برغم تعدد المعارك بين اسرائيل ولبنان فإن الاشتباكات الأخيرة هي الأولي منذ أكثر من30 عاما التي يشارك فيها الجيش اللبناني بشكل مباشر وفاعل.
فخلال السنوات الأخيرة كان حزب الله هو الطرف اللبناني الذي يشارك في أي مواجهات مع الجيش الاسرائيلي, وفي الستينيات والسبعيينات تبادلت كل من حركة أمل وبعض المنظمات الفلسطينية والمجموعات اليسارية هذا الدور.
وقد ظل الجيش اللبناني ـ لأسباب متعددة ـ بعيدا عن المناطق الحدودية وغير مسموح له من بعض القوي الداخلية والخارجية بالحصول علي التسليح الكافي تطبيقا لنظرية' قوة لبنان في ضعفه'.
لكن الوضع اختلف عقب الحرب الاسرائيلية علي لبنان في صيف2006 وصدور قرار مجلس الأمن رقم1701 الذي منع حزب الله من الوجود في المنطقة الحدودية جنوب نهر الليطاني وألزم الجيش اللبناني بنشر قواته هناك وهو ماتحقق بالفعل من خلال6 آلاف جندي لبناني انتشروا لأول مرة علي طول الشريط الحدودي بالتنسيق مع القوات الدولية( اليونيفيل) الموجودة في الجنوب.
ومنذ ذلك الوقت والهدوء يسود جنوب لبنان لكن الأوضاع السياسية في الجانبين وبعض التوترات الاقليمية والدولية كانت تنذر بتحول المواجهات الاعلامية المتبادلة الي معركة عسكرية ووصفت المجموعة الدولية لمعالجة الازمات المواجهة بين اسرائيل ولبنان في تقرير صدر يوم الاثنين الماضي بانها تتسم بهدوء غير عادي وخطورة فريدة واضافت إن التهديد بحرب شاملة لن ينجو منها المدنيون أو البنية التحتية المدنية, قد تؤدي الي احتمال مثير للقلق بأن تتحول الي حرب اقليمية.
وفي أول مواجهة بين الجيشين اللبناني والاسرائيلي ـ تؤكد كل المؤشرات أنه لم يكن مخطط لها مسبقا من أي طرف ـ انتهز الجانبان هذه الفرصة الفريدة لتبادل بعض الرسائل, فالجيش الاسرائيلي تلخصت رسائله في التأكيد علي عدم اعترافه بخط الحدود الدولية واعتبار بعض المناطق عند الخط الأزرق الذي انسحبت اليه اسرائيل عام2005 أراضي اسرائيلية رغم وجود هذه المناطق داخل الحدود الدولية اللبنانية ومنها المنطقة المحاذية لبلدة العديسة التي تقع بها الشجرة التي حاولت اسرائيل قطعها وتسببت في اندلاع الاشتباكات.
والرسالة الأهم أن اسرائيل لا تقيم أي اعتبار لوجود الجيش اللبناني في المنطقة الحدودية لأنها تعتبر أن مهمته في هذه المنطقة تقتصر علي منع حزب الله أو أي مجموعة أخري من شن هجمات علي الجانب الاسرائيلي, بالاضافة الي رسالة حاسمة بأن القوات الاسرائيلية سترد بقوة وعنف علي أي مصدر تهديد لبناني لها بغض النظر عن التكافؤ في القوة بين التهديد اللبناني الذي بدأ بمجرد طلقات رصاص تحذيرية في الهواء والرد الاسرائيلي الذي استخدم المدفعية الثقيلة وطائرات الهليكوبتر وقذائف الهاون.
أما رسائل الجانب اللبناني فكانت واضحة ومحددة فمهمة الجيش في الجنوب هي الدفاع عن الحدود اللبنانية لا الدفاع عن الحدود الاسرائيلية وعدم التكافؤ الكمي والنوعي بين الجيشين لن يمنع الجيش اللبناني من مواجهة أي اختراق اسرائيلي للأراضي اللبنانية مهما تكن التضحيات حسب تعبير الرئيس اللبناني ميشال سليمان وأن لبنان لا يعترف سوي بالحدود الدولية المعروفة وليس بالخط الأزرق الذي انسحبت إليه اسرائيل. والرسالة الأهم أن الخلافات السياسية بين الفرقاء في الداخل اللبناني لن تنعكس علي موقف الجيش من أي تهديدات خارجية كما حدث في بعض المراحل التاريخية من قبل وان هناك اتفاقا من الجميع علي إتاحة الفرصة أمام الجيش اللبناني للقيام بمهامه الطبيعية في الدفاع عن حدود بلاده.
أما سيل الإدانات الدولية ـ بدرجاتها المختلفة ـ لاشتباكات صباح الثلاثاء الماضي والتحرك الفوري لوقف اطلاق النار وعودة الهدوء الي الحدود, فهي رسالة الي جميع الأطراف بأن الظروف الدولية والاقليمية الحالية قد لا تحتمل حربا واسعة النطاق.
المصدر
http://www.ahram.org.eg/249/2010/08/05/2/32595.aspx
فخلال السنوات الأخيرة كان حزب الله هو الطرف اللبناني الذي يشارك في أي مواجهات مع الجيش الاسرائيلي, وفي الستينيات والسبعيينات تبادلت كل من حركة أمل وبعض المنظمات الفلسطينية والمجموعات اليسارية هذا الدور.
وقد ظل الجيش اللبناني ـ لأسباب متعددة ـ بعيدا عن المناطق الحدودية وغير مسموح له من بعض القوي الداخلية والخارجية بالحصول علي التسليح الكافي تطبيقا لنظرية' قوة لبنان في ضعفه'.
لكن الوضع اختلف عقب الحرب الاسرائيلية علي لبنان في صيف2006 وصدور قرار مجلس الأمن رقم1701 الذي منع حزب الله من الوجود في المنطقة الحدودية جنوب نهر الليطاني وألزم الجيش اللبناني بنشر قواته هناك وهو ماتحقق بالفعل من خلال6 آلاف جندي لبناني انتشروا لأول مرة علي طول الشريط الحدودي بالتنسيق مع القوات الدولية( اليونيفيل) الموجودة في الجنوب.
ومنذ ذلك الوقت والهدوء يسود جنوب لبنان لكن الأوضاع السياسية في الجانبين وبعض التوترات الاقليمية والدولية كانت تنذر بتحول المواجهات الاعلامية المتبادلة الي معركة عسكرية ووصفت المجموعة الدولية لمعالجة الازمات المواجهة بين اسرائيل ولبنان في تقرير صدر يوم الاثنين الماضي بانها تتسم بهدوء غير عادي وخطورة فريدة واضافت إن التهديد بحرب شاملة لن ينجو منها المدنيون أو البنية التحتية المدنية, قد تؤدي الي احتمال مثير للقلق بأن تتحول الي حرب اقليمية.
وفي أول مواجهة بين الجيشين اللبناني والاسرائيلي ـ تؤكد كل المؤشرات أنه لم يكن مخطط لها مسبقا من أي طرف ـ انتهز الجانبان هذه الفرصة الفريدة لتبادل بعض الرسائل, فالجيش الاسرائيلي تلخصت رسائله في التأكيد علي عدم اعترافه بخط الحدود الدولية واعتبار بعض المناطق عند الخط الأزرق الذي انسحبت اليه اسرائيل عام2005 أراضي اسرائيلية رغم وجود هذه المناطق داخل الحدود الدولية اللبنانية ومنها المنطقة المحاذية لبلدة العديسة التي تقع بها الشجرة التي حاولت اسرائيل قطعها وتسببت في اندلاع الاشتباكات.
والرسالة الأهم أن اسرائيل لا تقيم أي اعتبار لوجود الجيش اللبناني في المنطقة الحدودية لأنها تعتبر أن مهمته في هذه المنطقة تقتصر علي منع حزب الله أو أي مجموعة أخري من شن هجمات علي الجانب الاسرائيلي, بالاضافة الي رسالة حاسمة بأن القوات الاسرائيلية سترد بقوة وعنف علي أي مصدر تهديد لبناني لها بغض النظر عن التكافؤ في القوة بين التهديد اللبناني الذي بدأ بمجرد طلقات رصاص تحذيرية في الهواء والرد الاسرائيلي الذي استخدم المدفعية الثقيلة وطائرات الهليكوبتر وقذائف الهاون.
أما رسائل الجانب اللبناني فكانت واضحة ومحددة فمهمة الجيش في الجنوب هي الدفاع عن الحدود اللبنانية لا الدفاع عن الحدود الاسرائيلية وعدم التكافؤ الكمي والنوعي بين الجيشين لن يمنع الجيش اللبناني من مواجهة أي اختراق اسرائيلي للأراضي اللبنانية مهما تكن التضحيات حسب تعبير الرئيس اللبناني ميشال سليمان وأن لبنان لا يعترف سوي بالحدود الدولية المعروفة وليس بالخط الأزرق الذي انسحبت إليه اسرائيل. والرسالة الأهم أن الخلافات السياسية بين الفرقاء في الداخل اللبناني لن تنعكس علي موقف الجيش من أي تهديدات خارجية كما حدث في بعض المراحل التاريخية من قبل وان هناك اتفاقا من الجميع علي إتاحة الفرصة أمام الجيش اللبناني للقيام بمهامه الطبيعية في الدفاع عن حدود بلاده.
أما سيل الإدانات الدولية ـ بدرجاتها المختلفة ـ لاشتباكات صباح الثلاثاء الماضي والتحرك الفوري لوقف اطلاق النار وعودة الهدوء الي الحدود, فهي رسالة الي جميع الأطراف بأن الظروف الدولية والاقليمية الحالية قد لا تحتمل حربا واسعة النطاق.
المصدر
http://www.ahram.org.eg/249/2010/08/05/2/32595.aspx