أمريكا تبحث عن عرب لجيوشها والحاجة للمال أكبر

Phantom

عضو
إنضم
5 فبراير 2008
المشاركات
52
التفاعل
2 0 0
CNN


واشنطن، الولايات المتحدة (CNN) -- تحاول واشنطن جاهدة تعزيز قواتها المسلحة بعدد من الناطقين باللغة العربية، وذلك مع تزايد "مهمات" جيوشها في المنطقة، وخاصة في العراق، حيث تشتد الحاجة إلى وجود عناصر من أصول عربية للتفاهم مع السكان وبناء الثقة.

وتشير التقارير إلى أن الجيش الأمريكي ينشط بصورة كبيرة حالياً في مدينة ديترويت ومحيطها، حيث يقطن أكثر من 300 ألف عربي لتجنيد أكبر عدد منهم في صفوف وحداته، إلا أن مواقف السكان تتباين حول ذلك، إذ يرحب البعض بالتطوع في الجيش - وإن سراً- للتغلب على المصاعب الاقتصادية.
بينما يرفض آخرون بصورة قاطعة، قائلين إن ارتداء زي الجيش الأمريكي سيجعلهم محل انتقاد واسع من قبل المحيطين بهم، وسيتهمون مباشرة بأنهم "خونة" يقتلون "أبناء جلدتهم" في العراق.
وتوزع القوات المسلحة الأمريكية آلاف المنشورات الدعائية والملصقات في شوارع ديترويت وعموم ولاية ميتشغن، في مسعى منها لجذب السكان المنحدرين من أصول عربية إلى صفوفها.
وعلى منشور يتم توزيعه باللغة العربية، ورد الإعلان التالي: "في أرض عامرة بالفرص، هذه واحدة منها ربما لم تخطر لك على بال، وظيفة في الجيش الأمريكي.. اتصل بمنى."
وفي هذا الإطار، تقول منى مكي، وهي مرشدة اجتماعية وخبيرة لغوية تعمل مع إحدى الشركات التي تتولى تأمين توفير جنود للجيش الأمريكي إن استقبال دعوات التجنيد في صفوف المنحدرين من أصول عربية بات "أكثر إيجابية" رغم أن الأمر كان صعباً للغاية في البداية، غداة التدخل العسكري الأمريكي في العراق.
أما حسن جابر، وهو مدير تنفيذي بمركز "المجتمع العربي للخدمات الاقتصادية والاجتماعية" في ديربورن فيقول إن الجيش الأمريكي نجح بالفعل في بناء مصداقيته بين ذوي الأصول العربية، وإن كان الإقبال على التطوع في صفوفه ما يزال خجولاً نوعاً ما.

ويوضح جابر قائلا: "بحسب علمي، فإن الذين يوافقون على هذه الوظائف (في الجيش) يفعلون ذلك سراً.. قد يسبب هذا العار لهم.. ومعظم الذين يوافقون على هذه الفرص يفعلون ذلك بدافع الحاجة المادية، وليس لأنهم يعتقدون بالضرورة بأن الحرب مبررة."
من جهته، قال الرقيب ماريو بنديراس، 39 عاما، وهو من أصول لبنانية، خدم في العراق عام 2005 قبل أن ينضم إلى الوحدات المكلفة البحث عن مجندين جدد: "كنت أعتقد أن بوسعي التحدث إلى هؤلاء الأشخاص (المنحدرين من أصول عربية) وأقنع اثنين أو ثلاثة منهم يومياً بالانضمام إلى الجيش.. لكن هذا لم يحدث."
وأضاف بنديراس، وهو مهندس معماري سابق يتقن ست لغات، وقد منحه الجيش أسماً مستعاراً كونه عمل معه كمترجم: "عندما يراني الناس هنا مرتدياً الزي العسكري يقولون لي: هل أنت في الجيش الأمريكي؟ هل أنت في العراق تقتل أبناء جلدتك؟" وفقاً لأسوشيتد برس.

ولكن الجيش الأمريكي نجح خلال العامين الماضيين في اجتذاب العدد الذي كان يرغب به من المترجمين، فقد جنّد عام 2006 زهاء 277 منهم، بينما جنّد عام 2007 أكثر من 250 شخصاً.
ويقول بعض وجهاء الجالية العربية في الولايات المتحدة إن عمليات التجنيد بدأت تنجح في استقطاب الشبان بسبب الأوضاع الاقتصادية، إذ تؤمن الوظيفة العسكرية دخلاً ثابتاً في نهاية كل شهر.
ورغم أن العديد من المجندين العرب في صفوف الجيش الأمريكي رفض الحديث خوفاً من انكشاف هويته، إلا أن بعضهم، مثل سليم الأميري، شرح دوافعه بالقول: "لا يوجد خيار، بالكاد يمكن العثور على وظيفة اليوم، لقد أنهيت دراستي الثانوية وأرغب في دخول الجامعة وأنا بحاجة للمال."
ولكن بنديراس يشدد على أن التجنيد الصحيح يستدعي ألا يصار إلى التركيز على البدل المادي الذي سيحصل عليه المجند، بل شرح حقيقة المهمة التي سيقوم بتنفيذها كمترجم.

ويستدل الرقيب الأمريكي على صحة ما يذهب إليه بالقول: "كنت ضمن دورية في العراق عندما أخذت امرأة تهرول نحونا وهي تصرخ وتحمل طفلة في يدها، وقد وجه جميع الجنود بنادقهم نحوها لاعتقادهم بأنها تحمل قنبلة، لكنني عرفت أنها تواجه مشكلة، وطلبت منهم خفض أسلحتهم، وتمكنا من مساعدتها وإنقاذ حياتها وحياة طفلتها."

لكن بنديراس عاد وأقر بأن جهوده لإقناع أفراد الجالية العربية في الولايات المتحدة بأفكاره لم تؤتي ثمارها بعد قائلا: "في إحدى محطات البنزين اقترب مني مهاجر عربي، ونظر إلي بقرف، وسألني إذا ما كنت في الجيش، لكنني أجبته بأنني مع دائرة الهجرة، فرحب بي بشدة قائلا: كيف حالك يا ابن العم."
وأضاف: "لكن لو قلت له بأنني أنتمي إلى الجيش الأمريكي، فلا شك أن سلوكه نحوي كان سيتبدل تماماً، وسيعود للنظر إلي بقرف."
 
جنود عرب في الجيش الأمريكي يروون تجاربهم


يقدر عدد الأمريكيين العرب المنخرطين بالجيش بنحو ثلاثة آلاف وخمسمئة. بينهم من خدم مع القوات الأمريكية في العراق وبلدان أخرى.
وبعد أن برزت الحاجة إلى من يتحدث اللغة العربية زاد الطلب على الشباب من العرب والمسلمين للانضمام إلى الجيش. الزميلة ديمة حمدان التقت ثلاثة من العرب الذين خدموا في الجيش الامريكي ورووا لها تجاربهم.



محمد خالد: بين احتلالين



_43028369_kahled203.jpg


أمضى محمد خالد وهو لأب فلسطيني وأم أمريكية، طفولته في قرية حلحول في الضفة الغربية. عاش جزءا من طفولته تحت الاحتلال، ولكنه عندما قرر الانضمام للجيش الأمريكي لم يكن يتخيل أنه سيتحول في يوم ما إلى محتل.
ويقول عن نفسه أنه كان مشهورا بين الأطفال لمهارته في رمي الحجارة على الجنود الإسرائيليين. لكن في 2004 شاءت له الأقدار أن يرميه أطفال عراقيون بالحجارة,,


يــــروي تجربتــه قائلاً :

كنا في دبابة في مدينة الرطبة، وعندما مررنا من أمام مدرسة خرج الأطفال ورمونا بحجارة. وشعرت في تلك اللحظة وكأن أحدا مزق قلبي، أنني كنت في يوم طفلا كهؤلاء.
كان عمري ثلاثين عاما، وكنت أود أن أكمل دراستي الجامعية، وظننت أن الجيش سيمول تعليمي الجامعي وسيمنحني الفرصة للحصول على تخصص مهني. كنت أتخيل أنني سأعمل في قاعدة في اليابان أو ألمانيا."
ولكن بعد عام من التحاقي وقعت هجمات الحادي عشر من سبتمبر أيلول، وقررت الولايات المتحدة شن حرب على العراق. وأدركت عندئذ أنني ذاهب للعراق لا محالة لأنني أتحدث العربية. كنت أدعو الله وأصلي كل يوم كي لا يرسلوني إلى العراق.
في الأعوام الثلاثة التي أمضيتها في العراق اقتصر عملي على الترجمة بين العراقيين والأمريكيين. ولكني شهدت المعارك في محافظة الأنبار.
لا يمكن أن أصف المرة الأولى التي شاهدت فيها طفلا يموت، ولكن الأمر أصبح اعتياديا فيما بعد. أصبحنا نشاهد المظاهر وكأنها شريط فيديو. وكثيرا ما كنا نضطر إلى إطلاق النار على الكلاب لأنها كانت تنهش الجثث.
في عام 2006 تسرحت من الخدمة وعدت إلى الولايات المتحدة حاملا معي أشباح الحرب. بدأت تنتابني الكوابيس، وصرت أتجنب المشي بالقرب من السيارات في الشوارع لأنني كنت أخشى أن تنفجر. ولكنني لجأت إلى الصلاة والدعاء وبدأت أتحسن، ولا زلت على قيد الحياة.
منذ أن خدمت في العراق لم ا زر أهلي في حلحول لأني اخشى أن تكون نظرتهم إلي قد تغيرت. وأكثر ما يحزنني أن أحد أقربائي نعتني بكلمة (عميل). وغيّرت مكان إقامتي أربع مرات خوفا من أن يعثر علي الجيش فيأمر بإرسالي إلى العراق من جديد.


فدوى حمدان: زواج إجباري وتجنيد اضطراري

_43028469_fadwa-inuniform_203152.jpg


عندما قررت فدوى حمدان العمل كمترجمة للجيش الأمريكي لم يكن ذلك حبا بالجيش أو إيمانا بما يقوم به الأمريكيون في العراق أو أفغانستان، بل لأن الجيش كان السبيل الوحيد للحصول على رزق و تأمين حياة كريمة، بعد أن اضطرت للتخلي عن أبنائها ووصلت بها الأمور للنوم في شوارع نيويورك.
فدوى أردنية من أصل فلسطيني. أجبرها والدها على الزواج عندما كان عمرها ثمانية عشر عاما، وانتقلت للعيش مع زوجها في نيويورك..

تروي تجربتها :


حياتي الزوجية كانت كلها حزن وهموم. لم أكد أجرؤ على النقاش مع زوجي وإلا غضب، كنت أنفذ كل ما كان يأمرني به.
ولكن بعد أن أنجبت منه طفلي الخامس قرر أن يتخذ زوجة ثانية دون رضاي وانتقل إلى السعودية، وأمرني أن اختار: إما أن يبقى أطفالي معي واتخلى عن النفقة، أو أن اتخلى عنهم لينتقلوا للعيش معه.
لو بقي أطفالي معي لما تعلموا لأنني لم أكن أستطيع الإنفاق عليهم ، فاضطررت لإرسالهم إلى والدهم.
كان ذلك قبل حوالي ستة أعوام، وكان أصغر أبنائي عمره عام ونصف، ولم اره منذ ذلك الحين.
بعد الطلاق انتقلت للعيش مع أخي وزوجته في بروكلين و نيويورك، ولكنا تشاجرنا في إحدى الليالي وطردني من منزله. ولعدة أيام اضطرت للنوم في محطات المترو وعلى المقاعد في الحدائق العامة كالمشردين.
حاولت الحصول على العمل من خلال الجاليتين العربية والمسلمة في نيويورك، ولكن لم ألق احتراما أو معاملة منصفة. وفي إحد الأيام قرأت إعلانا مكتوبا باللغة العربية يعرض وظيفة على من يتحدثون العربية، فاتصلت بواضعي الإعلان وأدركت أن الجيش الأمريكي يبحث عن مترجمين.
لم يكن القرار سهلا بالنسبة لي، خاصة لأن المسؤولين طلبوا مني أن اخلع الحجاب بحجة أنه غير مناسب لأداء التمارين الرياضية. ولكني قررت في نهاية المطاف أن اسلك هذا الطريق. أديت صلاة الاستخارة ورأيت شيئا في المنام ينبئني باتخاذ هذا الطريق. والله يعرف أنني مسلمة مؤمنة ولأنني لم أكن لأخلع الحجاب لو لم أكن مضطرة.
وانتقلت للتمرين في قاعدة عسكرية في ولاية تكساس. ولم يكن من الصعب علي أن أتأقلم مع الحياة العسكرية لأن قواعد الانضباط و الصرامة في المعسكر شبيهة بالقواعد التي كانت سائدة في حياتي الزوجية. ومع الوقت بدأت استعيد ثقتي بنفسي وأصبحت محبوبة بين زملائي.
ولكن لم يكتب لس أن استمر في هذا الطريق، لأني فشلت في امتحان اللغة الإنجليزية ثلاث مرات، مما أضطرني إلى مغادرة المعسكر.
اخيرا حالفني الحظ في العثور على عمل، وتحلم بأن تكمل دراستها في مجال الطب الصيني. أبنائي لا يزالون مع اتصال بي، وأمل أن اتمكن من الالتقاء بهم في المستقبل القريب.
ما أندم عليه هو شبابي الذي ضاع، يا ليتني أعود لأكون في الثامنة عشر في العمر وأقول لوالدي إنني لا أريد الزواج.


جمال بداني: مشاعر وطنية أينما حللت

_43028529_jamal-baadani_203152jpg.jpg


جمال بداني يمني الأصل. عاش طفولته في القاهرة، وهاجر إلى الولايات المتحدة عندما كان عمره عشرة أعوام. لم يكن يتحدث الإنجليزية آنذاك، أما الآن فهي لغته الأم. وقد أصبح جمال رقيبا في البحرية الأمريكية وحاز على عدة جوائز لدوره في الخدمة العامة وتحسين صورة العرب في الجيش الأمريكي.
جمال كان دائما مهتما بالحياة العسكرية، ويذكر حرب عام 73 بين إسرائيل ومصر على أنها المثل الذي غرس فيه روح الوطنية وحب الجيش..

يروي تجربته :

عندما كنت في مصر كنت أشعر بالوطنية تجاه مصر وهذه المشاعر انتقلت معي عندما هاجرت إلى الولايات المتحدة، إذ أدركت أن هذه هي بلادي الآن.
ولم يكن والدي سعيدا بقراري الانضمام إلى الجيش، ليس لأنه يعارض خدمة الولايات المتحدة، ولكن لأنه كان يتمنى أن اصبح إما طبيبا أو مهندسا.
منذ انضمامي للبحرية عام 1981 خدمت مع القوات الأمريكية في بيروت، وكنت سفير نوايا حسنة في أستراليا، كما أني خدمت في اليمن كجزء مما تسميه الولايات المتحدة "الحرب على الإرهاب.
وكالعديد من العرب والمسلمين، فقد تعرضت لمعاملة عنصرية بعد هجمات 11 سبتمبر. ودفعني ذلك إلى تأسيس منظمة خاصة تدعى رابطة العرب الأمريكيين الوطنيين في الجيش، وتهدف لتمثيل العرب الأمريكيين الذين يخدمون بالجيش، وتحسين صورتهم.


اتذكر اليوم الذي اتصل فيه عمي وهو يبكي طالبا مني أن أرسل له صورتي بالزي العسكري لكي يثبت وطنيته لزملائه الأمريكيين. فلقد أداروا ظهورهم له عندما وقعت الهجمات وأصبحوا ينظرون إليه وكأنه إرهابي.
الجالية العربية تميّز أيضا ضد الجنود العرب. كثيرا ما يعتبروننا غير جديرين بالاحترام لأننا في الجيش الأمريكي. ولكن ما لا تدركه الجالية هو أننا جزء لا يتجزأ منها وأننا نعمل لخدمتها.
أشعر بالقلق والغضب لبعض ممارسات الجيش. فقضية التعذيب في سجن أبو غريب والتجاوزات الأخرى في العراق تضايقني كثيرا. ولكني أؤمن أن كل ما تقوم به الولايات المتحدة هو في نهاية المطاف لتحقيق الخير للبشرية.
خلال خدمتي في اليمن كان هدفي الأكبر مساعدة الأطفال. ففي صنعاء هناك ما لا يقل ثلاثين ألف طفل يعيشون في الشارع ويتسولون، وأردت أن اساعدهم لأنني كنت مثلهم طفلا فقيرا في مصر، وأفهم معاناتهم، وأدرك أن الولايات المتحدة هي التي منحتني الفرصة للتعلم وأن أكون حرا وأن أحقق أحلامي.
 
عودة
أعلى