيطه ، وكان حسنى سلامه مسئول عن تعليم الانجليزيه لأهل القريه ، وقد توطدت علاقته بالشيخ مقبل شيخ تلك القببيله الذى دعى حسنى اكثر من مره فى بيته ، وشاهدهم وهم يخبزون بشكل بدائى للغايه ، حتى انهم حتى لا يعلمون كيف يتم تجبين اللبن !!! ، فعلمهم حسنى سلامه كل هذه الاشياء نتيجة لأنه من اصل ريفى .
كانت الكتيبه فى تنقل مستمر ، ونتيجة لأن هناك قبائل مواليه للثورة اليمنيه واخرى مواليه للأمام احمد ، ولأن اهل تلك القبائل يتحركون وسط الجبال والصخور بشكل سريع للغايه ...
فكانت تتمركز كتائبنا على قمم الجبال لكى تكون حاكمه لأكبر مساحه من الارض ، فطلب حسنى سلامه لكى يأخذ فرقه على المدفع 14،5مم ثنائى والتى كانت فى مدرسة المدفعيه باليمن التى انشأت لتدريب وحداتنا هناك .
وبعد انتهاء الفرقه تم وضع المدفع على جبل يسمى آل صلاح بواسطة طائرة هليكوبتر ، وكان حسنى سلامه حكمدار المدفع والمسئول عنه ، وكان مدفع ذو مدى كبير يصل الى 7كم ، واقل دفعة نيران عباره عن 24طلقه ، فكان المدفع سلاح مؤثر للغايه ضد اختراقات القبائل المواليه للأمام احمد .
وفى منتصف عام 1965 انتقلت الكتيبه الى منطقة صعدة وكان هناك جبل يسمى جبل براش عباره عن اسطوانه جبليه بأرتفاع 1300متر ولا يوجد طريق صعود للجبل بأى شكل ، فتم وضع حسنى سلامه ومدفعه اعلى الجبل بواسطة طائرة هليكوبتر ...
وفى احدى الاشتباكات التى كانت على كتيبة مشاه على تبه موازيه لجبل براش وكان هجوم شديد من القبائل ، وكتيبه المشاه بدأ صمودها يقل وبدأ المهاجمين يستعدون لأختراقها ، فقام حسنى سلامه بدون اوامر ، بعمل خط نيران ثابت بين حدود الكتيبه المشاه والقوات المهاجمه فى دفعات كثيفه ومركزه ، ونتيجة لتأثير المدفع الشديد تراجع الهجوم قليلاً ،و لم يستطيعوا اصابة مصدر النيران ، وبدا يتراجعو قليلا فبدا حسنى سلامه يلاحقهم فى ذلك الخط من النيران ..... حتى بدأت كتيبة المشاه فى استعادة اوضاعها ، وانتهى الهجوم بالفشل ....
وفى اليوم الثانى جاء قائد كتيبة المشاه الى كتبية الصاعقه لكى يشكر حسنى لأنقاذه الكتيبه من الهلاك ، ولكنه لم يستطع الوصول اليه فى اعلى الجبل فشكره باللاسلكى على ذلك العمل الفردى الرائع .
بعد ذلك انتقلت الكتيبه الى عدة مناطق اخرى ، ومنها الى احد النقاط الحدوديه على الحدود اليمنيه السعوديه ، والتى كانت العمليات فيها على نفس المنوال من اختراق من القبائل المواليه وتصدى حسنى سلامه ومدفعه 14،5 مم لهذه الهجمات ، الى ان صدرت الاوامر بسحب الكتيبه وكلف قائد الكتيبه حسنى سلامه بستر الانسحاب بالمدفع والذى تم تثبيته على عربه نقل مخصصه له ، وان لا ينسحب الا بأشاره من قائد الكتيبه .
وبالفعل انسحبت الكتيبه وظل حسنى سلامه بموقع لستر الانسحاب ليلاً وانتهائه ، فانتظر حتى الصباح ولم تصل اليه اى اوامر ، فقد نسى قائد الكتيبه اصدار امر لحسنى بالانسحاب ، ونتيجة لمراقبة رجال القبائل لقواتنا بأستمرار ومشاهدتهم لقواتنا تخلى مواقعها ، فقد بدأوا بأحتلال تلك المواقع فى الصباح والتى لم يتبقى بها سوى حسنى سلامه بأفراد المدفع بمفردهم فقط !!
وفوجئ حسنى سلامه باليمنيين يحيطون بالسياره من كل اتجاه ويبادرونها بأطلاق النار ، فقرر ان ينتظر حتى تضيق دائرة الحصار حوله جداا لكى يستطيع اختراقها فى اقل وقت ممكن ...
عندما وجد اليمنيين عدم وجود رد بالنيران من السياره بدأوا فى وقف اطلاق النار ، والظهور من خلف الصخور والاقتراب من السياره ، كل هذا وسط رباطة جأش وهدوء من حسنى فى هذا الموقف العصيب الذى اذا لم يتصرف بشكل حكيم ستكون نهايتهم ..
بدأ الدائره تقل اكثر وحينها امر حسنى سائق السياره بالانطلاق بأقصى سرعه للسياره ، وصعد هو الى المدفع يطلق نيرانه بأقصى معدل له فى كل اتجاه مما اثار رعب اليمنيين من هذه الكميه الرهيبه من النيران ، وبالفعل خرج حسنى بكل من معه سالمين ، وعندما وصل الى نهاية الطريق وجد مدرعات ورجال الكتيبه فى مواجهته وقد جائوا لأنقاذه بعد نسيانهم له !! .
انتهت فترة بقاء الكتيبه فى اليمن ، وعادت الى مصر فى منتصف عام 1966 بعد ان ادت واجبها سواء العسكرى او الانسانى فى محاوله اخراج اليمنيين من حالة البدائية الشديده التى كانو بها ..
وبالطبع كانت فتره مهمه فى حياة حسنى سلامه ، فقد عاش فى مناطق غايه فى الصعوبه فى بداية حياته ، وتعلم الكثير فى تلك المده ، منها الحصول على عدة فرق ، والتدريب الحى على العديد من الاسلحه منها المدفع 14،5مم ، والمدفع عديم الارتداد ب-10 والهاون 81مم وما الى ذلك من اسلحه مختلفه ظهرت فوائدها بشده فى معركة حاسمه بعد هزيمة 67 وهى معركة رأس العش ....
العوده الى مصر :
عاد حسنى سلامه الى مصر مره اخرى ، حيث حصل على العديد من الفرق التخصصيه فى فتره منذ عودته فى عام 1965 الى بداية حرب يونيو 1967 ، فقد حصل على فرقة معلمى الصاعقه التى تؤهل الفرد ليس فقط لكى يصبح فرد صاعقه ، ولكن لكى يصبح مُعلماً لباقى افراده ، وحصل ايضاً على فرقة طبوغرافيا عسكريه وحصل على المركز الثانى رغم تغيبه عن اغلب محاضراتها نتيجة لمرضه ، وايضاً فرقة قفز بالمظلات والتى تصادف فيها ولأول مره تجربة نوع مظلة جديده قام بتعديلها ضابط مصرى ، ولكن نتيجة لأن بها حبال اطول من المظله المعتاده فبالتالى زاد الزمن اللازم لفتح المظله مما سبب ارتباك لبعض الافراد الذين قفزوا مع حسنى سلامه ، فقاموا بفتح المظله الاحتياطيه ظناً منهم ان الاولى لن تفتح مما ادى الى تشابك المظلتين !!
لكن حسنى سلامه ظل منتظراً بعد ان انتهت الاربع ثوانً اللازمه لفتح المظله الجديده ، وبالفعل بعد ثانيتين فقط فتحت المظله الجديده وكانت جيده جداا ووصل بها حسنى الى الارض بسلام . . .
كان حسنى سلامه يستغل كل فتره قد تكون ذو هدوء نسبى بأن يقوم بتحصيل المزيد والمزيد من العلم والدراسه والمعرفه من دورات وفرق ودراسات مختلفه فقد كان شغوفاً بالمعرفه والقراءه فى كل المجالات ..
وقد كان متابعاً للأخبار والاحداث المحيطه به ، وما تم من تصعيد على الجبهه السوريه .
حرب يونيو . . وعلامات الهزيمه :
مع ظهور التوتر السياسى بالمنطقه وشواهد الحرب تلقى بظلالها على الجميع ، تم تشكيل قوة مختلطه خفيفة الحركه وكان ضمن تشكيلها الكتيبه 43 صاعقه التى كان بها حسنى سلامه وبعض وحدات العربات المدرعه وعناصر الاستطلاع ، وكانت تلك هي المجموعه الخفيفه بقياده العميد سعد الدين الشاذلي .
العلامه الاولى :
فى منطقة قريبه من الاسماعيليه عُقد اجتماع على مستوى القاده فى احدى مراكز القياده وكانت حسنى سلامه وبعض افراد الصاعقه مكلفين بحراسة الاجتماع ، وبعد وصول القاده سمع حسنى سلامه حديثهم الذين كان يتسم بالسخريه الشديده جداا !! وهذا ما اثار حفيظة حسنى سلامه . .
فكان تفسيره الوحيد لهذا الموقف هو ما ان هؤلاء القاده واثقون من النصر الى اقصى درجه .... او انهم لا يعلمون شئ وفى غفله الى اقصى درجه !!
العلامه الثانيه :
بعد رفع حالات الاستعداد القتالى فى 15/6/1967 بدأت الكتيبه تستعد للتحرك ضمن المجموعه خفيفة الحركه الى سيناء . . .
وصل ضابط كبير للمرور على الكتيبه ، فوجد جندى يجهز مهماته فقام بسؤاله : انت رايح تحارب مين
فكانت اجابه الجندى : رايحين نحارب سوريا !!!
فسأله الضابط : وهتحارب سوريا ليه
اجاب الجندى : هنحارب سوريا علشان عاوزه تضرب فى اسرائيل !!
فنادى هذا الضابط على قائد الفصيله للجندى وجعله يستمع الى ما يقوله الجندى ومدى ما وصل اليه الجنود من عدم معرفة هدفهم !
العلامه الثالثه :
عندما تم تجهيز العربات المدرعه التى سيستقلها الجنود الى سيناء ، فكانت السياره الواحده بها ما يقرب من ستة افراد وكل مهامهم من شده وسلاح ..الخ . . .
فكان تنظيم ما بداخل هذه السيارات مسؤولية ضباط الصف لكى لا تكون العربه المدرعه غير مريحه او تصبح عبء على الجنود بدلاً من ان تكون وسيله ميسره للتنقل . . .
وكان حسنى سلامه حتى الان لا يعلم الى اين هم ذاهبون ، او ما هى مهامهم ، فكان منتظر وصول القائد لكى يشرح للقوات ما هى مهمهم ، ولكن حسنى فوجئ بأن الضابط كل ما لفت انتباهه وعلق عليه هو " رصة الشده والمعدات فالعربيه شكلها مش متسواى " !!! ، فأثار هذا غضب حسنى سلامه وحاول الشرح للضابط فرفض الضابط هذه المناقشه ووصل الامر الى اصرار الضابط محاكمة حسنى سلامه لولا تهدئة الامر من المحيطين !! .
بعد ان استعدت المجموعه بالكامل اتجهت الى سيناء حيث وصلت الى القسيمه ثم بعد فتره انتقلت الى منطقة الشيخ زويد جنوب العريش . . .
وفجأه فى ظهر يوم 5 يونيو 1967 وصل خبر نشوب الحرب ، وصدر امر للكتيبه بالتحرك فى غضون عشر دقائق والتراجع الى خط ثانً ، فبدأ الجميع فى سرعه رهيبه بتجميع المهمات والمخيمات والذخيره بالعربات بشكل عشوائى ، حيث بدأ طيران العدو يظهر بالسماء . . .
وفى اثناء التحرك على الطريق بقول السيارات الخاصه بكتيبة الصاعقه ، شاهد حسنى سلامه طائرات معاديه قادمه من الخلف فنبه قائد الكتيبه لذلك فغادر الجميع السياره فورا قبل ان تنهال عليها طائرات العدو هى وباقى القول فدمرتهم جميعاً ، فما كان امام الجميع سوى اكمال المسيره للقناه سيراً على الاقدام .
ونتيجة لحصول حسنى سلامه على فرقة طبوغرافيا عسكريه ، فقد كان مُلم بكل دروب ووديان سيناء حيث شارك قبل ذلك ضمن مجموعه من الضباط فى تحديد ابار المياه الموجوده بسيناء كلها ، مما ساعده على معرفة الطريق الذى سيسلكه الى القناه ومعه ما تبقى من الكتيبه بعد تشتتها ، فكان هناك جبل يقابلهم وطريق اخر ، لكن حسنى عندما رأى ان هناك دبابات ووحدات من الجيش مدمره بذلك الطريق اختار صعود الجبل واجتيازه فهو اقرب واقصر الطرق للقناه ، فأتبعه حوالى عشرون فرد من الكتيبه وما ان اجتاز الجبل حتى وجد العدد قد تضخم بصورة كبيره حيث تعدى ال 300 فرد من الشاردين مما مكنهم من الوصول بسلام .
وفى صباح 7 يونيو وصل حسنى سلامه الى القناه فى منطقه ما بين القنطره شمالاً والاسماعيليه جنوباً ، ولكنه لم يجد اى وسيله لعبور القناه ، فقد كان يجيد السباحه ويستطيع عبور القناه ولكن هناك مِن مَن معه لا يستطيع السباحه ، فتوجه جنوباً الى الاسماعيليه لعله يجد ما يساعد الجميع على العبور ، وبالفعل كان هناك كوبرى خفيف مازال منصوباً ولم يقصف فعبر عليه الجميع . .
ووجد افراد الشرطه العسكريه تاخذ اسماء كل شخص يعبر والسلاح الذى ينتمى اليه لكى يعاد تنظيم القوات من جديد ، فتوجه حسنى الى معسكر الصاعقه ، واذ به يجد باقى زملائه من الكتيبه الذين فقدوا الامل ان يكونوا احياء ، وتم الاتصال بقائد الكتيبه الرائد سيد الشرقاوى لكى يتم ابلاغه بأن رجاله مازالوا سالمين ، ويبدوا ان القياده علمت بوجود كتيبة صاعقه يمكن استخدامها ، ولكن فعلياً لم يكونوا اكثر من 140 فرد فقط ، فتم تكليفها بالتوجه لبورسعيد للدفاع عنها .
وما ان استقرت الكتيبه هناك بمدرسة امون حتى بدأت فى المساعده فى اعادة الشاردين على الطريق الشمالى القادم من العريش من خلال قوارب صيادى بحيرة المبردويل ، لكن حسنى سلامه كان فى موقفً اخر . . .
فبعد ان استقر حسنى من كل هذه الدوامه حتى بدأ يسترجع ذلك الشريط الطويل منذ الاسماعيليه وبداية التجمع حتى ما وصل اليه الان !!
فدخل حسنى الى احد فصول المدرسه واغلق على نفسه الباب ولم يسمح لأحد بالدخول حتى قائد الكتيبه ، فقد وصل الى حاله من التخبط النفسى وتراكم الاحداث المتضاربه ومن رؤيته وتوقعه لكل ما حدث الان ولكن لم يصدقه احد بل عُنف بشده من قائده ، وجعله الجميع مخطئ حتى انهم قد تخيلوا انه قد اصيب بشئ فى عقله .
ظل حسنى سلامه هكذا لــ48 ساعه كامله دون ان يدخل عليه احد ، حتى استدعاه قائد الكتيبه ، واذ به يجد قائد الكتيبه يقدمه الى ضابط مخابرات ، فقد اختير لمهمه معينه ..
وبالفعل وصل حسنى الى مكتب مخابرات بورسعيد دون ان يعلم شئ ، حتى عرفه على فرد من بدو من شمال سيناء عندهُ ثلاث ضباط مصريين جرحى لم يستطيعوا العوده ويجب اعادتهم ، و سيتم الانتقال بلنش صيادين وبه كمية كبيره من الغذاء وستعطى للبدوى هذا ولكن بعد ان يسلمك الضباط .
قدر ضابط المخابرات لحسنى سلامه بأنه سيصل الى المنطقة المطلوبه فى اول النهار وسيعود ليلاً ، وبدأ حسنى مع ريس المركب والبدوى هذا الرحله التى استمرت طوال الليل حتى وصلوا الى المنطقه المطلوبه . . .
وذهب البدوى الى بيته لكى يحضر الضباط حسب الاتفاق ، وظل حسنى بالقارب حسب التعليمات لحين عودة البدوى الذى وعد بالعوده فى غضون ربع ساعه ، ولكن حسنى اسنتظر لأكثر من ساعه ولم يظهر للبدوى اى اثر ، فنزل حسنى للشاطئ لكى يرى اثار الرجل او انه قد تكون دوريه اسرائيليه تعيق قدومه ، لكنه لم يرى للرجل اثر فعلم انه كان يحاول الحصول على اسلحه من الجيش بأى طريقه .
فعاد حسنى مره اخرى الى بورسعيد ، وفى طريق العوده وجد جنود على الساحل الشمالى عائدين سيراً على الاقدام من العريش فقام بأخذهم معه ، وظل طوال الطريق لمدة يوم ونصف يجمع كل من يجده على الطريق من مدنيين وعسكريين ويقدم لهم كل الغذاء المتاح فى المركب .
وعلى الجانب الاخر حين طال غياب حسنى سلامه ابلغ ضابط المخابرات الكتيبه بأن حسنى سلامه مفقود ، حتى فوجئ به عائداً بهذا الكم من البشر من سيناء فهنئه على سلامته ، وطلب ان تساعد الكتيبه بأفرادها من ضباط وجنود فى اعادة الشاردين من سيناء . . .
ثم عاد مره اخرى الى مكان تمركز الكتيبه ، حيث وصل اليهم سلاح جديد مطور يسمى ار بى جى -7 بدلا عن السلاح القديم ار بى جى -2 ، فلم يعرف احد كيفية تشغيله او كيف يعمل لكن كان به نفس جهاز التنشين الموجود على الرشاش 14.5 مم ، فيسر ذلك لحسنى بعض الشئ فى معرفة ذلك السلاح الجديد ، ونتيجة لأنه قد سبق له التعامل مع جهاز التنشين فقد وكٌل اليه تدريب افراد الكتيبه حاملى سلاح الار بى جى -7 ، فظل يدربهم بشكل مفصل عن خصائص السلاح واسلوب عمله و طرق التنشين الصحيحه لبيرسكوب .....
حتى جاء امر مفاجئ من فائد الكتيبه ايذاناً ببدء اولى المواجهات الحقيقه بعد حرب يونيو67 الا وهى معركة رأس العش التى كانت خط فاصل فيما قبلها عن احداث التاليه . . . !
 
عودة
أعلى