وثائق أمريكية: "البنتاجون" فشل في توقع الهجوم المصري السوري في حرب أكتوبر

إنضم
2 أغسطس 2009
المشاركات
700
التفاعل
40 0 0
المخابرات المصرية نجحت في تضليل الأجهزة الأمريكية والإسرائيلية..
وثائق أمريكية: "البنتاجون" فشل في توقع الهجوم المصري السوري في حرب أكتوبر


كشفت وثائق رئاسية أمريكية عن فشل المخابرات الأمريكية وعلى رأسها جهاز استخبارات الـ "دي آي إيه" التابع لوزارة الدفاع "البنتاجون" في توقع الهجوم المصري- السوري على الجيش الإسرائيلي في حرب أكتوبر 1973، وفقا لما ذكرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية السبت.

وقالت الصحيفة في تقرير لمراسلها العسكري أمير أورون، إنه وقبل ساعة واحدة فقط من نجاح المصريين في عبور قناة السويس، والهجوم السوري على هضبة الجولان فشل جهاز المخابرات التابع لوزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون "دي آي إيه" في توقع الهجوم المزدوج لتحرير أراضي المحتلة عام 1967.

والوثائق التي كشفت الفشل الأمريكي في توقع الهجوم المصري- السوري على إسرائيل تم نشرها لأول مرة مساء الجمعة من قبل المكتبة الرئاسية بولاية كاليفورنيا الأمريكية، وهي المكتبة التي تم إنشائها لتخليد ذكرى الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون، بحسب الصحيفة.

وتتحدث الوثائق عن انجراف المنظومة الاستخباراتية الأمريكية، ومن بينها جهاز "دي آي إيه" وراء وجهة النظر الإسرائيلية التي تؤكد تفوق الإسرائيليين وضعف الجانب المصري والسوري، والتي تبنتها شعبة الاستخبارات العسكرية بإسرائيل "أمان" برئاسة اللواء إيلي زاعيرا آنذاك، الذي استبعد شن هجوم مصري- سوري على إسرائيل وقتذاك معتبرا مثل هذا الهجوم "هجوما انتحاريا".

وحتى قبل ساعة واحدة من عبور قناة السويس، ودخول السوريين هضبة الجولان، وبعد تحذيرات إسرائيلية لواشنطن، كان ضباط المخابرات بـ "البنتاجون" لا يزالون يعتقدون بعدم وجود مؤشرات أو أدلة على قدرة المصريين عبور القناة، وينفون وجود تنسيق بين القاهرة ودمشق، ويجزمون بأنه ليس هناك أي معلومات استخبارية عن تحركات من هذا النوع، وأدت تلك التطمينات إلى تهدئة سلاح الجو الإسرائيلي.

وحتى يوم الجمعة الخامس من أكتوبر 1973 كان هناك حالة من التخبط بإسرائيل حول استعدادات المصريين وهل هي دفاعية أم هجومية، بحسب ما أبلغ رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية إيلي زاعيرا السفارة الأمريكية بتل أبيب، لكن في صباح السبت 6 أكتوبر تأكدت إسرائيل من نية مصر في شن الهجوم، ومن ثم قامت بتعبئة جزئية لقواتها مما سيعطي رسالة للمصريين بأن هجومهم المفاجئ لا جدوى منه.

وقامت السفارة الأمريكية برفع تقرير لواشنطن يتضمن عملية التعبئة العسكرية بشوارع إسرائيل ومعابدها، كما أبلغتها بسماع أصوات أجهزة الإنذار مساء الخامس من أكتوبر في منطقة شرم الشيخ التي كانت يحتلها الجيش الإسرائيلي آنذاك، وأشارت إلى معلومات عن توجيه تعليمات للسياح بمغادرة المنتجعات السياحية حتى العاشرة من صباح اليوم التالي السادس من أكتوبر.

وأضافت "هآرتس"، أنه برغم الهجوم المصري والسوري ظلت المنظومة الاستخباراتية الأمريكية منساقة وراء التضليل الإسرائيلي بشأن الحرب، وانجرفت وراء مظاهر الشعور بالنصر المزيفة التي قام ببثها قادة إسرائيل وعلى رأسهم وزير الدفاع آنذاك موشي ديان، وفي اليوم التالي لشن الحرب أكد ضباط المخابرات التابعون لـ "البنتاجون" انتصار إسرائيل على الجبهة الشمالية مع سوريا والجنوبية مع مصر، وأشاروا إلى تكبد القوات الإسرائيلية خسائر ضئيلة في صفوفها.

لكن بعد أربعة أيام من المعارك، تقول الصحيفة، بدأ الجيش الإسرائيلي يطالب الأمريكيين بتقديم صورة حقيقية عن الوضع، وكشفت وثيقة لـ "البنتاجون" عن تدمير ربع سلاح المدرعات الإسرائيلي فيما يقدر بـ 500 دبابة من أصل 1900 دبابة، بالإضافة إلى وجود نقص في عدد القذائف، موضحة أن إسرائيل اضطرت إلى الاعتماد على سلاحها الجوي الذي أصبح معرضا لصواريخ الأرض الجو.

واحتوت الوثائق المنشورة على تقرير أرسله السفير الإسرائيلي بواشنطن آنذاك سمحا دييتس إلى مستشار الأمن القومي الأمريكي وقتها هنري كيسنجر، بتاريخ 3 من مايو 1973 والذي تضمن تحذير العاهل الأردني الملك حسين لرئيس وزراء إسرائيل آنذاك جولدا مائير من قيام الجزائر والسودان والمغرب والسعودية بإرسال قوات برية وجوية لمصر وسوريا استعدادًا لتحرك عسكري.


المصدر
http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=34025
 
عودة
أعلى