يطلق عليها الفلسطينيون "عيون القتلة".. بينما تجوب سماء اليمن باحثة عن "المطلوبين".. وينتظر أن تلعب دوراً مركزياً في ضرب الأهداف العسكرية والمدنية، إذا شنت الولايات المتحدة عدواناً عسكرياً على العراق.. هي "طائرات" بدون "طيار" وتعتبر نقلة نوعية في عالم التسليح والطيران!
يقول "لانمان" المشرف على برنامج تطوير الطائرات بدون طيار في مختبر أبحاث سلاح الجو في "أوهايو" بالولايات المتحدة: إن هذه الطائرات "ستغير أسلوب القتال في المستقبل"؛ ما دعا العديد من الدول لامتلاك وصناعة هذه الطائرات بأنواع متعددة مثل ألمانيا وإسرائيل وجنوب أفريقيا وإيران.
وتعد الطائرات غير المأهولة الاستطلاعية والمقاتلة أحدث مرحلة وصلت إليها تطوير طائرات الاستطلاع والتجسس التي قامت فكرتها الأساسية على علاج قصور الرادارات في اكتشاف الأهداف التي تُحلِّق على ارتفاع منخفض، فكان الحل حمل الرادارات على سطح طائرة أو منطاد لاكتشاف الأهداف المنخفضة التي لا تتمكن من سرعة تحديدها بسبب كروية الأرض؛ ما يؤثر على سرعة إيصال المعلومات إلى مراكز تجميعها لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
إلا أن المشكلة كانت في حالة رصد "طائرات الاستطلاع" من قبل الدول المعادية، وهو ما يؤدي إلى مخاطر كبيرة تهدد حياة طاقمها من طيارين وفنيين، وكان الحل هو تنفيذ طائرات غير مأهولة يتم التحكم فيها عن بعد من خلال مراكز متابعة أرضية وتقوم بنفس مهام المراقبة والتجسس التي كانت تقوم بها طائرات الاستطلاع المأهولة
طائرة جلوبال هوك
في عام [1994م] طلبت وكالة مشاريع البحوث المتقدمة بالولايات المتحدة، وهي دائرة حكومية تدعم العمل العسكري المتقدم، عروضاً لصناعة طائرة آلية بدون طيار تقوم بعمليات المراقبة والتجسس لتحل محل طائرة التجسس [يو 2] - يستخدمها مفتشو الأمم المتحدة الآن في مراقبة المواقع العراقية - حتى يتوقف تعريض الطيارين للخطر عند قيامهم بمهمات رقابية روتينية.
وكانت "جلوبال هوك" أول نوع يظهر من هذه الطائرات، لتعتبر طائرة استكشاف بعيدة المدى، وهي معروفة بجناحيها الأطول من جناحي "البوينج" حيث يصل طول الجناح إلى 34.8 مترا، وتستطيع رغم سرعتها أن تلتقط صورا بالغة الدقة والوضوح، كما يمكنها تغطية مساحة 40 ألف ميل بحري وهي تطير بدون توقف لمدة تصل لـ 35 ساعة، يصل أقصى ارتفاع لها أثناء الطيران إلى 65 ألف قدم (19500 متر).
ولتنفيذ تلك المواصفات كان لا بد أن يتم تزويد الطائرة بمحرك قوي قادر على تحمل الوزن ويمكن التحكم فيه إلكترونيا، بالإضافة لاقتصاد ممتاز في الوقود لتطير لأطول فترة ممكنة. وحيث إن الطائرة يجب أن تطير ببطء وتحوم لمدة طويلة، كان لا بد من أن يحل محل الهياكل المعدنية المصنوعة من الألومنيوم والفولاذ مواد خفيفة الوزن مثل ألياف الكربون.
وبالطبع كان من أهم مكوناتها أجهزة الرادار التي تعمل بطريقة الاستشعار عن بعد لرصد الأهداف من خلال إرسال ذبذبات كهرومغناطيسية ترصد الأهداف سواء المتحركة أو الثابتة عبر الاصطدام بها والارتداد لمركز الإرسال، لتقوم الحواسب الإلكترونية باستقبالها بالإضافة إلى صور كاميرات المراقبة المتواجدة على سطح الطائرة، والتي ترسلها بدورها لمراكز المراقبة الأرضية ليقوم الخبراء بتحليلها.
يعد أهم ما طرأ من تغيير على هذه الطائرات هو القدرة القتالية حيث تم تزويدها في بداية عام [2001م] بصواريخ وأجريت أول تجربة في صحراء نيفادا، حيث تم إصابة طائرة مهجورة للجيش الأمريكي، وبتطوير هذه القدرة أصبح بمقدور طائرات الاستطلاع البحث عن الهدف المطلوب وتوجيه الصواريخ إلكترونياً إليه باستخدام أشعة الليزر، مع إبقاء القرار للقاعدة الأرضية التي يتم المراقبة من خلالها في إصدار الأمر لاستهداف الهدف الذي تم رصده.
ويفكر سلاح الجو الأمريكي في خطة لتسليح طائرة «بريديتور» أحد أشهر أنواع الطائرات بدون طيار بصواريخ «ستينجر» التي تطلق من الكتف ضد الطائرات بدلا من صواريخ "هيلفاير" المضادة للدروع، وبذلك ستتمكن هذه الطائرة من الاشتباك مع الطائرات الأخرى الخفيفة ذات السرعات البطيئة نسبيا كطائرات الهليكوبتر.
إسرائيل.. أهم المطورين:
يستخدم الإسرائيليون طائرات الاستطلاع بدون طيار بشكل موسع في الأراضي الفلسطينية، حيث يطلق عليها الفلسطينيون لقب "عيون القتلة" لدورها القاتل في مراقبة المقاومين الفلسطينيين ومتابعة نشاطاتهم ونقل صور مباشرة من المدن الفلسطينية إلى مراكز القيادة العسكرية للاحتلال، كما تستخدم لتوجيه العبوات الناسفة وتفعيلها بعد وضعها من قبل عملاء الاحتلال؛ حيث يمكنها الوصول للمناطق التي لا يتمكن الجيش الإسرائيلي من الوصول لها لتنفيذ عمليات الاغتيال، كما يصعب قصفها بطائرات الأباتشي، فيتم وضع العبوات الناسفة من قبل العملاء التابعين لإسرائيل ويتم توجيهها إلكترونيًا من قبل الطائرات بدون طيار وتفجيرها.
وتبعاً لما ذكره مركز الإعلام الفلسطيني في [أكتوبر 2002م] فقد أصبحت إسرائيل من الدول المصدرة لهذا النوع من الطائرات حيث طلبت منها الولايات المتحدة تجهيز 300 طائرة من هذا النوع للمرحلة المقبلة التي قد تشن فيها حربا على العراق، وقد راعت إسرائيل عند صناعتها لهذا النوع من الطائرات عددا من المواصفات أهمها:
كفاية التشغيل وسهولة الاستخدام من قبل الفنيين بحيث يمكن التحكم بها وتوجيهها حسب الاحتياج.
يسر التجهيزات حيث يتم إطلاقها من داخل سيارة خاصة بها في أي وقت.
قلة الكلفة حتى لا تشكل خسائر ذات قيمة في حال سقوطها فيبلغ ثمنها 3 ملايين شيكل (الدولار يساوي 4.8 شيكلات).
ولن تكون تلك المرة الأولى التي تستخدم فيها القوات الجوية الأمريكية الطائرات بدون طيار فقد اختبرتها بكثافة خلال حربها في أفغانستان حيث كانت تقوم بإطلاق صواريخ مضادة للدبابات تجاه أهداف تابعة لقوات طالبان وتنظيم القاعدة، كما اختبرتها مرة أخرى عندما قامت طائرة بدون طيار بإطلاق صواريخ موجهة من نوع "هيلفاير" الذي يزن الواحد منها 100 رطل تجاه سيارة مدنية في صحراء اليمن، مع اعتراف السلطات اليمنية أنها سمحت للمخابرات الأمريكية بتسيير هذه الطائرات في سماء اليمن لاستهداف من تسميهم "بالمطلوبين".
الطيارات المأهولة.. لن تختفي:
وبالرغم من أن هذه الطائرات تلغي الأخطار التي كان يتعرض لها الطيارون، فإن بعض الخبراء يرى أن الطائرات غير المأهولة مثل "بريداتور" و"جلوبال هاوك" تعاني بعض الثغرات مثل البطء وعدم اتخاذ رد الفعل المناسب في الوقت المناسب. ويؤكد المحللون العسكريون أنه إذا سمح لصناعة الطائرات المقاتلة المأهولة بأن تختفي ولم يتم تطوير شيء يحل محلها فإنها تعد مجازفة كبيرة، لأنه لا أحد يدري ما يمكن أن يحدث لو أن الطائرات المقاتلة غير المأهولة لم تعمل كما هو مخطط لها! خاصة أن المهام التي توكل لطائرات الاستطلاع لا يستهان بها وأهمها:
اكتشاف الأهداف الجوية، على جميع الارتفاعات، وإنذار القوات.
قيادة وتوجيه عمليات المقاتلات الاعتراضية.
توفير المعلومات اللازمة لتوجيه الصواريخ أرض / جو.
متابعة وتوجيه القاذفات والطائرات المعاونة.
عمليات الإنقاذ.
الاستطلاع البحري.
توفير المعلومات لمراكز العمليات والقوات البرية.
تنظيم التحركات الجوية
http://www.islamonline.net/arabic/science/2003/02/article05.shtml
يقول "لانمان" المشرف على برنامج تطوير الطائرات بدون طيار في مختبر أبحاث سلاح الجو في "أوهايو" بالولايات المتحدة: إن هذه الطائرات "ستغير أسلوب القتال في المستقبل"؛ ما دعا العديد من الدول لامتلاك وصناعة هذه الطائرات بأنواع متعددة مثل ألمانيا وإسرائيل وجنوب أفريقيا وإيران.
وتعد الطائرات غير المأهولة الاستطلاعية والمقاتلة أحدث مرحلة وصلت إليها تطوير طائرات الاستطلاع والتجسس التي قامت فكرتها الأساسية على علاج قصور الرادارات في اكتشاف الأهداف التي تُحلِّق على ارتفاع منخفض، فكان الحل حمل الرادارات على سطح طائرة أو منطاد لاكتشاف الأهداف المنخفضة التي لا تتمكن من سرعة تحديدها بسبب كروية الأرض؛ ما يؤثر على سرعة إيصال المعلومات إلى مراكز تجميعها لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
إلا أن المشكلة كانت في حالة رصد "طائرات الاستطلاع" من قبل الدول المعادية، وهو ما يؤدي إلى مخاطر كبيرة تهدد حياة طاقمها من طيارين وفنيين، وكان الحل هو تنفيذ طائرات غير مأهولة يتم التحكم فيها عن بعد من خلال مراكز متابعة أرضية وتقوم بنفس مهام المراقبة والتجسس التي كانت تقوم بها طائرات الاستطلاع المأهولة
طائرة جلوبال هوك
في عام [1994م] طلبت وكالة مشاريع البحوث المتقدمة بالولايات المتحدة، وهي دائرة حكومية تدعم العمل العسكري المتقدم، عروضاً لصناعة طائرة آلية بدون طيار تقوم بعمليات المراقبة والتجسس لتحل محل طائرة التجسس [يو 2] - يستخدمها مفتشو الأمم المتحدة الآن في مراقبة المواقع العراقية - حتى يتوقف تعريض الطيارين للخطر عند قيامهم بمهمات رقابية روتينية.
وكانت "جلوبال هوك" أول نوع يظهر من هذه الطائرات، لتعتبر طائرة استكشاف بعيدة المدى، وهي معروفة بجناحيها الأطول من جناحي "البوينج" حيث يصل طول الجناح إلى 34.8 مترا، وتستطيع رغم سرعتها أن تلتقط صورا بالغة الدقة والوضوح، كما يمكنها تغطية مساحة 40 ألف ميل بحري وهي تطير بدون توقف لمدة تصل لـ 35 ساعة، يصل أقصى ارتفاع لها أثناء الطيران إلى 65 ألف قدم (19500 متر).
ولتنفيذ تلك المواصفات كان لا بد أن يتم تزويد الطائرة بمحرك قوي قادر على تحمل الوزن ويمكن التحكم فيه إلكترونيا، بالإضافة لاقتصاد ممتاز في الوقود لتطير لأطول فترة ممكنة. وحيث إن الطائرة يجب أن تطير ببطء وتحوم لمدة طويلة، كان لا بد من أن يحل محل الهياكل المعدنية المصنوعة من الألومنيوم والفولاذ مواد خفيفة الوزن مثل ألياف الكربون.
وبالطبع كان من أهم مكوناتها أجهزة الرادار التي تعمل بطريقة الاستشعار عن بعد لرصد الأهداف من خلال إرسال ذبذبات كهرومغناطيسية ترصد الأهداف سواء المتحركة أو الثابتة عبر الاصطدام بها والارتداد لمركز الإرسال، لتقوم الحواسب الإلكترونية باستقبالها بالإضافة إلى صور كاميرات المراقبة المتواجدة على سطح الطائرة، والتي ترسلها بدورها لمراكز المراقبة الأرضية ليقوم الخبراء بتحليلها.
يعد أهم ما طرأ من تغيير على هذه الطائرات هو القدرة القتالية حيث تم تزويدها في بداية عام [2001م] بصواريخ وأجريت أول تجربة في صحراء نيفادا، حيث تم إصابة طائرة مهجورة للجيش الأمريكي، وبتطوير هذه القدرة أصبح بمقدور طائرات الاستطلاع البحث عن الهدف المطلوب وتوجيه الصواريخ إلكترونياً إليه باستخدام أشعة الليزر، مع إبقاء القرار للقاعدة الأرضية التي يتم المراقبة من خلالها في إصدار الأمر لاستهداف الهدف الذي تم رصده.
ويفكر سلاح الجو الأمريكي في خطة لتسليح طائرة «بريديتور» أحد أشهر أنواع الطائرات بدون طيار بصواريخ «ستينجر» التي تطلق من الكتف ضد الطائرات بدلا من صواريخ "هيلفاير" المضادة للدروع، وبذلك ستتمكن هذه الطائرة من الاشتباك مع الطائرات الأخرى الخفيفة ذات السرعات البطيئة نسبيا كطائرات الهليكوبتر.
إسرائيل.. أهم المطورين:
يستخدم الإسرائيليون طائرات الاستطلاع بدون طيار بشكل موسع في الأراضي الفلسطينية، حيث يطلق عليها الفلسطينيون لقب "عيون القتلة" لدورها القاتل في مراقبة المقاومين الفلسطينيين ومتابعة نشاطاتهم ونقل صور مباشرة من المدن الفلسطينية إلى مراكز القيادة العسكرية للاحتلال، كما تستخدم لتوجيه العبوات الناسفة وتفعيلها بعد وضعها من قبل عملاء الاحتلال؛ حيث يمكنها الوصول للمناطق التي لا يتمكن الجيش الإسرائيلي من الوصول لها لتنفيذ عمليات الاغتيال، كما يصعب قصفها بطائرات الأباتشي، فيتم وضع العبوات الناسفة من قبل العملاء التابعين لإسرائيل ويتم توجيهها إلكترونيًا من قبل الطائرات بدون طيار وتفجيرها.
وتبعاً لما ذكره مركز الإعلام الفلسطيني في [أكتوبر 2002م] فقد أصبحت إسرائيل من الدول المصدرة لهذا النوع من الطائرات حيث طلبت منها الولايات المتحدة تجهيز 300 طائرة من هذا النوع للمرحلة المقبلة التي قد تشن فيها حربا على العراق، وقد راعت إسرائيل عند صناعتها لهذا النوع من الطائرات عددا من المواصفات أهمها:
كفاية التشغيل وسهولة الاستخدام من قبل الفنيين بحيث يمكن التحكم بها وتوجيهها حسب الاحتياج.
يسر التجهيزات حيث يتم إطلاقها من داخل سيارة خاصة بها في أي وقت.
قلة الكلفة حتى لا تشكل خسائر ذات قيمة في حال سقوطها فيبلغ ثمنها 3 ملايين شيكل (الدولار يساوي 4.8 شيكلات).
ولن تكون تلك المرة الأولى التي تستخدم فيها القوات الجوية الأمريكية الطائرات بدون طيار فقد اختبرتها بكثافة خلال حربها في أفغانستان حيث كانت تقوم بإطلاق صواريخ مضادة للدبابات تجاه أهداف تابعة لقوات طالبان وتنظيم القاعدة، كما اختبرتها مرة أخرى عندما قامت طائرة بدون طيار بإطلاق صواريخ موجهة من نوع "هيلفاير" الذي يزن الواحد منها 100 رطل تجاه سيارة مدنية في صحراء اليمن، مع اعتراف السلطات اليمنية أنها سمحت للمخابرات الأمريكية بتسيير هذه الطائرات في سماء اليمن لاستهداف من تسميهم "بالمطلوبين".
الطيارات المأهولة.. لن تختفي:
وبالرغم من أن هذه الطائرات تلغي الأخطار التي كان يتعرض لها الطيارون، فإن بعض الخبراء يرى أن الطائرات غير المأهولة مثل "بريداتور" و"جلوبال هاوك" تعاني بعض الثغرات مثل البطء وعدم اتخاذ رد الفعل المناسب في الوقت المناسب. ويؤكد المحللون العسكريون أنه إذا سمح لصناعة الطائرات المقاتلة المأهولة بأن تختفي ولم يتم تطوير شيء يحل محلها فإنها تعد مجازفة كبيرة، لأنه لا أحد يدري ما يمكن أن يحدث لو أن الطائرات المقاتلة غير المأهولة لم تعمل كما هو مخطط لها! خاصة أن المهام التي توكل لطائرات الاستطلاع لا يستهان بها وأهمها:
اكتشاف الأهداف الجوية، على جميع الارتفاعات، وإنذار القوات.
قيادة وتوجيه عمليات المقاتلات الاعتراضية.
توفير المعلومات اللازمة لتوجيه الصواريخ أرض / جو.
متابعة وتوجيه القاذفات والطائرات المعاونة.
عمليات الإنقاذ.
الاستطلاع البحري.
توفير المعلومات لمراكز العمليات والقوات البرية.
تنظيم التحركات الجوية
http://www.islamonline.net/arabic/science/2003/02/article05.shtml
التعديل الأخير: