المحضر الكامل لاجتماع كيسنجر مع القيادة السوفيتية فى 20 أكتوبر لوقف الحرب

يحي الشاعر

كبير المؤرخين العسكريين
عضو مميز
إنضم
2 فبراير 2008
المشاركات
1,560
التفاعل
98 0 0
المحضر الكامل لاجتماع كيسنجر مع القيادة السوفيتية فى 20 أكتوبر لوقف الحرب
... حـرب أكتوبر ، من الوثائق السرية الأمريكية ...



حرب أكتوبر



- الحلقة السادسة وعشرون -
..


المحضر الكامل لاجتماع كيسنجر مع القيادة السوفيتية فى 20 أكتوبر لوقف الحرب !


أسرار تأتى ... بعد دهور ... ليعرف الشعب المصرى والعربى ، ماذا كان يدور خلف ظهره ...





يحى الشاعر




المصدر





المحضر الكامل لاجتماع كيسنجر مع القيادة السوفيتية فى 20 أكتوبر لوقف الحرب

حرب أكتوبر من الوثائق السرية الأمريكية – الحلقة الـ 26
نقدم في وثيقة اليوم محضرا كاملا لأول اجتماع بين الزعيم السوفيتي بريجينيف ووزير الخارجية الأمريكي كيسنجر في موسكو ، فور وصول كيسنجر مساء 20 أكتوبر 1973. الاجتماع مثير للإهتمام للغاية ويلقي الضوء على الطريقة التي تتفاوض بها القوى الكبرى في الصراعات الإقليمية. ونرى أنها تحاول تقديم المصالح المشتركة بينهما على مصالح الأطراف المتصارعة. ونرى أيضا استهانتها بالأمم المتحدة وتصريحها بأن المنظمة الدولية عاجزة عن اتخاذ قرارات مؤثرة ، وأنها تنفذ ما تعطيه لها القوى الكبرى.
نلمس أيضا الحساسية التي كان يتعامل بها السوفييت والأمريكان أيام الحرب الباردة ، وأن هذا في الواقع كان أفضل للعالم كله من انفراد الولايات المتحدة بالعالم كما يحدث الآن.
هذا وقد كان لكيسنجر (اليهودي) أهدافه الخاصة التي حاول قدر جهده إخفاءها ، وهي أنه كان في الحقيقة يقدم مصالح إسرائيل على مصالح بلاده ، وتهوينه من المكاسب على الأرض كان للتمويه فقط. وقد حاول كيسنجر مرارا أن يناور في مسألة الضمانات الملزمة التي أصر عليها بريجينيف واضطر للتسليم بها في نهاية الأمر.
ولمن يدقق النظر في طريقة كلام بريجينيف وسلوكه وحتى دعاباته ، يتبين له أن الرجل كان معجبا بالنمط الأمريكي في الحياة برغم أنه كان على قمة هرم النظام الشيوعي الشمولي في العالم. وهي مفارقة تدعو للأسى والشفقة على المصائب التي أنزلها هذا النظام الجائر بدول كثيرة في العالم.
ونظرا لطول الوثيقة ، فإننا ترجمنا مقتطفات منها فقط ، ولكنها تفي بالأغراض الرئيسية فيها.​


صورة الوثيقة


01.gif



02.gif



03.gif



04.gif



05.gif



06.gif



07.gif



08.gif



09.gif



10.gif



11.gif



12.gif



13.gif



14.gif



15.gif



16.gif




ترجمة الوثيقة


سري للغاية – حساس



حصرياً للمشاهدة بالعين فقط


محضر اجتماع


الحضور :
السكرتير العام : الزعيم السوفيتي " ليونيد بريجينيف "
وزير الخارجية السوفيتي " أندريه جروميكو "
السفير السوفيتي في واشنطن " أناتولي دوبرنين "
كورنيكو
ألكسندروف أجنتوف
المترجم " فيكتور سوخودريف "
مترجم سوفيتي آخر
كاتبو محضر الإجتماع
وزير الخارجية الأمريكي "هنري كيسنجر"
مساعد وزير الخارجية "جوزيف سيسكو"
نائب مساعد وزير الخارجية "روي أثرتون"
هلموت سونب فيلت من هيئة الأمن القومي
وينستون لورد رئيس التخطيط والتنسيق في وزارة الخارجية الأمريكية
وليام هاي لاند من هيئة الأمن القومي
التاريخ والوقت : السبت 20 أكتوبر 1973 – الساعة 9:15 إلى 11:30 مساءً
المكان : مكتب الزعيم السوفيتي بريجينيف بالكريملين – موسكو

( كانت هناك مناقشات صغيرة قبل الإجتماع الرسمي حيث أبلغ كيسنجر تحيات الرئيس نيكسون الشخصية لـ بريجينيف وقال بريجينيف أنه تلقى رسالة من نيكسون بأن كيسنجر له كامل الصلاحيات لإجراء المحادثات ثم جرت مناقشات حول بعض اللوحات الموجوده على الحائط وفيها صور لـ ماركس ولينين ، وخريطة للشرق الأوسط وجرى حديث عن كذب العرب والإسرائيلين بالنسبة لأوضاعهم العسكرية على الأرض بعد ذلك بدأ الإجتماع).
بريجينيف : رحب بوزير الخارجية كيسنجر والحضور وقدم للاجتماع بحديث طويل جداً عن أهمية العلاقات الثنائية الأمريكية السوفيتية وأن اجتماعات القمة التي تمت في عامي 1972 ، 1973 أكدت على هذا وتحدث على أهمية التنسيق المشترك برغم الظروف المعقدة لصراع الشرق الأوسط.
وقال لكيسنجر: إنني أعرف أنك شخص يحب الدعابة والنكات الجيدة وأن الشعب الأمريكي عموماً يحب هذا وأنها لا تقف في طريق المناقشات الجادة. إنك تلاحظ أنني هادئ جداً اليوم.
كيسنجر : لقد لاحظت هذا. وأنا منتظر.
بريجينيف : لو وجدت صوتي هادئا جداً فهذا لا يعني أنني ضعيف وقد أصبت بنزلة برد وأردت فقط أن تفهم هذا.
جروميكو : وهذا شئ لا يؤثر في المحادثات.
بريجينيف : دعني أؤكد كما اتفقت مع الرئيس نيكسون بأن هذه المناقشات لن تنطلق من مبدأ القوة ، وإنما من مبدأ النوايا الحسنة.
جروميكو : كلا الجانبين يعرف جيداً قوة الآخر.
بريجينيف : هناك نقطة أحب أن تفهمها. ثم حكى بريجينيف قصة رمزية طويلة وقال في آخرها إنني أحب هذه القصص الرمزية عندما تتحول إلى سياسات والآن يمكننا أن نبدأ مناقشاتنا.
كيسنجر: هل أنتهى السكرتير العام أم يريد أن يستمر؟
بريجينيف : نعم. إننا الآن نواجه حقيقة أن الإشتباكات المسلحة في الشرق الأوسط مازالت مستمرة وأن هذا الوضع يعنينا وأن كلانا ملتزم ببذل كل الجهود المطلوبة لوقف إطلاق النار وألا تؤثر هذه الحرب على مستقبل المنطقة. إن كثيراً يتوقف على اجتماعنا اليوم ولا أريد أن أتطرق الآن لكل التفاصيل ولكن ربما نتفق على عناصرها غداً أو بعد غد.
كيسنجر : إنني أعتقد أنه من الخطورة أن يعتقد وزير خارجية أثناء وجوده في بلد أجنبي أن لديه السلطة الكاملة ولذلك بعد أن نصل إلى تفاهمات مشتركة فسأحتاج أن أعرضها على الرئيس على كل حال.
بريجينيف : عندما يكون وزير خارجيتنا جروميكو في الولايات المتحدة فإنه يكون في نفس الوضع تماماً.
كيسنجر : إنني أعتقد أننا نعرف مواقف بعضنا ونستطيع أن نمضي في محادثاتنا بالسرعة الكافية ولن نحتاج أن نختبئ وراء إدعاءات إنتظار التعليمات.
بريجينيف : يا دكتور كيسنجر هذه المسائل مهمة للغاية ومعقدة لدرجة أنني ربما أكون قد استبقت نفسي في هذا العرض. إنني هنا لا أتحدث من موضع تهديد العمليات العسكرية ولكن أتحدث بشكل أعمق من ذلك بكثير إننا إذا بدأنا نتكلم عن طرف أو آخر كسب أرضاً في الجهة الأخرى فإننا لن نتفق أبداً.
كيسنجر : أتفق معك في هذا.
بريجينيف : لهذا أعتقد أننا يجب أن ننحي جانباً أي تصريحات من جولدا مائير أو ديان أو السادات أو الأسد وإلا لن نجد ما نتحدث عنه. إننا نريد فقط أن نحدد الخطوط التي على أساسها يتم الإتفاق. لا أنت ولا أنا رؤساء أركان حرب وهذه هي الحقيقة المهمة. بالطبع إن الأحداث على الأرض لها تأثيرات مهمة ولكننا نجيد أن نرتفع عنها بحيث تكون لنا رؤية أوسع للمشكلة. إن ما يحدث هو مجرد خلافات معينة في العلاقات التي تربط العرب بنا وبكم وكذلك علاقات إسرائيل تجاهنا وتجاهكم.
كيسنجر : سيدي السكرتير العام على امتداد العامين السابقين أقمتم مع الرئيس نيكسون علاقة فريدة نعتقد أنها ضرورية للسلام العالمي وإننا الآن نشارككم الأفكار والمعلومات بشكل أكثر تحرراً من أي بلد آخر. ولذلك فإن الرئيس لم يكن ليسمح لي بالسفر خلال هذه الأزمة إلا لسبب وجيه وهو التحدث معكم حول السلام العالمي ونيتنا أن تتطور هذه العلاقة في السنوات الباقية للرئيس في السلطة.
بريجينيف : وأنا أؤكد هذا مرة أخرى بما في ذلك الإتفاق بيننا من حيث المبد على زيارة الرئيس لهذه البلاد في العام المقبل 1974 ثم زيارتي لكم في عام 1975 ثم مرة أخرى زيارة الرئيس لنا في عام 1976.
كيسنجر : هذه المبادئ تعتبر ميزة لكلينا أننا في جميع الظروف نسعى للسلام في العالم ونادراً ما حدث هذا في التاريخ أن دولتين مثلنا أصبحت لديهم فرصة عظيمة للتعاون المشترك مثل الذي بدأناه والذي له آفاق أعظم في المستقبل. ولذلك أتفق معكم أننا في أزمة الشرق الأوسط لا ينبغي أن ننظر إلى الوضع التكتيكي والقناعات التي لدى الأطراف المتنازعة لأنهم ليس لديهم مسؤولية عن السلام في العالم. إننا نحن المسئولون عن السلام العالمي وننظر إلى ما يحدث في الشرق الأوسط من هذا الإطار. إننا الآن أمامنا مشكلتان. الأولى أن نوقف الاشتباكات لأنه إذا استمر القتال فستكون هناك فرصة دائماً للفوضى.
في حقيقة الأمر كل منا منحاز لأحد الطرفين ولذلك هناك تنافس بين الولايات المتحدة والإتحاد السوفيتي في الأهداف التي لا علاقة لها بمصالحنا على المدى البعيد. المشكلة الثانية أنه بعد إنتهاء الحرب ينبغي أن نتحرك بقوة لإزالة الأسباب التي أدت إلى الحرب. بالنسبة للمشكلة الأولى فإن إيقاف الحرب مهم جداً لعلاقاتنا والتي تحاول بعض القوى في الولايات المتحدة إستغلال الأزمة الحالية للقضاء على سياسة التقارب بيننا ولذلك إذا نجحنا في هذه الرحلة بالخروج باتفاق مشترك لإنهاء الحرب فإن هذا سيدعم موقفنا ضد المعارضين لسياسة التقارب.
بريجينيف : وأضيف أيضاً أن هذا مهم للرأي العام العالمي وسيقضي على المقولة الشائعة بأن القوتين العظميين تريدان إملاء شروطهما على الآخرين فإن البعض يدعي أن الولايات المتحدة لايمكن تصديقها ويقولون نفس الشيء عن الإتحاد السوفيتي. إننا إذا نجحنا في وقف الحرب فستكون هذه نهاية لهذه الإتهامات الباطلة.
كيسنجر : هذا ما نريده تماماً.

بريجينيف : إن هذا على قدر من الأهمية ولذلك أنا ممتن لزيارتك.

كيسنجر : دعني الآن أتعرض لبعض الملاحظات العملية. إنني سأغادر يوم الإثنين الساعة 2:00 ظهراً إما للعودة للولايات المتحدة أو للتوقف في الطريق في إسرائيل والسبب في ذلك أننا لم تتح لنا فرصة التشاور الكامل مع إسرائيل كما أتيحت لكم عندما زار رئيس وزرائكم كوسيجن الدول العربية.
بريجينيف : إن زيارة كوسيجن أتاحت لنا تبادل الآراء فقط مع الرئيس السادات ولم يحدث هذا على الإطلاق مع سوريا أو العراق أو الدول الأخرى.
كيسنجر: إن السبب في إمتناعنا عن إجراء محادثات تفصيلية مع إسرائيل هو تجنب الحملات الدعائية في الولايات المتحدة قبل أن نتوصل حقيقةً إلى أي شيء. إن صديقك السناتور جاكسون في هذه اللحظة يقوم بحملة ضخمة جداً ضدي وضد الرئيس نيكسون ويتهمنا بأننا قد خضعنا لك وهذا في الحقيقة يمكن للناس أن تصدقه بالنظر إلى قدراتكم العظيمة في الإقناع ( بريجينيف يقف عند سماعه إسم السيناتور جاكسون ويطلب على الفور كوباً من الماء ويضحك ).
جروميكو : إن هذا الكلام لا ينبغي إعادته.
بريجينيف : إنني سأفقد صوتي بالكامل وهذا سينهي المحادثات ( يقف مرة أخرى ويضحك ) هل يمكنك أن تقول عنه إنه صديقنا ؟.
كيسنجر : موافق ..... وهذه أول نقطة نتفق عليها.
بريجينيف : إننا بطبيعة الحال لا ينبغي أن تكون عندنا أوهام عن طبيعة الصراع بين العرب وإسرائيل. إنهم لديهم وجهات نظر متعارضة تماماً ولكن لا ينبغي أن يمنعنا هذا من إيجاد الحلول التي تضمن السلام في المنطقة وذلك بالضمانات الكافية.
كيسنجر : إن المشكلة الأساسية أنه من المستحيل أن نتعرض كل بضع سنوات لتفجر القتال وتهديد السلام العالمي لأهداف لا تستطيع الولايات المتحدة ولا الإتحاد السوفيتي التحكم فيها.
بريجينيف : أتفق معك تماماً ولذلك ذكرت في رسالتي للرئيس أن استمرار القتال سيؤثر في المنطقة كلها وستنتج عنه موضوعات أخرى مثل البترول على سبيل المثال. إنني منتبه إلى أن بعض الدوائر في الولايات المتحدة من مصلحتها إلتهاب الأوضاع في الشرق الأوسط ولا تشعر بالمسئولية أو بمسئولية الولايات المتحدة العالمية ولذلك فإنني كتبت للرئيس من أعماق قلبي وأنت تعرف وقد أجرينا معاً محادثات مطولة في ظروف معقدة وتعرف طريقتي وصراحتي الشديده.
إنني اقدر إختلاف وجهات النظر داخل الولايات المتحدة وأن المجتمع السوفيتي ليست لديه هذه المشكلة فنحن عندنا رأي واحد وروح واحدة ولذلك يجب أن يتفهم كل منا الآخر.
كيسنجر: ولذلك أؤكد أننا لا ينبغي أن نسمح للأوضاع التكتيكية على الأرض أن تحدد مناقشاتنا في هذه الأيام. أولاً لأننا لن نستطيع معرفة الحقيقة وثانياً لأن أحد طرفي القتال لو كسب خمسة كيلو مترات هنا أو هناك مما يمثل له أهمية قصوى فإن هذا الأمر ليست له أي أهمية تذكر بالنسبة للعلاقة بين الولايات المتحدة والإتحاد السوفيتي.
بريجينيف : بالطبع لكن هناك بعض العوامل تؤثر على علاقتنا فالولايات المتحدة تمد إسرائيل بالأسلحة ونحن علينا إلتزامات أيضاً تجاه مصر وسوريا بإتفاقات سابقة مازال أمامها أربع سنوات أخرى.
كيسنجر : يبدو أنكم تنفذون اتفاق السنوات الأربع في خلال أسبوعين فقط ، إنه أداء متميز.
بريجينيف : إنني لم أسمع ما قلته للتو. ولكن إجابتي أن الموضوع كله يمكن عكسه بالكامل.
كيسنجر : ربما لو عالجنا المشاكل الأخرى فإن مشكلة التسليح ستحل نفسها. إننا يجب أن نتحدث ونتناقش لأن كلينا يقوم بصب الأسلحة في المنطقة وقد يؤدي هذا إلى تفجر الأوضاع بسببنا.
بريجينيف : بل يمكن للأوضاع أن تتدهور أكثر من هذا.
كيسنجر : دعني أقترح عليك شيئاً سأقدم بعض التعليقات على النقاط الثلاثة في رسالتك يوم الخميس إلى الرئيس وبعد ذلك ربما غداً نصل إلى إتفاق محدد. إنني أقرأ في الكتب أنني لا ينبغي أن اتفاوض بعد القيام برحلة جوية ولذلك أشعر بالغبن وأنا جالس أمامكم الآن.
بريجينيف : دكتور كيسنجر إننى أقدر أنك مرهق بعد رحلتك الطويلة وأريد أن أسمع منك ملاحظاتك على المبادئ الثلاثة التى كتبتها للرئيس . لن أدعوك إلى شاى أو قهوة لأننى آمل أن تتناول معى عشاءًً خاصاً .
كيسنجر : بالنسبة للمبادئ الثلاثة فإن المبدأ الأول مقبول بشكل عام فيما عدا بعض التعديلات الطفيفة التى يمكننا القيام بها . المبدأ الثالث مقبول أيضاً بشكل عام وإن كان أيضاً يحتاج إلى إعادة صياغة إلا أننا نوافق على الفكرة . أما المبدأ الثانى فإننا نوافق على أن يكون قرار مجلس الأمن رقم 242 مرجعاً لنا إلا أننا نتحفظ على العبارات التى ذكرتها مثل قولك ( خطوط قرار مجلس الأمن 242) لأن ذلك القرار لم يحدد خطوطاً وإنما حدد مبادئ عامة وأعتقد أننا لو راجعناه بروح التفاهم التى بيننا فسنصل إلى اتفاق . إننا نتعاطف أيضاً مع اقتراحكم بأن نرعى سوياً محاداثات السلام وأوافق على ذلك ولكنى أعتقد أن إسرائيل سترفض ذكر القرار رقم 242 .
بريجينيف : إسرائيل ؟ .
كيسنجر : هذا هو انطباعنا ، إننا لم تتح لنا الفرصة لإجراء مناقشات كاملة معهم ولذلك أعتقد أننا يمكننا إعادة الصياغة اللغوية دون أن نذكر القرار 242 تحديداً ( بريجينيف وجروميكو يتشاوران ) .
بريجينيف : إننى أريد أن أرفع مستوى المناقشة لنتفق على المبادئ ونترك للآخرين الصياغة اللفظية ولكن هناك نقطة أخرى مهمة جداً وهى الضمانات لتطبيق ما سنتفق عليه . إن مجلس الأمن وحده لا يستطيع أن يضمن شيئاً والعالم العربى لا يثق به وإسرائيل لا تحترمه ، لذلك لابد أن نقدم نحن هذه الضمانات لأننا لو اكتفينا بمجرد إعطاء ورقة لمجلس الامن فإن هذا هو عين الفشل. وأرى أن نقدم هذه الضمانات للأطراف المتحاربة وليس للسكرتير العام للأمم المتحدة فالدهايم لانه عاجز عن تقديم أى ضمانات بنفسه .
كيسنجر : اعتقد أن فالدهايم يرى أنه قادر على تقديم ضمانات وأرى أن تدعوه إلى زيارة موسكو لأنه يتصل بى كل يوم ثلاث مرات .
بريجينيف : سأفعل ولكن ليس الآن لأننا ليس لدينا غرفة خالية فى الوقت الحالى ، إننى أعتقد أننا لونجحنا فى تقديم الضمانات الكافية للعرب وإسرائيل فإن العالم سيعيد ثقته فينا . إننى طبعاً أقدر دعابتك اللطيفة عن فالدهايم ( ثم أخذ بريجينيف يحكى حكاية طويلة ) .
كيسنجر : أفهم أنكم تريدون ضمانات للإسراع بوقف إطلاق النار وضمانات أخرى لتنفيذها ومن ناحية المبدأ نحن مستعدون لمناقشة الطريقة التى نقدم بها هذه الضمانات .
بريجينيف : إننى أرى الآن من حيث المبدأ أننا متفقون على المبادئ الثلاثة ، والآن ينبغى أن نفكر فى الطريقة التى ننفذها بها .
كيسنجر : ما عدا تلك الفقرة التى لا نراها ضرورية .
جروميكو : سنتحدث معك غداً .
بريجينيف : باختصار هى مسألة صياغة لموقفنا المشترك .
كيسنجر : وكيف نعبر عن التزامنا بالقرار242 .
بريجينيف : إنك تعانى من فارق التوقيت ولذلك أقترح أن نجتمع غداً الساعة 11 صباحاً وبدون حد أقصى لزمن الإجتماع .
كيسنجر : شكراً .​






 
عودة
أعلى