أرانب «لوكلير» وسلاحف «ميركافا»
دبابة “لوكلير” الفرنسية (ارشيف)تصلح الدبابات الفرنسية للاستعراض العسكري مقارنة بالدبابات الاسرائيلية، وأبرز نقاط الضعف في «لوكلير» غياب نظام تصفيح قادر على صد إصابة مباشرة بصاروخ مضاد للدروع
أو حتى بقذيفة «آر بي جي»
علي شهاب
تُعرّف هيئة الصناعات العسكرية الفرنسية (جيات) دبابة «لوكلير» بأنها «نظام السيطرة البرية» في القرن الـ21، لكن مراجعة شاملة لمواصفات وقدرات الآلية الفرنسية، التي دخلت الخدمة عام 1992، مقارنة بـ«ميركافا» الاسرائيلية من الجيلين الثالث والرابع (اللتين استُخدمتا في جنوب لبنان خلال العدوان الأخير)، تجعل منها كتلة متحركة من الحديد الضعيف التصفيح، وغير القادر أصلاً على مواجهة صاروخ «آر بي جي»، القاذف البدائي، مقارنة بالصواريخ المضادة للدروع، الإيرانية الصنع، التي أوقفت التقدم الاسرائيلي في البر اللبناني.
في المقابل، تمتاز الدبابة الفرنسية بالقدرة على المناورة في المناطق المفتوحة (السهول) بسبب سرعتها العالية نسبياً، غير أن هذه السرعة والمناورة تستمدان قوتهما من ضعف التصفيح، وينتج منها انخفاض في عديد القوات المواكبة للدبابة، بعكس نظيرتها الاسرائيلية، البطيئة الحركة، والشديدة التصفيح، والمواكَبة بحشد على صعيد عدد المشاة قربها.
دبابة الـ “ميركافا 4” (أرشيف)
وفيما تمتاز «ميركافا» ببرجها الذي يعتمد على الحساسية الالكترونية (نظام استشعار إلكتروني صنعته شركة «إلبيت») عند مصادفة أي هدف (يتحرك مدفع البرج تلقائياً صوب الهدف)، تعتمد «لوكلير» على العمل اليدوي، إذ يدير برج الدبابة الطاقم بداخلها. واذا ما أخذنا في الاعتبار عدم وجود نظام الاستشعار الالكتروني داخل «لوكلير»، فإن كل هذه العناصر تجعل من الدبابة الفرنسية هدفاً سهلاً، وأقل قدرة على حماية طاقم التشغيل.
دبابة استعراضية
زوّدت شركة «جيات» دبابة «لوكلير» بتسع سكك لإطلاق قنابل عند طرفي البرج، بالاضافة الى نظام «غاليكس» الذي يطلق الدخان لتوفير غطاء يمنع الرؤية عند الانسحاب.
وفي ما عدا ذلك، فإن «لوكلير» خالية من أي نظام للدفاع أو الحماية. وتعمد «جيات» الى التركيز على الأداء التكتيكي (الذي لا يجدي نفعاً في حرب العصابات، أو الأماكن الجبلية) للتغطية على الفشل في جانب الدفاع الذاتي.
الخريطة الالكترونية داخل حجرة القيادة في دبابة «لوكلير» الفرنسية (ارشيف)
وقد جذبت قدرة الدبابة على العمل في مناطق مفتوحة (سهول وصحارٍ) دول الخليج ودفعتهم إلى شراء الدبابة، حتى إن «جيات» خصصت الامارات بطراز مطور من هذه الدبابة ليلائم الظروف المناخية الحارة.
وتشكل النقطة الفاصلة بين البرج وهيكل الدبابة أيضاً عنصراً مهماً من عناصر الحماية. ويشار في هذا المجال الى ارتفاع البرج في «لوكلير» بمعدل الضعفين تقريباً عما هي عليه الحال في «ميركافا»، حيث يلتصق البرج بالبدن مباشرة، ما من شأنه تقليل مخاطر الإصابة الصاروخية المباشرة من الأمام، بعكس الدبابة الفرنسية التي تعاني ثغرة واضحة في هذا المجال.
وليست القاذفات الصاروخية (آر بي جي، ميتيس، كورنيت...) هي وحدها القادرة على تدمير دبابة «لوكلير» تدميراً كاملاً، وإنما النسفيات (العبوات) هي الأخرى تشكل عائقاً خطيراً لحركة الدبابة الفرنسية. إن هيكل «لوكلير» قد صُمم لتوفير حركة مناورة سريعة عند الحاجة، ويحتاج ذلك الى التخفيف قدر الامكان من المواد الصلبة في الهيكل للتقليل من الوزن (لوكلير أخف وزناً بـ10 أطنان تقريباً من ميركافا)، وتنجم من ذلك ثغرات كبيرة في الهيكل السفلي.
ومعروف أن رجال المقاومة الاسلامية استخدموا، خلال الحرب الأخيرة، عبوات تراوح وزنها بين 150 و500 كيلوغراماً لإعاقة تقدم الدبابات الاسرائيلية. ويروي المقاومون أن الاسرائيليين، عندما تقدموا مرات عديدة في عيتا الشعب ومارون الراس لسحب دباباتهم، لم يجدوا سوى قطع صغيرة متناثرة بفعل العبوات.
أنظمة التسلح
جُهّزت «لوكلير» بمدفع رئيسي من عيار 120 ميليمتر، ومدفع رشاش من عيار 12.7 ميليمتر، وآخر من عيار 7.62 مخصص للطائرات والمروحيات التي تحلق على علو منخفض.
في المقابل، زُوّدت «ميركافا»، إضافة الى مدفع من عيار 120 ميليمتر، بثلاثة مدافع رشاشة من عيار 12.7 ميليمتر، ومدفع هاون عيار 60 ميليمتر المخصص للأفراد (سلاح محرّم استخدامه دولياً بسبب قدرته على إحداث خسائر كبيرة في العنصر البشري).
ويبرز الفارق الكبير في القوة النارية بين الدبابتين في شكل مخازن الذخيرة وسعتها ومكانها، إذ تحوي «لوكلير» على قذائف وطلقات مدفعية تكفي لخوض 22 جولة، أي أقل من نصف قدرة تخزين «ميركافا» التي تحمل 50 جولة من الذخيرة مخزّنة بطريقة لا تؤثر على حياة أفراد الطاقم في حال إصابة حجرات التخزين، وهذه الخاصية غير موجودة في الدبابة الفرنسية الأقل قدرة على توفير قوة نارية كافية قياساً الى منافستها الاسرائيلية، في حالات الهجوم والانسحاب.
يشار الى ان دبابة «لوكلير» مجهّزة بنظام يدعى «فايندرز» الإلكتروني يمسح منطقة العمليات المحيطة ويوفر صورة وافية للأهداف والقوات المعادية من خلال خريطة إلكترونية ملونة.
ومع استعراض مميزات الدباباتين، تبدو «لوكلير» الفرنسية أقرب ما يكون الى أرنب حديدي ضعيف الجسم مقارنة بـ«ميركافا» بطيئة الحركة، ولكن شديدة التحصين بفعل هيكل صلب كبيت السلحفاة.
أو حتى بقذيفة «آر بي جي»
علي شهاب
تُعرّف هيئة الصناعات العسكرية الفرنسية (جيات) دبابة «لوكلير» بأنها «نظام السيطرة البرية» في القرن الـ21، لكن مراجعة شاملة لمواصفات وقدرات الآلية الفرنسية، التي دخلت الخدمة عام 1992، مقارنة بـ«ميركافا» الاسرائيلية من الجيلين الثالث والرابع (اللتين استُخدمتا في جنوب لبنان خلال العدوان الأخير)، تجعل منها كتلة متحركة من الحديد الضعيف التصفيح، وغير القادر أصلاً على مواجهة صاروخ «آر بي جي»، القاذف البدائي، مقارنة بالصواريخ المضادة للدروع، الإيرانية الصنع، التي أوقفت التقدم الاسرائيلي في البر اللبناني.
في المقابل، تمتاز الدبابة الفرنسية بالقدرة على المناورة في المناطق المفتوحة (السهول) بسبب سرعتها العالية نسبياً، غير أن هذه السرعة والمناورة تستمدان قوتهما من ضعف التصفيح، وينتج منها انخفاض في عديد القوات المواكبة للدبابة، بعكس نظيرتها الاسرائيلية، البطيئة الحركة، والشديدة التصفيح، والمواكَبة بحشد على صعيد عدد المشاة قربها.
وفيما تمتاز «ميركافا» ببرجها الذي يعتمد على الحساسية الالكترونية (نظام استشعار إلكتروني صنعته شركة «إلبيت») عند مصادفة أي هدف (يتحرك مدفع البرج تلقائياً صوب الهدف)، تعتمد «لوكلير» على العمل اليدوي، إذ يدير برج الدبابة الطاقم بداخلها. واذا ما أخذنا في الاعتبار عدم وجود نظام الاستشعار الالكتروني داخل «لوكلير»، فإن كل هذه العناصر تجعل من الدبابة الفرنسية هدفاً سهلاً، وأقل قدرة على حماية طاقم التشغيل.
دبابة استعراضية
زوّدت شركة «جيات» دبابة «لوكلير» بتسع سكك لإطلاق قنابل عند طرفي البرج، بالاضافة الى نظام «غاليكس» الذي يطلق الدخان لتوفير غطاء يمنع الرؤية عند الانسحاب.
وفي ما عدا ذلك، فإن «لوكلير» خالية من أي نظام للدفاع أو الحماية. وتعمد «جيات» الى التركيز على الأداء التكتيكي (الذي لا يجدي نفعاً في حرب العصابات، أو الأماكن الجبلية) للتغطية على الفشل في جانب الدفاع الذاتي.
وقد جذبت قدرة الدبابة على العمل في مناطق مفتوحة (سهول وصحارٍ) دول الخليج ودفعتهم إلى شراء الدبابة، حتى إن «جيات» خصصت الامارات بطراز مطور من هذه الدبابة ليلائم الظروف المناخية الحارة.
وتشكل النقطة الفاصلة بين البرج وهيكل الدبابة أيضاً عنصراً مهماً من عناصر الحماية. ويشار في هذا المجال الى ارتفاع البرج في «لوكلير» بمعدل الضعفين تقريباً عما هي عليه الحال في «ميركافا»، حيث يلتصق البرج بالبدن مباشرة، ما من شأنه تقليل مخاطر الإصابة الصاروخية المباشرة من الأمام، بعكس الدبابة الفرنسية التي تعاني ثغرة واضحة في هذا المجال.
وليست القاذفات الصاروخية (آر بي جي، ميتيس، كورنيت...) هي وحدها القادرة على تدمير دبابة «لوكلير» تدميراً كاملاً، وإنما النسفيات (العبوات) هي الأخرى تشكل عائقاً خطيراً لحركة الدبابة الفرنسية. إن هيكل «لوكلير» قد صُمم لتوفير حركة مناورة سريعة عند الحاجة، ويحتاج ذلك الى التخفيف قدر الامكان من المواد الصلبة في الهيكل للتقليل من الوزن (لوكلير أخف وزناً بـ10 أطنان تقريباً من ميركافا)، وتنجم من ذلك ثغرات كبيرة في الهيكل السفلي.
ومعروف أن رجال المقاومة الاسلامية استخدموا، خلال الحرب الأخيرة، عبوات تراوح وزنها بين 150 و500 كيلوغراماً لإعاقة تقدم الدبابات الاسرائيلية. ويروي المقاومون أن الاسرائيليين، عندما تقدموا مرات عديدة في عيتا الشعب ومارون الراس لسحب دباباتهم، لم يجدوا سوى قطع صغيرة متناثرة بفعل العبوات.
أنظمة التسلح
جُهّزت «لوكلير» بمدفع رئيسي من عيار 120 ميليمتر، ومدفع رشاش من عيار 12.7 ميليمتر، وآخر من عيار 7.62 مخصص للطائرات والمروحيات التي تحلق على علو منخفض.
في المقابل، زُوّدت «ميركافا»، إضافة الى مدفع من عيار 120 ميليمتر، بثلاثة مدافع رشاشة من عيار 12.7 ميليمتر، ومدفع هاون عيار 60 ميليمتر المخصص للأفراد (سلاح محرّم استخدامه دولياً بسبب قدرته على إحداث خسائر كبيرة في العنصر البشري).
ويبرز الفارق الكبير في القوة النارية بين الدبابتين في شكل مخازن الذخيرة وسعتها ومكانها، إذ تحوي «لوكلير» على قذائف وطلقات مدفعية تكفي لخوض 22 جولة، أي أقل من نصف قدرة تخزين «ميركافا» التي تحمل 50 جولة من الذخيرة مخزّنة بطريقة لا تؤثر على حياة أفراد الطاقم في حال إصابة حجرات التخزين، وهذه الخاصية غير موجودة في الدبابة الفرنسية الأقل قدرة على توفير قوة نارية كافية قياساً الى منافستها الاسرائيلية، في حالات الهجوم والانسحاب.
يشار الى ان دبابة «لوكلير» مجهّزة بنظام يدعى «فايندرز» الإلكتروني يمسح منطقة العمليات المحيطة ويوفر صورة وافية للأهداف والقوات المعادية من خلال خريطة إلكترونية ملونة.
ومع استعراض مميزات الدباباتين، تبدو «لوكلير» الفرنسية أقرب ما يكون الى أرنب حديدي ضعيف الجسم مقارنة بـ«ميركافا» بطيئة الحركة، ولكن شديدة التحصين بفعل هيكل صلب كبيت السلحفاة.