أبرز السيناريوهات العسكرية المطروحة لضرب ايران
بعد مطالعة عميقة و متابعة دقيقة لمراكز الدراسات الأمريكية و الاعلام الغربي بالاضافة الى المنشورات الرسمية الأمريكية فيما يتعلّق بالمعضلة النووية الايرانية و الخيار العسكري توصّلنا الى ابرز السيناريوهات المطروحة و التي من الممكن ان يتم اللجوء الى احداها عند تنفيذ أي ضربة عسكرية لايران و هي على الشكل التالي:
أولا: سيناريو TIRANNT الخاص بالبنتاغون
TIRANNT هو الاسم الكودي الذي يرمز الى العملية المعروفة باسم " Theater Iran Near Term", و هي عبارة عن خطّة وضعها البنتاغون في ايار من العام 2003, حيث أعدّ جنرالات ورجال استخبارات متقاعدون هذه الخطّة تحسبا لامكانية مواجهة ايران.
فقد شرع الجيش الأميركي حينها في إجراء تحليل حول إمكانية الدخول في حرب شاملة مع إيران أطلق عليه TIRANNT، وتعني "المسرح الإيراني على المدى القصير"،و ترافق التحليل المذكور مع وضع سيناريو تجريبي لغزو تقوم به فيالق من "المارينز" لإيران، فضلا عن وضع نموذج يحاكي قوة إيران الصاروخية.
و تقوم هذه الخطّة بالاساس و التي كانت مجلّة "أتلانتك" اوّل من نشر معلومات دقيقة عنها في كانون اول من العام 2004
على ثلاث مراحل اساسية المرحلة هي:
1- الاولى تتمثل في ضرب معسكرات الحرس الثوري التي قالت الاستخبارات الاميركية انها تعرف مواقعهم, يليه اصدار بيان تبريري "لتدخّل الحرس الثوري في الشؤون العراقية".
2- المرحلة الثانية تتمثل في ضرب المفاعلات النووية عبر القصوف الجوي بطائرات "ستيلث" الشبح, و بصواريخ كرزو من البحر لتشمل 300 موقع، منها 125 موقعا لها صلة بالاسلحة النووية والكيماوية والجرثومية. على ان يتم ذلك بعد الاعلان عن انّ ايران تحدت الرأي العام العالمي فيما يتعلق ببرنامجها النووي, و لم تنفذ مطالب المجتمع الدولي.
3- المرحلة الثالثة تتمثل في ارسال قوات من الخليج والعراق واذربيجان وجورجيا و افغانستان لتحويل انظار الايرانيين وتطويقهم. ثم الزحف نحو ضواحي العاصمة طهران الذي قدر المسؤولون انه قد يستغرق نحو اسبوعين, على ان لا تتضمن الخطة دخول طهران.
وقد تم تجريب الخطة من خلال المناورات العسكرية المشتركة بين القوات الأميركية والبريطانية على ضفاف بحر قزوين آنذاك. وخلال تلك المناورات لعب بوش دور القائد الأعلى للقوات الذي سيأمر بشن ضربة ضد المنشآت النووية الإيرانية.و بما انّ هذه الخطّة تقوم اساسا على عملية غزو برّي, فانّه يتم تحديثها بشكل دوري لتتلاءم مع التطورات الحاصلة في المنطقة, و قد قام البنتاغون بآخر تحديث لها في العام 2006 مركّزا على جانب القصف الجوي و العمليات الهجومية غير البريّة.
يقول "وليام آركين" المتخصص في الشؤون العسكرية في تقرير له نشر في الواشنطن بوست في نيسان من العام 2006: " ومنذ العام 2003 و الخطة تخضع لمراجعة دورية وتعديلات أساسية في ضوء المعلومات الجديدة حول أداء القوات الأميركية بعد الحرب على العراق. وبينما عكف مخططو القوات الجوية على صياغة خطط لغارات جوية تنفذ ضد قوات الدفاع الجوي الإيرانية، قام المخططون في البحرية الأميركية بتقييم الدفاعات الساحلية لإيران ووضع السيناريوهات اللازمة للسيطرة على مضيق هرمز في الخليج العربي.
وقد تم وضع تقييمات دقيقة للسيناريوهات المختلفة التي تضمنتها الخطة العسكرية ضد إيران الرامية إلى تحديد الخيارات المحتملة للقوات الأميركية في حال شن حرب على إيران. وحسب مصادر عسكرية فقد عهد بهذه المهمة إلى الجنرال جون أبي زيد.
و من جانبها ركزت قوات مشاة البحرية الأميركية "المارينز" اهتمامها على تخصصها الأصيل المتمثل في "الاجتياح عن طريق البحر".
ففي أبريل 2003 نشرت قوات "المارينز" وثيقة سميت بـ"مفهوم العمليات" تشرح تفاصيل مناورة عسكرية ضد دولة وهمية، وتهدف أيضا إلى دراسة إمكانية نقل القوات من السفن والبوارج الحربية إلى السواحل لمواجهة عدو ما دون إقامة قواعد على السواحل.
ورغم أن المناورات لم تسمِّ الدولة العدو بالتحديد واقتصرت على نعتها بدولة دينية ثورية اسمها "كارونا" تمتلك أسلحة دمار شامل، فإن الدولة المقصودة بدون شك هي إيران. بالإضافة إلى ذلك تم وضع دراسة أخرى ترمي إلى تقييم القدرات الإيرانية في مجال الصواريخ انطلقت في 2004 وتعرف باسم BMD-I.
وفي هذه الدراسة قام مركز التحليل التابع للجيش الأميركي بتقييم أداء أنظمة الصواريخ الإيرانية و الأميركية وتحديد عدد الصواريخ التي يمكن لإيران أن تطلقها في حالة المواجهة العسكرية
التعديل الأخير بواسطة المشرف: