الألماني ويلهلم ديتل نموذجاً
الصحافة كغطاء للتجسس على العالم العربي
في التّركيز على شبكات التّجسسّ الصهيونية التي افتُضِحَ أمرها مؤّخرًا في لبنان، وعلى ضوء المعلومات التي تنكشف بتسلسل ووتيرة سريعتين، كَتَبَ الصّحافيّ في "هآرتس" يوسي ميلمن، في تقريره حول نشاطات الصحافيّ-الجاسوس الألمانيّ ويلهلم (ويلي) ديتل في إطار عمله المخابراتيّ لصالح المخابرات الألمانيّة، والذي جاء تحت غطاء عمله الصّحافيّ في الصّحيفة الألمانيّة الأسبوعيّة "كويك". يقول ديتل: "المخابرات العربيّة، بما فيها اللبنانيّة، غير مجدية"، وهو يقطن اليوم قرية صغيرة بجوار مينخن. عمل ويلي ديتل وكيل مخابرات لصالح المخابرات الألمانيّة المتجسّسة في الشّرق الأوسط، وذلك طيلة 11 عامًا، شَكَّلَ العمل الصّحفيّ فيها غطاءً للمهمّات الاستخباراتيّة.
قام الجاسوس-الصّحافيّ ديتل بزيارة كلّ من سوريا، لبنان، مصر والسّعوديّة والعديد من الدّول العربيّة، كما "والتقى بإرهابيّين، قادة في الجيش، رجال استخبارات وسياسيّين. نقل قسم من كتاباته للقرّاء عبر مئات المقالات التي كتبها، وأيضًا من خلال كتبه. القسم الثّاني، سريّ، قام بكتابته في التّقارير التي بعث بها لمشغّليه. وقد انكشف اسمه على الملأ قبل سنوات عدّة"، حسب الصحيفة.
"نعم، كنت جاسوسًا. عملتُ كما تسمّون ذلك في دولة الكيان، ضابط جمع معلومات، كنتُ مُشَغِّلاً. جمعت المعلومات، شغّلتُ الوكلاء. قمت برشوة ضبّاط الجيش. سافرت في أرجاء الشّرق الأوسط، في سوريا، الأردن، مصر، وخلال ذلك خاطرتُ بحياتي لأجل ألمانيا".
الحفاظ على المصادر وبأيّ ثمن، وهو قاعدة حديديّة يندر جدًا ما تُخْتَرَق، كانت هي الثّغرة التي أوقعت بالصّحافيّ-الجاسوس ديتل، وكشفت تفاصيله، حيث تمّ الكشف عن اسمه، فوقع ضحيّة للعبة موازين قوى داخل المخابرات الألمانيّة. هذا الكشف جَلَبَ الكثير من المشاكل لديتل، فقام الأخير بمقاضاة مشغّليه وبعض وسائل الإعلام بحجّة التّشهير. كَسِبَ ديتل بعض المعارك القضائيّة، وأجزاء أخرى من هذه الدّعاوى ما زال عالقًا بين أروقة المحاكم.
قام ديتل مؤخّرًا بنشر كتابه "جيوش الظّلال: المخابرات في العالم الإسلاميّ"، وهو كتاب يحوي بين طيّاته موجزًا لسيرة المخابرات السّريّة في الدّول الإسلاميّة عامّة، والعربيّة خاصّة. يقول ميلمن في تقريره حول ديتل: "هذا هو الكتاب الأكثر تفصيلاً الذي تم تأليفه حول هذا الموضوع منذ كتاب يعقوب كروز "المخابرات العربيّة"، والذي صَدَرَ عام 1967، بعد أكثر من عقد على تقاعده من منصب نائب رئيس الموساد."
يكتب ويلي ديتل عن المخابرات الغربيّة وتلك العربيّة، فيقول إن المخابرات الغربيّة تختلف جوهريًّا عن العربيّة، فالغربيّة تعمل على جمع المعلومات وتقصّي المهمّ منها، السياسيّ والعسكريّ، في محاولة للفهم، التّقييم والتّحليل، على عكس المخابرات العربيّة التي ترى جوهر عملها في الحفاظ على الأنظمة الحاكمة "ولذلك فإنّها قاسية وغير محدودة. هي تقف فوق القانون، هي القانون بعينه. المخابرات العربيّة تعذّب المشتبه بهم دون توقّف... وذلك برأيي أحد الأسباب التي أدّت لكشف شبكة التّجسّس الصهيونية في لبنان".
ويضيف: "جاء كشف شبكة التّجسّس الصهيونية نتيجة لتحقيق جهات أمنيّة خاصّة بحزب الله مع بعض المشتبه بهم من موظّفين قاموا بتبذير أموال طائلة خارج البلاد. تمّ اعتقال من عملوا في شبكة التّجسّس، سجّلوا اعترافاتهم "وفقط حينها سلّموهم للمخابرات العسكريّة".
يقول ديتل بأنّه على الرّغم من تكبّد المخابرات الصهيونية الفشل في الأراضي اللبنانيّة، فإنّ كشف الشّبكة كان بسبب الحظ أكثر من كونه عملاً مهنيًّا. وبهذا الصّدد يصرّح: "من معرفتي المخابرات الصهيونية، فأنا مقتنع بقيام دولة الكيان بتحقيقات واستخلاص العبر ممّا جرى. برأيي، المخابرات اللبنانيّة، كسائر أخواتها في الدّول العربيّة، لن تتغيّر في المستقبل. ستواصل كونها غير مجدية".
ويخلص الى القول: "من حظ المخابرات الصهيونية أن هؤلاء هم الأعداء"
الصحافة كغطاء للتجسس على العالم العربي
في التّركيز على شبكات التّجسسّ الصهيونية التي افتُضِحَ أمرها مؤّخرًا في لبنان، وعلى ضوء المعلومات التي تنكشف بتسلسل ووتيرة سريعتين، كَتَبَ الصّحافيّ في "هآرتس" يوسي ميلمن، في تقريره حول نشاطات الصحافيّ-الجاسوس الألمانيّ ويلهلم (ويلي) ديتل في إطار عمله المخابراتيّ لصالح المخابرات الألمانيّة، والذي جاء تحت غطاء عمله الصّحافيّ في الصّحيفة الألمانيّة الأسبوعيّة "كويك". يقول ديتل: "المخابرات العربيّة، بما فيها اللبنانيّة، غير مجدية"، وهو يقطن اليوم قرية صغيرة بجوار مينخن. عمل ويلي ديتل وكيل مخابرات لصالح المخابرات الألمانيّة المتجسّسة في الشّرق الأوسط، وذلك طيلة 11 عامًا، شَكَّلَ العمل الصّحفيّ فيها غطاءً للمهمّات الاستخباراتيّة.
قام الجاسوس-الصّحافيّ ديتل بزيارة كلّ من سوريا، لبنان، مصر والسّعوديّة والعديد من الدّول العربيّة، كما "والتقى بإرهابيّين، قادة في الجيش، رجال استخبارات وسياسيّين. نقل قسم من كتاباته للقرّاء عبر مئات المقالات التي كتبها، وأيضًا من خلال كتبه. القسم الثّاني، سريّ، قام بكتابته في التّقارير التي بعث بها لمشغّليه. وقد انكشف اسمه على الملأ قبل سنوات عدّة"، حسب الصحيفة.
"نعم، كنت جاسوسًا. عملتُ كما تسمّون ذلك في دولة الكيان، ضابط جمع معلومات، كنتُ مُشَغِّلاً. جمعت المعلومات، شغّلتُ الوكلاء. قمت برشوة ضبّاط الجيش. سافرت في أرجاء الشّرق الأوسط، في سوريا، الأردن، مصر، وخلال ذلك خاطرتُ بحياتي لأجل ألمانيا".
الحفاظ على المصادر وبأيّ ثمن، وهو قاعدة حديديّة يندر جدًا ما تُخْتَرَق، كانت هي الثّغرة التي أوقعت بالصّحافيّ-الجاسوس ديتل، وكشفت تفاصيله، حيث تمّ الكشف عن اسمه، فوقع ضحيّة للعبة موازين قوى داخل المخابرات الألمانيّة. هذا الكشف جَلَبَ الكثير من المشاكل لديتل، فقام الأخير بمقاضاة مشغّليه وبعض وسائل الإعلام بحجّة التّشهير. كَسِبَ ديتل بعض المعارك القضائيّة، وأجزاء أخرى من هذه الدّعاوى ما زال عالقًا بين أروقة المحاكم.
قام ديتل مؤخّرًا بنشر كتابه "جيوش الظّلال: المخابرات في العالم الإسلاميّ"، وهو كتاب يحوي بين طيّاته موجزًا لسيرة المخابرات السّريّة في الدّول الإسلاميّة عامّة، والعربيّة خاصّة. يقول ميلمن في تقريره حول ديتل: "هذا هو الكتاب الأكثر تفصيلاً الذي تم تأليفه حول هذا الموضوع منذ كتاب يعقوب كروز "المخابرات العربيّة"، والذي صَدَرَ عام 1967، بعد أكثر من عقد على تقاعده من منصب نائب رئيس الموساد."
يكتب ويلي ديتل عن المخابرات الغربيّة وتلك العربيّة، فيقول إن المخابرات الغربيّة تختلف جوهريًّا عن العربيّة، فالغربيّة تعمل على جمع المعلومات وتقصّي المهمّ منها، السياسيّ والعسكريّ، في محاولة للفهم، التّقييم والتّحليل، على عكس المخابرات العربيّة التي ترى جوهر عملها في الحفاظ على الأنظمة الحاكمة "ولذلك فإنّها قاسية وغير محدودة. هي تقف فوق القانون، هي القانون بعينه. المخابرات العربيّة تعذّب المشتبه بهم دون توقّف... وذلك برأيي أحد الأسباب التي أدّت لكشف شبكة التّجسّس الصهيونية في لبنان".
ويضيف: "جاء كشف شبكة التّجسّس الصهيونية نتيجة لتحقيق جهات أمنيّة خاصّة بحزب الله مع بعض المشتبه بهم من موظّفين قاموا بتبذير أموال طائلة خارج البلاد. تمّ اعتقال من عملوا في شبكة التّجسّس، سجّلوا اعترافاتهم "وفقط حينها سلّموهم للمخابرات العسكريّة".
يقول ديتل بأنّه على الرّغم من تكبّد المخابرات الصهيونية الفشل في الأراضي اللبنانيّة، فإنّ كشف الشّبكة كان بسبب الحظ أكثر من كونه عملاً مهنيًّا. وبهذا الصّدد يصرّح: "من معرفتي المخابرات الصهيونية، فأنا مقتنع بقيام دولة الكيان بتحقيقات واستخلاص العبر ممّا جرى. برأيي، المخابرات اللبنانيّة، كسائر أخواتها في الدّول العربيّة، لن تتغيّر في المستقبل. ستواصل كونها غير مجدية".
ويخلص الى القول: "من حظ المخابرات الصهيونية أن هؤلاء هم الأعداء"