وطن - فى ظل عجز عربي مريب دام لأكثر من خمسين عامًا أمام مواجهة الترسانة النووية الصهيونية، وعلى رغم الأحاديث والتصريحات حول امتلاك "إسرئيل" لما بين 200 إلى 300 قنبلة نووية، وإصراراها على اتباع سياسية التعتيم على قدراتها النووية، لكن الترسانة النووية التى تمتلكها تل أبيب ربما تتجاوز تلك الأرقام بكثير، ويعكس ذلك كثرة الصواريخ والغواصات والطائرات، والبوارج البحرية التى تمتلكها اسرائيل وقادرة على حمل قنابل نووية. وتنفرد "مفكرة الإسلام" فى التقرير المصور التالي بنشر تفاصيل الترسانة النووية الصهيونية. * الغواصات القادرة على حمل قنابل نووية:
تمتلك "إسرائيل" حتى الآن نحو خمس غواصات نووية جميعها صناعة ألمانية، حصلت على ثلاثة منها خلال عامي 1998-1999بلغت ثمن الغواصة الواحدة 320مليون دولار. وفى النصف الثاني من عام 2006 طلبت اسرائيل من المانيا شراء غواصتين نوويتن جديدتين بتكلفة تصل إلى 1.3مليار دولار، وهو ما يعكس امتلاك اسرائيل لعدد كبير من القنابل النووية، يتجاوز الرقم المذكور أعلاه، بل يؤكد الأمر أن إسرائيل مستمرة فى انتاج عدد كبير من القنابل النووية، وأن هذه القنابل فى حاجة للأجهزة والمعدات التى تستخدمها، ومن بينها الغواصات.
ويتواجد أسطول الغواصات النووية الاسرائيلية فى إحدى قواعد سلاح البحرية الاسرائيلي بالقرب من ميناء حيفا على البحر المتوسط. وقد تردد مؤخراً قيام الجيش الاسرائيلي ببناء منشآة ضخمة بإحدى القواعد البحرية فى حيفا، يصل طولها إلى 150متر، وارتفاعها لأكثر من 25 متر، وهذه المنشآة يتم بنائها فى سرية تامة،ومرتبطة بمشروع سري خاص بالغواصات النووية الاسرائيلية.
وحسب مصادر إعلامية عبرية فإن أهمية تلك الغواصات النووية، تأتي –كما سبق وأن قلنا- لامتلاك إسرائيل لعدد كبير من الرؤوس الصاروخية النووية، الكيماوية والبيولوجية القادرة على إصابة جميع العواصم العربية المحيطة بإسرائيل بإصابات مباشرة، خاصة وأن الصواريخ الاسرائيلية من طراز أريحا 1 و2 قادرة على الوصول لمسافة تصل إلى 1300كيلومتر، وتكمن الخطورة فى أن العواصم العربية الكبرى على مرمى هذه الصواريخ، فدمشق لا تبعد عن إسرائيل أكثر من 200كيلومتر، وعمان على مسافة 70كيلو، أما القاهرة فى تتجاوز الـ400كيلو متر، وبالطبع السد العالي فى جنوب مصر، والذي كان هدفاً دائما للتهديدات الاسرائيلية الموجهة ضد مصر. لكن إسرائيل ليست فى حاجة للغاواصات النووية لمهاجمة تلك العواصم العربية، بل أن الهدف من امتلاكها هو مهاجمة الدول العربية والاسلامية التى تتجاوز مرمى مدى صواريخها، مثل طهران، الرياض وإسلام أباد. لذا فإن الغواصات النووية الاسرائيلية قادرة على الابحار فى أعماق البحرين المتوسط والأحمر والمحيط الهندي دون أية عراقيل للوصول لأهدافها فى المملكة العربية السعودية، إيران وباكستان.
ولعل خير دليل على ذلك الأنباء التى تحدثت مؤخراً عن عبور غواصات نووية إسرائيلية للبحر الأحمر عبر قناة السويس، فى إطار مساعى إسرائيل لتوجية ضربة عسكرية للمنشآت النووية الايرانية. وهناك معلومات سرية ترددت مؤخراً فى وسائل الاعلام الاسرائيلية تفيد شروع تل أبيب فى بناء مرسى للغواصات النووية الاسرائيلية فى ميناء إيلات على البحر الأحمر ليكون منفذاً مباشراً دون الحاجة إلى العبور عبر قناة السويس، فى إطار الاستعدادات لتوجيه ضربة عسكرية لإيران.
الصواريخ النووية:
تعد قاعدة كناف2 والتى يطلق عليها ايضاً اسم قاعدة سادوت ميخا من أبرز القواعد الصاروخية النوويه، وتوجد بها الصواريخ العابرة للقارات من طراز أريحا1و2، حيث تحتوى تلك القاعدة على مخازن خاصة تحت الأرض لتخزين الصواريخ النووية، تصل عمقها إلى 30متر، وحتى عام 1980 قامت إسرائيل بإنفاق نحو ما يقرب من مليار دولار على تطوير الصاروخ اريحا1، وتم حسب المصادر الإسرائيلية انتاج50 وحدة صاروخية من هذا الطراز. وفى منتصف الثمانيات بدأت عملية تطوير هذا الصاروخ النووى وبدأ فى مطلع التسعينيات العمل بالصاروخ أريحا2 الذى يصل مداه إلى 1500 كيلو متر، وتم تصنيع خمسين صاروخاً من هذا النوع، وتعكف تل أبيب على تصنيع الجيل الثالث من هذه الصواريخ ليصل مداه إلى 5000 كيلو متر.
يقول المراقبون أن صاروخ أريحا -2 في حد ذاته هو دليل مادي على مدى تطور القدرات النووية الإسرائيلية حيث أن الصاروخ لا يناسب استخدام الذخيرة التقليدية. فالصاروخ الذي تم تطويره في أواسط السبعينات و الثمانينات و تمت تجربته لأول مرة في العام 1986, يتكون من مرحلتين مما أدى إلى زيادة مداه حتى ألف و خمسمائة كم و يتضمن جهاز توجيه يمكنه من زيادة نسبة الدقة و يستطيع حمل شحنة تصل إلى ألف كيلو جرام. و يبدو أن الصاروخ قد تم تطويره بالتعاون مع جنوب أفريقيا التي يقال أنها تمتلك نسخة مشابهة تحت أسم " أرنستون" .
ويتم نقل الصواريخ النووية إلى هذه القاعدة عبر القطارات، وقد حظرت إسرائيل تصوير هذه القاعدة تماماًعبر برنامج إيرث كما استصدرت قانوناً أمريكياً فى عام 1996 يحظر على الأقمار الأصطناعية التجارية تصوير هذه القاعدة أو حتى بيع صورها.
وقد شرعت إسرائيل فى بناء الصواريخ البالستية القادرة على حمل رؤوس نووية منذ سبتمبر 1962 عندما توجه شيمعون بيرز لشركة مارسيل داسو الفرنسية لبناء صواريخ بعيدة المدى لصالح إسرائيل، وقد جاء هذا الطلب كرد فعل لمشروع الصواريخ البالستية المصرى، الذى عمل فيه خبراء ألمان ورغم فشل المشروع الصاروخى المصرى لكن إسرائيل أستمرت فى بناء وتطوير صواريخها النووية بعيدة المدى .
وإلى جانب الصواريخ النووية تمتلك إسرائيل عدد من الطائرات الحربية القادرة على حمل صواريخ نووية، ولعل أحدث تلك الطائرات الطائرة اف35 .
وهى الطائرة التى تعتزم تل أبيب شرائها من واشنطن . لانها قادرة على التحليق فى الجو لاطول فترة ممكنه إلى جانب قدرتها على حمل أكبر عدد من الصواريخ النوويه وأن هدف إسرائيل من شراء هذا النوع من الطائرات لإستخدامها فى قصف المفاعلات النووية الإيرانية ،على غرار ما فعلته مع المفاعل النووى العراقى.
*المنشأت النوويه :
تردد مؤخراً فى وسائل الأعلام العبرية إعتزام تل أبيب بناء عدد من المحطات النووية الجديدة، بزعم إنتاج الطاقة واستخدامها فى الأغراض السلمية لكن من المؤكد حتى الأن امتلاك إسرائيل لمفاعليين نوويين، أحداهما تفرض عليه هالة من السرية التامة وهو مفاعل ديمونه فى بئر سبع جنوب إسرائيل والآخر خاضع للإشراف الدولى فى منطقة سورق، وكان الهدف من إقامته هو التغطية على أنشطه مفاعل ديمونه السرية.
وحسب المعلومات المتوفرة فإن مفاعل ديمونه يقوم بإنتاج البلوتونيوم المستخدم فى إنتاج القنبلة النوويه، وقد قامت فرنسا ببناءه ضمن إحدى الأتفاقيات السرية لحرب السويس عام1956، وبدأت عملية بناء المفاعل فى نهاية عام 1957 وانتهى فى1962، وبدأ انتاجة الفعلى عام 1963، ويتم تشغيلة باليورانيوم الطبيعى والمياه الثقيلة، ونجحت إسرائيل لتصل بقدرته الأنتاجية سراً إلى 150 ميجاوات، بعد إن كان لا يتجاوز الـ 26 ميجاوات عندما قام الفرنسيون ببنائه.
ويؤكد موقع ارمجدون العبرى والمتخصص فى الشئون النوويه بأن مفاعل ديمونة كان الهدف من بناءه هو انتاج البلوتونيوم المستخدم فى انتاج القنبلة النوويه، وليس لانتاج الكهرباء أو الطاقة كما يروج له زعماء إسرائيل منذ ديفيد بن جوريون.
ويتكون مفاعل ديمونة من تسع وحدات رئيسيه حسب ما ذكرته القناة العاشرة الإسرائيلية :
الوحدة الاولى: وهى الرئيسية فى المفاعل وبها القبة الفضية الشهيرة والتى يصل ارتفاعها إلى 20 متر.
الوحدة الثانية: مبنى طويل مساحتة ستون متراً وارتفاعة 24 متر وتقع بين طابقين وبدون اى نوافذ وأسفل هذين الطابقيين قامت إسرائيل سراً ببناء ست طوابق تحت الأرض وبها مصنعاً لفصل البلوتونيوم المخصص لانتاج القنبلة النوويه.
الوحدة الثالثة: يتم فيها تصنيع أعمدة الوقود التى تشغل المفاعل إلى جانب غاز الليثوم6 الذى يعتبر أحد مكونات القنبلة النووية.
الوحدة الرابعة: وبها يتم معالجة المخلفات الأشعاعية للمفاعل قبل دفنها فى الأرض.
الوحدة الخامسة: وفيها يتم طلاء أعمدة (اسطوانات) وقود المفاعل بالاولومونيوم .
الوحدة السادسة: محطة قوى كهربائية تزود المفاعل بالكهرباء.
الوحدة السابعة: وتضم معملاً لتصنيع لتصنيع اليورانيوم المخصب لاستخدامه فى تصنيع القنبلة النووية.
الوحدة الثامنة: وفيها يتم تخصيب اليورانيوم بآشعة الليزر، وهذا النوع من التخصيب موجود فقط فى إسرائيل.
الوحدة التاسعة: وفيها يتم تصنيع اليوارنيوم المنضب، وهى مادة أساسية تستخدم فى تصنيع القنابل للمصفحات.
ويؤكد الخبراء على أن مفاعل ديمونا يعد بمثابة قنبلة موقوتة قابلة للانفجار فى أي وقت ، نظراً وأن عمره قد تجاوز الـ45عاماً . وتشير المعلومات إلى أن تكلفة بناء مفاعل ديمونا بلغت 300مليون دولار، أي بما يوازي الآن نحو 2مليار دولار. وقدتم بناءه بأموال أثرياء اليهودي فى جميع أنحاء العالم، لاسيما من الولايات المتحدة الأمريكية، بينما لم تدفع فيه الحكومة الاسرائيلية بشكل رسمي بنساً واحداً، حيث طلب بن جوريون وشيمونبيريز من 25 ثري يهودي، من بينهم18 أمريكياً المساهمة فى تمويل بناء مفاعل ديمونا. كما تؤكد التقديرات أن تل أبيب تنفق أكثر من مليار دولار سنوياً على برنامجها النووي.
شهد مفاعل ديمونا منذ إنشائه وحتى الآن الكثير من التسريبات الاشعاعية والحوادث الخطيرة تسترت إسرائيل على معظمها وأخفتها عن وسائل الاعلام، حتى الإسرائيلية، وقد أدت إلى إصابة أكثر من 120 عامل به بأمراض سرطانية مختلفة،وترفض الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة الاعتراف بهم خشية إدانتها وإثبات امتلاك إسرائيل لأسلحة نووية، وتنظر المحاكم الاسرائيلية حالياً فى خمسين دعوة قضائية رفعها عمال المفاعل المصابون بأمراض مزمنة نتيجة للتسربات الاشعاعية الصادرة عن المفاعل، ضد حكومة إسرائيل للحصول على تعويضات مالية.
*المفاعل النووي فى نحال سورق:
يعد هذا المفاعل النووي الثاني الذى تمتلكه إسرائيل، بقوة 5ميجا وات حصلت عليه من الولايات المتحدة الأمريكية فى عام 1958، وقد استعانت به إسرائيل للتغطية على الأنشطة النووية السرية فى مفاعل ديمونا، وحسب المصادر الاسرائيلية فإن هذا المفاعل يتسخدم فى مجال الابحاث العلمية وخاضع للإشراف الأمريكي. وفى عام 1990شهد المفاعل حادث تسرب إشعاعي قتل على أثره شخص واحد.
وبعد العرض السابق للمعلومات المتاحة عن الترسانة النووية الصهيونية، هل سيواصل العرب عجزهم وصمتهم على هذه القوة المدمرة، ويواصلون الاحاديث عن مفاوضات سلام وهمية مع كيان غاصب، يوجه سلاحه النووي لهم يومياً، وبالطبع سيتواصل هذا العجز مع القوة النووية الفارسية الصاعدة، ويظلون رهينة للتهديدات من جانبهما. :close_tema[1]::close_tema[1]::close_tema[1]:
د. سامـح عبـاس