هالة اسفندياري .. جاسوسة أم ورقة ضغط !!
منقول من جريدة الوسط
د. يحي الشاعر
09 مارس 2008 - 11:47 صباحاهالة اسفندياري .. جاسوسة أم ورقة ضغط !!
الحلقة الثالثة من كتاب " حرب الجواسيس في القرن الـ21"بقلم الكاتب الصحفي الكبير/ مجدي كامل.
في السادس عشر من شهر يوليو من العام 2007 ، بث التلفزيون الايراني في برنامجه "باسم الديمقراطيه" اعترافات ثلاثه إيرانيين يحملون الجنسية الأميركية متهمين بالتجسس ضد ايران والمساس بالأمن القومي الإيراني، وهم هاله اسفندياري ويحيي كيان تاجبخش ، ورامين جهابغلو.
. و قد سبق عرض البرنامج إذاعة تحذير للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي من " ثورة مخملية " مدعومة من الولايات المتحدة تستخدم المفكرين وآخرين لقلب نظام الحكم في إيران .
وجاء البرنامج في وقت دخلت الدولتان اللتان لا توجد بينهما علاقات دبلوماسية منذ فترة قصيرة بعد الثورة الاسلامية في عام 1979 في أزمة متصاعدة أيضا حول البرنامج النووي الايراني. ويشك الغرب في إن إيران تهدف الى صنع قنابل ذرية وهي تهمة تنفيها ايران.
وتزامن اعتقال الامريكيين من أصل إيراني مع ما قالت جماعات حقوق الإنسان والدبلوماسيون إنها حملة جديدة ضد المعارضين في إيران مع استهداف السلطات لناشطي الدفاع عن حقوق المرأة والطلبة والصحفيين والشخصيات العمالية. وترفض إيران الاتهام بانها تنتهك حقوق الإنسان.
وكان ثلاثة اشخاص قد تعرضوا لاسفندياري عندما كانت في طريقها الى مطار طهران بقصد العودة إلى الولايات المتحدة في شهر ديسمبر الماضي ، وسرقوا كل ما كانت تحمله من ممتلكات بما في ذلك جوازي سفرها الامريكي والايراني. وعند محاولتها استصدار جواز سفر بديل ، احيلت اسفندياري الى جهاز المخابرات الايراني ، حيث اخضعت للاستجواب حول عملها في مركز وودرو ولسون ، مؤسسة الأبحاث الامريكية المعنية بالشؤون الدولية. وبعد منعها من مغادرة ايران لاربعة اشهر، احيلت اسفندياري الى سجن ايفين في طهران.
في عام 2007 ، و بعد ثلاثة أشهر تقريباً من تهدئة طهران من تشددها مع الأمريكيين ، عندما تأكد لها نيتهم المبيتة لشن حرب ضدها ، و قررت فجأة التعاون مع مفتشي النووي الدوليين ، و دخلت في حوار مع الأمريكيين حول سبل استعادة الأمن في العراق ، كانت هالة بمثابة جزء من صفقة غير معلنة بين الإيرانيين و الأمريكيين !!
واتهمت صحيفة كيهان الايرانية اسفندياري بالتجسس على ايران لصالح الولايات المتحدة واسرائيل، وبالتحريض ضد نظام الحكم القائم في البلاد.
وقد نفى شاؤول بخاش زوج اسفندياري هذه التهم قائلا "إنها لتهم كاذبة وغير ذات محتوى ان توصف هالة اسفندياري بالعمالة لجهاز الموساد في تطبيق ستراتيجية للقيام بثورة مخملية في ايران."
ومضى زوج الباحثة المعتقلة للقول: " إن الادعاء بأن هالة اسفندياري كانت تقوم بمهمة سرية او انها جاسوسة محض كذب."
و كانت وزاره الامن الإيرانية قد قدمت ايضاحات حول اعتقال هاله اسفندياري . و قالت انه : " قد تبين من خلال المتابعات الاستخباريه بخصوص محاولات بعض الموسسات والمنظمات الامريكيه للتاتثير في الجمهوريه الاسلاميه الايرانيه بان هذه الموسسات تحاول تحت غطاء عناوين مثل بناء الديمقراطيه و حقوق الانسان و الاضطلاع بالدور الذي كانت تقوم به اجهزتها الامنيه والاستخباراتيه في الاعوام الماضيه ضد الدول المستهدفه ".
واضافت انه : " فيما يخص السيده هاله اسفندياري فان المشار اليها هي مدير ومؤسس برنامج الشرق الاوسط بمركز "ويلسون" الذي يموله الكونغرس الامريكي ".
واوضحت الوزارة : " ان هذا المركز يشكل همزه الوصل بين الايرانيين والمنظمات والموسسات الامريكيه باتجاه تحقيق مآرب الاجانب . فعلي سبيل المثال كان رامين جهانبغلو احد من وجه هذا المركز دعوه اليهم وتم اجتذابه عن طريق موسسه " "NEDوقام من خلال التعاون مع سائر المنظمات والموسسات الامريكيه بوضع نظريه حول نموذج انهيار اوروبا الشرقيه ودور المثقفين هناك ومطابقته مع ايران وكان يتابعه كمشروع ".
قال وزير المخابرات الايراني محسني آزهي : ان المتهمة (هالة اسفندياري التي تحمل الجنسية الامريكية اعترفت بقيادتها لشبكة (سوروس) التخريبية.
وتابع وزاره الامن : " ان التحقيقات اظهرت بان السيده هاله اسفندياري ذكرت بان النشاطات والبرامج المتعلقه بايران في برنامج الشرق الاوسط بهذا المركز تدعم وتمول من قبل موسسه سوروس الامريكيه الشهيره ( ان هذه الموسسه الامريكيه تعود الي جورج سوروس الذي لعب دورا اساسيا في الثورات الملونه في الاعوام الاخيره في عدد من الدول) ".
واوضحت : " انه تم بالتعاون مع السيده اسفندياري التعرف علي مدير وممثل موسسه سوروس الامريكيه في ايران وملاحقته قضائيا بحيث تتواصل التحقيقات بهذا الخصوص ".
واعلنت وزاره الامن انه : " اعلن في التحقيقات الاوليه بان موسسه سوروس ومن خلال ايجاد شبكه اتصال غير رسميه والعمل علي توسيعها وتطويرها كانت تتابع مآربها للاطاحه بالحكم " .
واضافت : " ان بعض هذه الموسسات كانت تحاول من خلال دعوه الاشخاص لالقاء محاضره والمشاركه في الموتمرات ومنح المشروعات البحثيه وزمالات دراسيه اجتذاب العناصر الموثره في البلاد وجعلها مرتبطه بالموسسات والمنظمات صانعه القرار في اميركا. وفي هذا المجال فان الدور الخفي لبعض عناصرها الاستخباريه في هذه العمليه وتحت هذا الغطاء كان موثرا ورئيسيا ".
وقالت وزاره الامن : " انه علي الرغم من ان الاهداف القصيره الامد للمؤسسات المذكوره تعود بشكل رئيسي الي نشاطاتها الظاهريه لكن اهدافها المتوسطه الامد تتمثل في بناء الثقافه والموسسات والشبكات في البلاد والذي يودي تدريجيا الي ايجاد شبكه غير رسميه ومرتبطه بهم في داخل البلاد ويضعون علي جدول اعمالهم تطويرها وتوسيعها " .
" إن مهمة مركز هالة (مركز سوروس) هو استقطاب النخب الإيرانية العلمانية والمتحررة حيث تقوم تلك الشخصيات بإلقاء محاضرات في المركز، ويعود مركز سوروس إلى شخص امريكي يدعى جورج سوروس الذي له دور كبير في الانقلابات التي تحصل في المنطقة " .
وخلصت الوزاره الي القول بان : " الهدف النهائي والبعيد الامد للموسسات المذكوره هو تمكين هذه الشبكات في الميادين المستهدفه والافاده منها في التوقيت المحدد لمواجهه الحكم وهذا النموذج المصمم اميركيا يتابع من خلال لوحته الظاهريه والخادعه عمليه الاطاحه المبرمجه في البلاد ".
في الوقت نفسه ، قال وزير المخابرات الايراني محسني آزهي : ان المتهمة (هالة اسفندياري التي تحمل الجنسية الامريكية اعترفت بقيادتها لشبكة (سوروس) التخريبية حيث تهدف هذه الشبكة الى ايجاد ارتباط في داخل ايران والقيام بعمل تخريبي ضد النظام الايراني) و ان المدعوة هالة اسفندياري التي أُلقي القبض عليها في 8 مايو الحالي تقود شبكة تخريبية داخل ايران وقد أرسلت من قبل احدى الشبكات الأمريكية لأجل ايجاد ترابط في الداخل الإيراني حيث يأخذ العمل عناوين مختلفة مثل توسيع الديمقراطية وحقوق الإنسان " .
وأضاف: (ان شخصا أمريكيا يدعى (ويلسون) رئيس مركز الشرق الأوسط يقوم بتهيئة ميزانية خاصة لمؤسسة (هالة اسفندياري) ويقوم الشخص الامريكي المذكور بحلقة الوصل بين شبكة هالة اسفندياري ومجلس الشيوخ الأمريكي) .
وقال : " إن مهمة مركز هالة (مركز سوروس) هو استقطاب النخب الإيرانية العلمانية والمتحررة حيث تقوم تلك الشخصيات بإلقاء محاضرات في المركز، ويعود مركز سوروس إلى شخص امريكي يدعى جورج سوروس الذي له دور كبير في الانقلابات التي تحصل في المنطقة " .
ويقول بعض المحللين شؤون الشرق الاوسط في بي بي سي روجر هاردي إنه يبدو ان السلطات الايرانية تنظر بعين الريبة الى محاولات ادارة بوش تشجيع التغيير الديمقراطي في ايران.
فقد منعت السلطت الايرانية عددا آخر من الايرانيين الحاملين للجنسية الامريكية من مغادرة البلاد مؤخرا، بينهم الصحفي بارناز ازيما الذي يعمل لصالح اذاعة راديو فاردا الممول من قبل الولايات المتحدة. كما اختفى في شهر مارس آذار الماضي روبرت ليفنسون - وهو عميل سابق لمكتب التحقيقات الفدرالي الامريكي - اثناء قيامه بزيارة لجزيرة كيش الايرانية.
وظهرت الباحثة في مؤسسة (وودرو ويلسون) الامريكية هالة اسفندياري (67 عاما) في مشهد قالت فيه انها كانت تعمل مع زميلها عالم الاجتماع كيان تاج بخش لصالح مؤسسة امريكية تسعى الى تنظيم "انقلاب مخملي" في ايران عن طريق استقطاب العناصر المثقفة واساتذة الجامعات.
واوضحت اسفندياري المعتقلة بتهمة العمل ضد الامن القومي الايراني انها كانت تجري اتصالات مع شخصيات من داخل ايران وتوجه دعوات لهم لحضور ندوات تحت اسم الديمقراطية في الولايات المتحدة.
واضافت اسفندياري ان مهمتي الرئيسية كانت "تحديد الشخصيات التي تلقي خطابا في مثل هذه الندوات".
واشارت هاله اسفندياري (67عاما) والتي تعيش في اميركا منذ العام ۱۹۸۰الي ان دورها كان التعرف علي الناشطين السياسيين الايرانيين الذين كانوا يتوجهون الي اميركا للتحدث في مراكز البحوث ومنها مركز "ويلسون" وقالت، بما انني كنت بعيدا عن ايران فقد تشاورت في المرحله الاولي مع باحثين ايرانيين موجودين في واشنطن وخبراء او اساتذه ايرانيين في الجامعات والمراكز العلميه في اميركا وكنت اطلب منهم ان يعطوني اسماء ناشطين ايرانيين فيما اذا كانوا يعرفونهم.
واضافت إن الطريقه الثانيه كانت عبر الاتصال مع بعض الافراد عندما كنت ازور ايران في بعض الاحيان.
وقالت ان جامعه "يو سي ال اي" التي تعقد موتمر الشرق الاوسط منذ اعوام في دول اوروبيه ومنها في العاصمه اليونانية اثينا بالتعاون مع وزاره الدفاع اليونانيه تقوم بتوجيه الدعوه الي نحو ۱۵۰شخصا من دول المنطقه ومنها ايران ومصر من اساتذه الجامعات والنخب السياسيه والذين كانوا ضمن اجهزه استخباريه ويقومون الان بالتدريس في الجامعات احيانا وناشطين في مجال الديمقراطيه والموسسات المدنيه.
"إن موسسه "سوروس" تنشط في مختلف المجالات ومنها تقويه الموسسات المدنيه النسويه ووسائل الاعلام في الداخل والخارج المعارضه للحكومه. وكشفت بانها مع مجموعتها في موسسه "سوروس" تلقت ثلاث ميزانيات فيما يتعلق ببرنامج ايران".واوضحت بان الشيء المهم من وراء هذا الموتمر هو شبكه الاتصال التي تشكل بين الحاضرين واشارت الي انها شاركت في الموتمر مرتين وطلب منها تشكيل مجموعه نسويه وقالت إن من بين الافراد المشاركين من اميركا " اشتيغل " منظم الموتمر والسيده جودي كياوست الاستاذه في جامعه الدفاع الوطني في اميركا وكانت محلله في جهاز الاستخبارات الاميركيه ال"سي آي اي" ومسؤول كبير في وزاره الدفاع اليونانية وسفير كندا السابق في مصر ومسوول من وزاره الخارجيه السويديه مندوبا عن الاتحاد الاوروبي ومن اسرائيل الاستاذ الجامعي ديفيد منشلري ويوسي الفه ضابط الاستخبارات السابق ومن لبنان ضابط متقاعد ومن الاردن وزير متقاعد.
واضافت ان برنامج قسم الشرق الاوسط في مركز "ويلسون" كان طريقا لاستقطاب المتحدثين من ايران وتعريفهم علي المراكز البحثيه كي يتعرفوا علي صناع السياسه لدعوتهم للمراكز البحثيه والحصول علي الزمالات البحثيه وهو ما حدث بالفعل مع السيد جهانبغلو.
وقالت اسفندياري إن الحكومه الأميركية تلعب دورين فيما يخص ايران ، احدهما الاستفاده من التحليلات ، التي تجري في مثل هذه الموتمرات حول ايران والثاني إقامه الاتصال مع افراد ياتون من ايران ويشاركون في موتمرات داخل اميركا وخارجها ، وتخصيص مساعدات مالية لمراكز بحثيه وافراد .
واضافت ان الهدف من وراء كل ذلك هو ايجاد بعض التغيير في هيئات اتخاذ القرار داخل ايراناي ايجاد نوع من التغيير من الداخل والذي هو بطبيعه الحال موثر علي صناع القرار في اميركا.
وقالت إن موسسه "سوروس" تنشط في مختلف المجالات ومنها تقويه الموسسات المدنيه النسويه ووسائل الاعلام في الداخل والخارج المعارضه للحكومه. وكشفت بانها مع مجموعتها في موسسه "سوروس" تلقت ثلاث ميزانيات فيما يتعلق ببرنامج ايران.
وقالت إن الهدف الاساس من وراء انشطه المركز هو التعرف علي افراد النخبه ودعوتهم للتحدث في الجلسات والموتمرات اي ربطهم بهذه الشبكه الواسعه داخل وخارج البلاد.
كما بث التلفزيون اعترافات لعالم الاجتماع الايراني كيان تاج بخش ( 45 عاما) المستشار في معهد " المجتمع المفتوح " الذي يديره الملياردير الامريكي جورج سوروس في نيويورك والاكاديمي الايراني كندي الجنسية رامين جهانبغلو المعتقل ايضا منذ شهرين للتهم نفسه . و يذكر ان ايران لا تعترف بالجنسية المزدوجة .
و قد أبدت الولايات المتحدة انزعاجها من معاملة طهران لهؤلاء المواطنين اللذين يحملان الجنسيتين الإيرانية والامريكية بعد هذا العرض التلفزيوني .. و قالت إن الاعترافات بالعمل ضد الأمن القومي للجمهورية الإسلامية والتجسس جاء تحت الضغط .
نددت مريم رجوي باعتقال هاله اسفندياري ، وعدد آخر من الأمريكيين ، من أصل ايراني . ووصفت التهم الموجهة بـ : " الواهية و المثيرة للشجب ، التي أطلقتها الديكتاتورية الارهابية الحاكمة باسم الدين في ايران ضد السيدة اسفندياري ".وقال شون مكورماك المتحدث باسم الخارجية الامريكية : " نحن غاضبون من ان تعرض حكومة الجمهورية الاسلامية مواطنين أمريكيين على التلفزيون المملوك للدولة في 16 يوليو تظهر فيه الدكتورة اسفندياري والسيد تاجبخش يقران فيما يبدو ببيانات انتزعت منهما قسرا."
وأضاف مكورماك في بيان "الولايات المتحدة منزعجة لسوء المعاملة."
وحث المتحدث باسم الخارجية الامريكية ايران على الإفراج فورا عن الأكاديميين وأيضا عن علي شاكري الذي يعمل في جامعة كاليفورنيا. كما منعت بارناز عظيمة وهي امريكية ايرانية أيضا تعمل مراسلة إذاعية للراديو الناطق بالفارسية التابع لإذاعة اوروبا الحرة من مغادرة ايران.
وقال مكورماك في بيانه "ندعو المرشد الأعلى علي خامنئي لمعاملة هؤلاء الناس بالاحترام الذي يستحقونه ووضع حد لإذاعة أي شيء آخر والإفراج فورا عن الأمريكيين المحتجزين حاليا بتهم لا أساس لها من الصحة." وأدان البث التلفزيوني و وصفه بأنه : عمل غير مشروع ، وتم عن طريق الاكراه " .
و ذكر ماكورماك بفقد أمريكي آخر هو روبرت ليفنسون وهو ضابط سابق في مكتب التحقيقات الاتحادي الامريكي ومن سكان فلوريدا أثناء رحلة لايران في مارس ، ولم يسمع عنه شيء منذ ذلك الحين .
و لم يتوقف الأمر عند هذا الحد ، فقد تسارعت وتيرة الأحداث ، لتدخل أطراف أخرى على الخط كان أبرزها المحامية الايرانية الحائزة جائزة نوبل للسلام شيرين عبادي ومريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المعارضة الايرانية .
عبادي رفعت شكوى ضد ايران بشأن اعتقال المعارضة هالة اسفندياري الى مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة .
وقالت عبادي التي تتولى الدفاع عن اسفندياري انه تم نقل موكلتها الى زنزانة فردية منذ الثامن من شهر مايو 2007 ، ولا يسمح لأحد بزيارتها, كما انها لا تتمتع بأي حق من حقوق السجناء حسب ما تنص عليه القوانين في ايران.
وطالبت عبادي باتخاذ التدابير اللازمة للافراج العاجل عن موكلتها وان يتم محاكمتها بشكل يتسم بالعدالة والحرية. واعتبرت اعتقال اسفندياري لمدة 3 أشهر بتهمة تهديد الأمن القومي, نموذجاً بارزاً للاعتقالات العشوائية في ايران.
كما نددت مريم رجوي ، رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المعارضة الايرانية بقوة ، باعتقال هاله اسفندياري ، وعدد آخر من الأمريكيين ، من أصل ايراني . ووصفت التهم الموجهة بـ : " الواهية و المثيرة للشجب ، التي أطلقتها الديكتاتورية الارهابية الحاكمة باسم الدين في ايران ضد السيدة اسفندياري ".
وأكدت رجوي أن : " هذه الاعتقالات أثبتت مرة أخرى أن التفاوض والمساومة مع النظام الفاشي الحاكم باسم الدين في ايران وتعليق الآمال الواهية على تعديل النظام لم تجد نفعاً، و أدعو المنظمات المدافعة عن حقوق الانسان والهيئات الدولية الأخرى الى الضغط على النظام الايراني من أجل اطلاق سراح فوري للسيدة اسفندياري والمعتقلين الآخرين " .
ثم دخلت الصحف الأمريكية على الخط ، لتشن حملة شرسة على إيران .. وقالت صحيفة شيكاغو تربيون في العنوان الرئيسي بصدر صفحتها الأولى ( المانشيت ) : " إيران تمارس القمع خوفا من ترويج الديمقراطية " !!
و قالت : إن العالمة هالة إسفنداري الأميركية من أصول إيرانيه و المتزوجة من يهودي ايراني في اميركا ، زارت إيران لتوديع أمها المريضة المسنة، لكن (سلطات الملالي) حسب تسمية الصحيفة سجنتها، لتتظاهر بـ "القوة". ووصفت هذا التصرف بأنه "خوف" مؤكد من التحولات السياسية التي (يتململ) المجتمع الإيراني من أجل تحقيقها.
وقبل أكثر من سنة، كشفت (كونداليزا رايس) وزيرة الخارجية الأميركية عن خطط لصرف 75 مليون دولار للترويج للديمقراطية في إيران. ومعظم تلك المبالغ كان مصمماً لها أنْ تصرف لتطوير برامج شبكتي الإذاعة والتلفزيون التي توجّه الى الإيرانيين، وكذلك للزمالات الدراسية للطلبة الإيرانيين لـ "لتأهيلهم" ديمقراطياً على طريقة ما جرى مع اندونيسيا قبل إسقاط سوهارتو.
تم إطلاق سراح هالة اسفندياري في شهر أغسطس عام 2007 ، بعد شهرين من تهدئة طهران من تشددها مع الأمريكيين ، عندما تأكد لها نيتهم المبيتة لشن حرب ضدها.
وقالت صحيفة " شيكاغو تربيون " إن كل هذه الأشياء تتبدد (75 مليون دورلار ليست مبلغاً مهماً) لكن المهم هو النية التي تكمن وراءه لمساعدة الديمقراطية الحقيقية في إيران. و(المهازل) –على حد قول الصحيفة- التي يرتكبها (الملالي) الذين يديرون الحكم في البلد، هي التي جعلت النظام المذعور أكثر ذعراً.
والمثال الذي يتطابق مع هذه الحالة –تقول الصحيفة- هي (هاله اسفندياري) الأكاديمية الأميركية -الإيرانية التي تدير برنامج الشرق الأوسط في معهد وودرو ولسون الدولي للعلماء في واشنطن. لقد سافرت (اسفندياري) السنة الماضية الى طهران لزيارة أمها المريضة التي تبلغ من العمر 93 سنة. كانت قد سافرت الى إيران من قبل. لكنْ في هذه المرة ، لم يسمح لها بمغادرة البلد. ولأربعة أشهر، يُحقق معها بشكل متكرر من قبل السلطات الإيرانية. طالبوها بالإعتراف أنها تشرف على النشاطات الهدامة. حسب (لي هاملتون) مدير مركز ولسون.
وتؤكد صحيفة شيكاغو تربيون أنها رفضت في النهاية ، و رميت في أحد السجون الإيرانية سيئة السمعة بسبب عدم تعاونها، أو لإنها لا تعترف بالأشياء التي لم تفعلها. ويوم الثلاثاء الماضي ، قال القضاء الإيراني كلمته : لقد أجريت معها تحقيقات بشأن ارتكابها "جرائم ضد الأمن القومي الإيراني" وبعد أيام قليلة، كانت صحيفة إيرانية متشددة واضحة أكثر عندما اتهمت (إسفندياري) بالتجسس لصالح الولايات المتحدة الأميركية واسرائيل ومحاولة تدبير ثورة وإثارة الرأي العام ضد السلطة الإسلامية.
وتقول شيكاغو تربيون: هناك عدة نظريات بشأن أسر (إسفندياري) وسجنها. أحدها قد يكون صراعا على السلطة بين الرئيس محمود أحمدي نجاد والرئيس الأسبق لإيران (هاشمي رفسنجاني). والنظرية الثانية: أن الحكومة مفزوعة من تصريح رايس بتخصيص 75 مليون دولار للترويج للديمقراطية في إيران، وهذا ما صعّد الشكوك بالأكاديميين الذين تتشكل منهم قيادات الحركة الديمقراطية.
وإنّ (إسفندياري) –تقول الصحيفة- كان لديها اهتمامات خاصة في تطوير المرأة في إيران وفي العراق وفي جيمع منطقة الشرق الأوسط. كانت تشجع على تنظيم مؤتمرات حول البرنامج النووي في إيران ومستقبل حركة الإصلاحات. والقبض كما ترى صحيفة شيكاغو تربيون ربما يكون تحذيراً للآخرين بأن أي أكاديمي يشجع الديمقراطية أو حرية الكلام في إيران، حتى لو كانوا يعملون ذلك من مكان بعيد عن البلد فإن النتائج لن تكون آمنة بالنسبة لهم سوف يواجهون بالعقوبة عاجلاً أم آجلاً .
وتقول الصحيفة: إنه الربيع في إيران ، الوقت الذي تتجه فيه أفكار الإسلاميين المتشددين الى الإضطهاد وممارسة القمع. فهذه الأيام –كما تؤكد شيكاغو تربيون- تجوب شرطة (الاحتشام) شوارع العاصمة طهران، لتوقف المرأة التي ترتدي لباساً غير محتشم أو مناسب. وأهدافهم من ذلك: أن النساء اللاتي يرتدين أوشحة رأس صغيرة نسبياً، أو قمصاناً أو جاكيتات ضيقة، أو يستخدمن مستحضرات التجميل أو يصبغن أظافرهن ، أو يرتدين نظارات شمسية كبيرة الحجم، أو يلبسن جوارب قصيرة فقط أي شيء يبدو على المرأة غير متناسب مع الاعتبارات الإسلامية. غالباً يتم الآن تحذير معظمهن، وهذا يعني أنّ الظروف أحسن مما كانت عليه في الوقت المبكر للثورة الإسلامية. حيث كانت المرأة تسجن أو تجلد أو تغرّم لإنها خالفت (القيم التي تشيعها الثورة).
وتقول الصحيفة: نستطيع أن نفهم أسباب حساسية الأحكام الإيرانية. إنّ حكامها يدفعون البلد (عميقاً عميقاً) الى العزلة (بنمطين من العقوبات الأممية التي صدرت ضد إيران، واحتمالات عقوبات أكبر، كما هددت بذلك الأمم المتحدة) كلها للاستمرار في البرنامج النووي غير الشرعي (حسب وصف الصحيفة الأميركية). فعلى الرغم من أن البلد ثري نفطياً، فإن الاقتصاد الإيراني واهن وضعيف، والأوقات الجيدة التي وعدها بها أحمدي نجاد لم تتحقق، ولن تتحقق ما لم يجر النظام سلسلة من المتغيرات والإصلاحات الجدية في سياسات البلد الاقتصادية وحرية السوق.
وأكدت الصحيفة إن الملايين من الإيرانيين متململين جدا. وقد يعتقد الملالي أن رمي عالمة بارعة –جاءت تزور أمها المريضة المسنة- في السجن علامة على القوة. من هنا نرى جميعاً أنه خوف !
بقي عزيزي القارئ أن تعرف أنه تم إطلاق سراح هالة اسفندياري في شهر أغسطس عام 2007 ، بعد شهرين من تهدئة طهران من تشددها مع الأمريكيين ، عندما تأكد لها نيتهم المبيتة لشن حرب ضدها ، و قررت فجأة التعاون مع مفتشي النووي الدوليين ، و دخلت في حوار مع الأمريكيين حول سبل استعادة الأمن في العراق ، و كانت هالة بمثابة جزء من صفقة غير معلنة مع الأمريكان !!