هذه هي الجزائر..../ الجامعة العربية تدخل الخط

الحاج سليمان

صقور الدفاع
إنضم
5 سبتمبر 2007
المشاركات
6,064
التفاعل
15,441 157 33
الدولة
Algeria
القضية الجزائرية.. عشية فاتح نوفمبر
وجّه الحاج مصالي زعيم حركة انتصار الحريات الديمقراطية في 20 أكتوبر 1954 رسالة إلى السيد عبد الخالق حسونة أمين عام الجامعة العربية مما جاء فيها:
- أن الشعب الجزائري يتوجه نحو إخوانه العرب، يرجو منهم العمل على طرح القضية الجزائرية أمام الأمم المتحدة، وإعطائها ما تستحق من العناية في المحافل الدولية على غرار قضيتي تونس ومراكش.
- أن ممثلي الحركة بالقاهرة قدموا لأمانة الجامعة العربية مذكّرة، تبيّن أن القضية الجزائرية تندرج ضمن اختصاص الأمم المتحدة.
- أن السيد عابد بوحافة حمل رسالة من الحركة إلى العاهل السعودي سعود بن عبد العزيز، تلتمس فيها تبني طرح القضية الجزائرية على الجامعة العربية ثم على الأمم المتحدة بعد ذلك.
- أن العاهل السعودي عبّر للأمانة العامة عن استعداد بلاده لطرح القضية في المحافل الدولية، وطلب إدراجها في جدول أعمال اللجنة السياسية للجامعة العربية في دورتها الأخيرة.
- قرار اللجنة السياسية كان مؤسفا، لأن الحركة تعتقد أن الوقت مناسب لعرض القضية أمام الضمير العالمي والمنظمات الدولية.
وفي الأخير يعبّر مصالي عن رغبته في أن يتولى الأمين العام طرح الموضوع على مجلس الجامعة في دورته القادمة، آملا أن يقرر المجلس رفع القضية إلى اللجنة الأممية المختصة هذه السنة، في انتظار تقديمها إلى اللجنة السياسية والجمعية العامة للأمم المتحدة خلال السنة المقبلة.
وفي مذكرة لأمين عام الجامعة العربية حول موضوع الجزائر في 4 نوفمبر 1954 جاء ما يلي:
- أن اللجنة السياسية للجامعة ناقشت في 7سبتمبر الماضي قضية الجزائر ضمن قضايا شمال إفريقيا.
- أن حكومة الرياض أبدت استعدادها لتبني القضية عن طريق الجامعة العربية.
-بعد مناقشة القضية تبيّن للجنة أنه من الأفضل التركيز على قضيتي تونس والمغرب خلال الدورة الجارية (التاسعة) للجمعية العامة للأمم المتحدة.
ويلاحظ السيد عبد الخالق حسونة في ختام مذكرته، أن الإهتمام بتونس ومراكش لا يمنع من استغلال الفرصة لتناول الوضع بالجزائر، تاركا موضوع البت في الأمر لمجلس الجامعة.
 
وفد الجبهة بالقاهرة
تنبيه بالقمع المبكّر
توجّه وفد جبهة التحرير الوطني بالقاهرة في 27 نوفمبر 1954 بمذكّرة إلى مجلس الجامعة العربية في دورته الثانية والعشرين، حول الوضع السائد بالجزائر منذ إعلان الثورة في الفاتح من الشهر جاء فيها:
-أن الجزائر أعلنت منذ الفاتح نوفمبر 1954 الثورة على الاحتلال الفرنسي.
-أن الحركة الثورية تنشط في نطاق واسع وتزداد انتشارا، وأن الاستعمار سخّر قوات إرهابية لمواجهة الحركة بوحشية نادرة.
-أن تصريحات رئيس الحكومة ووزير الداخلية تؤكد عزم فرنسا القوي، على عدم الاعتراف بحق الشعب الجزائري في تقرير مصيره.
- أن إدارة الاحتلال بادرت بإعلان حالة الطوارئ وفرض القوانين الاستثنائية وحظر التجول ليلا في بعض المناطق وتشن حملة إرهابية على جبال الأوراس خاصة لم يسبق لها مثيل لا في تونس ولا مراكش.
- أنها تشن حملات اعتقال وتعذيب بالطرق والوسائل التي أصبحت مأثورة عن الشرطة الفرنسية بالجزائر، كما تشن حملات مسعورة على جيش التحرير الوطني في وسائل إعلامها المختلفة.
-أنها ألقت في 21 نوفمبر بالأوراس منشورا يأمر السكان بالجلاء عن بعض المناطق خلال 24 ساعة، وقد رفض السكان هذا الأمر لاستحالة تنفيذه.
ويعتبر وفد الجبهة هذا المنشور تبريرا مسبقا لجريمة الإبادة الجماعية التي تستعد لارتكابها..
 
القضية عشية الدورة العاشرة للجمعية العامة
أرسلت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في 29 سبتمبر 1955 مذكرة إلى الدول الأعضاء، ضمنتها إشعارا بتلقي مذكرة في 31 ماي الماضي من مندوبي جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وحزب الشعب الجزائري والاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري بالقاهرة، فضلا عن مقترحات موجهة إلى الحكومات الأعضاء منها:
-أولا: طرح القضية الجزائرية على مجلس الأمن دون تأخير.
-ثانيا: طلب عقد دورة استثنائية للجمعية العامة للأمم المتحدة حول القضية الجزائرية.
-ثالثا: القيام بمساع دبلوماسية- جماعية أو فردية- لدى الحكومة الفرنسية.
-رابعا: دعوة مجلس الجامعة إلى عقد دورة طارئة لدراسة الحالة بالجزائر، واتخاذ الإجراءات التي يتطلبها الوضع.
-خامسا: العمل على تنفيذ قرارات مؤتمر باندونغ.
 
''فتنة الاستقلال''... تؤكد عروبة الجزائر!
قبيل إعلان ثورة فاتح نوفمبر 1954 اتصل محمد بوضياف ورفاقه بالدكتور الدباغين في عيادته بالعلمة (سطيف)، في إطار مساعيهم الرامية إلى الاستعانة بواجهة سياسية ملائمة للحدث التاريخي المنتظر.
وقد استشار الدكتور صديقه بوقادوم في هذا الشأن العظيم، وأحضره معه في موعده بهم للرد على طلبهم، وكان ذلك بمقهى بورحلة (باب عزون) في سبتمبر من نفس السنة. عن هذا الموعد التاريخي يقول بوقادوم، أنه ''التقى رفقة الدكتور بكل من بولعيد وكريم وأخذوا يمشون ويناقشون قضايا مصيرية لمستقبل الشعب الجزائري''، لكن اللقاء انتهى باعتذار الدكتور عن أداء الدور المنتظر منه كما هو معروف. نجا المناضل بوقادوم من حملة الاعتقالات التي أعقبت إعلان الثورة مباشرة، لكنه لم ينج من حملة ربيع 1955، حين تم اعتقاله- احتياطيا- حتى أواخر ديسمبر .1956 وبمجرد الإفراج عنه اتصل ببن يوسف بن خدة عضو لجنة التنسيق والتنفيذ المنبثقة عن مؤتمر الصومام، فطلب إليه الالتحاق بالخارج فورا. كان الدكتور الدباغين يومئذ قد تولى رئاسة الوفد الخارجي لجبهة التحرير الوطني، فعيّن صديقه القديم ممثلا لها بإسبانيا التي كانت نقطة عبور هامة للرجال والسلاح، انطلاقا من مدينتي برشلونة وسان سيباستيان خاصة. وغداة تشكيل الحكومة المؤقتة الأولى في 19 سبتمبر 1958، عيّن أمينا عاما في وزارة الشؤون الخارجية التي أسندت إلى صديقه الدباغين، وعندما آلت الوزارة إلى بلقاسم كريم في الحكومة الموقتة الثانية (يناير 1960)، عيّنه على رأس بعثتها في بلغراد حيث مكث إلى غاية استقلال الجزائر. وكانت ''فتنة الاستقلال'' صدمة جديدة لهذا المناضل السياسي المرموق الذي ينقل إلينا عن تلك اللحظة الحرجة صورة غنية بالإيحاءات إذ يقول: ''كنت جالسا في مكتبي ببلغراد، فدخل عليّ القائم بالأعمال العراقي غاضبا مؤنبا: الآن أدركت أنكم عرب حقا! تتقاتلون على الكراسي!
لقد كنتم أملنا فأصبحتم مثلنا! يا للخيبة! ونحن الذين كنا ننتظر منكم المساعدة للخروج من هذه الورطة!''
في أواخر 1962 استدعي بوقادوم إلى العاصمة ليعيّن سفيرا بداكار، لكن بعد تجربة قصيرة عاد غاضبا راميا قفاز الدبلوماسية دون رجعة. وقد واصل مشواره بسكيكدة بعض الوقت كمستشار بمركب سوناطراك قبل أن يعود إلى الفلاحة مهنة آبائه، وعندما التقينا به أول مرة في صائفة 1986، كان يبدو مرتاحا لعمل الأرض، إذ قال لنا: ''هناك تحسّن كبير قياسا بالسنوات السابقة''. ولعل أحسن ما نودّع به هذا المناضل الوطني الكبير إشارته إلى ''مرض خطير'' أصاب البلاد والعباد بقوله: ''لقد استفحل فينا حب الذات أو الأنانية المفرطة، فلم يعد هناك أحد يضع حب الوطن فوق شخصه ومعارفه!''
 
عودة
أعلى