قبل ادراج الموضوع انوه هذا اول موضوع ليا في المنتدى واردت ان احقق السبق ولو مبكرا نوعاما للترحيب بالشهر الفضيل سيدنا رمضان ارجوا ان ينال اعجابكم
نحن على أبواب شهر رمضان، ومن الجميل أن نحضر أنفسنا روحيا لهذا الشهر، فعلينا التخلص من العادات الاستهلاكية التي ترهن شهر التقوى وتحوله إلى مناسبة لهدر الأموال والجهود فيما لا ينفع. فالصوم مثل الصلاة عبادة، وعبادة موجهة خالصة لله، خالق الكون الذي لم يخلق هذا الكون وهذه الحياة عبثا، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
قلما نحمل أنفسنا على التدبر في خلق الله، ننعم بالصحة ولا نحمد الله عليها، ونتذكر هذه النعمة يوم نفقدها. وقلما نشكر الله على نعمة الإسلام، فالكثيرون يولدون مسلمين ولكن من يرى أفعالهم وسلوكاتهم يراهم يعيشون نقيض دينهم، فالإنسان المسلم المتآمر عليه، والذي يعيش تخلفا على جميع الأصعدة، هو صنيع بيئة لا هي بالعلمانية ولا هي بالإسلامية، فهو فاقد لمرجعية دينية، وفاقد لانتماء صحيح لأمة الإسلام من إيغور الصينية إلى تومبوكتو.
غفلنا وفي غفلتنا ازدادت الأوضاع سوءا، فصار خطاب رئيس أمريكي متصهين مغلفا بآيات قرآنية مرجعية لبعضنا. كيف تطورت الأمور لنصبح أداة في أيدي غيرنا؟ كيف صرنا كالعجينة الطيعة في أيدي الغاصبين؟ كيف تمكنت منا ثقافة الهزيمة؟ هل لأننا استسلمنا عن جهل، ولماذا الجهل ونور الحق ينبثق من كل مكان في هذا الكون الفسيح؟ كيف نجهل وذاتنا التواقة أبدا متلهفة للمطلق؟ هل لأننا استهنا بمكانة المعرفة في حياتنا، فآل الوضع إلى ما نحن عليه؟ أظن ذلك ولكن ما هو المخرج؟ هذا ما تصدى له الكثيرون من كل المستويات، واحترنا في تحويله إلى لغة مفهومة وواقعية في عرف العامة. فشهر رمضان أول ما فرضه الله -عز و جل- على المسلمين كان الهدف منه تربية المؤمنين على الشدة وعلى التواضع والقناعة والتكثيف من العبادة ومن إخلاص النية لله، فإذا بنا في هذا العصر صرنا نستقبل الشهر العظيم بمظاهر غريبة عنه، فنرى في طاولة الفطور ما طاب ولذّ، ونتناسى أنه في الجهة المقابلة لنا عدو متربص يوقد الفتن، ويبث الفوضى والتعلق بمتاع الدنيا. وعوض أن يكون شهر مكاسب وأرباح روحية ومعنوية، نخسر الكثير في هذا الشهر، وهذا لفقرنا الروحي ولانخداعنا بالمظاهر، فكيف سيتقبل منا الله -عز و جل- صوما مثل هذا؟ صوم من يريد أن يقال عنه أنه صائم. لماذا لا نحول هذا الشهر في ذهن الصغار والكبار إلى موعد حاسم في حياتنا جميعا، بحيث نعمل على التقرب من الله بالأعمال النافعة الخيرة؟ فالصوم الصحيح يجعلنا نترفع عن الكثير من الصغائر وحتى مزاجنا يتأثر إيجابيا فنميل إلى الهدوء والصمت. فهذه الصفات الخلقية تجمل عبادتنا، لهذا علينا أن نصدق مع أنفسنا ومع خالقنا لنطوي صفحات اللامبالاة، مقبلين على طاعة الخالق بنفس راضية. فلنجرب، نطهر لأيام وأسابيع أنفسنا من أدران عالقة بنا. فمن يريد حصاد الآخرة حقا عليه أن يستعين بهذه الأسابيع الأربعة ليمرن نفسه على الطاعة ومجاهدة النفس.
لن ندخل الجنة بالأماني وإنما بالأعمال لقوله -عز وجل في الآية 2 من سورة العنكبوت} أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ{ ففي سعينا الدؤوب لعبادة الله نتعلم الصمود وقت الابتلاء، والثبات عند المصيبة، والصبر عند الشدائد، والتوكل على الله في عملنا، والاقتناع بنصيبنا من الدنيا.
كل هذه المزايا تستحق منا أن نتصف بها، وأن نجتهد في التخلق بها، فما دامت الحياة وما دام تصحيح المسيرة واردا، ومادامت التوبة واردة والمغفرة قائمة، فعلينا أن ننظر إلى هذه الحياة نظرة الراحل الذي لا يأسف على شيء فاته، بل كان كل همه الخروج منها بما يرضي الله.
المصدر جريدة البصائر الجزائرية الناطق بسم جمعية العلماء المسلمين الجزائريين
نحن على أبواب شهر رمضان، ومن الجميل أن نحضر أنفسنا روحيا لهذا الشهر، فعلينا التخلص من العادات الاستهلاكية التي ترهن شهر التقوى وتحوله إلى مناسبة لهدر الأموال والجهود فيما لا ينفع. فالصوم مثل الصلاة عبادة، وعبادة موجهة خالصة لله، خالق الكون الذي لم يخلق هذا الكون وهذه الحياة عبثا، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
قلما نحمل أنفسنا على التدبر في خلق الله، ننعم بالصحة ولا نحمد الله عليها، ونتذكر هذه النعمة يوم نفقدها. وقلما نشكر الله على نعمة الإسلام، فالكثيرون يولدون مسلمين ولكن من يرى أفعالهم وسلوكاتهم يراهم يعيشون نقيض دينهم، فالإنسان المسلم المتآمر عليه، والذي يعيش تخلفا على جميع الأصعدة، هو صنيع بيئة لا هي بالعلمانية ولا هي بالإسلامية، فهو فاقد لمرجعية دينية، وفاقد لانتماء صحيح لأمة الإسلام من إيغور الصينية إلى تومبوكتو.
غفلنا وفي غفلتنا ازدادت الأوضاع سوءا، فصار خطاب رئيس أمريكي متصهين مغلفا بآيات قرآنية مرجعية لبعضنا. كيف تطورت الأمور لنصبح أداة في أيدي غيرنا؟ كيف صرنا كالعجينة الطيعة في أيدي الغاصبين؟ كيف تمكنت منا ثقافة الهزيمة؟ هل لأننا استسلمنا عن جهل، ولماذا الجهل ونور الحق ينبثق من كل مكان في هذا الكون الفسيح؟ كيف نجهل وذاتنا التواقة أبدا متلهفة للمطلق؟ هل لأننا استهنا بمكانة المعرفة في حياتنا، فآل الوضع إلى ما نحن عليه؟ أظن ذلك ولكن ما هو المخرج؟ هذا ما تصدى له الكثيرون من كل المستويات، واحترنا في تحويله إلى لغة مفهومة وواقعية في عرف العامة. فشهر رمضان أول ما فرضه الله -عز و جل- على المسلمين كان الهدف منه تربية المؤمنين على الشدة وعلى التواضع والقناعة والتكثيف من العبادة ومن إخلاص النية لله، فإذا بنا في هذا العصر صرنا نستقبل الشهر العظيم بمظاهر غريبة عنه، فنرى في طاولة الفطور ما طاب ولذّ، ونتناسى أنه في الجهة المقابلة لنا عدو متربص يوقد الفتن، ويبث الفوضى والتعلق بمتاع الدنيا. وعوض أن يكون شهر مكاسب وأرباح روحية ومعنوية، نخسر الكثير في هذا الشهر، وهذا لفقرنا الروحي ولانخداعنا بالمظاهر، فكيف سيتقبل منا الله -عز و جل- صوما مثل هذا؟ صوم من يريد أن يقال عنه أنه صائم. لماذا لا نحول هذا الشهر في ذهن الصغار والكبار إلى موعد حاسم في حياتنا جميعا، بحيث نعمل على التقرب من الله بالأعمال النافعة الخيرة؟ فالصوم الصحيح يجعلنا نترفع عن الكثير من الصغائر وحتى مزاجنا يتأثر إيجابيا فنميل إلى الهدوء والصمت. فهذه الصفات الخلقية تجمل عبادتنا، لهذا علينا أن نصدق مع أنفسنا ومع خالقنا لنطوي صفحات اللامبالاة، مقبلين على طاعة الخالق بنفس راضية. فلنجرب، نطهر لأيام وأسابيع أنفسنا من أدران عالقة بنا. فمن يريد حصاد الآخرة حقا عليه أن يستعين بهذه الأسابيع الأربعة ليمرن نفسه على الطاعة ومجاهدة النفس.
لن ندخل الجنة بالأماني وإنما بالأعمال لقوله -عز وجل في الآية 2 من سورة العنكبوت} أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ{ ففي سعينا الدؤوب لعبادة الله نتعلم الصمود وقت الابتلاء، والثبات عند المصيبة، والصبر عند الشدائد، والتوكل على الله في عملنا، والاقتناع بنصيبنا من الدنيا.
كل هذه المزايا تستحق منا أن نتصف بها، وأن نجتهد في التخلق بها، فما دامت الحياة وما دام تصحيح المسيرة واردا، ومادامت التوبة واردة والمغفرة قائمة، فعلينا أن ننظر إلى هذه الحياة نظرة الراحل الذي لا يأسف على شيء فاته، بل كان كل همه الخروج منها بما يرضي الله.
المصدر جريدة البصائر الجزائرية الناطق بسم جمعية العلماء المسلمين الجزائريين