رواية جديدة للانقلاب على الحسن الثاني

إنضم
6 أبريل 2010
المشاركات
131
التفاعل
4 0 0

رواية جديدة للانقلاب على الحسن الثاني




أصدر 2 من الضباط السابقين المتورطين في محاولة انقلاب على العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني عام 1972 كتابين كشفا عن تنسيق بين المعارضة والجيش في الانقلاب على الملك .

ومن الحقائق الجديدة التي أوردها الضابطان أن الجنرال محمد أوفقير وزير الدفاع وقتذاك، الذي انكشف أمره عقب انقلاب 1972، وقتل في ظروف غامضة، هو نفسه الذي كان وراء انقلاب سابق في عام 1971.

وقال المؤلفان: إن التحضير لانقلاب 1972 بدأ بعد يوم واحد من فشل الانقلاب الأول، وخطط له الجنرال أوفقير الذي كان من أقرب المقربين لملك المغرب، والرجل الثاني صاحب الصلاحيات الواسعة بعد الحسن الثاني.

وفي تقرير لها من الرباط الجمعة 2-7-2004، تقول وكالة أنباء "قدس برس": إنه مثل طائر العنقاء الذي ينبعث من رماده بعد أن يحترق، ويعود إلى دورة جديدة من دورات الحياة، انبعث الناجون من جحيم المعتقل السري الرهيب "تازمامرت" أشهر المعتقلات في عهد الحسن ، وعادوا إلى الحياة السياسية المغربية مجددا، ليس من أجل القيام بمحاولة انقلابية جديدة، ولكن لتقديم رواية للتاريخ لم يكن المغاربة يعرفونها من قبل.

وقالت الوكالة: إن الكتاب الأول للضابط السابق أحمد الوافي الذي جعل لمذكراته عنوان "عملية البراق إف 5"، والثاني للضابط صلاح حشاد، بعنوان "أسوار تازمامرت".

وبصفتهما شاهدي عيان على مرحلة من تاريخ المغرب، أورد الكاتبان حقائق جديدة عن أسباب الانقلابين اللذين استهدفا الحسن الثاني خلال سنتين، وكذلك عن الأطراف التي كانت تقف وراءهما.

وأشارت مذكرات الضابطين إلى الدور الخفي الذي لعبه العسكريون الأمريكيون الموجودون في القاعدة العسكرية التي كانت مسرحا للمحاولة الانقلابية الثانية، إلا أن تفاصيل هذا الدور ظلت غامضة، بحكم أن الحقائق والتفاصيل دفنت مع الضباط الذين تم إعدامهم صبيحة عيد الفطر عام 1973، وهم من أشرفوا على المحاولة الانقلابية.

وتكشف المذكرات أن الملك حاول إرغام "أمقران" صاحب المحاولة الانقلابية الثانية على التماس العفو والاعتذار أمام عدسات التلفزيون قبل أن يتم تنفيذ حكم الإعدام فيه، ورغم أنه خضع للتعذيب، لكنه لم يستجب لطلب الملك.

وجاء في شهادة صالح حشاد بشأن هذه الحادثة ما يلي: "مساء يوم 9 يناير 1973 عرف السجن المركزي بالقنيطرة حركة غير عادية.. دخل رجال الدرك إلى حي الإعدام، وأخرجوا أمقران وكويرة (متهم بالمشاركة في الانقلاب) من زنزانتيهما، وقادوهما إلى وجهة مجهولة.. وقال أحد الحراس إن الاثنين نقلا إلى الرباط .. كانت الساعة تشير إلى الثانية صباحا يوم 11 (يناير) 1973 عندما عاد الاثنان إلى زنزانتهما معصوبي العينين، وفوق رأسيهما غطاء.. فقد تعرض الاثنان للتعذيب، وفي لحظة استدار كويرة إلى أمقران مؤنبا: إنها غلطتك أنت.. رفضت الاعتراف، ومع ذلك فقد وعدونا بعفوه (أي الملك) لو تكلمت وقلت ما كان ينتظر سماعه منك.. لقد رفض الاعتراف لتوريط شركائه، وطلب العفو أمام التلفزة..".



أسباب الفشل


ويورد الضابطان أسباب فشل المحاولة الانقلابية التي تتمثل في "توالي الأوامر وتناقضها، مما جعل اختيار إستراتيجية موحدة أمرا مستحيلا.. تردد كويرة، الذي حاول الاصطدام بالطائرة الملكية في محاولة انتحارية. وعدم مشاركة الجنود المتواجدين على الأرض في التدخل عقب هبوط الطائرة. والتأخر في قصف المطار بعد نزول الطائرة الملكية"، وهذا بخلاف ما استقر من رواية صارت معروفة لدى سائر المغاربة من أن "بركة السلطان" هي التي كانت وراء نجاته.

والنقطة المثيرة جدا في المذكرات أنها تؤكد مرة أخرى أنه كان هناك "تواطؤ" بين المعارضة وبين الجيش، في محاولة الانقلاب على الحسن الثاني.

وقال صالح حشاد: إن الشعب أيضا رحب بخبر الانقلاب، وهذه المعلومة ترد لأول مرة، حيث لم يسبق الاهتمام بمواقف الشارع المغربي من محاولة الانقلاب على الملك المغربي السابق، إلا أن أحد الضباط الذين كانوا شهود عيان، والذي تجول في الشارع في الطريق بين الرباط ومدينة الدار البيضاء لاحظ وجود علامات الفرح والاحتفال، بعد إعلان "إسقاط نظام الحسن الثاني من طرف الإذاعة" التي استولى عليها الانقلابيون، قبل أن يتغير مسار التاريخ بعد ساعات، عندما تأكد خبر نجاة ملك البلاد، وعودته ليحكم بقبضة من حديد على مقاليد السلطة.



مزيد من الغموض


وتقول "قدس برس": إن الشهادة الجديدة تضيف المزيد من الغموض على هذا الجزء من تاريخ المغرب. وترى أن التساؤل الذي يطفو إلى السطح، أنه إذا كان الانقلاب ليس مجرد مغامرة لمجموعة من الضباط، ولكنه كان بتوجيه من وزير الدفاع، والمسئول الأول على الجيش، الجنرال أوفقير، وبمشاركة المعارضة السياسية بشكل من الأشكال، وبمباركة من قطاع واسع من الشعب، الذي كان ميالا لليسار المغربي المعارض، فلماذا لم تنجح المحاولة؟ وما هي الأسباب الحقيقة التي حكمت على "هذا التحالف بالفشل؟.

وهذه ليست المرة الأولى التي تشير الشهادات إلى علاقة السياسيين بالجيش في المحاولتين الانقلابيتين اللتين استهدفتا نظام الحسن الثاني، حيث أكد ذلك رءوف أوفقير ابن الجنرال محمد أوفقير في مذكراته التي أصدرها في مارس 2003 تحت عنوان "الضيوف: عشرون سنة في سجون الملك"، وروى من خلالها مأساة أسرته التي دفعت ثمن "مغامرة" الوالد والزوج الجنرال أوفقير، إذ رحلت الأسرة بأطفالها ونسائها إلى معتقل رهيب، عاشت فيه منقطعة عن العالم، في ظروف أقرب إلى الجحيم منها إلى أي شيء آخر لمدة 20 عاما.

وفي شهادة أوفقير الابن أكد أنه كان في منزل أسرته عندما كان طفلا لا يتجاوز عمره 14 سنة، يشاهد عددا من الشخصيات السياسية المعروفة تزور والده.

ومن الشخصيات التي أكد أنه تعرف عليها خلال تلك الفترة المرحوم علال الفاسي زعيم حزب الاستقلال أحد قادة حركة مقاومة الاستعمار الفرنسي المشهورين، إضافة إلى عبد الرحيم بوعبيد زعيم حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وعدد من الشخصيات السياسية الأخرى التي كانت تنسق على ما يبدو مع الجنرال ترتيبات المحاولة الانقلابية.






أسباب داخلية للانقلاب


وأرجع العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني سبب المحاولتين الانقلابيتين إلى ثقته العمياء في مساعديه، في إشارة إلى أوفقير والضباط الذين تورطوا في المحاولة الأولى، كما حمل المسئولية لأطراف خارجية، وخصوصا مصر.

لكن مؤلفي الكتابين يريان أن الرغبة في الانقلاب داخلية تعود لأسباب داخلية لا علاقة لها بالخارج، وأنها ترتبط أساسا بحال الفساد السياسي بالمغرب، وحال الاستثناء التي فرضها الحسن الثاني منذ عام 1965 حين حل مجلس النواب، وحل الحكومة، وفرض حظرا على الحياة السياسية المغربية.

وإضافة إلى ذلك- كما تقول "قدس برس"- لا يقدر أحد على إغفال طموح الانقلابيين في الوصول إلى سدة الحكم باعتباره أيضا من الأسباب الرئيسية للمحاولتين الانقلابيتين الفاشلتين.

منقول للافادة:celebrate14[1]::celebrate14[1]::celebrate14[1]::celebrate14[1]::celebrate14[1]:
 
رد: رواية جديدة للانقلاب على الحسن الثاني

موضوع جميل بارك الله فيك
 
رد: رواية جديدة للانقلاب على الحسن الثاني

شخصيا, أنا من بين الأشخاص المقتنعين بأن الملكية هي الضامن لاستمرارية الدولة المغربية.
 
عودة
أعلى