القنبلة النيوترونية و بدائلها التقليدية
ورغم أن هذه التشكيلات كان أكثرها من غير المحترفين إلا أن الحافز الوطني و الديني والمصيري لها جعلها تظهر صمود عطل عملية استرجاع المطار من قبل تشكيلات جوالة الجيش المجوقلة التابعة للفرقة الأمريكية 101 الملقبة بالنسور الصياحة Scramming Eagles لذلك لجأت أمريكا إلى أسلحة فوق تقليدية لحسم الموقف القتالي لصالحها منها مستودعات عنقودية ضخمة أعتقد أنها CBU-57/B كانت تنشر 655 أسطوانة تفجير من نوع BLU-97 توازي بتأثيرها سقوط 600 دانة هاون في وقت واحد واستخدمت مستودعات حارقة تكفي لإبادة سرية مدافعة منتشرة متخندقة كانت من فئة الفسفور الأبيض ولكن أقوى من النوع المفعل كيميائيا بواسطة الكبريت كالذي استخدم في الفلوجة و غزة وهو من نوع مفعل حرارياً كان لا يبقي ممن يتعرض له سوى ظلال الهيكل العظمي أو بمعنى أخر رماده بعد تبخر وتحلل أنسجته الرطبة وذلك وفق معلومات شهود عيان وتقارير عراقية ميدانية .
كما كان أول استخدام لقنابل التفجير الهوائي الهائل "مواب" MOAB والتي شهد فطر دخانها الأبيض معظم سكان الأحياء الجنوبية في بغداد بعد أن صم أذانها صوتها المرعب .
وهنا كان على التشكيلات من قوات النخبة العراقية استعادة الموقف القتالي وإعادة السيطرة على مطار بغداد الدولي ومحيطه فأوكل ذلك لفرقتين من الحرس الجمهوري العام وفرقة من الحرس الجمهوري الخاص ولواء قوت خاصة منتخب من الجيش يسمى اللواء 26 و الذي يلقب بلواء الجحافل .
وكان التوزيع القتالي كالتالي قاطع المطار يتوله اللواء العاشر و الخامس عشر من فرقة الحرس الجمهوري العام "حمورابي" إضافة للواء الجحافل .
اللواء 35 و اللواء 37 من فرقة الحرس الجمهوري الخاص "الفاروق" يتولى قاطع الرضوانية منطقة القصور الرئاسية يتلاحم مع الفرقة الميكانيكية الثالثة الأمريكية .
اللواء 23و اللواء 29 من فرقة الحرس الجمهوري العام "النداء" يتولون قاطع اليوسفية لصد طلائع الفرقة المدرعة الرابعة الأمريكية .
كان تركيز نيران الأفواج المدفعية العراقية هو تغطية هجوم قوة حمورابي و لواء الجحافل المتقدمة نحو منطقة المطار .
كان من المفترض أن تستمر المعركة لساعات طويلة ولكن فجأة انقطعت كل أشكال الاتصالات بالجبهة المقاتلة وعم الهدوء ، بل وتمكنت أرتال مدرعة أمريكية من الوصول إلى نصف بغداد وحتى للمنطقة الخضراء فماذا حدث ؟!.
الحقيقة أن طائرات نفاثة ضاربة من نوع F/A-18E Super Hornet أقلعت من حاملات الطائرات وكانت محملة بقنابل من نوع B-83/B Makeover أبادت قنبلة منها كانت بقوة 3 كيلوطن من مادة ت ن ت كل من اللواء العاشر و اللواء 26 جحافل دون أن تلحق أي أضرار هيكلية بالمطار الدولي واستهدفت قنبلة أخرى أقل قوة يعتقد أن قوتها لا تتجاوز كيلوطن واحد من ثلاثي نيتريت التلوين ت ن ت وربما 2 كيلوطن أبادت اللواء 15 في شارع محمد القاسم المؤدي إلى المطار كما استهدفت ألوية فرقة النداء بقنبلتين قوة كل قنبلة 3 كيلوطن من التلوين الشديدة الانفجار .
وصف القادة العسكريين العراقيين هذه القنابل بأنها قنابل نووية تكتيكية جديدة أو غير معروفة فما هي هذه القنابل ؟!..
لقد كانت هذه القنابل من النوع النيوتروني Neutron Bomb التي اخترعها العالم الأمريكي اليهودي "سام كوهين" ولكنها تختلف عن تلك التي أنتجت في عهد الرئيس الأمريكي نيكسون و في عهد ريغان حيث تم تقليص دائرة المحو النووية لتشكل 10 % من القنبلة بدل 20% من خلال استخدام أغلفة معدنية بمعايير خاصة من الكروم المعزز بالنيكل و البريليوم مهمته حظر وإخماد الأشعة النووية و على وجه الخصوص أشعة "غاما" وزيادة القوة الإشعاعية لسيلات النيوترون لتصبح 10000 راد بدل 8000 راد من خلال تكثيف نظائر الهيدروجين وهم التريتيوم والتريسيوم وتفعيله بشكل الكتروكيميائي مع الاريديوم لإطلاق بلازما التفاعل الذي ينتج عنه وهج بنفسجي مزرق .
إن خطورة هذه القنابل يكمن بأنها قنابل قتل انتقائي تقتل الأحياء دون الأشياء ، خارج دائرة المحو الحراري المركزي النووي ، فالنيوترون جسيم نووي متعادل شحنياً أو خامل حرارياً ينفذ ضمن الأشياء دون عائق تجاذب مغناطيسي ذري و له خاصية إضافية رهيبة هي تفكيك روابط جزئيات الماء وتشريد ذراته وتحرير طاقة البروتون التي بدورها تشعل ذرات الهيدروجين المائية بمساعدة ذرات الأكسجين الأمر الذي يؤدي إلى تفحم الأجسام الحية الرطبة المتعرضة لسيل النيوترونات .
وتبلغ دائرة المحو الحراري في القنبلة النيوترونية التي تبلغ قوتها 3 كيلوطن من التلوين الشديد الانفجار 300 متر ودائرة قتل الأحياء حتى 3 كم تقريباً وحتى 5 كم تشل الجهاز العصبي الحركي و تفقد الوعي الحسي لأنها أول ما تصيب الجملة رطوبة الجملة العصبية.
ويوجد بعض الدبابات المتطورة جداً أمثال ليوبارد 2 والأبرامز 3 ميركافا 4 معززة بطبقة بلاستيكية داخلية ضمن التدريع غنية بمادة البوران الماصة و المخمدة للنيوترونات بمعنى أخر أنها مقاومة لخطر القنبلة النيوترونية.
ولكن السؤال لماذا استخدم الأمريكيون هذه القنابل الإشعاعية المحرمة و المرعبة ولديهم بدائل فعالة تقوم بعملية فتك انتقائي ودون الإضرار بالهيكل الإنشائي للمطار .
و الجواب هو الردع للعراقيين وإنهاء الحرب وتقليص الخسائر و الكلفة وقد نجحوا بذلك .
أما البديل العملي بالنسبة لقنابل الطيران فهو ذخائر BLU-108/B SFW "Skeet" الفائقة الذكاء الباحثة عن الأهداف من خلال دوائر تمييز حرارية تستطيع تميز العدو من الصديق والهدف المدمر من غير المدمر أو المحترق ومن ثم ضرب الدبابات و المدرعات من نقاط ضعفها العلوية إضافة إلى عدم تعارض طبقين تفجير مع بعضهم البعض ويغطي كل طبق أو أسطوانة دائرة قطرها يزيد عن 30 متر يتحرك بشكل دائري حلزوني حتى يطبق على الهدف و في حالة العجز عن اصطياد أي هدف معدني مدرع ينفجر بشكل ذاتي متشظي على ارتفاع معين لا يتجاوز بضعة أقدام ليقتل المشاة خارج الآليات المدرعة وتغطي قنبلة من نوع CBU-97/B Sensor تنشر 40 طبق "سكيت" مساحة تزيد عن 12000 متر مربع أي مساحة 300 مربع لكل طبق باحث مضاد للدروع .
وقد حسمت هذه الذخائر الذكية المعارك المدرعة في ثلاثة مواضع في عملية تحرير العراق 2003 كان أخرها في منطقة الرضوانية ضد مدرعات الحرس الجمهوري العراقي الخاص.
قنبلة CBU-97/B Sensor التي تحمل 10 عصيات أفكوسكيت
عصيات أفكوسكيت التي تنشر أربعة أطباق أسطوانية BLU-108/B
طريقة تدمير الدروع من الأعلى بأسطوانات BLU-108/B Skeet
توربين الدفع الرافع في BLU-108/B
بإمكان طائرة من نوع F-15E Strike Eagle حمل 19 قنبلة Sensor تكفي لتدمير فرقة مدرعة