طورت كتائب عز الدين الجناح العسكري لحركة حماس من أدائها العسكري وتمكنت من تطوير العبوات وعملت على هندستها من جديد لتكون أكثر فاعلية ، حيث كان يتطلب تفجير دبابة صهيونية بعبوة جانبية مثلا كمية كبيرة من المتفجرات قد تصل إلى (100) كغم عدا أنه من الصعب تصنيع العبوة إلا من قبل فنيين مختصين ، ولذا دأب القسّاميون على تطوير عبواتهم بحيث يتم استخدام أقل كمية ممكنة من المتفجرات لا تزيد عن (25) كغم ، وإعطاء فاعلية تفجيرية مثالية، فكان إنتاج مهندسو القسّام لعبوة الخرق ذات الحشوة الجوفاء، وتصميم العبوة بالشكل المخروطي لتكون أكثر فاعلية ، كما أن مكونات وطريقة تصنيع العبوة سهلة وميسرة ويمكن للمجاهد إتقان تصنيعها وتحضيرها وزرعها وتفجيرها بكل يسر .
تجريب عبوة الخرق وتفجير دبابة ميركافا صهيونية:
تمكن القسّاميون في غزة من تجهيز هذه العبوة وجعلها مفاجأة للعدو عندما لمّح العدو باجتياحه لغزة ، وظن أن دبابته الأسطورة " الميركافا " ستمكنه من السيطرة على غزة بسهولة، فكان القساميون لهم بالمرصاد وجاءت العملية التي أذهلت الخبراء الإسرائيليين حيث فجر القساميون دبابة ميركافا صهيونية يوم السبت الموافق 15/2/2003م بهذه العبوة مما أدى إلى تدمير الدبابة واشتعال النار فيها ومن ثم احتراق من بداخلها من الجنود الصهاينة وقد اعترف العدو بمقتل أربعة جنود داخل الدبابة.
فكرة هذه العبوة القمعية:
وتقوم فكرة هذه العبوة على أساس تركيز الموجة الانفجارية في نقطة واحدة ، مما يؤدي إلى تجمع الحرارة في نقطة محددة ( بؤرة ) وهذا بدوره يعمل على حرق هذه النقطة فتنطلق الموجة الانفجارية بشكل متعامد مع سطحها الذي انطلقت منه بشكل متتالي فتحرج على شكل عمود من النفث
هندسة العبوة لتصبح أكثر فعالية:
يستخدم القساميون العبوة المخروطة الشكل لتعطي المفعول المطلوب كما في الصورة الموضحة . وهذا ما يعطيها قدرة على الخرق بشكل أكبر في الأجسام الصلبة .
طريقة تفجير الدبابة بعبوة الخرق وتدميرها :
أضعف مناطق التدريع في الدبابة من الأسفل لذلك أفضل أسلوب لمهاجمتها يمكن أن يكون بواسطة زراعة الألغام أو الحشوات الجوفاء الموجهة للأعلى . بشرط التحكم في تفجيرها أو عن طريق شرك خداعي أو ريموت والحكمة أن يتم الانفجار في منتصف الدبابة أي في المنطقة المقابلة للبرج وذلك لضمان خرق الدبابة وقتل طاقمها وتدميرها ، لأن الانفجار سيؤدي إلى انفجار القذاف الموجودة داخلها أما المنطقة الأمامية ففيها المحرك ، مما يجعله يحمي طاقم الدبابة ، ويكون النتيجة هي تعطيل الدبابة وليس تدميرها وقتل طاقمها . .
أهمية هذه العبوة :
ويأتي استخدام العبوة من قبل كتائب القسام في الوقت الذي يحاول العدو فيه جاهدا على اجتياح غزة وهي تشكل رسالة واضحة إلى حكام صهيون أنهم إذا كانوا يريدون اجتياح غزة فإن عليهم أن يفكروا طويلا قبل أن تصبح غزة ناراً تشتعل تحت أقدام المحتلين هذا من جهة ، ومن جهة أخرى تؤكد على تفوق العقل القسامي في تصنيع أشكال مختلفة من العبوات التي أصبحت سلاحاً استراتيجياً في صد الغزاة .