اشهر جاسوسة نسائية في التاريخ

IF-15C

عضو مميز
إنضم
3 سبتمبر 2007
المشاركات
2,746
التفاعل
81 0 0
"إيما" جاسوسة أمريكية، كندية المولد، عملت بنجاح خلف خطوط الحلفاء، أثناء الحرب الأهلية الأمريكية، وربما كانت هي الجاسوسة الوحيدة في التاريخ التي كانت تعمل، في هذه الفترة، التي كانوا يعتبرون فيها المرأة مجرّد مربية وزوجة، وخادمة منزلية فحسب...

ولقد جاءت "إيما" إلى الولايات المتحدة من "نيو برانز ويك" في "كندا"، عام 1856م، وعندما بدأت الحرب الأهلية حملت اسم "فرانك تومبسون"، وتطوعت للعمل كممرض ذكر في الجيش الاتحادي، لفترة ليست بالقصيرة، دون أن ينكشف أمرها، على الرغم من إقامتها التامة، وسط جنود الجيش، طوال تلك الفترة..

ولقد حضرت "إيما" المعركة الأولى، بين قوات الحلفاء والولايات المتحدة، وهي معركة (Bull Run) "جري الثيران"، وأول معركة عنيفة قامت بينهما، وبعد أن قضت عامين في خدمة التمريض، دون أن ينكشف أمرها، ذهبت "إيما" إلى المسئولين بإرادتها، وكشفت لهم أمرها، فأصابهم ذهول شديد، تضاعف عندما روت قصتها، ثم قفز إلى الذروة، عندما أعلنت هدفها الحقيقي، من وراء هذا..

فمع براعتها المذهلة، في فن التنكر والتقمّص، عرضت عليهم "إيما" أن تتطوّع للعمل كجاسوسة، خلف خطوط الحلفاء...
وعلى الرغم من غرابة الفكرة، أو ربما لغرابتها نفسها، وافق المسئولون على مطلبها، وأصبحت "إيما" بالفعل جاسوسة فريدة من نوعها، في ذلك الزمن...

ولقد أثبتت "إيما" أنها تستحق ما حصلت عليه بالفعل، بل ولن نبالغ، لو قلنا: إنها قد أبهرت المسئولين إبهاراً، وخاصة عندما صبغت جلدها، وتنكرت كشاب أسود، وارتدت باروكة شعر؛ للعبور إلى الخطوط الأمامية، بالقرب من "يورك تاون" في "فا"...
وكانت مهمة يخشاها أشجع الرجال..
ولكن "إيما" أدتها بجرأة ومهارة مذهلين..

فعلى الرغم من تظاهرها بأنها رجل أسود حر، إلا أن المشرف حين رآها كلفها العمل في حصون الحلفاء، وبعد يوم واحد، من العمل الشاق، استطاعت أن ترسم "اسكتش" دقيقاً للحصون، وتحصي المعدات الموجودة بها...

في اليوم التالي كانت تحمل الماء للعمال والطعام للقوات، وعلى الرغم من كونها تحت المراقبة، عندما عملت كـ"خفير درك"، إلا أنها أفلتت من كل ما حولها، واستطاعت في ليلة ممطرة أن تتراجع للخطوط الأمريكية، حاملة معها بندقية من بندقيات الحلفاء كتذكار...
وكان هذا أحد أهم ما تحرص عليه، في كل مهمة...
التذكارات..
ولقد كاد هذا يكتب نهايتها يوماً..
وبمنتهى العنف.

ويعتبر المؤرخون أن الجاسوسة الأمريكية، كندية المولد (إيما س. إدموندز)، واحدة ممن كتبن، بجرأتهن وشجاعتهن ونجاحهن، الوثيقة الأولى لعمل النساء (رسمياً)، في عالم الجاسوسية...

ولقد أثبتت هذا بجدارة، في مهمتها الأولى..

فعلى الرغم من قصر المدة، التي قضتها (إيما)، وراء خـــطــوط الحلفاء -ثلاثة أيام- إلا أنها عادت بمعلومات عسكرية مهمة، كان لها الفضل الأوّل، في معظم ما أعقبها من انتصارات..

وكانت هذه مجرد بداية...
فخلال الأشهر التالية، استطاعت (إيما) بنجاح أن تنجز إحدى عشر مهمة أخرى، خلف خطوط الحلفاء، دون أن يتم كشفها..

وكان لبراعتها المدهشة، في التنكر والتقمص، الفضل الأوّل، في كل ما حققته من نجاحات، في عالم الجاسوسية المدهش..

ففي إحدى المرات ذهبت على هيئة بائعة جائلة أيرلندية، ولم تكتفِ بالحصول على أسرار ومعلومات الخصم فحسب، وإنما حقّقت ربحاً مادياً وفيراً أيضاً..

وفي تلك المرة، وبعد أن أنجزت مهمتها، سعت (إيما) للحصول على تذكار كعادتها، كما لو أنها في رحلة سياحية طريفة، وليست في مهمة، تحمل الموت في طياتها؛ لو انكشف أمرها...

ولأنها تعشق المخاطرة والمغامرة، قرّرت (إيما) أن يكون تذكارها، في تلك المرة، هو أزرار الزي العسكري لقائد المعسكر..

وفي سبيل هذا، تسللت (إيما) في ظلام الليل، إلى حجرة القائد، ونزعت الأزرار بالفعل، وقبل أن تغادر، فوجئت بالقائد أمامها، يسألها في غضب هادر، عن سر تواجدها في حجرته، في تلك الساعة المتأخرة من الليل..

والمدهش أن (إيما) لم ترتبك أو تتوتر، بل حافظت على تماسكها واتزانها، واصطنعت البكاء في حرارة، وهي تدعي غرامها بالقائد، وتسللها إلى حجرته لرؤيته، بعد أن غلبها الشوق إليه..

وانبهر القائد بعواطفها الجياشة، وطيب خاطرها، وأخبرها في حماس أنه رهن إشارتها، ثم أوصلها بنفسه إلى باب حجرته، التي غادرتها حاملة أزراره الذهبية، التي لم يكشف ضياعها، مع خدعة (إيما)، إلا في اليوم التالي، وعندما أصبحت هي على الجانب الآخر بالفعل..

ويقول مؤرخو عالم الجاسوسية: إن (إيما) كانت لها شجاعة عشرة رجال، وبراعة مائة خبير، وإقدام جيش كامل، وعلى الرغم من هذا، فقد كانت في تعاملاتها العادية بسيطة هادئة، تبتسم دوماً في وداعة، وتتحدّث برقة، حتى ليخيّل لك أنها مجرّد ربة منزل بسيطة، لا تميل إلى مغادرة بيتها إلا لمامًا...

وربما لهذا يعود نجاحها المدهش، في كل عملية قامت بها، إذ كان وجهها يبعث على الثقة والارتياح، سواء تنكّرت في هيئة امرأة أو رجل، مما يستحيل معه أن تشك في أمرها لحظة واحدة..

ففي ذات مرة، تنكرت (إيما) في شكل كاتب حسابات للبضائع المجففة، وزارت عدداً من معسكرات الأعداء، وتجوّلت بينهم في حرية، وشاركتهم الطعام والشراب، بل وعقدت العديد من الصداقات معهم، حتى إن أحدهم وصفها بأنها الشخص الوحيد، الذي يمكنه أن يفتح له قلبه، ويمنحه ثقته بلا حدود...

وحتى عندما فارقتهم (إيما)، حاملة أدق أسرارهم، لم يراودهم الشك في أمرها قط، وإنما تصوّروا أن صديقهم يتبع عمله، أينما دعته الحاجة..

ولم تكن هذه أكثر عمليات (إيما) جرأة في الواقع؛ فقد كانت هناك عملية أخرى..

عملية بلغت فيها جرأتها ذروتها..

وفي تاريخ "إيما" يتوقف المؤرخون كثيراً، عند عمليتها الأخيرة، التي بلغت فيها جرأتها ذروتها، وكأنها تختار خير ختام، لتاريخها الحافل الطويل..

ففي تلك العملية، علمت "إيما" بوفاة جندي شاب في معسكر الأعداء، فما كان منها إلا أن تنكّرت في هيئة شاب، وذهبت إلى معسكر الأعداء، باعتبارها الصديق الوفي الحزين لمصرع صديقه الوحيد.

وبعد أن تلقت "إيما" العزاء، فيمن يفترض أنه صديقها، أبدت غضبها مع حزنها، وعرضت الانخراط في صفوف الجيش؛ للانتقام ممن قتلوه..

وبطبيعة الحال، جرف الحماس الجميع، وتم قبول طلبها، وأصبحت "إيما" جندياً، في صفوف الأعداء.

وهل يمكنك أن تتخيل كم المعلومات، الذي يمكن أن تحصل عليه من قلب العدو مباشرة؟؟!!..

الأكثر جرأة، أن "إيما" كانت تتسلل إلى صفوفها الأصلية مرة كل أسبوع على الأقل لتنقل كل ما لديها من أسرار ومعلومات وهي في هيئة امرأة، ثم تعود مرة أخرى إلى الأعداء في هيئة جندي مخلص.

ولم تفصح "إيما" أبداً عن الوسائل التي تتبعها في الخروج والدخول بكل هذه البساطة في زمن الحرب، حتى إن بعض المؤرخين شكوا في كونها جاسوسة مزدوجة تعمل لحساب الجانبين في وقت واحد!!.

ولكن هذا الاعتقاد ينتفي تماماً، مع الوسيلة، التي ماتت بها "إيما"... فطوال الوقت، كان يتوقع الجميع أن تلقى "إيما" مصرعها في ساحة القتال، أو أن يتم الإيقاع بها وإعدامها إلا أنه حتى في هذا، فاجأت "إيما" الجميع.

فأثناء انتحالها شخصية الجندي، وربما لتنقلاتها المتواصلة، أصيبت "إيما" بحمى الملاريا، التي اشتدت عليها بسبب رفضها العلاج، خشية كشف حقيقة جنسها، ثم لم تلبث أن قامت برحلتها الأخيرة بين الجانبين متحاملة على نفسها لتموت في هدوء شاحبة نحيلة على فراش المرض.

وطوال حياتها، لم تعرف لـ"إيما" علاقة عاطفية واحدة، ولم تمنحها حياتها غير المستقرة فرصة للزواج أبداً.

ولكنها كانت -وما زالت- تحمل صفة تضمن لها مكانة مهمة في التاريخ.
 
نساء في قطار الجاسوسية

لعل اخوات القمر والرقم 355 هن اول النساء اللائي تم تجنيدهن للعمل كجاسوسات في تاريخ مهنة التجسس ان قصة الشقيقتين جيني ولوتي مون واحدة من قصص الجاسوسية المثيرة والمليئة بالاثارة في حقبة كان ينظر فيها للنساء وكأنهن جزء من ديكورات المنازل شقيقتان كسرتا القيود الاجتماعية ووظفتا قدراتهما واستثمرتا دهاء المرأة في اختراق صفوف الاعداء خلال تلك الحرب ومع ذلك لم ينكشف امرهما.

ولدت الشقيقتان جيني ولوتي لطبيب في فيرجينا، الا ان العائلة انتقلت الى اكسفورد بولاية اوهايو والبنتان صغيرتان في السن تعرفت لوتي على شاب وسيم وثري من ولاية انديانا يدعى امبروز بيرنسايد وتقول شائعة انها هربت معه كي يتزوجا، الا انها عدلت رأيها قبل عقد القران بلحظات ومن الطريف انهما سيلتقيان مستقبلاً ويشاع ايضاً ان الشقيقتين كانتا متقلبتي المزاج ولهن باع طويل في التنقل بين الاصدقاء والمعجبين واقترنت لوتي في نهاية المطاف بجار العائلة جيم كلارك الذي اصبح القاضي كلارك بعد فترة وجيزة من الزواج.

ارسلت العائلة الشقيقة جيني لتعيش مع عائلة كلارك بعد ان رفضت مواصلة دراستها بكلية اكسفورد للنساء في الستينيات من القرن الثامن عشر وكانت عائلة كلارك تقف الى صف قوات الجنوب وكذلك كانت الشقيقتان وكان القاضي كلارك عنصراً نشطاً في جمعية فرسان الدائرة الذهبية السرية التي اسستها القوات المتحالفة ولم يكن مستغرباً ان يزور حملة الرسائل السريون منزل العائلة وهم يحملون رسائل سرية وذات يوم طرق الباب واحد من هؤلاء وهو يحمل رسائل تتضمن معلومات شديدة السرية كان يجب ان تصل الى الجنرال ادموند كيربي سميث احد كبار قادة القوات المتحالفة في كنتكي.

تطوعت الزوجة لوتي بنقل الرسالة وهكذا دخلت عالم الجاسوسية تخفت لوتي في هيئة امرأة عجوز واتجهت نحو ليكسينجتون في كنتكي مستخدمة قارباً صغيراً ومن حسن الطالع التقت الكولونيل توماس سكوت، احد قادة قوات الجنوب وسلمته الوثائق السرية كي يحملها الى الجنرال كيربي سميث وركبت لوتي القطار عائدة الى منزل العائلة بعد ان استغلت مهارتها في التمثيل في اقناع ضابط كبير من القوات المعادية لمساعدتها وبعد النجاح الذي حققته في مجال التجسس تلقت امراً بتسليم مؤيدي القوات الاتحادية في كندا رسالة سرية قامت لوتي بتزوير مستندات تؤكد انها من رعايا بريطانيا وسافرت الى واشنطن حيث التقت كبار المسئولين في ادارة القوات المعادية واقنعتهم بضرورة منحها تصريحاً بزيارة فرجينيا لتلقي العلاج قامت لوتي بتسليم الرسالة السرية وعادت الى اوهايو.

وفي هذه الاثناء كانت الشقيقة جيني في مدينة ممفيس مع امها، التي انتقلت الى ولاية تينيسي بعد رحيل دكتور مور عن الحياة وكانتا تقومان برعاية الجرحى في الوقت الذي اقتربت فيه قوات اليانكي من المدينة دأبت جيني في التنقل من المدينة الى مقر القوات الاتحادية لنقل المعلومات السرية وحمل الامدادات الطبية وكانت تشق صفوف الاعداء وبينما كانت في مدينة جاكسون ميسيسيبي علمت جيني ان هناك معلومات مهمة يتوجب نقلها الى جمعية فرسان الدائرة الذهبية في مدينة اوهايو.

اصرت جيني على نقل المعلومات، واصرت امها على مرافقتها وكانت القوات العدوة قد بدأت تشك في وجود جاسوسات مضت جيني وامها واوصلتا المعلومات دون ان يتعرضا لأي اذى، ودون ان يتم اكتشاف امرهما وعند مغادرتهما اوهايو، وبينما هما داخل غرفتهما بالمركب دخل عليهما ضابط من قوات اليانكي وطلب تفتيش الغرفة وفجأة اخرجت جيمي المسدس الذي كانت تحمله ووجهته نحو الضابط وهي تصرخ «انا صديقة الجنرال بيرنسايد» وغادر الضابط الغرفة، وبعدها ابتلعت جيمي اهم المعلومات التي حملتها.

وبعد ان كفت طبول الحرب عادت لوتي الى مدينتها واشتغلت بالصحافة، بينما تنقلت جيني المسكونة بحب التجوال والتنقل وحطت بهوليوود وقامت بأداء دورين سينمائيين في فيلمي «الراقصة الاسبانية» و«روبن هود» اللذين تم عرضهما في العشرينيات ومن هناك اتجهت نحو نيويورك وسكنت قرية جرينتش حتى وافتها المنية عن عمر ناهز الثمانين.

الرقم 355، ليس رقماً عادياً بل اسماً حركياً لواحدة من اكثر الجاسوسات جرأة والتي لم يتم الكشف عن هويتها حتى اللحظة يغوص الاسم الحركي الرمز في تاريخ الجاسوسية، ولا احد تمكن من التعرف على الشخصية التي تخفت وراء الرمز تقول عن نفسها «لا اسم لي، المهام التي قمت بها تمنع الافصاح عن هويتي هذا اسلوب حياة العديد من الجواسيس اظنك تخمن بأنني من اوائل النساء اللاتي اشتغلن بالتجسس، انا واحدة ممن اشتغلن كضابط عمليات ولكن في الخفاء.. انا احدى بنات الحرب الاهلية الاميركية اللائي لا تزال اسماؤهن طي الكتمان» ماذا بعد هذا سوى الاندهاش! كانت 355 عضواً فاعلاً في الشبكة التجسسية بمدينة نيويورك سيتي، شكل الميجور بنجامين تالمادج الشبكة لمد الجنرال واشنطن بالمعلومات العسكرية حول القوات البريطانية التي احتلت بقيادة الجنرال هنري كلينتون نيويورك سيتي.

لقد كنت عضواً في الشبكة خلال الحرب الاهلية نظم الشبكة وادارها الجنرال واشنطن بمساعدة من الاستخبارات العسكرية البريطانية كنا رائعين، ننفذ المهام باتقان تزوجت من الضابط روبرت، وعندما اكتشف انني حامل منه طلب مني ترك العمل كنت اشعر بأنني أقوم بمهام كبيرة ومهمة لم اتوقف. اعتقلني البريطانيون العام 1780 تم حبسي في سفينة كانت تستخدم كسجن اسمها جيرسي، فاضت روحي بعد ولادتي لطفلي روبرت تاوسيند. لم اشاهد روبرت منذ تلك اللحظة الا انني اعلم تماماً انني ساعدت بلدي. عندما تعمل جاسوساً يجب الا تتوقع اي شهرة، قليلون هم الذين يعرفون ما تفعل ليشكروك. عليك تحقيق الهدف ثم الذوبان في ذاكرة من يعرفونك.

ويضيف الرقم 355 «انا سعيدة بما فعلت وفخورة به اسمي وهويتي قد لا يعنيان شيئاً الا ان افعالي تعني الكثير، انا امرأة جاسوسة، ولكنني استطيع ان اقول بأنني انقذت من احب ليس لاسمي او هويتي أي معنى، انا الرقم 355».

بقلم :د. سمير محمود قديح
 
المراة كانت ولا زالت ذات دور فعال في المخابرات والجاسوسية وايما هذه خلدت ذكراها بفلم يروي قصتها
 
المرأة والجنس مزيج لاغنى للمخابرات والجاسوسية عنه
 
عساها تعود الحرب الاهليه الامريكيه


واستخدام الجنس اللطيف بالجاسوسيه لا اعتقد يستغنى عنها
 
مشكور يا اخى على موضوع ايما وان كان منقول من العدد رقم 2 من سلسة الاعداد الخاصة لروايات حرب الجواسيس للدكتور نبيل فاروق.
 
عودة
أعلى