حصاد الهشيم سويعات هناء وسنوات شقاء ،.الحلقة الأخيرة من كتاب المدير السابق لوكالة Cia

يحي الشاعر

كبير المؤرخين العسكريين
عضو مميز
إنضم
2 فبراير 2008
المشاركات
1,560
التفاعل
98 0 0
عرض كتاب -

الحلقة الأخيرة

من كتاب " في قلب العاصفة : سنواتي في الـ "
سي.آي. إيه CIA
ألمؤلف
جورج تينيت المدير السابق
لوكالة المخابرات الأمريكية ..

حصاد الهشيم
....
سويعات هناء وسنوات شقاء
!!




أسرار تأتى ... بعد دهور ... ليعرف الشعب المصرى والعربى ، ماذا كان يدور خلف ظهره ...


يحى الشاعر


المصدر






حصاد الهشيم: سويعات هناء وسنوات شقاء
4090tenet_1.jpg
الحلقة الأخيرة من كتاب " في قلب العاصفة : سنواتي في الـ " سي.آي. إيه "
المؤلف : جورج تينيت المدير السابق لوكالة المخابرات الأمريكية
يبدو أن تينيت لم يشأ أن ينهي كتابه دون أن يقدم ليس لخصومه السياسيين فقط ، وإنما لنا أيضاً كعرب ومسلمين ، صرخة عالية لعلهم ولعلنا معهم نفيق من سباتنا.. تينيت يوقظنا هنا على الحقيقة المجردة ، من واقع حصيلة خبراته وتجاربه.. الحقيقة المؤلمة التي يحاول الجميع الالتفاف حولها ، خشية الاقتراب منها فتحرقه.. ويصر تينيت على أن لا يودع قراء كتابه دون أن يضع أياديهم على مفاتيح الحل ، رغم علمه بأن كاهلهم قد ينوء عن حملها !!
هناك جبال يستعصي على القوى العظمى تسلقها !!
المخابرات ليست مسئولة عن القرارت السياسية وعلي صناع القرار تقدير عواقب أفعالهم!!

الشرق الأوسط مهد الحضارة وما لم يحل مشاكله سيكون مقبرتها !!
لا يمكن فرض الديمقراطية على شعوب الشرق الأوسط.. عليهم الاختيار بأنفسهم !!
علي العالم الإسلامي القيام بمراجعة للذات وعلي الغرب مساعدته لحل مشاكله !!
معركتنا ضد الإرهاب فاشلة ما لم تتحسن أحوال الناس في البيئات التي تحتضنه !!
العنف في العراق أكبر من قدرة أمريكا على احتوائه ولن نخسر شيئا من التفاوض مع إيران !!
كان من الممكن تفادي هجمات سبتمبر لوأخذت إدارة بوش بتحذيراتنا !!
خلايا القاعدة موجودة بأمريكا وأتوقع أن يكون هجومها القادم بالنووي !!
رغم الجراح.. لوعاد بي الزمن لفعلت نفس ما فعلته وبكل دقة من دقات قلبي !!
ترجمة الأستاذ / مجدي كامل
كان الطريق الذي قطعته كمدير لـ " سي. إي. آيه " منذ أن سرت بصحبة جون دوتش على ممر التمشية عند شاطئ " سي آند أو" قرب حانة أولد آنجلر مليئاً بالانتصارات والانكسارات وبدرجة تفوق بكثير مما كان بمقدوري أن أتخيله.
ومع ذلك فلم يمنحني تنازلي - طواعية - عن عجلة القيادة في يوليوعام 2004 الهدوء الذي عادة ما يتبع العاصفة. وفي الحقيقة فإن أداء المجتمع الاستخباراتي قد أصبح محلاً للنقاش – من جديد - في حملات المرشحين المتنافسين في انتخابات الرئاسة عام 2004. وقد تولد عن هذ الجدل الدائر – وقتذاك – من السخونة ما يفوق بكثير ما تولد عنه من نور. فكل حزب حاول أن يجهز على الآخر مستخدما الاستخبارات الأمريكية كمطية. وأدى النقاش أيضاً إلي ظهور رغبة محمومة لإعادة تنظيم الاستخبارات ، ولكن الطريقة التي دار بها هذا الجدل ، أثناء الحملات الانتخابية لم تسفر إلا عن تعاظم الشعور الكاذب بالتقدم والأمن.
ولكن مرت الانتخابات بسلام ، وتجاوزت الأمة المنعطف الخطير.. وبعد هذه الانتخابات ، بوقت قصير ، فاجأني بريت كافانوف سكرتير الرئيس بوش بمكالمة هاتفية يبلغني فيها بأن الرئيس قرر منحي وسام الحرية ، أرفع وسام في أمريكا. وأوضح لي كافانوف أنه سيتم تكريم ومنح أوسمة مماثلة للجنرال تومي فرانكس وجيري بريمر الحاكم الأمريكي السابق في العراق معي في نفس الاحتفالية.
والحقيقة أنني لم أكن متأكداً من أنني فعلاً أريد قبول مثل هذا الوسام. فنحن لم نجد أسلحة دمار شامل في العراق ، ولم نجد في هذا البلد ، خلال فترة ما بعد الحرب ، تلك " الكعكة الصفراء " - يورانيوم النيجر - التي زعم البعض وجودها قبل الحرب.
وسألت كافانوف عن الدافع وراء رغبة الرئيس في تكريمي ، وطلبت منه أن يقرأ لي التنويه الذي ينوي الرئيس إلقاءه قبيل تقليدي الوسام.
ولحسن حظي أن البيان الرئاسي المصاحب لتقليدي الوسام كان كله يتعلق بانجازات وكالتي في مكافحة الإرهاب ، دون أي إشارة تذكر للعراق. وقد شعرت بالراحة لذلك. وقلت لنفسي: الآن أستطيع قبول الوسام ، على أساس هذه الحيثيات ، ليس من أجلي ، ولكن من أجل وكالتي ، ومع ذلك فإنني حتي هذه اللحظة لم أكن مقتنعاً – تماماً - بقبوله ، وأبلغت كافانوف بأنني سأعاود الاتصال به ، لأبلغه بردي النهائي.
wessam.jpg

لقد كنت أفهم ما يدور في كواليس السياسة تماماً ، وأعلم الدوافع التي تقف وراء القرارات كقرار منحي الوسام مثلاً ، ولكنني ثمنتُ الوسام على أنه تكريم لرجال ونساء " سي. آي. إيه " الذين أدوا واجبهم على النحو الأمثل في مواجهتهم لهجمات سبتمبر. كما كان لدي أمل كبير في أن يكون في الوسام خير خاتمة لمشواري الوظيفي ، وخير عزاء لأسرتي ، التي ربما يخفف هذا التكريم من وطأة ماعانته معي في أوقات العمل العصيبة ، وصدقوني إذ أقول أن كل كلمة نقد أو لوم كانت توجه لي ، سواء صغيرة أم كبيرة ، كانت تؤلمهم بنفس درجة إيلام المصائب الكبرى.
وفي حفل التكريم ألقي الرئيس بوش كلمة أشاد فيها بدوري ودور رجال ونساء " سي. آي. إيه " الذين كما قال كانوا في تلكم الأثناء يؤدون واجبهم ، ويخدمون بلادهم معرضين حياتهم للخطر. وفي هذه اللحظة كم كان مبلغ سعادتي عندما نظرت لإبني الصغير ، فوجدت ملامح الزهو والفخار والسعادة ترتسم على محياه.
ومع ذلك ، فقد تقلدت الوسام ، وانتهى حفل التكريم ، ولكن الجدل الدائر حول القضايا ، التي لطالما كانت تقد مضجعي استمر ، بل وتصاعد.
ولكن ما يهمني هنا هو أن أتحدث عن الدروس المستفادة من واقع خبرتي وتجاربي.
أولاً وأهم من كل شيء لابد من القول بإن المخابرات ليست هي الرد الوحيد على أي مشكلة معقدة. فغالباً بل وفي أفضل الأحوال ، فإن 60% فقط من الحقائق المتعلقة بأي قضية أمن قومي هي القابلة للكشف عنها ، أو معرفتها ، والمخابرات تحاول أن ترسم صورة واقعية لموقف بعينه على أساس تفسيرات الخبراء وتحليلات المعلومات التي تم جمعها. أما النتائج هي ، وبصفة عامة انطباعية ونادراً ما تعرض أو تقدم على أنها نتائج قاطعة أوحاسمة.
ومع ذلك ، فالقدرة على الوصول إلى هذه الانطباعات ليست بالأمر الهين وإنما هي مسألة بالغة الصعوبة ، ومن أجل أن يتحقق ذلك ، كان لزاماً على أي أمة أن تكرس اهتمامها ، ومواردها لدعم قدراتها الاستخبارية في كل الأوقات ، ليس فقط في وقت الأزمات فقط ، لأن ما تفقده أجهزة الاستخبارات في سنوات التجاهل ، لا يمكن تعويضه بسرعة ، مهما كانت الجهود المبذولة من أجل أن تستعيد عافيتها هائلة. وما يبذل اليوم من جهود للارتقاء بالاستخبارات ، لن نجني ثماره إلا بعد عقود من الزمان.
ومن المهم أيضاً أن نقول أنه وبغض النظر عما تقدمه الاستخبارات من تقييمات ، وبغض النظر عن مدي صحة هذه التقييمات ، إلا أنه لا يجب أن تكون هي كل ما يعتمد عليه صانعو السياسة ، ولا يجب أن تشكل الاستخبارات وحدها السياسة. فالاستخبارات الجيدة ليست بديلاً عن حسن الإدراك ، الذي يجب أن يتمتع به الساسة من صناع القرارات ، والقدرة على التفكير في عواقب أفعالهم وقراراتهم.
لقد كان الإرهاب والعراق القضيتين الأكثر إلحاحاً خلال فترة توليي منصبي ، ولكن على الرغم من أهميتهما ، فإنهما لا ينبغي أن تحجبا عن العيون قضايا أخرى في منطقة الشرق الأوسط المضطربة ، فهذه المنطقة أقل استقراراً اليوم من أي وقت مضى من ربع القرن الغابر. فأمن إسرائيل الآن في خطر داهم يفوق ما كانت تواجهه في أي وقت مضى.
وقد دخلت الولايات المتحدة الحرب في العراق وتصرفت كما لو أن ما نفعله هناك لا علاقة له بعملية السلام في الشرق الأوسط ، ولا ما يجري من أحداث في لبنان ، أو سوريا ، أو الصراع الأوسع نطاقاً ضد الإرهاب ، بينما هذه القضايا متداخلة ، وتقتضي الآن استراتيجية تتضمن النظر إليها على أنها مرتبطة ببعضها البعض ، ولا يمكن التعامل معها منفصلة !!
وسأضرب لك مثالاً بالمصير المظلم الذي بات فيه مستقبل عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. فلو كنا كأمريكيين قد حاولنا بجدية إحياء مفاوضات السلام قبل عدة سنوات مضت ، لكنا قد تمكنا من تفادي العداء الذي اشتعل ضدنا في العالم السني وخلق مناخا يسمح بإقرار سلام وأمن في الشرق الأوسط ، والأهم مناخ يحول دون تحول المنطقة إلي حضانة للتطرف الإسلامي كما هوالحال اليوم.
وبالنسبة لحديثنا عن عملية التحول الديمقراطي في الشرق الأوسط ينبغي علينا أولاً وقبل كل شيء أن نفهم أن شعوب المنطقة في حاجة إلي أساس يسمح لها بالانتقال إلي صورة من صور الحكم النيابي الذي يختارونه بأنفسهم وحسب المسار الذي يحددونه بأنفسهم. وأنا على قناعة بأننا لو حاولنا أن نجعل من العالم صورة مكررة منا فسوف نفشل بالتأكيد.. ولكن لا يزال علينا أن نعمل على إيجاد حلول لمشكلات المنطقة ، لأن الشرق الأوسط الذي وإن كان هو مهد الحضارة إلا أنه أيضاً يمكن أن يكون مقبرتها !!
ومما يزيد من عدم الاستقرار في الشرق الأوسط هو الحرب الدائرة في العراق وما تطرحه من تحديات. وسوف تخضع دوافعنا لدخول هذه الحرب للبحث والنقاش لسنوات طويلة قادمة. واعترف بأننا بشكل أو بآخر قد شاركنا فيما حدث ، لا سيما وأن الإدارة دخلت الحرب متذرعة بمعلومات استخباراتية ، صحيح نحن لا نتحمل مسئولية ما حدث ، ولكن كان من الممكن أن يكون صوتنا أعلي ، ونحن نحذر من الاعتماد على تقييمات المخابرات ، التي لا ينبغي أن تكون هي أساس أي قرار سياسي خطير مهما بلغت نسبة صحتها ، لأنها في النهاية مجرد تقييمات ، وليست حقائق مجردة.
وأهم درس نخرج به من حربنا في العراق هو أن القوة وحدها ليست الوسيلة القادرة على حل جميع المشاكل ، وأن هناك جبال يستعصي على القوى العظمى مهما أوتيت من قوة تسلقها !!
cartoon.jpg

ومن هنا فأنا لا أعتقد في جدوى تعزيز القوات الأميركية في العراق أو زيادة أعدادها ، بعدما اكتسب العنف المذهبي زخماً ودفعاً ذاتيا ، وأعتقد أن وجود القوات الاميركية ، لم يعد له أي دور في احتواء العنف ، وبيد العراقيين وحدهم تحديد طبيعة الدولة التي يريدونها ، وما إذا كانت لديهم الرغبة والتصميم على القيام بعملية مصالحة وطنية تسمح لبلادهم أن تبقى موحدة. ولا يجب أن يجعلوا من الوجود الأمريكي شماعة لتعليق فشلهم في اتخاذ القرارات المصيرية التي تتعلق بمستقبل أمتهم. وبالنسبة لإيران لا بد لنا من التحدث معهم ، بدلاً من استمرارنا في رفض التفاوض المباشر معهم ، وسوف لن نخسر شيئاً لو فعلنا ، ولم نصل إلي شيء !
ورغم ذلك فإن الولايات المتحدة لدى تركي منصبي في شهر يوليو 2004 قد أضحت بفعل جهود وكالتي في وضعية أكثر أمناً مما كانت عليه قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر.. وهنا يثور السؤال الذي لا يزال يسيطر علينا جميعاً : هل كان من الممكن تفادي هذه الهجمات ؟!

على الرغم من الكم الهائل من عمليات تقصي الحقائق التي قام بها أعضاء لجنة الحادي عشر من سبتمبر والصحافيون والمؤلفون وغيرهم كثير فإن هذا السؤال يواصل مطاردة جميع من لهم علاقة بمكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة. لقد خلصت كل من لجنة الحادي عشر من سبتمبر ولجنة التحقيق المشتركة التابعة للكونغرس الأميركي إلى أن منع حدوث الهجمات أمر مستبعد ، ولكن ذلك لا يمنع الكثيرين من التساؤل: ماذا لوكان هناك ما يمكن القيام به لمنع وقوعها ؟
بالتأكيد لا أدعي أن بوسعي تقديم إجابات قاطعة في هذا الصدد ، ولكن بإمكاني إزالة بعض مظاهر اللبس والحيرة والتشويش وسوء الفهم ، التي تحيط بالفرص المهدرة ، التي تحدثت عنها آنفاً ، ومنها تحذيراتي للإدارة من وقوعها ، دون أن أجد منها آذاناً صاغية. ولا زلت أعتقد ومن واقع خبرتي أن القاعدة لا تزال موجودة في أمريكا وتنتظر اللحظة المناسبة للهجوم من جديد ولا أستبعد أن تستخدم في المرة القادمة سلاحاً نووياً ، لأن هذا سيغير مجري التاريخ ، وهذا هو جل ما يريده أسامة بن لادن !!
وأستطيع هنا القول أننا لن ننجح في معركتنا ضد الإرهاب ما لم نقتحم مشاكل البيئة التي يتربى فيها ، ونفعل شيئاً لكي تكون في هذه البيئة حكومات أمينة ، وتجارة حرة ، وتنمية اقتصادية ، وإصلاح التعليم وحرية سياسية ، واعتدال ديني. ويجب أن نشجع العالم الإسلامي على إجراء حوار داخلي لحل مشكلاته وقضاياه ، في الوقت الذي يتعين على الغرب فيه ونحن منه تحمل مسئولياتنا تجاه مساعدته مادياً وسياسياً لحل مشاكله.
وفي نهاية كتابي أقول إنني ، عندما كنت في منصبي ، قد بذلت كل ما بوسعي لكي أنوب عن الشعب الأمريكي في تقديم الشكر لكل العاملين الأفذاذ في استخباراتنا على كل ما يفعلونه من أجلنا جميعاً. وبينما مثل وجودي في وضعية المدافع والمتحدث الأول باسم " سي. آي. إيه " تحدياً ، وخروجي من منصبي وعلى وجهي الوظيفي بعض الندبات ، إلا أنني أيضاً أمضيت لحظات رائعة من السعادة مع رفاقي الذين خاضوا غمار مخاطر جسيمة نيابة عن أمريكا وحلفائها.. وعندما أفكر في كل ذلك أتساءل : هل لوعاد بي الزمن... هل أخوض نفس هذه الرحلة مرة ثانية ؟!.. إجابتي هي : نعم.. وبكل دقة من دقات قلبي.

تمت

............"


إنتهى نقل الحلقات فى هذا الموضوع ...
وشكرا جزيلا للموقع





يحى الشاعر
 
الله يعطيك العافية دكتور يحي على هذا النقل وكنت اتمنى ان تجعلها في موضوع واحد
مكون من كل هذه الاجزاء بعنوان واحد وهو اوراق من الـ سي.آي. إيه Cia
 
عودة
أعلى