أحمد عرابي ... ثائر مصرى ... ومنفى ... ومبادىء ...

يحي الشاعر

كبير المؤرخين العسكريين
عضو مميز
إنضم
2 فبراير 2008
المشاركات
1,560
التفاعل
98 0 0
أحمد عرابي
... ثائر مصرى ... ومنفى ... ومبادىء ...
(من تاريخ مصلر القومى)


كم وددت أن أضيف بعض المواضيع عن زعماء ، إنقضى وقتهم ... ولكن روح نضالهم مت زات تؤثر على وطننا ...

وتكاثر الجدال ... بل وصل التشكيك فى ... تاريخنا القومى .. وأبطاله ...

لا أتكلم عن جمال عبدالناصر أو السادات ... أو محمد نجيب ... ولكننى أعنى ...

أحمد عرابى ... ومصطفى كامل ومحمد فريد وهدى شعراوى والعديد الآخر ... من زعماء وزعيمات
لهم حبهم فى القلوب ... زمبادئهم فى الفكر ... وتاريخهم المشرف فى الوطنية والكفاح ... مقالات (من تاريخ مصر القومى) ... حتى نفتخر بماضينا ونتطلع لمستقبلنا زنقول لأنفسنا ... لن يكون ماضينا أفضل من واقعنا ... ولن ينحدر مستقبلنا ... ليكون أسوأ من ماضينا ....

إسمحوا لى أن أقتبس بعض هذه المواضيع التالية (حتى لا أعيد الكتابة وكل شيىء أمام أعيننا ) لأنشرها عن هؤلاء الزعماء الخالدين ... فى تاريخ وطن أدعو الله دائما أن يفظه ... و أصرخ من أعماق قلبى ليتمعن وليفهم الشباب معنى جملة



إسلمى يا مصر





يحى الشاعر




اقتباس:

أحمد عرابي
من المواقف التاريخية المشرفة في حياة الأمة العربية قيام أحمد عرابي بتظاهرة على رأس الجيش المصري في ميدان عابدين بالقاهرة؛ لعرض مطالب الأمة على الخديوي توفيق، بعد أن اتجهت إليه الأنظار، وتعلقت به الآمال؛ لإنقاذ البلاد من مهاوي الظلم، وتحقيق أمانيها في الحياة الكريمة، وحملت مطالب القائد الثائر لمليكه: إسقاط وزارة رياض باشا، وتشكيل وزارة وطنية، وقيام مجلس نيابي حديث، وهذه المطالب مشروعة في مجملها؛ فهي تحمل تطلع الشعب إلى التمتع بالحرية والعيش الكريم، لكن الخديوي توفيق رأى فيها تجاوزًا لسلطانه، وتعديًا على مكانته، وإنقاصًا من هيبته حيث يجرؤ أحد أفراد رعيته على عرض هذه المطالب، فقال له في غطرسة وكبرياء: "كل هذه الطلبات لا حق لكم فيها، وأنا ورثت ملك هذه البلاد عن آبائي وأجدادي، وما أنتم إلا عبيد إحساناتنا".

وأطلقت هذه الكلمات التي تقطر كبرًا ما في نفس عرابي من عزة وإباء، وتمثلت فيه عزة وطنه وكرامة شعبه الذي وضع فيه ثقته، فنطق بما لم يسمعه الخديوي من قبل، وهو الذي تعوَّد سماع كلمات الإطراء والاستحسان، ولم يعتدْ أن يراجعه أحد، فزلزلت كلمات عرابي ما في نفس الخديوي من عزة جوفاء حين قال له: "نحن خلقنا الله أحرارًا، ولم يخلقنا تراثًا أو عقارًا؛ فوالله الذي لا إله إلا هو، لا نُورَّث، ولا نُستعبَد بعد اليوم".


الاستجابة لمطالب الأمة

استجاب الخديوي لمطالب الأمة، وعزل "رياض باشا" من رئاسة الوزارة، وعهد إلى "شريف باشا" بتشكيل الوزارة، وكان رجلا كريمًا مشهودًا له بالوطنية والاستقامة، فألف وزارته في (19 من شوال 1298 هـ = 14 من سبتمبر 1881م)، وسعى لوضع دستور للبلاد، ونجح في الانتهاء منه وعرضه على مجلس النواب الذي أقر معظم مواده، ثم عصف بهذا الحلم الجميل تدخل الدولتين الاستعماريتين إنجلترا وفرنسا في شئون البلاد، وتأزمت الأمور، وتقدم "شريف باشا" باستقالته في (2 من ربيع الآخر 1299 هـ = 2 من فبراير 1882م).

وتشكلت حكومة جديدة برئاسة "محمود سامي البارودي"، وشغل "عرابي" فيها منصب "وزير الجهادية" (الدفاع)، وقوبلت وزارة "البارودي" بالارتياح والقبول من مختلف الدوائر العسكرية والمدنية؛ لأنها كانت تحقيقًا لرغبة الأمة، ومعقد الآمال، وكانت حقًا عند حسن الظن، فأعلنت الدستور، وصدر المرسوم الخديوي به في (18 من ربيع الأول 1299 هـ = 7 من فبراير 1882م).

غير أن هذه الخطوة الوليدة إلى الحياة النيابية الكريمة تعثرت بعد نشوب الخلاف بين الخديوي ووزارة البارودي حول تنفيذ بعض الأحكام العسكرية، ولم يجد هذا الخلاف مَن يحتويه من عقلاء الطرفين، فاشتدت الأزمة، وتعقد الحل، ووجدت بريطانيا وفرنسا في هذا الخلاف المستعر بين الخديوي ووزرائه فرصة للتدخل في شئون البلاد، فبعثت بأسطوليهما إلى شاطئ الإسكندرية بدعوى حماية الأجانب من الأخطار.


اشتعال الأزمة

ولم يكد يحضر الأسطولان (الإنجليزي والفرنسي) إلى مياه الإسكندرية حتى أخذت الدولتان تخاطبان الحكومة المصرية بلغة التهديد والبلاغات الرسمية، ثم تقدم قنصلا الدولتين إلى البارودي بمذكرة مشتركة في (7 من رجب 1299 هـ = 25 من مايو 1882م) يطلبان فيها استقالة الوزارة، وإبعاد عرابي وزير الجهادية عن القطر المصري مؤقتًا مع احتفاظه برتبه ومرتباته، وإقامة "علي باشا فهمي" و"عبد العال باشا حلمي" –وهما من زملاء عرابي وكبار قادة الجيش- في الريف مع احتفاظهما برتبتيهما ومرتبيهما.

وكان رد وزارة البارودي رفض هذه المذكرة باعتبارها تدخلا مهينًا في شئون البلاد الداخلية، وطلبت من الخديوي توفيق التضامن معها في الرفض، ولكن جاء موقفه مخيبًا للآمال؛ إذ أعلن قبوله لمطالب الدولتين، وإزاء هذا الموقف المخزي قدم البارودي استقالته من الوزارة، فقبلها الخديوي.بقاء عرابي في منصبه

أحمد عرابي
غير أن عرابي بقي في منصبه بعد أن أعلنت حامية الإسكندرية أنها لا تقبل بغير عرابي ناظرًا للجهادية، فاضطر الخديوي إلى إبقائه في منصبه، وتكليفه بحفظ الأمن في البلاد، غير أن الأمور في البلاد ازدادت سوءًا بعد حدوث مذبحة الإسكندرية في (24 من رجب 1299 هـ = 11 من يونيه 1882م)، وكان سببها قيام رجل من مالطة من رعايا بريطانيا بقتل أحد المصريين، فشب نزاع تطور إلى قتال سقط خلاله العشرات من الطرفين قتلى وجرحى.

وعقب الحادث تشكلت وزارة جديدة ترأسها "إسماعيل راغب"، وشغل "عرابي" فيها نظارة الجهادية، وقامت الوزارة بتهدئة النفوس، وعملت على استتباب الأمن في الإسكندرية، وتشكيل لجنة للبحث في أسباب المذبحة، ومعاقبة المسئولين عنها.


ضرب الإسكندرية

ولما كانت إنجلترا قد بيتت أمرًا، فقد أعلنت تشككها في قدرة الحكومة الجديدة على حفظ الأمن، وبدأت في اختلاق الأسباب للتحرش بالحكومة المصرية، ولم تعجز في البحث عن وسيلة لهدفها، فانتهزت فرصة تجديد قلاع الإسكندرية وتقوية استحكاماتها، وإمدادها بالرجال والسلاح، وأرسلت إلى قائد حامية الإسكندرية إنذارًا في (24 من شعبان 1299 هـ = 10 من يوليو 1882م) بوقف عمليات التحصين والتجديد، وإنزال المدافع الموجودة بها.

ولما رفض الخديوي ومجلس وزارئه هذه التهديدات، قام الأسطول الإنجليزي في اليوم التالي بضرب الإسكندرية وتدمير قلاعها، وواصل الأسطول القذف في اليوم التالي، فاضطرت المدينة الباسلة إلى التسليم ورفع الأعلام البيضاء، واضطر أحمد عرابي إلى التحرك بقواته إلى "كفر الدوار"، وإعادة تنظيم جيشه.

وبدلاً من أن يقاوم الخديوي المحتلين، استقبل في قصره بالإسكندرية الأميرال "سيمور" قائد الأسطول البريطاني، وانحاز إلى الإنجليز، وجعل نفسه وسلطته الحكومية رهن تصرفهم بعد أن احتلوا الإسكندرية، وأرسل إلى أحمد عرابي في كفر الدوار يأمره بالكف عن الاستعدادات الحربية، ويحمّله تبعة ضرب الإسكندرية، ويأمره بالمثول لديه في قصر "رأس التين"؛ ليتلقى منه تعليماته.


مواجهة الخديوي ورفض قراراته

رفض عرابي الانصياع للخديوي بعد موقفه المخزي، وبعث إلى جميع أنحاء البلاد ببرقيات يتهم فيها الخديوي بالانحياز إلى الإنجليز، ويحذر من اتباع أوامره، وأرسل إلى "يعقوب سامي باشا" وكيل نظارة الجهادية يطلب منه عقد جمعية وطنية ممثلة من أعيان البلاد وأمرائها وعلمائها للنظر في الموقف المتردي وما يجب عمله، فاجتمعت الجمعية في (غرة رمضان 1299هـ= 17 من يوليو 1882م)، وكان عدد المجتمعين نحو أربعمائة، وأجمعوا على استمرار الاستعدادات الحربية ما دامت بوارج الإنجليز في السواحل، وجنودها يحتلون الإسكندرية.

وكان رد فعل الخديوي على هذا القرار هو عزل عرابي من منصبه، وتعيين "عمر لطفي" محافظ الإسكندرية بدلا منه، ولكن عرابي لم يمتثل للقرار، واستمر في عمل الاستعدادات في كفر الدوار لمقاومة الإنجليز، وأرسل إلى يعقوب سامي يدعوه إلى عقد اجتماع للجمعية العمومية للنظر في قرار العزل.

وفي (6 من رمضان 1299 هـ = 22 من يوليو 1882م) عُقِد اجتماع في وزارة الداخلية، حضره نحو خمسمائة من الأعضاء، يتقدمهم شيخ الأزهر وقاضي قضاة مصر ومُفتيها، ونقيب الأشراف، وبطريرك الأقباط، وحاخام اليهود والنواب والقضاة والمفتشون، ومديرو المديريات، وكبار الأعيان وكثير من العمد، فضلا عن ثلاثة من أمراء الأسرة الحاكمة.

وفي الاجتماع أفتى ثلاثة من كبار شيوخ الأزهر، وهم "محمد عليش" و"حسن العدوي"، و"الخلفاوي" بمروق الخديوي عن الدين؛ لانحيازه إلى الجيش المحارب لبلاده، وبعد مداولة الرأي أصدرت الجمعية قرارها بعدم عزل عرابي عن منصبه، ووقف أوامر الخديوي ونظّاره وعدم تنفيذها؛ لخروجه عن الشرع الحنيف والقانون المنيف.

إلى المنفى

أيدت الأمة عرابي وانضمت إلى جانبه، وعدته مدافعًا عن كيان البلاد، غير أن الأحداث لم تكن في صالحه، ولم ينجح في إيقاف زحف الإنجليز على البلاد بعد أن مُني بهزيمة كبيرة في التل الكبير في منتصف ليلة (28 من شوال 1299هـ = 12 من سبتمبر 1882م)، وسلم نفسه بعد أن دخل الإنجليز القاهرة، وحُكم عليه وعلى زملائه بالنفي إلى سرنديب (سيريلانكا حاليًا).


محاكمه عرابي

أحمد عرابي 18411911م زعيم مصري، قلّما جاد الزمان بمثله, فهو رغم نشأته البسيطة كفلاح مصري بسيط في محافظة الشرقية إلا أن طموحه الكبير للخروج بمصر من عهد الاستعمار الخارجي والحكم المستبد، جعله يكتب صفحة مشرقة من تاريخ مصر، انتهت بمحاكمته من قبل القوي المستبدة في واحدة من أشهر وأسوأ المحاكمات التي عرفها التاريخ المصري الحديث.ولد أحمد عرابي في 31 مارس سنة 1841م في قرية هرية رزنة بمحافظة الشرقية بمصر، وكان أبوه شيخ البلد وهو من عائلة بدوية استوطنت تلك القرية في عهد جد عرابي، وحرص أبوه علي أن يعلمه القراءة والكتابة ويحفظه القرآن الكريم، ثم ارسله إلى الجامع الأزهر وعمره ثماني سنوات لطلب العلم، ومكث فيه أربع سنوات اتم خلالها حفظ القرآن الكريم وتلقى شيئا من اللغة والفقه والتفسير.عاد الشاب عرابي إلى قريته دون أن يتم دراسته في الأزهر، والتحق بالجيش المصري جنديا بسيطا رقي بعدها بأربعة سنوات فقط إلى مرتبة الضباط نظرا لكفاءته وهو بعد في السابعة عشر, وتوالت الترقيات حتى وصل إلى رتبة قائم مقام في عام 1860م.


إرهاصات الثورة في أوائل عهد اسماعيل

وقعت خصومة بين عرابي ولواء شركسي في الجيش اسمه خسرو باشا أدت إلى تقديمه إلى مجلس عسكري والحكم عليه بالسجن واحدا وعشرين يوما، الغي لكن الواقعة أدت إلى فصل عرابي من الجيش,, وأورثته هذه الحادثة بغضا شديدا للشراكسة, ورفع عرابي تظلما من القرار إلى الخديوي اسماعيل وظل هذا التظلم بين النظر والاهمال ثلاث سنوات, التحق بعدها بوظيفة في دائرة الحلمية، وفي هذا الحين تزوج من كريمة مرضعة الأمير الهامي باشا وهي اخت حرم الخديوي توفيق من الرضاعة، وتوصل بذلك إلى استصدار أمر من الخديوي اسماعيل بالعفو عنه واعادته إلى الجيش برتبته العسكرية.ومن ذلك الحين أخذ عرابي يبث في نفوس الضباط الوطنيين فكرة الاتحاد والمطالبة بحقوقهم وكان للباقته وفصاحته في الكلام واستناده إلى بعض الأحاديث الشريفة النبوية تأثير كبير في نفوس الضباط، فيمكن اعتبار سنة 1875 بدء دعوة عرابي الوطنية وكان ذلك في عهد الخديوي إسماعيل, ولما تولى توفيق باشا الخديوية رقي عرابي إلى رتبة امير الاي عام 1879م وظل يشغل هذا المنصب حتى نشوب الثورة 1881م.

الثورةتوصف ثورة عرابي أنها ثورة عسكرية،
وهذا صحيح لأن زعيمها والقائمين بها ضباط الجيش, لكنها أيضا ثورة قومية اشتركت فيها طبقات الأمة كافة، وللثورة نوعان من الأسباب، أسباب عامة وهي تتعلق بحالة الشعب والعوامل التي دفعته إلى مناصرة الثورة وتأييدها وأسباب خاصة مباشرة وهي المرتبطة بطبقة الضباط والجند وموقفهم من الحكومة.فقد تذمر الضباط الوطنيون من سوء معاملة رؤسائهم خاصة عثمان رفقي الشركسي الاصل، الذي كان يمثل طبقة الرؤساء العسكريين المنحدرين من سلالة الترك والشراكسة وفي عام 1882م تزعم )عرابي ( الجيش المصري للقيام بثورة على كل الأوضاع الظالمة للمصريين آنذاك، في ثورة عدها المؤرخون من أهم الثورات التي قام بها المصريون وكان الهدف الواضح أمامه هو القضاء على النفوذ الأجنبي في البلاد, وعندها استعان الخديوي بالإنجليز, فنشبت الحرب بين العرابيين والإنجليز, وقتها لم تكن القوى الشعبية المصرية فقط من ساند عرابي لكن أيضا كثير من القوى المحبة للسلام فابن الزعيم الإيطالي غاريبالدي استعد لإرسال متطوعين إلى مصر لمحاربة الانجليز.والمستر بلنت وبضع أنصار الحرية من الإنجليز وقفوا بجانب الثورة،

وبالفعل نجح عرابي في بعض معاركه الأولى ضد الإنجليز, إلا أن الخيانة تسربت إلى صفوفه, وكانت المحاكمة أو المهزلة.مهزلة المحاكمةبعد اعتقال عرابي واعمال ثورته تم اعتقال كثيرين من الضباط وبلغ المقبوض عليهم أكثر من 39 ألف شخص واستقر رأي الإنجليز على أن يقدم عرابي ومن معه امام محكمة عسكرية، واختار عرابي أن يدافع عنه أحد المحامين المصريين وهو عبدالكريم ناجي ، ولكن هذا المحامي رفض الدفاع عن عرابي خشية بطش الخديوية، عندما اختار له المستر )ولفرد بنت( ذلك المستشرق الإنجليزي الذي ناصره منذ البداية، اثنين من المحامين الإنجليز هما المستر برودلي والمستر نابيه, وتم استبعاد تهمة مذبحة الاسكندرية وتهمة احراقها, من قائمة الاتهامات الموجهة لعرابي ومن معه.على أن يعترفوا بجرمهم وأن يستبدل الخديو بحكم الإعدام النفي المؤبد وان يصدر بعد ذلك مرسوم بمصادرة أملاكهم مع عدم المساس باملاك زوجاتهم وان تقرر الحكومة لكل منهم معاشا يعني بحاجتهم مع حرمانهم رتبهم والقابهم، فارتضي العرابيون هذا المصير، وعلى ذلك جاءت المحاكمة التي لم تدم سوى يوم واحد,,

وانعقدت برئاسة محمد رؤوف باشا يوم 3 ديسمبر سنة 1882م بوزارة الاشغال بقاعة مجلس الشيوخ السابق، الساعة التاسعة والنصف صباحا لمحاكمة عرابي أولا، ولم يكن الجمهور يعلم بالموعد المحدد لانعقادها، فلم يحضر الجلسة سوى نحو أربعين من النظارة، منهم عشرون من مراسلي الصحف، وكان مقررا أن يتولى الاتهام امام المحكمة العسكرية المسيو بورسيللي رئيس قسم قضايا الحكومة، ولكنه تنحى عن الجلوس في مركز الراعي العمومي، إذ رأى أن المحاكمة مهزلة متفق عليها من قبل، فجلس بدلا منه قومندان الحامية الإنجليزية في التحقيق، وأخذ مجلسه قريبا من المكان الذي أعد لعرابي وبعد أن أخذ أعضاء المحكمة مجالسهم جيء بعرابي من السجن.وكان قبل مجيئه قد وقع على وثيقتين,,

الأولى يعترف فيها بارتكابه جريمة العصيان،
ويتعهد في الثانية بأن لا يبرح الجهة التي تعينها الحكومة الإنجليزية لمنفاه.

دخل عرابي قاعة الجلسة مرتديا بدلة عادية وجلس في المقعد الذي خصص له، وجلس محامياه إلى جواره,, فتلا عليه رؤوف باشا رئيس المحكمة ورقة الاتهام، فاجابه عرابي أن محاميّ سيجيبان بالنيابة عني, فتلا المستر برودلي بالفرنسية ورقة أمضاها عرابي وفيها يعترف بجريمة العصيان, واستغرقت تلاوة الحكم وأمر الخديو بتعديله عشر دقائق ثم انفضت الجلسة.وحوكم زملاء عرابي الستة وهم: محمود باشا سامي البارودي ومحمود باشا فهمي ويعقوب سامي باشا وعبدالعالي حلمي باشا وعلي باشا فهمي الديب وطلبة باشا عصمت.وأعيد عرابي إلى السجن ليبقى فيه ريثما ينفذ الحكم, وكان أول شيء فعله عرابي بعد عودته إلى سجنه أن صلى لله وأطال سجوده شكرا له سبحانه.ولذا قضت هذه المحاكمة المهزلة أن يعيش غريبا منفيا تسعة عشر عاما، ثم يعود غريبا في وطنه عشرة أعوام كاملة حتى توفي عام 1911م بالقاهرة بعد سبعين عاما في الحياة قضى ثلاثين منها منفيا خارج وطنه تارة، وداخل وطنه تارة أخرى.



............."



يحى الشاعر



المصدر
بكر نضارتي سودا ..!!

http://www.ournormandy.com/forum/showthread.php?t=2369
 
اظن ان احمد عرابي كان الرجل المناسب في الوقت غير المناسب ولكن سيبقى شخصية حفظت لنفسها مكانا بين ابطال وثوار العالم الى يوم الدين
 
اظن ان احمد عرابي كان الرجل المناسب في الوقت غير المناسب ولكن سيبقى شخصية حفظت لنفسها مكانا بين ابطال وثوار العالم الى يوم الدين

هناك العديد من الأبطال والشخصيات التاريخية ...

أتوا في وقت ... ورحلوا ... وفي النهاية إعترفنا بخطأنا ، أننا لم نجعل الوقت مناسبا لهم

هذه سنة الحياة ، مع عظماء التاريخ والعديد من الأنبية في تاريخ الأديان


د. يحي الشاعر
 
عودة
أعلى