ما زالت علاقة سوريا القوية بحزب اللـه تلقي بظلالها سلبًا على العلاقات السورية الأمريكية وتخلق كل فترة أزمة جديدة للجانب السوري، المحسوب عليه دعمه لحزب اللـه من جهة ومساندته الدائمة للنظام الإيراني من جهة أخرى، ولم تكن الاتهامات الأخيرة لدمشق بأنها قامت بإمداد حزب اللـه بصواريخ متطورة من نوع سكود إلا واحدة من الأزمات، التي يتسبب فيها الحزب لنظام بشار الأسد، ورغم تأكيد خبراء أمريكيين أن تعقب ورصد عمليات تهريب صواريخ سكود "ليس بالأمر السهل"، ونفي سوريا للأمر وتأكيدات رئيس القوات الدولية بالجنوب اللبناني هذا النفي، ولهجة كلينتون الودودة، إلا أن الأزمة مازالت قائمة في ظل تخوف أمريكا من اندلاع حرب جديدة في المنطقة.
وبينما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسئول في وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاجون) ـ طلب عدم الكشف ـ عن هويته أن تهريب صواريخ سكود وقاذفاتها المتحركة إلى لبنان من دون علم أجهزة الاستخبارات الأمريكية أو الإسرائيلية هو أمر "ممكن ولكنه صعب"، فقد أكد خبراء إمكانية تفكيك الصواريخ والمنصات المتحركة لتجنب رصدها، وهو ما عانت منه القوات الدولية في حرب العراق.
وقال إنتوني كوردزمان، الخبير في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن، إن "كل ما عليهم فعله هو فصل الذيل عن الصاروخ، وهو أمر يمكن القيام به بسهولة، وبعدها نقله إلى عربة أخرى.
وخلال حرب الخليج الأولى (1990-1991) بذلت طائرات الحلفاء في الجو وعملاء أجهزة الاستخبارات الأمريكية والبريطانية في البر جهدًا كبيرًا لكشف أماكن المنصات المتحركة لصواريخ سكود، والتي عمد الجيش العراقي في حينه إلى إخفائها في مجاري الأنهار وقنوات المياه فكانت تطلق الصواريخ وتعود بسرعة لتختفي في مخابئها.
وصورايخ سكود، التي صممها وأنتجها أولًا الاتحاد السوفييتي السابق يبلغ طولها 11 مترًا ومداها الأقصى 300 كيلومتر، إلا أن بعض طرازاتها قد يتجاوز مداه 500 كيلومتر، ويرى محللون أن من شأن حيازة حزب اللـه لهذه الصواريخ أن يعزز مكانته
وبغض النظر عما إذا كانت هذه الصواريخ قد سلمت إلى حزب اللـه أم لا، فإن إدارة أوباما مقتنعة بأن سوريا تزيد من دعمها العسكري لحزب اللـه، كما يؤكد مسئولون أمريكيون وقال مسئول أمريكي للصحفيين، طالبًا عدم الكشف عن هويته، إن "هناك مسألة محددة تتعلق بصورايخ سكود، ولكن هناك قلقًا أكبر يتعلق بالأسلحة المتطورة."
وأضاف أن "التعاون بين سوريا وحزب اللـه يتزايد، ونعتقد أنه من الممكن أن يزعزع الاستقرار ويزيد الأخطار في منطقة لديها أصلًا ما يكفي من الأخطار."
واستند عدد من أعضاء الكونجرس الجمهوريين إلى اتهامات إسرائيل لسوريا بتزويد حزب اللـه بصواريخ سكود لانتقاد إدارة أوباما على انفتاحها الدبلوماسي على سوريا وسعيها لإعادة السفير الأمريكي في دمشق بعد خمس سنوات من الغياب.
وكتب ستيفن هايدمان، المحلل في المعهد الأمركي للسلام، على الموقع الإلكتروني لمجلة فورين بوليسي، الأمريكية أن خيار سوريا تزويد حزب اللـه بأسلحة أكثر قوة ينسجم مع وضع تبدو فيه سوريا وقد اعتمدت "ذهنية المنتصر".
وأضاف أن الجهود الدبلوماسية الأمريكية والأوروبية فشلت حتى الآن في إقناع سوريا بالابتعاد عن إيران والاقتراب من الغرب، بل إن سوريا قامت بدلًا من ذلك "بجني المكاسب ورفع الرهان وتعزيز ترسانة حزب اللـه وتعميق علاقاتهم الإستراتيجية مع إيران"، على حد قوله.
من ناحيته، أكد وزير الدفاع اللبناني، إلياس المر الجمعة 23 أبريل/نيسان أن استخبارات الجيش اللبناني لا تملك أي معلومات عن دخول صواريخ سكود إلى حزب اللـه في لبنان وقال المر: "لم تكن لدينا معلومات سابقة، ولا استخبارات الجيش كشفت شيئًا حول هذا الموضوع، مشيرًا إلى أن الكلام عن هذا الموضوع هو سياسي وليس عسكريًا.
وأشار المر إلى وجود "أقمار اصطناعية لتزويد الأمم المتحدة بصور عن تهريب السلاح" إلى لبنان ـ إذا حصل. كما نفى رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، خلال زيارته الرسمية لإيطاليا أن يكون حزب اللـه قد حصل على صواريخ سكود طويلة المدى من سوريا، وقال إن هذه المزاعم من اختراع إسرائيل لتهديد بلاده.
وقال الحريري في مقابلة مع صحيفة لا ستامبا الإيطالية إن "هذه الاتهامات تعيد للأذهان المزاعم بوجود أسلحة دمار شامل ضد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، لم يعثر عليها قط ولم يكن لها وجود.
وحزب اللـه، المدعوم من سوريا وإيران، مدرج على قائمة أمريكية سوداء للجماعات التي تصنفها الولايات المتحدة كجماعات إرهابية، لكنه جزء من حكومة الوحدة اللبنانية.لكن على الجانب الآخر أكدت وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، الخميس 22 أبريل/نيسان أن إدارة الرئيس باراك أوباما "ما زالت ملتزمة" بتحسين العلاقات مع سوريا رغم تقارير "تثير القلق" حول قيام دمشق بمساعدة حزب اللـه. ورفضت كلينتون تأكيد تقارير تحدثت عن نقل سوريا صواريخ من طراز سكود إلى حزب اللـه، كما شككت في أن تكون دمشق قد قامت بنقل مثل هذه الصواريخ بالفعل
وقالت: إن ثمة قصصًا متداولة تفيد بنقل تكنولوجيا أسلحة إلى سوريا بغرض محتمل لنقلها في وقت لاحق إلى حزب اللـه في داخل سوريا. ورفضت كلينتون القول بأن صواريخ سكود الموجودة في سوريا مصدرها إيران مكتفية بالتأكيد أن "الإدارة عبرت عن قلقها بهذا الشأن"، من دون إضافة المزيد من التفاصيل،
وأضافت أن وجود سفير أمريكي في سوريا يعطي واشنطن رؤية أفضل لما يحدث في دمشق. وتابعت أن الإدارة "لديها قائمة طويلة بالموضوعات التي ناقشتها مع السوريين"، مؤكدة في الوقت ذاته أن واشنطن تعتزم مواصلة عرض مخاوفها على السوريين
وأعربت كلينتون عن اعتقادها بأن وجود سفير أمريكي في دمشق سوف "يزيد من قدرة واشنطن على نقل الرسائل المتعلقة بالمخاوف الأمريكية بشكل قوي ويؤثر، على ما نأمل، في السلوك السوري.
وقالت إن مسئولي الإدارة "قضوا وقتًا طويلًا" لدراسة ومناقشة السياسة الواجب تبنيها مع سوريا مؤكدة أن عودة السفير الأمريكي إلى دمشق ليست "مكافأة" للنظام السوري أو للإجراءات التي يتخذونها، والتي وصفتها بأنها "مثيرة للقلق" بشكل عميق.
يذكر أن لجنة الشئون الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي كانت قد وافقت على تعيين الدبلوماسي روبرت فورد سفيرًا للولايات المتحدة في سوريا، بعد خمس سنوات على قيام واشنطن بسحب سفيرها في دمشق إثر اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري عام 2005، وظهور شبهات حول تورط سوريا في هذه العملية، رغم النفي المستمر لدمشق.
ويشغل فورد حاليًا منصب نائب رئيس البعثة في السفارة الأمريكية في بغداد، كما شغل في السابق منصب السفير الأمريكي في الجزائر وعمل في كل من البحرين ومصر، إلا أن تعيينه بصفة نهائية في دمشق يستلزم موافقة مجلس الشيوخ بكامل هيئته.
وكانت وكالة الأنباء السورية "سانا" قد ذكرت أن وزير الخارجية السورية وليد المعلم أعرب عن أسفه لما وصفه بتورط الخارجية الأمريكية بتبني مزاعم إسرائيل التي تدعي إدخال سورية لصواريخ سكود إلى حزب اللـه في لبنان.
وذكرت الوكالة أن المعلم أشار في تصريح له إلى أنه تم تنبيه المسئولين الأمريكيين إزاء تجاهل الدوافع الإسرائيلية في إطلاقها لهذه المزاعم، والضجيج الذي تثيره بهدف خلط الأوراق وصرف الأنظار عن ممارسات إسرائيل بحق الفلسطينيين.
وقال المعلم: إن الخارجية الأمريكية استدعت الشخص الثاني في السفارة السورية بواشنطن على خلفية المزاعم الإسرائيلية، لافتًا إلى أنه سبق لسوريا أن أصدرت بيانًا رسميًا قبل أيام نفت فيه بقوة المزاعم الإسرائيلية التي تهدف من خلالها إلى المزيد من توتر الأجواء في المنطقة وخلق مناخ يهيئ لعمل عسكري إسرائيلي محتمل. بدورها اعتبرت مديرة الإعلام الخارجي في وزارة الخارجية السورية، بشرى كنفاني، إجراء الخارجية الأمريكية بأنه "يزعزع الثقة بين الجانبين."
وكان بي جيه كراولي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية قال إن الولايات المتحدة لم تتوصل إلى رأي قاطع بشأن ما إذا كانت سوريا قد نقلت صواريخ سكود إلى حزب اللـه في لبنان، لكنها تعتبر تسليم أي أسلحة إلى الجماعة أمرًا يهدد الاستقرار، وأوضح أن البحث مستمر في هذا الموضوع. وقال كراولي إن الولايات المتحدة طرحت الموضوع مع سوريا أربع مرات على الأقل منذ فبراير/شباط وأن أي خطوات لتسليح حزب اللـه تعد أمرًا خطيرًا.
وقد استدعت الولايات المتحدة أكبر دبلوماسي سوري في واشنطن للتعبير عن موقفها مما وصفته "بالسلوك المستفز" المتعلق باحتمال نقل صواريخ سكود إلى حزب اللـه، وهو ما قالت إنه يمكن أن يهدد لبنان وإسرائيل.
ولم يؤكد بيان وزارة الخارجية الأمريكية، الذي صدر عن الأمر، مزاعم نقل الصواريخ إلى حزب اللـه، وقال كراولي إن الولايات المتحدة ستواصل ممارسة ضغوط على سوريا في هذا الصدد.
وقال، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، جون كيري، إن من الواضح أن حزب اللـه يحصل على أسلحة من جهة ما. وأضاف للصحفيين "ثمة بواعث قلق بخصوص الصواريخ على وجه العموم ومن الواضح أن حزب اللـه أعيد تسليحه، لكنني لا أعتقد أن ثمة وضوحًا بشأن التفاصيل المحددة والمكان.
ورفض كراولي ما تردد من أن الأنباء الخاصة بصواريخ سكود قد تعطل الجهود الأمريكية لتوسيع العلاقات مع سوريا، بما في ذلك قرارها إرسال سفير إلى دمشق بعد شغور المنصب خمس سنوات، ورشح الدبلوماسي روبرت فورد للمنصب وينتظر تصديق مجلس الشيوخ على تعيينه، وقال كراولي "هذا جزء من حوارنا المكثف مع سوريا".
وأضاف "أنها من بين الأسباب التي تجعلنا نريد أن يكون لنا سفير في دمشق في أقرب وقت ممكن، حتى يمكننا أن نضمن وجود تفاهم واضح فيما يخص أي سلوك نعتقد أنه بناء في المنطقة وأي سلوك نعتقد أنه مستفز وغير بناء".
هذا وقد دعا الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في تقرير حول لبنان كل الأطراف داخل لبنان وخارجه إلى وقف فوري لكل محاولات امتلاك أو نقل أسلحة لقوى عسكرية خارجة عن سلطة الدولة اللبنانية. وعبر، بان كي مون، في تقريره الحادي عشر نصف السنوي حول تطبيق القرار 1559 عن قلق متزايد إزاء التقارير حول عمليات كبيرة لنقل أسلحة إلى لبنان عبر حدوده البرية
وجاء في التقرير أن وجود ميليشيات لبنانية وغير لبنانية ما زال يشكل تهديدًا لاستقرار البلاد والمنطقة، مشددًا على ضرورة أن تحتكر الدولة اللبنانية والجيش اللبناني استخدام القوة على كل الأراضي اللبنانية.
وقد ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأسبوع الماضي أن النقل المزعوم من سوريا تضمن صواريخ سكود يعتقد أن مداها يصل إلى أكثر من 700 كيلومتر، مما يضع القدس وتل أبيب والمواقع النووية الإسرائيلية في مرمى نيرانها.
نفى قائد قوات الطوارئ الدولية المعزّزة العاملة في جنوب لبنان، اليونيفل، ورغم نفي الجنرال ألبرتو أسارتا كويباس، أن تكون اليونيفل قد سجّلت وجود صواريخ من طراز سكود في المنطقة التي تغطيها فإن الواقع يقول إن الأزمة مازالت عالقة وأن علاقة دمشق القوية تهدد التقارب السوري الأمريكي إلا إذا أثبت نظام بشار الأسد حسن نيته.
وبينما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسئول في وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاجون) ـ طلب عدم الكشف ـ عن هويته أن تهريب صواريخ سكود وقاذفاتها المتحركة إلى لبنان من دون علم أجهزة الاستخبارات الأمريكية أو الإسرائيلية هو أمر "ممكن ولكنه صعب"، فقد أكد خبراء إمكانية تفكيك الصواريخ والمنصات المتحركة لتجنب رصدها، وهو ما عانت منه القوات الدولية في حرب العراق.
وقال إنتوني كوردزمان، الخبير في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن، إن "كل ما عليهم فعله هو فصل الذيل عن الصاروخ، وهو أمر يمكن القيام به بسهولة، وبعدها نقله إلى عربة أخرى.
وخلال حرب الخليج الأولى (1990-1991) بذلت طائرات الحلفاء في الجو وعملاء أجهزة الاستخبارات الأمريكية والبريطانية في البر جهدًا كبيرًا لكشف أماكن المنصات المتحركة لصواريخ سكود، والتي عمد الجيش العراقي في حينه إلى إخفائها في مجاري الأنهار وقنوات المياه فكانت تطلق الصواريخ وتعود بسرعة لتختفي في مخابئها.
وصورايخ سكود، التي صممها وأنتجها أولًا الاتحاد السوفييتي السابق يبلغ طولها 11 مترًا ومداها الأقصى 300 كيلومتر، إلا أن بعض طرازاتها قد يتجاوز مداه 500 كيلومتر، ويرى محللون أن من شأن حيازة حزب اللـه لهذه الصواريخ أن يعزز مكانته
وبغض النظر عما إذا كانت هذه الصواريخ قد سلمت إلى حزب اللـه أم لا، فإن إدارة أوباما مقتنعة بأن سوريا تزيد من دعمها العسكري لحزب اللـه، كما يؤكد مسئولون أمريكيون وقال مسئول أمريكي للصحفيين، طالبًا عدم الكشف عن هويته، إن "هناك مسألة محددة تتعلق بصورايخ سكود، ولكن هناك قلقًا أكبر يتعلق بالأسلحة المتطورة."
وأضاف أن "التعاون بين سوريا وحزب اللـه يتزايد، ونعتقد أنه من الممكن أن يزعزع الاستقرار ويزيد الأخطار في منطقة لديها أصلًا ما يكفي من الأخطار."
واستند عدد من أعضاء الكونجرس الجمهوريين إلى اتهامات إسرائيل لسوريا بتزويد حزب اللـه بصواريخ سكود لانتقاد إدارة أوباما على انفتاحها الدبلوماسي على سوريا وسعيها لإعادة السفير الأمريكي في دمشق بعد خمس سنوات من الغياب.
وكتب ستيفن هايدمان، المحلل في المعهد الأمركي للسلام، على الموقع الإلكتروني لمجلة فورين بوليسي، الأمريكية أن خيار سوريا تزويد حزب اللـه بأسلحة أكثر قوة ينسجم مع وضع تبدو فيه سوريا وقد اعتمدت "ذهنية المنتصر".
وأضاف أن الجهود الدبلوماسية الأمريكية والأوروبية فشلت حتى الآن في إقناع سوريا بالابتعاد عن إيران والاقتراب من الغرب، بل إن سوريا قامت بدلًا من ذلك "بجني المكاسب ورفع الرهان وتعزيز ترسانة حزب اللـه وتعميق علاقاتهم الإستراتيجية مع إيران"، على حد قوله.
من ناحيته، أكد وزير الدفاع اللبناني، إلياس المر الجمعة 23 أبريل/نيسان أن استخبارات الجيش اللبناني لا تملك أي معلومات عن دخول صواريخ سكود إلى حزب اللـه في لبنان وقال المر: "لم تكن لدينا معلومات سابقة، ولا استخبارات الجيش كشفت شيئًا حول هذا الموضوع، مشيرًا إلى أن الكلام عن هذا الموضوع هو سياسي وليس عسكريًا.
وأشار المر إلى وجود "أقمار اصطناعية لتزويد الأمم المتحدة بصور عن تهريب السلاح" إلى لبنان ـ إذا حصل. كما نفى رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، خلال زيارته الرسمية لإيطاليا أن يكون حزب اللـه قد حصل على صواريخ سكود طويلة المدى من سوريا، وقال إن هذه المزاعم من اختراع إسرائيل لتهديد بلاده.
وقال الحريري في مقابلة مع صحيفة لا ستامبا الإيطالية إن "هذه الاتهامات تعيد للأذهان المزاعم بوجود أسلحة دمار شامل ضد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، لم يعثر عليها قط ولم يكن لها وجود.
وحزب اللـه، المدعوم من سوريا وإيران، مدرج على قائمة أمريكية سوداء للجماعات التي تصنفها الولايات المتحدة كجماعات إرهابية، لكنه جزء من حكومة الوحدة اللبنانية.لكن على الجانب الآخر أكدت وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، الخميس 22 أبريل/نيسان أن إدارة الرئيس باراك أوباما "ما زالت ملتزمة" بتحسين العلاقات مع سوريا رغم تقارير "تثير القلق" حول قيام دمشق بمساعدة حزب اللـه. ورفضت كلينتون تأكيد تقارير تحدثت عن نقل سوريا صواريخ من طراز سكود إلى حزب اللـه، كما شككت في أن تكون دمشق قد قامت بنقل مثل هذه الصواريخ بالفعل
وقالت: إن ثمة قصصًا متداولة تفيد بنقل تكنولوجيا أسلحة إلى سوريا بغرض محتمل لنقلها في وقت لاحق إلى حزب اللـه في داخل سوريا. ورفضت كلينتون القول بأن صواريخ سكود الموجودة في سوريا مصدرها إيران مكتفية بالتأكيد أن "الإدارة عبرت عن قلقها بهذا الشأن"، من دون إضافة المزيد من التفاصيل،
وأضافت أن وجود سفير أمريكي في سوريا يعطي واشنطن رؤية أفضل لما يحدث في دمشق. وتابعت أن الإدارة "لديها قائمة طويلة بالموضوعات التي ناقشتها مع السوريين"، مؤكدة في الوقت ذاته أن واشنطن تعتزم مواصلة عرض مخاوفها على السوريين
وأعربت كلينتون عن اعتقادها بأن وجود سفير أمريكي في دمشق سوف "يزيد من قدرة واشنطن على نقل الرسائل المتعلقة بالمخاوف الأمريكية بشكل قوي ويؤثر، على ما نأمل، في السلوك السوري.
وقالت إن مسئولي الإدارة "قضوا وقتًا طويلًا" لدراسة ومناقشة السياسة الواجب تبنيها مع سوريا مؤكدة أن عودة السفير الأمريكي إلى دمشق ليست "مكافأة" للنظام السوري أو للإجراءات التي يتخذونها، والتي وصفتها بأنها "مثيرة للقلق" بشكل عميق.
يذكر أن لجنة الشئون الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي كانت قد وافقت على تعيين الدبلوماسي روبرت فورد سفيرًا للولايات المتحدة في سوريا، بعد خمس سنوات على قيام واشنطن بسحب سفيرها في دمشق إثر اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري عام 2005، وظهور شبهات حول تورط سوريا في هذه العملية، رغم النفي المستمر لدمشق.
ويشغل فورد حاليًا منصب نائب رئيس البعثة في السفارة الأمريكية في بغداد، كما شغل في السابق منصب السفير الأمريكي في الجزائر وعمل في كل من البحرين ومصر، إلا أن تعيينه بصفة نهائية في دمشق يستلزم موافقة مجلس الشيوخ بكامل هيئته.
وكانت وكالة الأنباء السورية "سانا" قد ذكرت أن وزير الخارجية السورية وليد المعلم أعرب عن أسفه لما وصفه بتورط الخارجية الأمريكية بتبني مزاعم إسرائيل التي تدعي إدخال سورية لصواريخ سكود إلى حزب اللـه في لبنان.
وذكرت الوكالة أن المعلم أشار في تصريح له إلى أنه تم تنبيه المسئولين الأمريكيين إزاء تجاهل الدوافع الإسرائيلية في إطلاقها لهذه المزاعم، والضجيج الذي تثيره بهدف خلط الأوراق وصرف الأنظار عن ممارسات إسرائيل بحق الفلسطينيين.
وقال المعلم: إن الخارجية الأمريكية استدعت الشخص الثاني في السفارة السورية بواشنطن على خلفية المزاعم الإسرائيلية، لافتًا إلى أنه سبق لسوريا أن أصدرت بيانًا رسميًا قبل أيام نفت فيه بقوة المزاعم الإسرائيلية التي تهدف من خلالها إلى المزيد من توتر الأجواء في المنطقة وخلق مناخ يهيئ لعمل عسكري إسرائيلي محتمل. بدورها اعتبرت مديرة الإعلام الخارجي في وزارة الخارجية السورية، بشرى كنفاني، إجراء الخارجية الأمريكية بأنه "يزعزع الثقة بين الجانبين."
وكان بي جيه كراولي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية قال إن الولايات المتحدة لم تتوصل إلى رأي قاطع بشأن ما إذا كانت سوريا قد نقلت صواريخ سكود إلى حزب اللـه في لبنان، لكنها تعتبر تسليم أي أسلحة إلى الجماعة أمرًا يهدد الاستقرار، وأوضح أن البحث مستمر في هذا الموضوع. وقال كراولي إن الولايات المتحدة طرحت الموضوع مع سوريا أربع مرات على الأقل منذ فبراير/شباط وأن أي خطوات لتسليح حزب اللـه تعد أمرًا خطيرًا.
وقد استدعت الولايات المتحدة أكبر دبلوماسي سوري في واشنطن للتعبير عن موقفها مما وصفته "بالسلوك المستفز" المتعلق باحتمال نقل صواريخ سكود إلى حزب اللـه، وهو ما قالت إنه يمكن أن يهدد لبنان وإسرائيل.
ولم يؤكد بيان وزارة الخارجية الأمريكية، الذي صدر عن الأمر، مزاعم نقل الصواريخ إلى حزب اللـه، وقال كراولي إن الولايات المتحدة ستواصل ممارسة ضغوط على سوريا في هذا الصدد.
وقال، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، جون كيري، إن من الواضح أن حزب اللـه يحصل على أسلحة من جهة ما. وأضاف للصحفيين "ثمة بواعث قلق بخصوص الصواريخ على وجه العموم ومن الواضح أن حزب اللـه أعيد تسليحه، لكنني لا أعتقد أن ثمة وضوحًا بشأن التفاصيل المحددة والمكان.
ورفض كراولي ما تردد من أن الأنباء الخاصة بصواريخ سكود قد تعطل الجهود الأمريكية لتوسيع العلاقات مع سوريا، بما في ذلك قرارها إرسال سفير إلى دمشق بعد شغور المنصب خمس سنوات، ورشح الدبلوماسي روبرت فورد للمنصب وينتظر تصديق مجلس الشيوخ على تعيينه، وقال كراولي "هذا جزء من حوارنا المكثف مع سوريا".
وأضاف "أنها من بين الأسباب التي تجعلنا نريد أن يكون لنا سفير في دمشق في أقرب وقت ممكن، حتى يمكننا أن نضمن وجود تفاهم واضح فيما يخص أي سلوك نعتقد أنه بناء في المنطقة وأي سلوك نعتقد أنه مستفز وغير بناء".
هذا وقد دعا الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في تقرير حول لبنان كل الأطراف داخل لبنان وخارجه إلى وقف فوري لكل محاولات امتلاك أو نقل أسلحة لقوى عسكرية خارجة عن سلطة الدولة اللبنانية. وعبر، بان كي مون، في تقريره الحادي عشر نصف السنوي حول تطبيق القرار 1559 عن قلق متزايد إزاء التقارير حول عمليات كبيرة لنقل أسلحة إلى لبنان عبر حدوده البرية
وجاء في التقرير أن وجود ميليشيات لبنانية وغير لبنانية ما زال يشكل تهديدًا لاستقرار البلاد والمنطقة، مشددًا على ضرورة أن تحتكر الدولة اللبنانية والجيش اللبناني استخدام القوة على كل الأراضي اللبنانية.
وقد ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأسبوع الماضي أن النقل المزعوم من سوريا تضمن صواريخ سكود يعتقد أن مداها يصل إلى أكثر من 700 كيلومتر، مما يضع القدس وتل أبيب والمواقع النووية الإسرائيلية في مرمى نيرانها.
نفى قائد قوات الطوارئ الدولية المعزّزة العاملة في جنوب لبنان، اليونيفل، ورغم نفي الجنرال ألبرتو أسارتا كويباس، أن تكون اليونيفل قد سجّلت وجود صواريخ من طراز سكود في المنطقة التي تغطيها فإن الواقع يقول إن الأزمة مازالت عالقة وأن علاقة دمشق القوية تهدد التقارب السوري الأمريكي إلا إذا أثبت نظام بشار الأسد حسن نيته.