الأدلة والبراهين أن الشياطين خلف ما يحدث في( مثلث برمودا ومثلث التنين)
اسم الكتاب: ( الحقيقة الغائبة .. أسرار برمودا والتنين من القرآن والسنة ) .. ويأتي في 240 صفحة .. وينقسم إلى ثلاثة أقسام هي:
ــ المنطقة الغريبة والشهيرة/ مثلث برمودا
ــ المنطقة الأخطر في العالم/ مثلث التنين
ــ الأدلة والبراهين أن الشياطين خلف ما يحدث هناك
سآتيكم بأخر جزء من الكتاب وبكل اختصار حتى لا أصيبكم بالملل.
دليل/ عرش إبليس:
عن جابر بن عبدالله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عرش إبليس في البحر يبعث سراياه في كل يوم يفتنون الناس، فأعظمهم عنده أعظمهم فتنة للناس)) رواه مسلم.
وعن جابر بن عبدالله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الشيطان يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه في الناس، فأقربهم عنده منزلة أعظمهم عنده فتنة، يجيء أحدهم فيقول: ما زلت بفلان حتى تركته وهو يقول: كذا وكذا، فيقول (إبليس): لا والله ما صنعت شيئاً، ويجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين أهله، قال: فيقربه ويدنيه ويقول: نعم أنت)) رواه الإمام أحمد.
من خلال الحديثين السابقين للرسول عليه الصلاة والسلام تتضح لنا حقائق عدة هي:
ـ أن عرش (إبليس) على البحر، وذِكر الرسول عليه الصلاة والسلام لكلمة البحر فحسب تأكيد على أن هذا البحر لا يعدو كونه أحد بحار الأرض.
ـ أن (إبليس) اتخذ من مكان العرش قاعدة لتنطلق منها سراياه نحو تنفيذ أعمال الشرّ في عالم البشر.
ـ بين لنا الرسول عليه الصلاة والسلام وجود مملكة في البحر .. فقد ذكر لنا أن هناك عرش والعرش حوله سرايا، والعرش والسرايا كانا أهم ما يميز الممالك في العصور الأولى، وكأن الرسول يوضح لنا بذلك وجود مملكة لشياطين الجن بزعامة (إبليس) في البحر، وهذه المملكة قديمة قدم الزمان.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لم يخبرنا الرسول عليه الصلاة والسلام عن البحر الذي به مملكة الشياطين؟
ربما هذا يعود لأحد سببين:
ـ إما أن موقع هذه المملكة في علم الغيب.
ـ وإما أن عالم الجن الغير مرئي يمنعنا من الإطلاع على أسراره، فلم يرد الرسول عليه الصلاة والسلام أن ينشغل المسلمون بما لا ينفعهم أو يعرضهم للهلاك.
ولو بحثنا في بحار الأرض عن الموقع الذي يشتبه بوجود مملكة شياطين الجن به، لوجدنا أن منطقتي مثلث برمودا ومثلث التنين هما أكثر منطقتين تثيران الشكوك حولهما، نظراً لما تحويانه من شرّ وغموض وأسرار لبني البشر منذ آلاف السنين.
دليل/ اختفاء المركبات العابرة:
عدد لا يحصى من المركبات المختفية على مرّ آلاف السنين في منطقتي مثلث برمودا ومثلث التنين، وعقود من الزمن مضت على الاعتراف الرسمي بها، ولا زال الغموض يكتنف الأمر وعقول البشر في حيرة بل عاجزة تماماً عن تقديم أي تفسير منطقي لهذه الظاهرة؛ سوى بعض النظريات التي أوردها بعض الباحثين.
لكن يبقى إصرار العامة على احتمال وقوف شياطين الجن وراء الاختفاءات في برمودا والتنين هو الاحتمال الأكبر بعد فشل العلماء والباحثين في تقديم التفسير العلمي المقنع لهذه الاختفاءات.
فهل لشياطين الجن علاقة بأمر الاختفاء في منطقتي مثلث برمودا ومثلث التنين؟
لدى شياطين الجن الدوافع للقيام بإخفاء أو بالأصح باختطاف المركبات العابرة في منطقتي برمودا والتنين، كون هذه المركبات تشكل خطراً عليهم وعلى مملكتهم وذلك بافتضاح سرهم للبشر .. وكما أن لدى شياطين الجن الدوافع للقيام بذلك، لديهم أيضاً القدرة على القيام باختطاف هذه المركبات، والقرآن الكريم يؤكد على ذلك من خلال القصة التي حكاها لنا وحدثت قبل آلاف السنين.
تقول القصة:
كان نبي الله (سليمان) عليه السلام أحد ملوك الأرض العظماء، وكان قد حكم بني إسرائيل وبنى له مملكة في مدينة القدس .. وحدث وأن طلب (سليمان) من رب العالمين طلباً لم يُجاب لأحد قبله أو بعده: {رب اغفر لي وهب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب} آية 35 سورة ص.
وحقق له الرب ما أراد، فأعطاه من النعم ما لا يُعد ولا يُحصى، من تلك النعم علمه منطق الطير، وسخر له الجن، وجعل الرياح تجري بأمره.
وفي ذات يوم وبينما (سليمان) عليه السلام جالس في خيمته، أتاه طائر الهدهد أحد جنود جيشه، وأخبر الهدهد (سليمان) عليه السلام بأنه رأى في دولة سبأ قوم تملكهم امرأة لها عرش عظيم ويسجدون للشمس من دون الله.
فأرسل (سليمان) كتاباً بواسطة الهدهد لملكة سبأ التي تدعى (بلقيس) جاء فيه: {بسم الله الرحمن الرحيم . ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين} آية 29 سورة النمل.
ووصل كتاب (سليمان) لـ(بلقيس) .. واطلعت (بلقيس) على الكتاب، وبعد مشاورات مع مستشاريها وبعد أن علمت أن لدى (سليمان) جيشاً عظيماً لا يقدر أحد على تحديه يتشكل من البشر والجن والوحوش والحيوانات والطيور، قررت الذهاب لـ(سليمان) خشية القتال.
وعلم (سليمان) بأن (بلقيس) قادمة إليه بالطريق، فأراد أن يعد لها مفاجأة لعلها تكون لـ(بلقيس) المعجزة التي تثبت لها نبوته لتكون من المسلمين.
فجلس (سليمان) في مجلسه المعتاد الذي يبتدئ من أول النهار إلى قريب الزوال، وجمع أتباعه الجن من حوله وقال لهم: {يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين}، أي من يأتي بعرش الملكة (بلقيس) العظيم الذي حدثنا عنه الهدهد من اليمن إلى هنا بالقدس قبل أن تصل الملكة (بلقيس) إليّ.
فعرض أحد عفاريت الجن الحاضرين قدرته وخدمته قائلاً: {أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك} آية 39 سورة النمل، أي قبل أن ينقضي وقت انتهاء مجلسك هذا الذي كان سينتهي بغضون الساعتين فقط، مختصراً بذلك رحلة تستغرق عدة أشهر.
وعرض آخر من مؤمني الجن قدرته وخدمته على (سليمان) قائلاً: {أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك} آية 40 سورة النمل، أي قبل أن يرجع إليك طرفك إذا نظرت به إلى أبعد غاية منك ثم أغمضته.
واستعان (سليمان) بالأخير في إحضار عرش (بلقيس)، وأحضر مؤمن الجن العرش كما قال أمام أعين (سليمان) عليه السلام.
وبهذا يتضح لنا من خلال هذه القصة التاريخية التي ذكرها القرآن الكريم مدى القدرات الخارقة التي وهبها الخالق سبحانه وتعالى للجن، وأن مسألة اختطاف المركبات العابرة في منطقتي برمودا والتنين ليست بالأمر العسير عليهم، فقدرتهم على نقل عرش عظيم لا يقوى على حمله إلا بضعة رجال من سبأ في اليمن إلى القدس في ظرف زمن خيالي أليس بقادر على اختطاف طائرة بالسماء أو سفينة على البحر أو غواصة تحت الماء ونقلها إلى أي مكانٍ يشاء.
لكن السؤال الذي يبحث عن الإجابة الأكثر أهمية: ما هو مصير المركبات المختفية؟
هناك احتمالين لمصير المركبات المختفية هما:
ـ الاحتمال الأول: أن يكون قد تم نقل المركبة المختطفة سواءً طائرة أو سفينة أو غواصة أو غيرها إلى مكانٍ في قاع البحر، حيث أن تضاريس منطقتي برمودا والتنين تتميزان بقاعيهما العميقان جداً، وفي نفس الوقت هذه الأعماق تتشعب بحيث تصنع خنادق على عمق كبير جداً من سطح الأرض .. وقد ذكر أحد الباحثين مصوراً مدى عمق هذه الخنادق البحرية أن جبل "أفرست" الذي يبلغ طوله 29028 قدماً لو وضعت قاعدته بأحد هذه الخنادق ما ظهر منه إلا جزء قصير لا يتعدى ميلاً واحداً .. فبالتالي يكون هذا المكان مناسباً جداً لدى الجن ـ الذين يملكون القدرة على الغوص في الأعماق كما قال تعالى: {والشياطين كل بناء وغواص} آية 37 سورة ص. ـ لإخفاء المركبات المختطفة بعيداً عن العين المجردة للإنسان الذي لا يستطيع الوصول والتوغل أكثر في هذا القاع العميق جداً.
ـ الاحتمال الثاني: أن يكون قد تم التخلص من المركبات المختطفة بشكلٍ نهائي، فطبيعة قاعي منطقتي برمودا والتنين تتميزان بأنهما منطقتين بركانيتين، قد تكون المركبات المختطفة صُهرت بمن فيها وتلاشى بالتالي أي أثر يُذكر لها.
ولنستعرض هنا آراء العلماء في العصر الحديث حول مسألة الاختفاءات في منطقتي مثلث برمودا ومثلث التنين:
ـ رأي رالف بيكر: ذكر (رالف بيكر) ـ وهو أحد المهتمين بظاهرة الاختفاء ـ أن التطورات الحديثة في علم الفيزياء تشير إلى وجود مادة مضادة للجاذبية ذات طبيعة مخالفة تماماً لطبيعة أي مادة على كوكب الأرض، وأن هذه المادة لها صفة الانفجار عندما تقترب من أي مادة مألوفة إلينا، وهذه المادة راقدة في أماكن محددة من كوكبنا، ومن المحتمل أن تكون قد أتت من الفضاء، ربما من مصدر مجهول خارج الكرة الأرضية قام بإرسالها ثم استقرت تحت قشرة الكرة الأرضية في اليابسة أو غالباً تحت البحار.
وقد يعلل ما ذكره (رالف بيكر) سبب التغيرات الكهرومغناطيسية في منطقتي برمودا والتنين، لكنها لا تفسر ظاهرة الاختفاء.
ـ رأي إيفان ساندرسون: من خلال دراسة قام بها العالم (إيفان ساندرسون) حول ظاهرة الاختفاء، قدم نظريته والتي تنص على التالي: أنه يوجد 12 منطقة في العالم تتميز بظواهر غير طبيعية متشابهة، ويوجد منها خمسة مناطق في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، وخمسة مناطق في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، أما المنطقتان الأخرتان فإحداهما عند القطب الشمالي والأخرى عند القطب الجنوبي.
ومعظم هذه المناطق توجد في صورة مزدوجة في شرق القارات، حيث تصطدم تيارات المحيط الدافئة المتجهة إلى الشمال بالتيارات البادرة المتجهة إلى الجنوب. كذلك إلى جانب حدوث هذا التصادم عند هذه المناطق فتمثل هذه المناطق في نفس الوقت نقاطاً محددة، حيث تبدأ عندها تيارات المحيط السطحية في الدوران إلى اتجاه آخر بينما تبدأ التيارات التي تسير تحت سطح الماء في الدوران إلى الاتجاه المعاكس، مما يتسبب في حدوث دوامات مغناطيسية تؤثر على الاتصال اللاسلكي والقوة المغناطيسية في طرد الطائرات أو السفن العابرة في هذه المنطقة، حيث تطير ـ أو تبحر ـ إلى منطقة مجهولة خارج عالمنا أو بمعنى آخر خارج حدود المكان الذي نعيش فيه!
ـ رأي جون سبنسر: يرى (جون سبنسر) ـ الخبير في علوم الفضاء ـ الذي قام بدراسة ظاهرة الاختفاء في مثلث برمودا لعدة سنوات، أن التفسير الوحيد والمعقول لاختفاء الطائرات والسفن على هذا النحو وبكامل طاقمها، هو أن هناك قوة معينة قد حملت إليها هذه السفن والطائرات أثناء سفرها .. ويرى (سبنسر) أن اختفاء بعض هذه السفن والطائرات الضخمة وفي ظروف مناخية جيدة، لا يمكن أن يحدث طبقاً لقوانين الأرض، فلا بد أن قوى أخرى خارجية قد أخذتها إليها وسارت بها بعيداً عن كوكب الأرض.
ولو لاحظنا نظريتا (إيفان ساندرسون) و(جون سبنسر) سنجد أنهما تشيران بشكل غير مباشر إلى وقوف عالم آخر وراء مسلسل الاختفاءات في منطقتي برمودا والتنين.
والاختفاءات التي وثقتها لنا السجلات الرسمية أعطت لنا حدوث ثلاث حالات من الاختفاء هي:
1ـ اختفاء بلا أثر للطائرات والغواصات وبعض السفن والقوارب بمن عليها.
2ـ اختفاء بعض السفن والقوارب فترة زمنية والعثور عليها لكن دون طاقمها.
3ـ اختفاء لأطقم بعض السفن والقوارب مع بقاءها في حالة جيدة دون تلف أو سرقة لها أو لحمولتها.
ويتضح لنا من ذلك أن الإنسان هو المستهدف في هذه الاختفاءات، فهو حلقة الوصل في جميع حوادث الاختفاء، وشواهد عدة تؤكد ذلك منها ما حدث للسفينة "ماري سيلستي" التي وجدت عائمة في عرض البحر لكن دون بحارتها، مع بقاء الأشياء الشخصية الثمينة من نقود وغيرها للبحارة وأيضاً بقاء شحنة الكحول التي تحملها السفينة سليمة كما هي، والمحير للأمر وجود مئونة من طعام وماء بقدرٍ كاف طوال الرحلة المقررة للسفينة.
والغريب أيضاً في حالات الاختفاءات في برمودا والتنين هو أنه كثيراً ما صاحب تلك الاختفاءات مشاهدات وحوادث غريبة وغامضة مثل مشاهدة أضواء غريبة فوق المياه تظل من المساء حتى الصباح، وكذلك حدوث كثافة من الظلام الشديد تبقى راكدة فوق المياه لفترة قصيرة ثم تختفي تماماً، وأيضاً حالة البحر الذي يضطرب على نحو مفاجئ!
وهذه شواهد تؤكد وقوف قوى خارقة تتمثل في شياطين الجن الذين لهم الدوافع لفعل ذلك من أجل حماية مملكتهم في منطقتي مثلث برمودا ومثلث التنين من البشر الذين دخلوا معهم في صراع منذ التقائهم في السماء.
دليل/ ثعابين الماء:
كما ذكرنا سابقاً في قصة خروج (آدم) و(حواء) كيف أن الحية قدمت المساعدة لـ(إبليس) في دخول الجنة والوسوسة في (آدم) و(حواء) لكي يأكلا من الشجرة، وكيف أن الرب عاقبها مع (إبليس) بالطرد من السماء للأرض .. ويأتي السؤال: هل الحية ما زالت تقدم المساعدة لـ(إبليس) على الأرض مثلما قدمتها له في السماء؟
هناك دليل من الأحاديث النبوية يشير إلى أن هناك علاقة ما زالت بين (إبليس) والحية بعد الهبوط للأرض .. فقد أتى في مسند أبي سعيد عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لابن صائد: ((ما ترى))؟ قال: أرى عرشاً على البحر حوله الحيات، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صدق ذاك عرش إبليس)).
وهذا الدليل يؤكد أن هذه العلاقة قويةً جداً، فالحيات مقربة من العرش ولا يكون أحداً مقرباً من العرش إلا إذا كانت له مكانةً خاصةً عند صاحب العرش.
وهناك معلومةٌ علمية تشير إلى وجود علاقة غريبة وغامضة للحيات بمنطقة مثلث برمودا، علاقة لم يجد العلماء لها أي تفسير وهي أمر تلك الثعابين التي تهاجر من أوروبا وأمريكا إلى بحر "سارجاسو" في منطقة مثلث برمودا في رحلات مستمرة من أجل أن تضع بيضها في قاع بحر "سارجاسو"، لتموت بعد ذلك، وما أن يفقس البيض إلا ويقوم الصغار برحلة العودة إلى مواطنها في أمريكا وأوروبا، وتتم هذه الرحلات بشكلٍ دوري!
والغريب في ذلك هو قيام الثعابين برحلة طويلة من أوروبا وأمريكا لكي تضع بيضها في قاع بحر لا يختلف عن قاع أي بحر آخر، فما هو السرّ الذي يدفع الثعابين لفعل ذلك؟!
ربما أن هذه الثعابين تأتي لموطنها الأصلي الذي سكنته الحية الأم التي ساعدت (إبليس) في السماء، والتي قربها (إبليس) إليه لتكون معه في مملكته جزاء ما قدمته له في السماء من مساعدة، وربما يقوم (إبليس) باستغلال هذه الثعابين لتكون وسيلة نقل لجنوده شياطين الجن إلى عالم البشر، مثلما أدخلته الحية الأم إلى الجنة.
دليل/ التيارات الباردة والدافئة:
تتميز مياه منطقتي مثلث برمودا ومثلث التنين بخاصية التقاء التيارات الباردة القادمة من جهة الشمال بالتيارات الدافئة القادمة من جهة الجنوب .. فهل حرص (إبليس) على وجود هذه الخاصية في المكان الذي سيتخذه موقعاً لمملكة شياطين الجن قبل أن يقع اختياره على منطقتي برمودا والتنين، أم أن الأمر جاء مصادفة في كلتا المنطقتين.
لم يكن الأمر مصادفة، بل كانت هذه الخاصية إحدى أهم الأسباب في اختيار (إبليس) لمنطقتي برمودا والتنين موقعاً لمملكة شياطين الجن .. فالنقطة التي يحدث بها تصادم بين البارد والدافئ تعني أمراً هاماً في طبيعة حياة شياطين الجن، فهي تعني المكان الذي يتمركزون فيه، الذي ربما يوفر لهم الطاقة اللازمة للحياة.
وقد أشار لنا الرسول عليه الصلاة والسلام إلى ذلك حين ذكر لنا طبيعة شياطين الجن وأماكن تواجدهم، في نهيه عليه الصلاة والسلام عن الجلوس ما بين الظل والشمس، كون هذا المكان يمثل مجلس شياطين الجن .. وبذلك نجد تشابه بين صفتي إلتقاء التيارات الباردة بالدافئة والظل والشمس.
منقوول
اسم الكتاب: ( الحقيقة الغائبة .. أسرار برمودا والتنين من القرآن والسنة ) .. ويأتي في 240 صفحة .. وينقسم إلى ثلاثة أقسام هي:
ــ المنطقة الغريبة والشهيرة/ مثلث برمودا
ــ المنطقة الأخطر في العالم/ مثلث التنين
ــ الأدلة والبراهين أن الشياطين خلف ما يحدث هناك
سآتيكم بأخر جزء من الكتاب وبكل اختصار حتى لا أصيبكم بالملل.
دليل/ عرش إبليس:
عن جابر بن عبدالله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عرش إبليس في البحر يبعث سراياه في كل يوم يفتنون الناس، فأعظمهم عنده أعظمهم فتنة للناس)) رواه مسلم.
وعن جابر بن عبدالله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الشيطان يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه في الناس، فأقربهم عنده منزلة أعظمهم عنده فتنة، يجيء أحدهم فيقول: ما زلت بفلان حتى تركته وهو يقول: كذا وكذا، فيقول (إبليس): لا والله ما صنعت شيئاً، ويجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين أهله، قال: فيقربه ويدنيه ويقول: نعم أنت)) رواه الإمام أحمد.
من خلال الحديثين السابقين للرسول عليه الصلاة والسلام تتضح لنا حقائق عدة هي:
ـ أن عرش (إبليس) على البحر، وذِكر الرسول عليه الصلاة والسلام لكلمة البحر فحسب تأكيد على أن هذا البحر لا يعدو كونه أحد بحار الأرض.
ـ أن (إبليس) اتخذ من مكان العرش قاعدة لتنطلق منها سراياه نحو تنفيذ أعمال الشرّ في عالم البشر.
ـ بين لنا الرسول عليه الصلاة والسلام وجود مملكة في البحر .. فقد ذكر لنا أن هناك عرش والعرش حوله سرايا، والعرش والسرايا كانا أهم ما يميز الممالك في العصور الأولى، وكأن الرسول يوضح لنا بذلك وجود مملكة لشياطين الجن بزعامة (إبليس) في البحر، وهذه المملكة قديمة قدم الزمان.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لم يخبرنا الرسول عليه الصلاة والسلام عن البحر الذي به مملكة الشياطين؟
ربما هذا يعود لأحد سببين:
ـ إما أن موقع هذه المملكة في علم الغيب.
ـ وإما أن عالم الجن الغير مرئي يمنعنا من الإطلاع على أسراره، فلم يرد الرسول عليه الصلاة والسلام أن ينشغل المسلمون بما لا ينفعهم أو يعرضهم للهلاك.
ولو بحثنا في بحار الأرض عن الموقع الذي يشتبه بوجود مملكة شياطين الجن به، لوجدنا أن منطقتي مثلث برمودا ومثلث التنين هما أكثر منطقتين تثيران الشكوك حولهما، نظراً لما تحويانه من شرّ وغموض وأسرار لبني البشر منذ آلاف السنين.
دليل/ اختفاء المركبات العابرة:
عدد لا يحصى من المركبات المختفية على مرّ آلاف السنين في منطقتي مثلث برمودا ومثلث التنين، وعقود من الزمن مضت على الاعتراف الرسمي بها، ولا زال الغموض يكتنف الأمر وعقول البشر في حيرة بل عاجزة تماماً عن تقديم أي تفسير منطقي لهذه الظاهرة؛ سوى بعض النظريات التي أوردها بعض الباحثين.
لكن يبقى إصرار العامة على احتمال وقوف شياطين الجن وراء الاختفاءات في برمودا والتنين هو الاحتمال الأكبر بعد فشل العلماء والباحثين في تقديم التفسير العلمي المقنع لهذه الاختفاءات.
فهل لشياطين الجن علاقة بأمر الاختفاء في منطقتي مثلث برمودا ومثلث التنين؟
لدى شياطين الجن الدوافع للقيام بإخفاء أو بالأصح باختطاف المركبات العابرة في منطقتي برمودا والتنين، كون هذه المركبات تشكل خطراً عليهم وعلى مملكتهم وذلك بافتضاح سرهم للبشر .. وكما أن لدى شياطين الجن الدوافع للقيام بذلك، لديهم أيضاً القدرة على القيام باختطاف هذه المركبات، والقرآن الكريم يؤكد على ذلك من خلال القصة التي حكاها لنا وحدثت قبل آلاف السنين.
تقول القصة:
كان نبي الله (سليمان) عليه السلام أحد ملوك الأرض العظماء، وكان قد حكم بني إسرائيل وبنى له مملكة في مدينة القدس .. وحدث وأن طلب (سليمان) من رب العالمين طلباً لم يُجاب لأحد قبله أو بعده: {رب اغفر لي وهب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب} آية 35 سورة ص.
وحقق له الرب ما أراد، فأعطاه من النعم ما لا يُعد ولا يُحصى، من تلك النعم علمه منطق الطير، وسخر له الجن، وجعل الرياح تجري بأمره.
وفي ذات يوم وبينما (سليمان) عليه السلام جالس في خيمته، أتاه طائر الهدهد أحد جنود جيشه، وأخبر الهدهد (سليمان) عليه السلام بأنه رأى في دولة سبأ قوم تملكهم امرأة لها عرش عظيم ويسجدون للشمس من دون الله.
فأرسل (سليمان) كتاباً بواسطة الهدهد لملكة سبأ التي تدعى (بلقيس) جاء فيه: {بسم الله الرحمن الرحيم . ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين} آية 29 سورة النمل.
ووصل كتاب (سليمان) لـ(بلقيس) .. واطلعت (بلقيس) على الكتاب، وبعد مشاورات مع مستشاريها وبعد أن علمت أن لدى (سليمان) جيشاً عظيماً لا يقدر أحد على تحديه يتشكل من البشر والجن والوحوش والحيوانات والطيور، قررت الذهاب لـ(سليمان) خشية القتال.
وعلم (سليمان) بأن (بلقيس) قادمة إليه بالطريق، فأراد أن يعد لها مفاجأة لعلها تكون لـ(بلقيس) المعجزة التي تثبت لها نبوته لتكون من المسلمين.
فجلس (سليمان) في مجلسه المعتاد الذي يبتدئ من أول النهار إلى قريب الزوال، وجمع أتباعه الجن من حوله وقال لهم: {يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين}، أي من يأتي بعرش الملكة (بلقيس) العظيم الذي حدثنا عنه الهدهد من اليمن إلى هنا بالقدس قبل أن تصل الملكة (بلقيس) إليّ.
فعرض أحد عفاريت الجن الحاضرين قدرته وخدمته قائلاً: {أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك} آية 39 سورة النمل، أي قبل أن ينقضي وقت انتهاء مجلسك هذا الذي كان سينتهي بغضون الساعتين فقط، مختصراً بذلك رحلة تستغرق عدة أشهر.
وعرض آخر من مؤمني الجن قدرته وخدمته على (سليمان) قائلاً: {أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك} آية 40 سورة النمل، أي قبل أن يرجع إليك طرفك إذا نظرت به إلى أبعد غاية منك ثم أغمضته.
واستعان (سليمان) بالأخير في إحضار عرش (بلقيس)، وأحضر مؤمن الجن العرش كما قال أمام أعين (سليمان) عليه السلام.
وبهذا يتضح لنا من خلال هذه القصة التاريخية التي ذكرها القرآن الكريم مدى القدرات الخارقة التي وهبها الخالق سبحانه وتعالى للجن، وأن مسألة اختطاف المركبات العابرة في منطقتي برمودا والتنين ليست بالأمر العسير عليهم، فقدرتهم على نقل عرش عظيم لا يقوى على حمله إلا بضعة رجال من سبأ في اليمن إلى القدس في ظرف زمن خيالي أليس بقادر على اختطاف طائرة بالسماء أو سفينة على البحر أو غواصة تحت الماء ونقلها إلى أي مكانٍ يشاء.
لكن السؤال الذي يبحث عن الإجابة الأكثر أهمية: ما هو مصير المركبات المختفية؟
هناك احتمالين لمصير المركبات المختفية هما:
ـ الاحتمال الأول: أن يكون قد تم نقل المركبة المختطفة سواءً طائرة أو سفينة أو غواصة أو غيرها إلى مكانٍ في قاع البحر، حيث أن تضاريس منطقتي برمودا والتنين تتميزان بقاعيهما العميقان جداً، وفي نفس الوقت هذه الأعماق تتشعب بحيث تصنع خنادق على عمق كبير جداً من سطح الأرض .. وقد ذكر أحد الباحثين مصوراً مدى عمق هذه الخنادق البحرية أن جبل "أفرست" الذي يبلغ طوله 29028 قدماً لو وضعت قاعدته بأحد هذه الخنادق ما ظهر منه إلا جزء قصير لا يتعدى ميلاً واحداً .. فبالتالي يكون هذا المكان مناسباً جداً لدى الجن ـ الذين يملكون القدرة على الغوص في الأعماق كما قال تعالى: {والشياطين كل بناء وغواص} آية 37 سورة ص. ـ لإخفاء المركبات المختطفة بعيداً عن العين المجردة للإنسان الذي لا يستطيع الوصول والتوغل أكثر في هذا القاع العميق جداً.
ـ الاحتمال الثاني: أن يكون قد تم التخلص من المركبات المختطفة بشكلٍ نهائي، فطبيعة قاعي منطقتي برمودا والتنين تتميزان بأنهما منطقتين بركانيتين، قد تكون المركبات المختطفة صُهرت بمن فيها وتلاشى بالتالي أي أثر يُذكر لها.
ولنستعرض هنا آراء العلماء في العصر الحديث حول مسألة الاختفاءات في منطقتي مثلث برمودا ومثلث التنين:
ـ رأي رالف بيكر: ذكر (رالف بيكر) ـ وهو أحد المهتمين بظاهرة الاختفاء ـ أن التطورات الحديثة في علم الفيزياء تشير إلى وجود مادة مضادة للجاذبية ذات طبيعة مخالفة تماماً لطبيعة أي مادة على كوكب الأرض، وأن هذه المادة لها صفة الانفجار عندما تقترب من أي مادة مألوفة إلينا، وهذه المادة راقدة في أماكن محددة من كوكبنا، ومن المحتمل أن تكون قد أتت من الفضاء، ربما من مصدر مجهول خارج الكرة الأرضية قام بإرسالها ثم استقرت تحت قشرة الكرة الأرضية في اليابسة أو غالباً تحت البحار.
وقد يعلل ما ذكره (رالف بيكر) سبب التغيرات الكهرومغناطيسية في منطقتي برمودا والتنين، لكنها لا تفسر ظاهرة الاختفاء.
ـ رأي إيفان ساندرسون: من خلال دراسة قام بها العالم (إيفان ساندرسون) حول ظاهرة الاختفاء، قدم نظريته والتي تنص على التالي: أنه يوجد 12 منطقة في العالم تتميز بظواهر غير طبيعية متشابهة، ويوجد منها خمسة مناطق في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، وخمسة مناطق في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، أما المنطقتان الأخرتان فإحداهما عند القطب الشمالي والأخرى عند القطب الجنوبي.
ومعظم هذه المناطق توجد في صورة مزدوجة في شرق القارات، حيث تصطدم تيارات المحيط الدافئة المتجهة إلى الشمال بالتيارات البادرة المتجهة إلى الجنوب. كذلك إلى جانب حدوث هذا التصادم عند هذه المناطق فتمثل هذه المناطق في نفس الوقت نقاطاً محددة، حيث تبدأ عندها تيارات المحيط السطحية في الدوران إلى اتجاه آخر بينما تبدأ التيارات التي تسير تحت سطح الماء في الدوران إلى الاتجاه المعاكس، مما يتسبب في حدوث دوامات مغناطيسية تؤثر على الاتصال اللاسلكي والقوة المغناطيسية في طرد الطائرات أو السفن العابرة في هذه المنطقة، حيث تطير ـ أو تبحر ـ إلى منطقة مجهولة خارج عالمنا أو بمعنى آخر خارج حدود المكان الذي نعيش فيه!
ـ رأي جون سبنسر: يرى (جون سبنسر) ـ الخبير في علوم الفضاء ـ الذي قام بدراسة ظاهرة الاختفاء في مثلث برمودا لعدة سنوات، أن التفسير الوحيد والمعقول لاختفاء الطائرات والسفن على هذا النحو وبكامل طاقمها، هو أن هناك قوة معينة قد حملت إليها هذه السفن والطائرات أثناء سفرها .. ويرى (سبنسر) أن اختفاء بعض هذه السفن والطائرات الضخمة وفي ظروف مناخية جيدة، لا يمكن أن يحدث طبقاً لقوانين الأرض، فلا بد أن قوى أخرى خارجية قد أخذتها إليها وسارت بها بعيداً عن كوكب الأرض.
ولو لاحظنا نظريتا (إيفان ساندرسون) و(جون سبنسر) سنجد أنهما تشيران بشكل غير مباشر إلى وقوف عالم آخر وراء مسلسل الاختفاءات في منطقتي برمودا والتنين.
والاختفاءات التي وثقتها لنا السجلات الرسمية أعطت لنا حدوث ثلاث حالات من الاختفاء هي:
1ـ اختفاء بلا أثر للطائرات والغواصات وبعض السفن والقوارب بمن عليها.
2ـ اختفاء بعض السفن والقوارب فترة زمنية والعثور عليها لكن دون طاقمها.
3ـ اختفاء لأطقم بعض السفن والقوارب مع بقاءها في حالة جيدة دون تلف أو سرقة لها أو لحمولتها.
ويتضح لنا من ذلك أن الإنسان هو المستهدف في هذه الاختفاءات، فهو حلقة الوصل في جميع حوادث الاختفاء، وشواهد عدة تؤكد ذلك منها ما حدث للسفينة "ماري سيلستي" التي وجدت عائمة في عرض البحر لكن دون بحارتها، مع بقاء الأشياء الشخصية الثمينة من نقود وغيرها للبحارة وأيضاً بقاء شحنة الكحول التي تحملها السفينة سليمة كما هي، والمحير للأمر وجود مئونة من طعام وماء بقدرٍ كاف طوال الرحلة المقررة للسفينة.
والغريب أيضاً في حالات الاختفاءات في برمودا والتنين هو أنه كثيراً ما صاحب تلك الاختفاءات مشاهدات وحوادث غريبة وغامضة مثل مشاهدة أضواء غريبة فوق المياه تظل من المساء حتى الصباح، وكذلك حدوث كثافة من الظلام الشديد تبقى راكدة فوق المياه لفترة قصيرة ثم تختفي تماماً، وأيضاً حالة البحر الذي يضطرب على نحو مفاجئ!
وهذه شواهد تؤكد وقوف قوى خارقة تتمثل في شياطين الجن الذين لهم الدوافع لفعل ذلك من أجل حماية مملكتهم في منطقتي مثلث برمودا ومثلث التنين من البشر الذين دخلوا معهم في صراع منذ التقائهم في السماء.
دليل/ ثعابين الماء:
كما ذكرنا سابقاً في قصة خروج (آدم) و(حواء) كيف أن الحية قدمت المساعدة لـ(إبليس) في دخول الجنة والوسوسة في (آدم) و(حواء) لكي يأكلا من الشجرة، وكيف أن الرب عاقبها مع (إبليس) بالطرد من السماء للأرض .. ويأتي السؤال: هل الحية ما زالت تقدم المساعدة لـ(إبليس) على الأرض مثلما قدمتها له في السماء؟
هناك دليل من الأحاديث النبوية يشير إلى أن هناك علاقة ما زالت بين (إبليس) والحية بعد الهبوط للأرض .. فقد أتى في مسند أبي سعيد عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لابن صائد: ((ما ترى))؟ قال: أرى عرشاً على البحر حوله الحيات، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صدق ذاك عرش إبليس)).
وهذا الدليل يؤكد أن هذه العلاقة قويةً جداً، فالحيات مقربة من العرش ولا يكون أحداً مقرباً من العرش إلا إذا كانت له مكانةً خاصةً عند صاحب العرش.
وهناك معلومةٌ علمية تشير إلى وجود علاقة غريبة وغامضة للحيات بمنطقة مثلث برمودا، علاقة لم يجد العلماء لها أي تفسير وهي أمر تلك الثعابين التي تهاجر من أوروبا وأمريكا إلى بحر "سارجاسو" في منطقة مثلث برمودا في رحلات مستمرة من أجل أن تضع بيضها في قاع بحر "سارجاسو"، لتموت بعد ذلك، وما أن يفقس البيض إلا ويقوم الصغار برحلة العودة إلى مواطنها في أمريكا وأوروبا، وتتم هذه الرحلات بشكلٍ دوري!
والغريب في ذلك هو قيام الثعابين برحلة طويلة من أوروبا وأمريكا لكي تضع بيضها في قاع بحر لا يختلف عن قاع أي بحر آخر، فما هو السرّ الذي يدفع الثعابين لفعل ذلك؟!
ربما أن هذه الثعابين تأتي لموطنها الأصلي الذي سكنته الحية الأم التي ساعدت (إبليس) في السماء، والتي قربها (إبليس) إليه لتكون معه في مملكته جزاء ما قدمته له في السماء من مساعدة، وربما يقوم (إبليس) باستغلال هذه الثعابين لتكون وسيلة نقل لجنوده شياطين الجن إلى عالم البشر، مثلما أدخلته الحية الأم إلى الجنة.
دليل/ التيارات الباردة والدافئة:
تتميز مياه منطقتي مثلث برمودا ومثلث التنين بخاصية التقاء التيارات الباردة القادمة من جهة الشمال بالتيارات الدافئة القادمة من جهة الجنوب .. فهل حرص (إبليس) على وجود هذه الخاصية في المكان الذي سيتخذه موقعاً لمملكة شياطين الجن قبل أن يقع اختياره على منطقتي برمودا والتنين، أم أن الأمر جاء مصادفة في كلتا المنطقتين.
لم يكن الأمر مصادفة، بل كانت هذه الخاصية إحدى أهم الأسباب في اختيار (إبليس) لمنطقتي برمودا والتنين موقعاً لمملكة شياطين الجن .. فالنقطة التي يحدث بها تصادم بين البارد والدافئ تعني أمراً هاماً في طبيعة حياة شياطين الجن، فهي تعني المكان الذي يتمركزون فيه، الذي ربما يوفر لهم الطاقة اللازمة للحياة.
وقد أشار لنا الرسول عليه الصلاة والسلام إلى ذلك حين ذكر لنا طبيعة شياطين الجن وأماكن تواجدهم، في نهيه عليه الصلاة والسلام عن الجلوس ما بين الظل والشمس، كون هذا المكان يمثل مجلس شياطين الجن .. وبذلك نجد تشابه بين صفتي إلتقاء التيارات الباردة بالدافئة والظل والشمس.
منقوول