طائرة امريكية الصنع لم ينتج منها حتى الآن سوى قطعة واحدة لإجراء التجارب البحثية عليها ، حملت الاسم ( X-53 ) منذ الثامن من شهر ديسمبر عام 2006 . استهدفت القوات الجوية الأمريكية من ورائها ، القفز إلى صيحة تكنولوجية جديدة في عالم الطيران ، يمكن تطبيقها على جميع أنواع الطائرات ذات الجناح الثابت ، التي يقودها الطيارون أو تلك التي تعمل بدون طيار سواء في التطبيقات العسكرية أو التجارية . بدات فكرتها عام 1999 عندما أبدت كل من القوات الجوية و البحرية الأمريكية ، رغبتها في تطوير الطائرة ( F/A-18 ) لتحسين مناورتها عند السرعات العالية . حيث تطلعتا من جهة إلى تزويدها باثنين محرك نفاث مكبسي / توربيني في وقت واحد ، لتعمل وحدة شفط الهواء على نقل الطائرة من حالة الثبات إلى الإقلاع من خلال المحرك الواحد . ثم القفز بها خلال ثواني قليلة إلى سرعة تقترب من سرعة الصوت ، تكون كافية لبدء عمل المحرك الثاني فيصل بها مباشرة إلى سرعات فائقة . و قد تحققت أولى خطوات هذا النجاح بالفعل مع نهاية عام 2005 ، عقب وصول المحرك التوربيني وحده بالطائرة البحثية ( X-51A ) إلى السرعات الفائقة خلال طيرانها . لتبقى عملية المشاركة بين المحركين المكبسي و التوربيني ، لتحقيق الغرض المطلوب في هذا الاتجاه .
من جهة أخرى تطلع الأمريكيون إلى استبدال الجناحين التقليديين للطائرة ( F/A-18 ) بآخرين مطاطيين فيما يسمى تكنولوجيا : ( Active Aeroelastic Wing ( AAW . و بالفعل بلغوا النموذج الأول منه و نجحت تجربة طيرانه الأولى في شهر نوفمبر عام 2002 ، عقب اجراء عدة تعديلات فيه على مدار ( 4 ) سنوات لتحسين أدائه ، من خلال حسابات معقدة للديناميكا الجوية و تأثيرها على هيكل الطائرة عند السرعات الفائقة ، أنتجت النسخة الأولى منها تحت اسم ( X-53 ) و أكد الفريق البحثي أن التكنولوجيا الغير مسبوقة لهذين الجناحين ، تتيح مناورة أفضل للطائرة عند السرعات الفائقة . فضلا عن تخفيض حجم و أسطح الذيل الأفقي لها ، مما يهبط بوزن إقلاعها الكلي بنسبة 20 % من الوزن الحالي . و هو بالتأكيد ما سينعكس على حمولتها من الوقود و الأسلحة و الذخائر ، فيزيد معها مداها العملياتي و قدرتها التدميرية . أضف إلى ذلك تحسن كبير في بصمتها الرادارية خلال هذه التقنية ، التي اعتبرها المتخصصون ثورة حقيقية في علوم الطيران ستنعكس بالفائدة حتى على الطائرات التجارية .
و بتزاوج الاتجاهين الاول و الثاني ستصير طائرة الغد ( X-53 ) الاولى من نوعها في العالم ، التي يمكنها الانتقال من مرحلة السكون على الممر إلى الطيران بسرعة فائقة خلال زمن قياسي . مما يعني بلوغها أهدفها في مسرح العمليات في وقت ضئيل ، مع صعوبة اكتشافها نسبيا و تحقيق عنصر المفجأة للهدف ، أضف إلى ذلك أن العناصر المضادة لها لن يكون بمقدورها ملاحقتها . و هذه السرعات الفائقة التي قيل انها ستتراوح بين ( 7 - 12 ) ماخ ، لا يمكن تطبيقها على طائرة تعمل بالجناح الصلب التقليدي حيث سيصطدم بعدم قدرتها على الثبات أثناء الطيران . و روعي في تصميم جناحي الطائرة ( X-53 ) أن يكونا من الرقة ، لدرجة انثناء أطرافها بمقدار ( 5 ) درجات أمام التيارات الهوائية الشديدة الناتجة عن تلك السرعة . و هو ما يستثمر في تشغيل الأسطح و الجنيحات لزيادة سرعة و ارتفاع الطائرة بدلا من مقاومة حركتها ، أي أن هذا التصميم يعيد توظيف طاقة التيارات الهوائية و استغلالها في تحسين أداء الطائرة . و لا زالت البحوث جارية على قدم و ساق للوصول إلى الوضع النهائي لهذه الطائرة ، و التي من المحتم أن تغير مفاهيم علوم الطيران خلال القرن الحالي ، بل و تقلب موازين التكتيكات العسكرية للقوات الجوية بالعالم أجمع .