هيمن الصراع بين عملاقي صناعة الطيران في العالم على معرض فارنبورو الجوي شمال إنجلترا في يومه الأول، أمس، بوجود طائرتين من أهم الطائرات لدى الشركتين، اللتين أثارتا جدلا كبيرا منذ بدء الإعلان عن تنفيذهما.
وكان من أهم المفاجآت في اليوم الأول، ظهور الطائرة «787 دريملاينر» التي تصنعها «بوينغ» من الألياف الكربونية، التي تعد الأخف وزنا في العالم، لتكون أول مرة تعبر فيها المحيط الأطلنطي قادمة إلى إنجلترا لحضور المعرض، بينما أكبر طائرات العالم من طراز «إيرباص إيه 380» تبحث عن مبيعات جديدة.
ومن المنتظر أن تهيمن طائرات «بوينغ» على طلبيات طائرات قصيرة المدى من «إيرباص» على معرض فارنبورو، في اختبار للانتعاش الاقتصادي الوليد. وقد تسرق الأضواء في المعرض الطائرة «بوينغ 787 دريملاينر» التي يجري اختبارها حاليا. وتعد الطائرة بكفاءة أكبر في استهلاك الوقود، واستحوذت موادها خفيفة الوزن، وتصميمها المبتكر على خيال العامة، بالإضافة إلى مميزات جديدة في كابينة الطائرة، تجعل السفر لفترات طويلة أكثر سهولة، بزيادة الضغط في الكابينة، وارتفاع درجة الرطوبة، مما يقلل من الجفاف في جسم المسافر.
من جهتها، أعلنت شركتا «بوينغ» و«طيران الإمارات»، عن تقدم الأخيرة بطلبية لشراء 30 طائرة من طراز «بوينغ 777 - 300 إي آر»، وذلك خلال المعرض.
وقال الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لطيران الإمارات ومجموعة الإمارات: «منذ أن تسلمنا أول طائرة من طراز (777)، قبل 14 عاما مضت، أصبحت هذه الطائرات حجر الأساس لأسطولنا، وذلك بفضل موثوقيتها الكبيرة وأدائها المتميز وكفاءتها من حيث استهلاك الوقود».
وأضاف: «ويعكس القرار الذي اتخذناه بتوسيع أسطولنا من طائرات (777)، خططنا الرامية لمواصلة تطوير أسطولنا المستقبلي، وتوسيع شبكتنا العالمية المتنامية، التي تغطي ست قارات حاليا. كما يدل هذا القرار على التزامنا بتشغيل أسطول حديث يعزز من تجربة الركاب، ويرتقي بكفاءتنا التشغيلية كذلك».
من جانبه، قال جيم ألبو، الرئيس والرئيس التنفيذي لشركة «بوينغ» للطائرات التجارية: «إن النمو القوي لشركة (طيران الإمارات) أسهم خلال السنوات الماضية في جعلها قوة عالمية في قطاع الطيران، في الوقت الذي لعبت دورا مهما في نجاح طائرات (777)، عبر دعمها الكبير لهذا البرنامج والملاحظات القيمة التي قدمتها على مر السنين، ومن شأن طلبيتها الحالية أن تسهم في تعزيز ثقتها بهذه الطائرات، التي تشكل الدعامة الأساسية لأسطول الشركة، ونحن سعداء بهذا الإنجاز الكبير».
وبحسب بيان صادر من «بوينغ»، فإنها سعت إلى إدخال عدد من التحسينات الأدائية على طائراتها من طراز «777 - 300 إي آر»، حيث تم توسيع نطاقها، وزيادة حمولاتها. وقد أسهم الأداء الذي قدمته هذه الطائرات خلال اختبارات الطيران، بالإضافة إلى تحسين كفاءة محركاتها والتغييرات التصميمية التي تقلل من جر الطائرة ووزنها، في الارتقاء بقدراتها وإمكاناتها بشكل كبير.
وقال الرئيس التنفيذي لوحدة الطائرات التجارية بشركة «بوينغ»، أمس، إنه يتوقع أن يشهد الاقتصاد العالمي «انتعاشا متذبذبا»، وأن تتباطأ وتيرته في الولايات المتحدة. وقال جيم ألبو في كلمته، إنه متأكد إلى حد كبير من أن أزمة الديون الأوروبية سيكون لها تأثير على أنشطة شركته. وأضاف أنه يتوقع أن تكشف «بوينغ» - ثاني أكبر شركة لصناعة الطائرات في العالم – هذا الأسبوع عن تلقيها طلبيات من شركات لتأجير الطائرات.
بينما أشار الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية، أمس، إلى أن الشركة كانت تستعد لإعلان طلبية لشراء طائرات ركاب «بومباردييه» من الفئة «سي» خلال معرض «فارنبورو الجوي»، لكن مشكلات لم يحددها، وقفت في طريق المحادثات. وقال أكبر البكر إن الشركة، وهي الناقل الوطني في قطر، ما زالت تدرس طائرات الفئة «سي»، وترى ضرورة لشراء طائرات من هذا النوع. ومن المقرر دخول طائرات الفئة «سي» الخدمة في 2013، وهي طائرات وحيدة الممر، تحمل ما بين 100 و149 راكبا.
ورفض البكر الإدلاء بتفاصيل بشأن المشكلات، وخاصة بشأن ما إذا كان القرار القطري مرتبط بقرارات شركتي «بوينغ» و«إيرباص»، بخصوص احتمال إعادة تزويد طرز قائمة من الشريحة نفسها بمحركات جديدة، من أجل تحسين كفاءة استهلاك الوقود والتشغيل.
وأعلن البكر ثلاث طلبيات أخرى مع «بومباردييه» لشراء طائرتين «جلوبل 5000» لوحدة الطائرات الخاصة التابعة للشركة، وثالثة للإجلاء الطبي.
وفي الوقت ذاته أسهمت وحدات التسلح من «إيرباص» و«بوينغ» بنصيب كبير من المعرض للترويج لمنتجات واجهت أوقات عصيبة، مثل الطائرة العسكرية «400 إم» من «إيرباص»، التي تأخر إنتاجها أكثر من أربعة أعوام، وتخطت ميزانيتها بعدة مليارات.
وجاءت مشاركة وحدة «لوكيد مارتن» من «بوينغ» بطائرة «إف 35» المقاتلة الأحدث في العالم، التي تأخر إنتاجها عدة أعوام أيضا، وهي تتميز بمواصفات الطائرة «هاريير» البريطانية في التحليق الأفقي، ولكن بأكثر حداثة، وأسهل على الطيارين في الاستخدام، إضافة إلى إمكانيتها التخفي من شاشات الرادار، مما يؤمن عملياتها القتالية.
وتستضيف فارنبورو المعرض الضخم للطيران والأسلحة عاما بعد عام بالتناوب مع مدينة لوبورجيه القريبة من باريس، لتتحول المدينة الهادئة التي تقع في جنوب إنجلترا إلى معسكر تعرض فيه أحدث الأسلحة الذكية وطائرات الركاب الجديدة.
http://www.alwatanvoice.com/arabic/news/2010/07/20/151773.html