رجال القوة الجوية يقتربونَ يوماً بعد آخر من إتقانهم لواجبات برج السيطرة في قاعدة التاجي

Ibulp

عضو مميز
إنضم
15 يوليو 2009
المشاركات
335
التفاعل
25 0 0
بقلم نائب الضابط كمبيرلي هاريسون، من قسم الشؤون العامة في سلاح الجو الأمريكي.


معسكر وقاعدة التاجي الجوية، العـراق- يعمل المعنيون في سلاح الجو الأمريكي المسؤولون في قاعدة التاجي الجوية، وبالتعاون مع أخصـّائيين مدنيين من أجل تهيئة الفنيين العراقيين من منتسبي القوة الجوية العراقية، على إجادة تفاصيل العمل في برج المراقبة ومهام السيطرة على حركة الملاحة الجوية هنا، تمهيداً لتسليمهم المهام والمسؤوليات كاملةً فيه.

mm_pg_100512-tajitowershe.jpg

المدرّبة الفنية باستي توماس المتخصصة في التدريب والعمل في أبراج المراقبة وهي من المنتسبين السابقين في سلاح الجو الأمريكي أثناء حديثها في 17 نيسان 2010، مع الملازم ثاني شوراش عبد الله المتدرب الذي أوشك على التخرّج بصفة مراقب وراصد لحركة الطائرات والملاحة الجوية، والذي سيعمل بعد تخرّجهِ في نفس هذا البرج بقاعدة التاجي الجوية.

يقول عريف الصف الفني في سلاح الجو "شانون غريس" العامل في برج المراقبة في قاعدة التاجي ضمن الفريق الاستشاري الفني الملحق بالسرب 321 الاستطلاعي، والإستشاري في شؤون السيطرة على خطوط الملاحة الجوية وحركة الطيران: "لدينا في الوقت الحاضر ستة عشر متدرباً من منتسبي القوة الجوية العراقية يتلقون تدريباتهم هنا، وقد قسمنا المتدربين إلى مجموعتين. تتعلم المجموعة الأولى المبادئ الأساسية النظرية المتعلقة بتنظيم السيطرة على حركة الطائرات وإدارتها، في حين تقوم المجموعة الثانية بإجراء التطبيقات العملية في السيطرة على حركة الملاحة، وهذه المجموعة كانت قد أتقنت ما يتعلق بالجوانب النظرية في وقتٍ سابق".

وتجدر الإشارة إلى أن مهمة الإشراف والسيطرة على خطوط الملاحة وحركة الطائرات وإدارتها في برج قاعدة التاجي، تقع بشكلٍ عام على عاتق المعنيين في الجيش الأمريكي من سرية فوكس الملحقة بالكتيبة الثانية من لواء الطيران العسكري القادم من قاعدة "فورة رايلي" الجوية بولاية كنساس. ويعكف جنود السرية فوكس على تدريب منتسبي القوة الجوية العراقية على ما يتعلق بهذه المهام داخل برج السيطرة.

وحول سير التدريبات العملية، يقول العريف الفني دوغلاس ميلر وهو من مدينة "هولند" بولاية ميشيغان ويعمل بصفة مُدرّب مُناوب: "عندما يأتي المتدربون العراقيون هنا إلى البُرج نُتيحُ لهم فرصة السيطرة على نشاط البُرج بأنفسهم، ونقوم بالإشراف عن كثب على أسلوب أدائهم، بحيث يقومون بأداء مهام السيطرة وإدارة حركة الطيران بشكلٍ كامل، تحت إشرافنا".

وأشار العريف الفني شانون غريس إلى جانبٍ مهم في العمل داخل برج السيطرة ألا وهو موضوع التفاهم، وبالنسبة للعراقيين، ضرورة استحداث المصطلحات اللغوية العربية اللازمة لتحقيق هذا التفاهم.

يقول العريف غريس، القادم من قاعدة "يوكوتا" لسلاح الجو الواقعة في اليابان: "إن أصعب جانبٍ في العملية التدريبية وخصوصاً في قاعة المحاضرات هي محاولة إيضاح شيئ باللغة الإنجليزية لعربي لا يجيد الإنجليزية بشكلٍ جيد، وهذا برأيي من أصعب العقبات التي نواجهها".

وأضاف شانون غريس موضحاً: "إن تفاهمنا وتحاورنا في الأمور العامة والحديث اليومي لا يشكل أي صعوبة، ولكن العقبة تكمن عندما يأتي الأمر للتفاهم باستخدام المصطلحات الفنية والتقنية الضرورية في عملنا، والتي تُحدد مدى نجاح الذي يعمل في برج السيطرة في أداء مهامه".

وأوردَ غريس المزيد من التفاصيل حول هذا الجانب قائلاً: "إن المسؤوليات التي يضطلع بها من يتصدّى لممارسة هذا النوع من المهام، هي مسؤوليات جـِسام، حيثُ أنهُ سيكون مسؤلاً بشكلٍ مباشر عن سلامة الطائرات وركابها من خلال تنظيم حركة الطائرات بشكلٍ واضح بهدف منع وقوع حوادث تصادمٍ محتملة، وكذلك لإعطاء التوجيهات والإيعازات لطواقم الطائرات سواءً كانت محلّقةً أو على مدرج المطار، فيما يتعلق بتوقيتات الهبوط والإقلاع، وحالة المدارج وخلوّها من العجلات أو الطائرات أو الأشخاص، وما شابه ذلك".

mm_pg_100512-tajitoweriq2.jpg


الملازم أول مرتضى جاسم، والملازم ثاني شوراش عبد الله أثناء تدريبهما العملي في برج الرصد والمراقبة الجوية لحركة الطائرات في قاعدة التاجي الجوية، وتدوينهما الملاحظات في 17 نيسان 2010، حول الطائرات المتواجدة في أجواء المنطقة وعلى مدارج الطائرات. ويتدرب منتسبو القوة الجوية في هذا المجال تمهيداً لتوليهم المهام كاملةً بعد مغادرة القوات الأمريكية.


ولغرض إنجاز هذه المهام الحسـّاسة للغاية يتوجّب على من يعمل في برج السيطرة والمراقبة الملاحية، أن يكونَ مُنظّماً ودقيقاً ومُلماً بتفاصيل عملهِ، وتميزه بالقدرة على اتخاذ القرار الصحيح، ووضوح إصدارهِ للتوجيهات والإيعازات لطواقم الطائرات، ولذلك يجب أن يمتلك قدراتٍ ممتازة في السماع والنُطق، حيثُ أن ارتكاب أية هفواتٍ وأخطاءٍ فيما يتعلق بتحديد مدى ارتفاع طائرةٍ معينة تهمُّ بالهبوط؛ أو ارتكاب خطأ في تحديد رقم المدرج الذي ستهبط عليه الطائرة، قد يتسبب في وقوع حادثة كارثية!!

وذكر غريس إنهُ كشرط أساس في قبول من يمكن إدخاله في الدورة التدريبية لتعلـّم هذه المهمة، يجب أن يجتاز المُرشـّح اختبار اللغة المعمول بهِ في معهد الدفاع للّغات، وعليهِ أن يجتاز امتحان المستوى الرابع على أقل تقدير.

ويُذكرُ أن كلاً من العريف الفني غريس، وزميله العريف تود ولسون، يعكفان على تدريب المعنيين العراقيين وتعليمهم كل ما يتعلق بمبادئ ميكانيكية الطائرات وتقنيات الطائرة، ومبادئ الملاحة الجوية والطيران، ومبادئ السيطرة باسلوب المشاهدة والنظر، وكذلك السيطرة بالوسائل التقنية والآلية، لضمان أداء مهمة تنظيم حركة الطائرات والملاحة.

ومن بين مجموعة المتدربين، هنالك اثنان منهم قد مضى على بداية تدريبهم ستة أشهرٍ، وأنهيا حتى الآن 76 ساعة تدريبٍ وعمِلا في مجال السيطرة على حركة الطائرات، وبقي أمامهما 15 ساعة تدريب وممارسة إضافية قبل انتهاء مدة تدريبهما، لكي يتأهـّلان، ويُصبحا مأذوناً لهما بممارسة أعمال السيطرة على حركة الطائرات في برج المراقبة.

يقول الملازم ثاني في القوة الجوية العراقية شوراش عبد الله: "هذه مهمة أُحبها وهي ممتعة جداً".

وقد تسلّم الملازم شوراش وعـداً من وزارة الدفاع العراقية بأن يبقى للعمل في برج المراقبة والسيطرة الملاحية في قاعدة التاجي، بعد إنهائهِ مدة تدريبه الحالية.

وحول هذا الجانب قال شوراش: "أنا سعيد جداً لأنني أُبلِغتُ بأني سأبقى هنا في التاجي، وأنا متشوّق لممارسة عملي هنا".

وأما زميله المتدرّب الثاني الملازم أول مرتضى جاسم فقد عبـّر عن سعادتهِ بالعودة إلى ممارسة ما كان يقوم به في السابق.

يقول الملازم مرتضى: "كنتُ أعمل في مجال السيطرة على حركة الطائرات وخطوط الملاحة منذ عشر سنوات عندما كنتُ أخدم في الجيش العراقي السابق، وأنا سعيدٌ الآن لعودتي لمزاولة عملي مجدداً".

ويذكر العريف الاستشاري غريس، بأنه ليسَ كُل من يجري تنسيبه للدخول في هذه الدورة يكون مؤهلاً للاستمرار في تلقي التدريب. وأشارَ إلى أن العديد من المتدربين لا يتمكنوا من إتمام التدريب، وتقوم وزارة الدفاع أو المعنيين في القوة الجوية، بنقلهم لمزاولة عملٍ آخر في مكانٍ آخر قد يختلف تماماً عن طبيعة العمل في برج المراقبة والسيطرة.

وبالنسبة للملازم ثاني شوراش عبد الله، على سبيل المثال، فإنه كان قبل تنسيبه للتدريب هنا، يمارس مهمة أُخرى في مكانٍ آخر، ولكنه الآن أصبحَ على وشك التخرّج وترخيصهُ للعمل بصفة مسيطر ومراقب لحركة الطائرات في برج قاعدة التاجي الجوية.

mm_pg_100512-tajitowerhe.jpg


عريف الصف شانون غريس الذي يعمل ضمن الفريق الاستشاري الفني الملحق بسرب الاستطلاع 321 ، وهو خبير في شؤون السيطرة على خطوط الملاحة الجوية وحركة الطيران، خلال حديثهِ في 17 نيسان مع الملازم ثاني المتدرب شوراش عبد الله، أثناء عملهِ في برج الرصد في قاعدة التاجي الجوية.


وأشار شوراش نفسه إلى سعادتهِ بهذا العمل الجديد وقال بأنه سعيد بالتوجيهات والتدريب الذي يتلقاه على يد مدربيه المختصين من سلاح الجو الأمريكي.

وتجدر الإشارة إلى أن أعضاء الفريق الاستشاري والتدريبي المكلف بنقل المهام إلى الفنيين المعنيين في القوة الجوية العراقية، ماضون في تنفيذ مراحل مهمة نقل المهام هذه، قبل الانتهاء من قيام القوات الأمريكية بخفض عديدها وانسحابها من العراق.

ومن ضمن المعنيين في تنفيذ مهمة إعداد وتدريب الفنيين العراقيين، السيد "كين فالنتاين" كبير المدربين؛ والفنية "باستي توماس" المتخصصة في التدريب والعمل في أبراج المراقبة وهي من المنتسبين السابقين في سلاح الجو، وكلاهما من المتعاقدين المدنيين المنتسبين لمجموعة "واشنطن" الاستشارية، والمكلفين بإجراء التدريبات العملية للمتدربين العراقيين الذين سيُصبحون المسؤولين مستقبلاً عن شؤون إدارة برج السيطرة في التاجي وغيره من أبراج السيطرة.

وبالنظر للاختلاف البسيط بين الأساليب والسياقات المتبعة من قبل مؤسسات الطيران الأمريكية، وتلك المتبعة في العراق، فقد توجب على المدربين المتعاقدين المذكورين أن يعملا بمتطلبات نظامي كل من "إدارة الطيران الفيدرالية" و "المنظمة الدولية للطيران المدني".

تقول المُدربة الفنية باستي توماس، وهي من مواطني مدينة جيستر بولاية ألينوي: "أحب العمل مع المتدربين العراقيين. وأما المتدربان اللذان نعكف على تدريبهما الآن فيعتبران من أكثر المتدربين تأهيلاً ومثابرةً على التعلّم، لذلك فإن تعليمهما يُعتبر من الأمور التي استمتع بها".

وتجدر الإشارة إلى أن قاعدة التاجي الجوية تُعتبر من أكثر القواعد الجوية ازدحاماً بحركة الطائرات في المنطقة، لذلك فإن العمل في برج السيطرة والمراقبة في هذه القاعدة يتطلب من العاملين في البُرج امتلاك درجة قصوى من الانتباه والدراية بتفاصيل هذه المهمة، فضلاً عن المهارات العالية في حُسن المراقبة ورصد حركة الطائرات.

هذا، وتُعتبر الوسيلة الأولى والفعالة في مراقبة حركة الطائرات والأجواء من برج قاعدة التاجي، هي المراقبة والرصد بالعين المجرّدة، لاسيـّما وأنه لا تُستخدم الرادارات في هذا البرج، وعليهِ فيتوجب على فنيي الرصد الاعتماد على المراقبة البصرية في أدائهم لعملهم.

وحول هذا الأمر يقول الملازم أول مرتضى جاسم: "يتوجب على أحدنا أن يتطلـّع في السماء وما حول البرج لرصد كل ما يُحلّق في أجواء المنطقة... وأما في حالة وجود طائرة مُسيـّرة غير مأهولة (UAV) فإن رصدها ومشاهدتها يكون مسألةً صعبة، وذلك بسبب صغر حجم مثل هذه الطائرات التي تصعُب رؤيتها.. وهكذا يتوجب علينا أن تكون عيوننا مفتوحة كل يوم".



*ملاحظة : المقصود بعريف الصف هو Staf Seargent لا يوجد الرتبة بالجيش العراقي او اي من الجيوش العربية و لكنها كرتبة عريف أول


المصدر:

 
عودة
أعلى