الملاذ الآمن للقاعدة

لواء طبيب

صقور الدفاع
إنضم
3 أبريل 2010
المشاركات
2,870
التفاعل
227 0 0
THINK.jpg


تمثل الأوضاع غير المستقرة في الصومال ظروفًا مواتية لتنظيم القاعدة، حيث تشجع عناصر التنظيم على اتخاذ هذا البلد ملاذًا آمنًا لهم، وهو ما يثير دون شك مخاوف الولايات المتحدة على نحو متزايد خاصة مع تطبيق إستراتيجية خاطئة لتحقيق الاستقرار في هذا البلد.

حالة عدم الاستقرار في الصومال تخلق ظروفًا مواتية للإرهاب والإتجار في المخدرات والقرصنة والمصادر الأخرى لعدم الاستقرار، والتي يمكن أن تمتد خارج حدود هذا البلد، وتعي الولايات المتحدة جيدًا حقيقة أن الصومال أصبحت قنبلة موقوتة بمقدورها زعزعة الاستقرار في المنطقة وبالتالي تقويض إستراتيجية مكافحة الإرهاب، بيد أن التدابير التي تطبقها الولايات المتحدة في الصومال لا تزال إلى الآن مكلفة وتفتقر إلى الفعالية، وهذا ما تشير إليه برونوين بروتون، الزميلة بمجلس العلاقات الخارجية.
من خلال إلقاء نظرة على تاريخ الصومال الحديث، يوضح تقرير بروتون الأسباب والمصادر المختلفة وراء حالة عدم الاستقرار في الصومال. وتقترن تحليلاتها بعدة مقترحات وبدائل قيمة للإستراتيجية الحالية، التي تقوم الولايات المتحدة بتطبيقها، وهذه العوامل ليست مقصورة على الظروف الموجودة على أرض الواقع بالصومال، مثل شعبية أو عدم شعبية الحكومة الاتحادية الانتقالية، وإنما تشمل أيضًا الأوضاع في الخارج، خاصة غياب الإرادة السياسية من جانب الولايات المتحدة .
ومن بين مزايا تقرير بروتون أنه يتضمن تاريخ الصومال ويعطي فهمًا أفضل لقصور الجهود المبذولة حاليًا.. فعلى سبيل المثال، هناك نقطة مهمة لا تزال تؤثر على مختلف أبعاد التدخل الأمريكي في الصومال وهي أن العديد من الإستراتيجيات التي اتبعتها الولايات المتحدة أثارت نفور قطاعات مهمة من السكان الصوماليين، وجعلتهم أكثر عرضة للاستجابة لنداءات المتطرفين.. ونتيجة لذلك برزت ميليشيات مثل جماعة الشباب وأصبح ولاؤها لتنظيم القاعدة مثالًا لبعض الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة والتي أضرت أكثر مما نفعت أهدافها، فبدون فهم ديناميكيات المجتمع الصومالي منذ الحرب الأهلية، يغفل الكثيرون عن العلاقة بين المبادرات الأمريكية ونمو التطرف.
لكن الأهم من ذلك، معرفة و خبرة بروتون التي تتضح في التقرير والتي مكنتها من تقييم النتائج المحتملة لمختلف الإستراتيجيات، وبهذه الطريقة تمكنت من تقديم مجموعة من التوصيات السياسية لإدارة أوباما.
توضح بروتون أن أوباما اختار أن يتخذ سياسة بوش الخاصة بدعم الحكومة الاتحادية الانتقالية ليبني عليها، بوصفها وسيلة لتوفير حصن ضد القوات الإسلامية المتشددة.. وقد فعل ذلك بتقديم الوعود لرئيس الحكومة الاتحادية الانتقالية الشيخ شريف شيخ أحمد، بإعطائه شحنات من الذخيرة والدعم الدبلوماسي، وعلى الرغم من أن الحكومة الاتحادية الانتقالية هي الأكثر صداقة للولايات المتحدة في المدينة، فإن بروتون ترى أن احتمالات نشأتها كحكومة أو كيان فعال سيئة للغاية"، فسيطرة الحكومة الانتقالية الفعلية محدودة للغاية، وبقاؤها يعتمد على قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي، فدعم الحكومة الاتحادية الانتقالية من قبل الولايات المتحدة لم يشجع على تنفيذ جدول أعمال الإدارة الأمريكية، ولكنه في الواقع أدى إلى تقويض مصداقية هذه الحكومة.
وترى بروتون أنه بمجرد أن نعترف بأن احتمالات بقاء الحكومة الاتحادية الانتقالية محدودة، يكون البديل الأفضل هو اتباع نهج مختلف في التعامل مع الصومال، لكن هذا البديل ينبغي أن يقوم على أساس ضرورة تجنب تنظيم حملة مطولة لمكافحة التمرد وبناء الدولة كتلك التي بدأتها إدارة بوش في الشرق الأوسط؛ ليس فقط لأن هذه الحملة لن تكون مجدية فحسب، إذا أخذنا في الاعتبار إعطاء الولايات المتحدة العراق وأفغانستان الأولوية، ولكن أيضًا لأنه لا توجد لديها رغبة في تنظيم بعثة عسكرية جديدة مكلفة جدًا في الخارج، وترى بروتون أنه من الأفضل أن تكون هناك وقفة محدودة لمكافحة الإرهاب تهدف إلى حرمان تنظيم القاعدة من الاستخدام المحتمل للصومال كقاعدة تدريب.
وبعكس الإستراتيجية الحالية، يرى التقرير أن هناك ضرورة لتوجيه ضربات جوية تستهدف أعضاء القاعدة ومنتسبيها، كما يرى أن هناك ضرورة في الالتزام باللامركزية في توزيع المساعدات الخارجية الأمريكية.. وتشير بروتون أيضًا إلى أنه بدلًا من الرد العسكري العدواني لمواجهة القرصنة، يجب على الولايات المتحدة إطلاق مبادرات من شأنها تعبئة الصوماليين أنفسهم لمواجهة القراصنة.
وبالرغم من أن البعض قد لا يشعر بالارتياح من اتباع إستراتيجية عدوانية محدودة ضد بلد يزداد اجتذابًا للإرهابيين، فإن حجج بروتون حول هذه النقطة قوية، فإذا كانت الجهود السابقة لم تحقق شيئًا يذكر لتحسين الأوضاع وإذا كان القيام بحملة عسكرية أمرًا غير مقبول سياسيًا، فإن كل ما يمكن أن تفعله الولايات المتحدة أن تبذل قصارى جهدها في حدود ما تملك.
وبينما يغلب على ما تبقى من توصيات بروتون الانسجام مع الفلسفة السابق الإشارة إليها والخاصة "بفك الارتباط"، فإن هذه التوصيات ليست جميعها مقنعة، والنقطة الأكثر إثارة للدهشة في تقرير بروتون أنها تدعي أن ميليشيات الشباب والجماعات المتطرفة الأخرى ينبغي أن يُسمح لها بالمشاركة في الحكومة إذا ما وافقت تلك الجماعات على التخلي عن رسالتهم الجهاديةـ وهذه الفكرة بها إشكالية لعدة أسباب:
فأولًا.. على الرغم من أن بروتون ترى أن بذور فشل جماعة الشباب قد نُثرت بالفعل وأصبح سقوط الحكومة الانتقالية مسألة وقت، فإن ميليشيات الشباب في الوقت الراهن تنقل نوعية الدعم التي من شأنها أن تقوض الحكومة الاتحادية الانتقالية، هذا يعني أن هذه الميليشيات سواء كانت في حالة تقاتل فيما بينها أم لا، فإنها على الأرجح تظل على صلة بتنظيم القاعدة، ولم توضح بروتون بالضبط كيف أن فرصة المشاركة في الحكومة ستجعل هؤلاء الإرهابيين يتخلون عن فلسفة التطرف، خاصةً أن بروتون ترى أن التأييد الأمريكي السابق لم يكن فعالًا، ولكنه أدى إلى نفور ساسة الحكومة الاتحادية الانتقالية من الجماهير وشجع على التطرف، فلماذا إذن لن يحدث هذا إذا سمحت الولايات المتحدة للمتطرفين السابقين في حركة الشباب بالمشاركة في الحكومة؟ هذا السؤال لم تتم الإجابة عنه، وهذا أمر مستغرب إذا أخذنا في الاعتبار إيمان بروتون بأن مواجهة نفوذ الجماعات المتطرفة هي وسيلة ضمان حكومة قوية في الصومال.
وبالرغم من جانب القصور هذا، فإن بروتون نجحت في تناول مسألة فك الارتباط بشكل بناء ومدهش، فقد استطاعت تقييم عدم كفاءة الجهود المبذولة من جانب الولايات المتحدة والأمم المتحدة على نطاق أوسع، فبروتون ترى أنه من الأفضل بذل جهود أقل لتجنب المزيد من الأضرار، ورؤيتها هذه مقنعة، خاصة إذا كان تقليل الجهود سيؤدي إلى تهيئة الظروف من أجل المشاركة بشكل فعال في المستقبل.​
 
رد: الملاذ الآمن للقاعدة

أعتقد ان القاعدة أصبحت فكرة ومنهج معين منتشر في كل مكان يوجد به مسلمين...فالقاعدة لم تعد تنظيما هرميا يتلقى الاوامر ..بل اصبحت فكرة شائعة وخصوصا بين الشباب
 
عودة
أعلى