من المهام المنوطة برجال المخابرات تلك العمليات التي تهدف إلى تصفية القيادات المعادية ، التي فشلت كافة الوسائل السلمية في تحييد أنشطتهم السياسية والعسكرية ، التي باتت تشكل خطراً على الدولة الإسلامية وامتازت أهدافها بالصعبة والمتميزة ، ومسرحها الجغرافي المتنوع خلال العصر الأموي.
من بين هذه العمليات عملية "سحيم بن المهاجر":
فقد استطاع الخليفة عبد الملك ابن مروان أن يخطط لعملية ردع على أعلى مستوى مستخدماً فيها أكفأ عيونه وجواسيسه وعلى رأسهم سحيم بن المهاجر ضد القائد البيزنطي وحاشيته تقضي هذه العملية بتصفيته والقضاء عليه تماماً في عقر قصره، ففي عهد الخليفة عبد الملك بن مروان أرسل البيزنطيون أحد قادتهم بجيشه لكي يهاجم الشام، مما اضطر عبد الملك ابن مروان مؤقتاً إلى الموافقة على الصلح مع الدولة البيزنطية، بعد أن سيطر البيزنطيون على أنطاكية والجبل الأسود، وسنير، وجبل الثلج والجولان.
لكنه بعد أن استقرت الجبهة الداخلية عنده كلف رجلاً من رجاله وهو عين من عيونه اليقظة ومن المقربين إليه هو سحيم بن المهاجر بتصفية القائد البيزنطي والقضاء على القائد البيزنطي والقضاء على أنصاره، اتفق عبد الملك بن مروان مع القائد البيزنطي ويعلن مع سحيم بن المهاجر على أن يقوم سحيم بدور المعارض لعبد الملك بن مروان مع القائد البيزنطي ويعلن رغبته في الانضمام إليه، وأن لديه من الأسرار ما يخدم القائد البيزنطي ويضر بمصالح عبد الملك بن مروان، ويلحق الأذى الشديد به وبالدولة الإسلامية، وبالفعل استطاع سحيم أن يكسب ثقة القائد البيزنطي، وأصبح سحيم في كنف القائد البيزنطي، في الوقت نفسه استطاع سحيم أن يزرع العيون والجواسيس في مكان تواجده، واستطاع أن يجعل بينه وبين عبد الملك بن مروان اتصالاً، وظل هذا الأمر مستمراً حتى حانت الفرصة لتنفيذ خطة التخلص من القائد البيزنطي ومن معه، وذلك بإعداد قوة في مكان قريب من مكان الملك البيزنطي، وقتلته ومن معه من البيزنطيين، وأعلن العفو عمن تبعه، فانضموا بسرعة إلى سحيم، وبذلك استطاع عبد الملك بن مروان أن يزيح كابوس القائد البيزنطي، وأن يردع البيزنطيين ويلقنهم درساً يبين لهم أن القيادة الإسلامية تستطيع تصفية القادة البيزنطيين في ديارهم.