لم يكن يدر بخلد الستيني عبد العزيز سماره أن المسجد سيكون آخر محطة قبل لقاء وجه ربه، قبل صلاة يوم الجمعة في مسجد الكالوتي.
فسماره خرج من منزله قرب تقاطع الكيلو مشيا على قدميه، رافضا توصيله بالسيارة، طمعا في أجر أكبر، حيث يحسب الله للرجل الذاهب إلى الصلاة في كل خطوة حسنة، والحسنة بعشر أمثالها.
وعند وصوله المسجد، اختار سماره إحدى زوايا المسجد لتلاوة ما تيسر من القرآن قبل الخطبة والصلاة، فكانت سورة الكهف، وهذه السورة لها فضل على قارئها، بحسب الحديث الشريف "من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء الله له من النور ما بين قدميه وعنان السماء".
وخلال قراءته السورة، توفي الرجل متأثرا بنوبة قلبية حادة، فما كان من أحد المصلين - الذي تعرّف عليه بحكم جيرة سابقة بينهما - في مسجد الكالوتي إلا وهم بنقله إلى المستشفى، حيث كان قد فارق الحياة، وقد ختمها في المسجد قارئا للقرآن.
"خبرني" زارت بيت عزاء المرحوم في ديوان أهالي اللبّن الشرقية في منطقة خلدا، نقلت تفاصيل وفاة سماره بكل ما فيها من عظة، حيث كانت قلوب المعزّين تلهج بالدعاء إلى الله عزّ وجلّ أن تكون "حسن الخاتمة" هذه مصير كل واحد منهم، وأن يكون القرآن شفيعا للمرحوم ولأمة المسلمين يوم القيامة.
اللهم أحسن خاتمتنا..اللهم أجعل خير أعمالنا خواتيمها وخير أيامنا يوم نلقاك فيه حسبي الله ونعم الوكيل.
http://www.khaberni.com/more.asp?ThisID=34271&ThisCat=1