بيت الحكمة في بغداد أنشأها هارون الرشيد، وبلغت ذروة مجدها في عصر المأمون، كانت أشبه بجامعة، فيها كتب يجتمع فيها رجال يتفاوضون ويطالعون وينسخون، وكان فيها نساخ ومترجمون يترجمون ما كان يحصل عليه الرشيد والمأمون في فتوحاتهم، بأنقرة وعمورية وقبرص، ويحدثنا ابن النديم أن المأمون كانت بينه وبين ملك الروم مراسلات، وقد انتصر عليه المأمون في بعض المعارك، فجعل من شروط الصلح أن يسمح ملك الروم بترجمة ما في خزائنه من كتب بواسطة العلماء الذين يرسلهم المأمون، ففعل، وهذا أعظم ما يروي في التاريخ عن حاكم منتصر لا يرى ثمنا للنصر أغلى من كتب العلم ينقلها إلى أبناء أمته وبلاده، ولكم أن تقارنوا كيف فعل المأمون بالمخطوطات الرومية مع ما فعلته القوات الأمريكية بالكتب والآثار البغدادية!!!
:b070[1]::b070[1]::b070[1]::b070[1]::b070[1]: